العنوان مجلس الكنائس العالمي في كينيا يؤيد العدوان الصهيوني
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
مشاهدات 8
نشر في العدد 277
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
أصدر مؤتمر مجلس الكنائس العالمي الخامس المنعقد في العاصمة الكينية نيروبي قرارًا يناهض قرار الأمم المتحدة الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية.
وقد أعرب العلماء المسلمون ورجال الدين النصارى في الأردن عن قلقهم البالغ وتأثرهم العميق للقرار المؤسف الذي أصدره المؤتمر الخامس لمجلس الكنائس العالمي.
وقال علماء الأردن ورجال الدين النصارى في برقية وجهوها لمؤتمر نيروبي: كنا نعقد أمالًا كبارًا بأن يلتزم المؤتمر جانب الحق والعدالة بالنسبة إلى المأساة الفلسطينية، والحفاظ على الأماكن المقدسة من التدنيس.
وكان ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد وجه رسالة إلى المؤتمر في بدء انعقاده قال فيها:
اسمحوا لي، باسمي وباسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وباسم الشعب الفلسطيني أن أقدم لاجتماعكم باحترام شديد وبإجلال لكم أحر التحيات النابعة من قلوب مؤمنة وصادقة!! راجيًا أن يسدد الله خطاكم ويوفقكم في تحقيق أهداف مجلسكم الموقر.
تلك الأهداف النبيلة لنصرة القضايا العادلة والسلم والاحتجاج على الظلم والتمييز العنصري والعدوان والاضطهاد. وذلك على المستويين الفردي والإنساني والعام المتعلق بالشعوب والأمم.
ويناشد رئيس المنظمة مؤتمـر نيروبي أن يقف إلى جانب نضال الفلسطينيين، الثورة التي تؤمن بوحدة الأديان الثلاثة في فلسطين ممثلة- كما قال عرفات- بنيافة المطران هیلاریون کبوجي، وسماحة الشيخ محمد أبو طير، والشاب المناضل اليهودي يهودا أديف.
وقرارات المؤتمر خيبت الآمال التي عقدها رئيس المنظمة عليه، وإذا كان علماء الأردن قد فوجئوا بقرار مؤتمر نيروبي الذي شجب قرار الأمم المتحدة وناصر العدوان اليهودي، وإذا كان رئيس اللجنة التنفيذية يرى أن أهداف مؤتمر الكنائس نبيلة ضد الظلـم والتمييز العنصري والعدوان والاضطهاد.. أما رأينا في المؤتمر الخامس لمجلس الكنائس العالمي فلقد قلناه مرارًا بأنه مؤتمر استعماري وبابا روما أدلى بنفس التصريح في مؤازرة الصهاينة وشجب قرار الأمم المتحدة الذي يساوي بين الصهيونية والتمييز العنصري.
والقائمون على الكنائس العالمية في القدس ضد حقنا الذي نسمي إليه، وما سبق أن وقفوا معنا في قضية من القضايا؛ فكيف ننتظر منهم غير تأييد عدونا؟.
ومؤتمرهم هذا تظاهرة صليبية في بلد طيب مثل كينيا، وهم يركزون على كينيا منذ سنوات طويلة، ولهم فيها مدارس كثيرة ومستشفيات عديدة وأديرة وكنائس.. وعملهم الدائب في بلد متخلف مثل كينيا جعل نسبة النصارى ترتفع إلى ما يقارب ٤٠٪ وبينهم وبين المسلمين سباق على ٣٥ % من سكان كينيا الذين لا ينتسبون إلى دين من الأديان أي وثنيون.
ومما هو جدير بالذكر أن نسبة المسلمين في كينيا تبلغ ٢٥% وعددهم ثلاثة ملايين، ولهم مجلس اسمه المجلس الأعلى لمسلمي كينيا، وللمسلمين نشاط طيب ولو وجدوا عشر إمكانيات النصارى لكانوا الأكثرية بدون منازع. إن المسلمين أينما كانوا مدعوون لمواجهة الغزو الصليبي والوقوف مع إخوانهم مسلمي كينيا.
وإذا أردنا أن نتصور خط المؤتمر الخامس هذا فلنعلم أن ۳۰۰۰ مبشر حلوا في عاصمة صغيرة كنيروبي ومعهم إمكانات مادية وتضليلية كبيرة؛ فماذا تنتظر أن يفعلوا؟.
أمر آخر مؤتمر الكنائس العالمي الذي كانت مؤتمراته الأربعة السابقة في أمريكا وأوربا باستثناء المؤتمـر الثالث الذي عقد في الهند ما كان يحلم أن يعقد مؤتمره الخامس في إفريقيا بهذه السرعة، وعقد المؤتمر دلالة على أن الخطر الصليبي بلغ أوجه في غياب الدعوة الإسلامية العالمية المنظمة.
وحوادث لبنان تؤكد لنا أن ليس هناك من فرق بين الصهيونية والصليبية ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة:120).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل