; مجلس النواب الأمريكي يشدد الحصار على الشعب الفلسطيني | مجلة المجتمع

العنوان مجلس النواب الأمريكي يشدد الحصار على الشعب الفلسطيني

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 03-يونيو-2006

مشاهدات 18

نشر في العدد 1704

نشر في الصفحة 5

السبت 03-يونيو-2006

﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾ (الأنعام: 22 – 24).

تزامنًا مع زيارة اليهود أولمرت مؤخرًا لواشنطن، أصدر مجلس النواب الأمريكي قانونًا بأغلبية ٣٦١ صوتًا ضد ٣٧ يمنع تقديم أي مساعدات مباشرة أو غير مباشرة للشعب الفلسطيني، وهو ما وصفه المتحدث باسم البيت الأبيض بأنه «أكثر تشددًا من الموقف الأوروبي، وأنه يقيد أيدي الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية».

وينُص القانون على «إلغاء حصة الولايات المتحدة في مساعدات الأمم المتحدة المخصصة للسلطة الفلسطينية».. وقال النائب الديمقراطي إيرل بلومناور المعارض للقانون إنه يحرم السلطة الفلسطينية من المساعدات؛ سواء أكانت حماس في الحكومة أم لا.

وقال النائب توم لانتوس -أحد الذين قادوا عملية التصويت لصالح القانون- قال صراحة: «نحن في الكونجرس مستاؤون من اختيار الفلسطينيين لحماس..»! 

وهو اعتراف صريح بأن ما تتخذه واشنطن من إجراءات، وما يفرض على الشعب الفلسطيني من حصار هو عقاب لهذا الشعب على اختياره الديمقراطي! وقد حاولت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي -منذ أن ضربا حصار التجويع على الشعب الفلسطيني- أن يسوّقوا للعالم بأن موقفهم ذلك موجه ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني، لكن الحقائق تتكشف يومًا بعد يوم على ألسنة الساسة والمسؤولين الأمريكيين.

وقد أصبح واضحًا للعيان أن كل الإجراءات العقابية المتخذة وتلك الحرب التي يتم شنها على حركة حماس، إنما هي عقاب، بل وانتقام من الشعب الفلسطيني الذي مارس الديمقراطية والحرية الانتخابية.. هذه الحرية التي ظلت الولايات المتحدة تدعمها وتروج لها خداعًا للشعوب.. لكنها فجأة تنكرت لها عندما جاءت بحكومة حماس ذات الطابع الإسلامي والوطني المخلص!

إن الواضح اليوم أن شعارات الغرب عن حرية الشعوب في الاختيار وعن تطبيق الديمقراطية وعن الإصلاح السياسي هي شعارات ذات مغزى محدد يستهدف تحقيق المصالح الغربية والمجيء بأنصار المشروع الغربي التغريبي. فإن حدث العكس وجاءت الانتخابات بالإسلاميين انقلبت الموازين، وسقطت الشعارات، وأختفى الحديث عن الحرية والديمقراطية والإصلاح، كما حدث بعد فوز الإخوان بالانتخابات البرلمانية في مصر وفوز حماس في فلسطين. 

إن الحرب الدائرة اليوم على حماس من الصهاينة والغرب -وتشارك فيها أطراف إقليمية ومحاولة جر منظمة فتح ومحمود عباس للانضمام إليها في مواجهة حماس- هي حرب خاسرة وفاشلة بإذن الله لأن إرادة الله فوق إرادتهم.

إن الخيارات السليمة للشعوب ستظل موجودة وفاعلة ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ (سورة الرعد: ۱۷). ونصيحة لمحمود عباس بألا يدير ظهره لحماس، ولا يتورط في صفقات سياسية فاشلة لإسقاط حكومتها؛ لأن الوقوف ضد حماس هو وقوف مع الرغبة الصهيونية والغربية ضد خيار الشعب واختياره الديمقراطي.

فليضع عباس يده في يد حكومة حماس؛ قطعًا للطريق على كل محاولات الفتنة وشق الصفوف وإحداث الفوضى، وحفاظًا على الحقوق الفلسطينية، وسعيًا لاستردادها من يد الغاصب المحتل.

الرابط المختصر :