العنوان الدين مخدّر الشعوب أم محركها؟
الكاتب علي المحمد الخويطر
تاريخ النشر الثلاثاء 02-نوفمبر-1976
مشاهدات 9
نشر في العدد 323
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 02-نوفمبر-1976
- ثارت أوروبا على كنيستها ورجال دينها.. ونادت بفصل الدين عن الدولةِ.. وجاء بعد ذلك «ماركس» ليطلق صيحته: «الدين أفيون الشعوب».
إن التصورات الدينية الأوربية حرفت فانحرفت فأضلت.. حرف الدين ليخدم مصالح الأباطرة والقياصرة والباباوات.. وحرف قبل ذلك بتأثير الدولة الرومانية الوثنية وحرف عن أصله الإلهي ليرضي الساسة وليجمع المذاهب المختلفة وليقبله الجميع، فأصبح الدين تصورات كنسية لا قواعد ربانية.
فدب التخاذل العقلي والأخلاقي وافتقدت الحرية الفكرية وازدادت شدة تسلط الحاكم على المحكوم.
فثارت أوروبا لتغير انحرافًا بانحراف آخر.
ثارت لتتحرر من تسلط الكنيسة الرهيب، التسلط المادي والروحي.
فكانت ثروة عارمة لم تأت على سطوة الكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل أتت على الدين ككل.
فأشقت البشرية كلها بانفلاتها وانحلالها.. وتبعتها شعوب أخرى لتتخبط وراء تخبطها.. هذه نتيجة التصور الأوروبي للدين... لذا لا يلام من عانى من هذا التصور إن قال: «الدين مخدر الشعوب».
- أما التصور الإسلامي فهو جد مختلف.. متميز.. شامل.. متوازن واقعي.. إيجابي.
تأمل ما قاله الشهيد سيد قطب عن الإيجابية الفاعلة كخاصية بارزة في التصور الإسلامي وبالخصوص عند إيجابية الإنسان في الكون.
ليس هناك إيمان هو مجرد مشاعر من الوجدان، وتصورات في الذهن، لا ترجمة لها في واقع الحياة.
وليس هناك إيمان هو مجرد شعائر تعبدية، ليس معها عمل يكيف منهج الحياة كله ويخضعه لشريعة الله.
إن خاصية واحدة من خصائص الإسلام كافية لأن تبرزه كدين محرك فعال.
- إن أعداء الإسلام يريدون دينًا جامدًا مخدرًا منفصلاً عن واقعنا الحياتي، يريدونه حبيس المساجد والكتب.. يريدونه خطبًا وتصريحات.. ليتم لهم بعد ذلك إقناعنا بأن الدين أساس «التخلف الحضاري» وأنه العائق عن التقدم والتطور..
- ولكي لا نكون مخالبًا لأعدائنا ولكي نجعل من الدين محركًا لشعوبنا نحو سعادة الدارين، علينا أن نوجد التوافق الكامل المؤسس على الإسلام ما بين الخواطر والأقوال والأعمال.
إن المجتمع الذي ينشد الإسلام ولا تعنيه الخواطر- الإسلامية– ولا الأقوال– الإسلامية– ما لم تقترن بدلائل واقعية تطبيقية على أساس إسلامي، وأن التغني بالإسلام لا يغني عن العمل به.
إن ضلال أوروبا مرفوض.
وإن الإسلام محرك الشعوب.
من المسئول بإذاعة الكويت؟!
في إذاعة الكويت كنت أستمع إلى البرنامج الإخباري «اللطيف» أخبار جهينة. وصدمت عندما سمعت المذيعة تقرأ آية من القرآن الكريم بطريقة مغلوطة يؤسف لها.. كان الكلام بين المذيع والمذيعة عن «الموت» بسبب حادث بسيط قالت المذيعة: «وما تعرف نفس بأي أرض تموت.. صدق الله العظيم» هكذا قالت..! إلى هذا الحد من الجهل بالإسلام وبكتاب الله.. إلى هذا الحد بلغ الجهل بالمثقفين..! من أبناء الإسلام.. يا حسرة على هذه الأمة.. ثم أين المسؤولون في إذاعة الكويت يا ترى؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل