العنوان محنة طلاب تركستان الشرقية في باكستان
الكاتب توختي آخون أر كين
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يوليو-1997
مشاهدات 13
نشر في العدد 1256
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 01-يوليو-1997
من واقع سياسته الاستبدادية والإلحادية التي يمارسها في تركستان الشرقية يعمل الحكم الشيوعي الصيني على إبعاد المسلمين عن التعليم العام. وخاصة التعليم الإسلامي، فالتعليم العام الذي يتم في مراحله الابتدائية بالأونغوزية وهي لغة المسلمين يشترط اللغة الصينية للالتحاق بالمعاهد والكليات والجامعات، فيتدفق إليها أبناء المستوطنين والمهجرين الصينيين ويحرم منها أبناء المسلمين الذين لا يتكلمون اللغة الصينية ولا توجد برامج تحضير لهم لإلحاقهم بالجامعات.
أما التعليم الإسلامي فأمره غريب لأن المسلمين الصينيين في الصين يتعلمونه ذكورًا وإناثًا بحرية في المساجد والمدارس ولا رقابة عليهم، ولكن في تركستان الشرقية «مقاطعة شنجانغ»، فالتعليم الإسلامي ممنوع في المساجد، ويدرس الذكور من الشباب دون الإناث منهم في المعهد الإسلامي في أورومجي ومدرسة الساقية الإسلامية في كاشغر التي لا يزيد عدد طلابهما على ١٥٠ طالبًا، وإذا كان المسلمون الصينيون رجالًا ونساء يذهبون إلى المساجد في الصين فإن النساء المسلمات يمنعن من دخول المساجد وحضور دروس الوعظ والإرشاد في تركستان الشرقية. هذه السياسة بالإضافة إلى عمليات تصييين المسلمين ثقافيًا واجتماعيًا وتهجير وتوطين الصينيين البوذيين في مناطق المسلمين مع تطبيق سياسة تحديد النسل أدى إلى تزايد معاناة المسلمين التركستانيين مما دفعهم إلى البحث عما ينقذهم من الضياع والانصهار.
فالتعليم الإسلامي الذي يمنع عنهم في بلادهم ويتوافر في باكستان هو الذي جعل الإقبال إلى باكستان أكثر طلبًا، وكان و الإخوة المسلمون في شمال باكستان المتاخمة لتركستان والذين يعرفون أحوال التركستانيين يساعدونهم ويوفرون لهم الطعام والكساء ويعينوهم للالتحاق في المدارس الإسلامية. وبعد أحداث مدينة غولجة التي وقعت بسبب منع السلطات الشيوعية إقامة صلاة القيام في المساجد ليلة القدر من رمضان لعام ١٤١٧هـ وما تبع ذلك من إلقاء القبض على المسلمين الملتزمين، وخاصة الشباب الذين طرد منهم ثلاثة عشر شابًا تركستانيًا ضبطوا بدون جواز سفر سيرًا على الأقدام إلى باكستان، ومع أن السلطات الباكستانية اعتقلتهم ولكن سعى المسلمون حسب العادة لإخراجهم من السجن وإيوائهم ومساعدتهم وإلحاقهم بالمدارس الإسلامية في ١٧ أبريل ۱۹۹۷م لكن لم يمض على ذلك أسبوع إلا وعاد البوليس الباكستاني لاعتقالهم وتسليمهم إلى السلطات الصينية بموجب صفقة بينهما كما جاء في الصحف الباكستانية التي تلقت الخبر بحزن واستياء «جريدة خبرين اليومية إسلام آباد في ۱۹۹۷/٥م». وتفيد الأنباء الصحفية أن السلطات الصينية قامت بإعدام الطلاب التركستانيين المذكورين بدون محاكمة. وعلى ضوء ذلك قدمت حكومة الصين الشعبية طلبًا إلى باكستان بتسليمها الطلاب التركستانيين الذين يدرسون في مدارسها بصفة غير نظامية ومنهم:
1 - طلاب تقل أعمارهم عن ١٥ عامًا ولا يحملون جوازات سفر لأنهم مضافون إلى جوازات أبائهم القادمين لأداء فريضة الحج، وعند عودتهم إلى بلادهم تركوهم في المدارس الإسلامية في باكستان.
۲ - طلاب قادمون بتذكرة مرور صالحة لسفرة واحدة وصلاحيتها سنة أشهر، والسفارة الصينية في باكستان ترفض منحهم جوازات سفر لأن خروجهم لم يكن بتأشيرة دراسة مسبقًا.
3- طلاب يحملون جوازات سفر صينية ولكن انتهت صلاحيتها والسفارة الصينية ترفض تجديدها لهم لأنهم لا يحملون موافقة رسمية تسمح لهم بالبقاء والدراسة في باكستان.
وتقوم حكومة باكستان حاليًا بملاحقة هؤلاء الطلاب التركستانيين، وقد أبلغت المدارس الصينية التي يدرسون فيها بطلب فصلهم، كما أنها منعت منح وتجديد الإقامة لهم وهي إن لم تعتقلهم حتى الآن إلا أن الجهات الرسمية أصدرت أمرًا بإلقاء القبض عليهم وترحيلهم خلال شهر واحد. وهؤلاء الطلاب التركستانيون لا يستطيعون بسبب ظروفهم وأحوالهم السفر إلى دولة أخرى بسبب مشاكل جوازاتهم، ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم لأن السلطات الشيوعية تطالب بهم لاعتقالهم ومعاقبتهم للالتجاء إلى باكستان والالتحاق بالمدارس الدراسة العلوم الإسلامية التي يمنعها القانون الشيوعي عنهم، ومصيرهم سيكون في الغالب الاعتقال والسجن والإعدام لبعضهم، كما حدث لمن تم تسليمهم لها، وحيث إن هؤلاء الشباب المسلمين ليس لهم ذنب سوى أنهم يرغبون في دراسة العلوم الإسلامية التي حرمت عليهم في بلادهم، وهم يدرسون في معاهد ومدارس إسلامية معروفه مثل جامعة العلوم الإسلامية في لاهور، ومعهد الإمام المودودي العالمي في لاهور، ومعهد أبو حنيفة في بيشاور، والجامعة الإسلامية في إسلام أباد، ولا يمثلون جماعات متطرفة، وأكثرهم أطفال ليس لهم نشاط سياسي، ولا ذنب لهم سوى أنهم يتعلمون العلوم الدينية الإسلامية، ولذلك فهم يستحقون النجدة لمنع تسليمهم إلى السلطات الشيوعية الصينية لإنقاذهم من المصير الذي ينتظرهم هناك، إنهم يستصرخون الضمير الإسلامي لإنقاذهم من الهلاك
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:40)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
ندوة بجامعة هادسن في واشنطن تناقش: القمع الصيني.. والمسلحون الأويجور في ممرات أوراسيا
نشر في العدد 2108
27
الخميس 01-يونيو-2017