; مدرسة الإيمان النموذجية انطلاقة هادفة لبناء جيل مثقف مؤمن | مجلة المجتمع

العنوان مدرسة الإيمان النموذجية انطلاقة هادفة لبناء جيل مثقف مؤمن

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 09-يونيو-1970

مشاهدات 24

نشر في العدد 13

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 09-يونيو-1970

أهم مشروع إسلامي.. لجمعية التربية الإسلامية بطرابلس

مدرسة الإيمان النموذجية انطلاقة هادفة لبناء جيل مثقف مؤمن

مساء الخميس الماضي وصل الكويت وفد إسلامي من لبنان يمثل جمعية التربية الإسلامية ويتألف السيدين: عبد الله الدرويس- المدير المسئول للجمعية، والأستاذ رشيد الميقاتي- أمين سر الجمعية ومدير مدرسة الإيمان النموذجية التابعة للجمعية.

وفي لقاء مع الوفد شرح أمين سر الجمعية الأسباب التي حدت بالجمعية لإنشاء المدرسة قال:

إن الغزو الاستعماري الثقافي بمختلف صوره اتخذ له من لبنان موئلًا ومنطلقًا لأغلب البلاد العربية -ومنها الكويت- حيث أسس الحصون الأجنبية التبشيرية المدرسية، هذه المدارس دست السم في السم، وحولت شبابنا عن عقيدتهم، وشوهت شخصيتهم بعد أن بترت صلتهم بتراث أمتهم، وجعلتهم يعجبون بكل ماهو أجنبي.

إن هذا الواقع المرير دفع مجموعة طيبة من رجالات مدينة طرابلس بلبان، إدراكًا منها بخطورة الوضع إلى المبادرة بتأسيس مدارس إسلامية لكافة المستويات التعليمية، وما مدرسة الإيمان النموذجية إلا باكورة منجزاتها.

ثم قال سيادته: إن الغاية التي تسعى لتحقيقها مدرسة الإيمان هي:

١ـ بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة التي تجعل الإسلام ميزانًا لتصرفاتها وحاكمًا على جميع أعمالها.

٢ـ إعداد الجيل الصاعد علميًّا ليتمكن من استئناف بناء حضارة إسلامية علمية، وخلقيًّا ليكون خير أمة أُخرجت للناس.

٣ـ إبطال الفكرة الشائعة بين الناس -وخاصة المثقفين- بأن العلم والدين لا يجتمعان، وأن الدين خرافة والدعوة إليه رجعية وخيانة.

س: متى بدأت مدرسة الإيمان عملها، وماذا حققت من نتائج؟

ج: بدأ التدريس في مدرسة الإيمان منذ ثلاث سنوات تقريبًا –أي عقب هزيمة الخامس من حزيران عام ١٩٦٧- وأعطت خلال هذه الفترة، ولله الحمد والفضل، نتائج طيبة تفوق عمرها بكثير:

١ـ فمن الناحية التعليمية؛ كانت نسبة النجاح في الشهادات الرسمية خلال السنوات الماضية مائة بالمائة.

٢ـ ومن الناحية التربوية والدينية استطاعت المدرسة أن تغرس في قلوب طلابها بذرة الإيمان والأخلاق مما شهد به أولياؤهم.

ولا عجب من هذه النتائج الحسنة، فإن المدرسة تهتم اهتمامًّا فعليًّا مخلصًا بالتعليم الديني وخاصة تدريس القرآن الكريم الذي خصصت له ساعات عديدة تهدف لغرس الإيمان ولتثبيت العقيدة في قلوب طلابها.

كما أن المدرسة تعتمد على هيئة تعليمية متوفقة في إمكانياتها العلمية والخلقية.

س: هل حققت جمعية التربية الإسلامية مشروعًا آخر غير مدرسة الإيمان؟

ج: أجل، إن الجمعية حققت مشروعًا دينيًّا رائعًا وهو: مدرسة القرآن، التي فتحت أبوابها طيلة الصيف الماضي وخلال شهر رمضان المنصرم، وستفتح -إن شاء الله- خلال الصيف القادم، وذلك لتعليم العلوم الشرعية مجانا وللبنين والبنات -دون اختلاط بين الجنسين طبعًا- وذلك بما لا يختلف كثيرًا عن الثانويات الشرعية.

ولقد كان الإقبال على «مدرسة القرآن» جيدًا من طلاب مختلف المدارس الأجنبية والرسمية، المحرومين من التعليم الديني، وقد أخذت الجمعية على عاتقها تنفيذ هذا المشروع بشكل مستمر كل صيف ومجانا.

س: ما هو مستوى الأقساط المدرسية عندكم، وهل تقبلون طلابًا فقراء مجانا؟

التعليم مجانا للفقراء

ج: من أجل ترغيب المسلمين بإرسال أبنائهم إلى مدرستنا عمدنا إلى جعل الأقساط المدرسية مخفضة، وإلى قبول الكثير من الطلاب الفقراء مجانا؛ الأمر الذي أثقل عاتق موازنة المدرسة، وشكَّل عجزًا كبيرًا في تغطية نفقاتها، وإن قيمة أجرة البناء الذي تشغله المدرسة باهظة.

س: هل تلقيتم مساعدة مالية من الدولة اللبنانية؟

ج: حتى الآن، لم نتلق أية مساعدة من الدولة، والحمد لله.

 

المشروع الجديد..

س: ما هي المشاريع التي تجمعون التبرعات من أجلها؟

ج: إن الجمعية تضع الآن نصب عينيها الأمور التالية:

١ـ تطوير مدرسة الإيمان النموذجية لتصبح ثانوية، وذلك يقتضيها إنشاء بناء مؤلف من أجنحة ثلاث للمراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية؛ إذ إن البناء المستأجر حاليًا لا يتسع لذلك.

ويحتوي البناء الجديد على ما يلي:

- ملاعب شتوية وصيفية بكل محتوياتها ولا سيما الرياضية.

- مسجد يؤدي فيه الطلاب الصلوات أثناء وجودهم في المدرسة، له باب خارجي لاستقبال المصلين من الخارج.

- صالة احتفالات ومحاضرات عامة تعين المدرسة على إحياء المناسبات الإسلامية وإلقاء المحاضرات التعليمية المفيدة، وعرض بعض الأفلام السينمائية العلمية والدينية.

- مختبرات علمية لشتى الفروع: الكيميائية، والفيزيائية، والعلوم الطبيعية، التي أصبحت في أساليب التعليم الحديثة ضرورة لا مفر منها ولا شك في جدواها.

- مكتبة كبيرة تؤمن للطلاب الكتب الإسلامية: ككتب الفقه والتفسير، والحديث، والسيرة، والكتب الأدبية، والعلمية والثقافية، مع قاعة خاصة للمطالعة.

- جناح خاص بالقسم الداخلي للطلاب المقيمين والوافدين خاصة من الكويت الشقيق.

٢ـ القيام بمزيد من الدراسات التربوية والعلمية، والاستعانة بأهل الخبرة من المخلصين والمختصين للوصول إلى أفضل النتائج.

٣ـ افتتاح مدرسة نموذجية للبنات، على غرار مدرسة الذكور.

٤ـ افتتاح مدرسة مجانية للفقراء تسير على نفس المناهج وتحقق نفس الغاية.

ولا يخفى على أحد أن مثل هذه المشاريع الهامة والنموذجية لا يتوفر لها النجاح، إلا إذا تأمنت لها الأموال اللازمة.

والكويت بلد العطاء والسخاء، بمساعدته لتحقيق الغاية المنوه عنها والتي يتوقف عليها مستقبل الإسلام والمسلمين في لبنان، يضيف إلى أعماله الجليلة هذا المشروع الإسلامي الحيوي.

وأملنا كبير أن نجد من الإخوة خير عون لنا في سبيل أداء رسالتنا على الوجه الأكمل.

عنوان جمعية التربية الإسلامية:

طرابلس أبو سمراء ــ مدرسة الإيمان النموذجية.

هاتف: ٦٢٨٣٩٩  ص.ب: ٤٧

الرابط المختصر :