; مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة لـ«المجتمع»: «يونس إمره» وجهتنا الثقافية حول العالم | مجلة المجتمع

العنوان مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة لـ«المجتمع»: «يونس إمره» وجهتنا الثقافية حول العالم

الكاتب عمرو محمد

تاريخ النشر الأحد 01-أكتوبر-2017

مشاهدات 15

نشر في العدد 2112

نشر في الصفحة 48

الأحد 01-أكتوبر-2017

فكر وثقافة

 

مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة لـ«المجتمع»:

«يونس إمره» وجهتنا الثقافية حول العالم

 

المركز يسهم في حوار الحضارات ويزيل عقباته

100 فرع لمركزنا حول العالم بحلول عام 2023م

الإقبال على تعلم اللغات يسهم في تعزيز التواصل الحضاري

الدوحة: عمرو محمد

 

ينتشر قرابة 50 فرعاً لمركز «يونس إمره» التركي حول العالم، ليشكل مركزاً للحوار بين الثقافة التركية ونظيراتها العالمية، علاوة على تجسيده لأحد أشكال الحوار بين الحضارات.

وتحتضن العاصمة القطرية، الدوحة، فرعاً لهذا المركز؛ ما يجعلها الأولى خليجياً، والتي يقام فيها هذا الصرح، وسط توقعات بأن تتعدد فروعه لتشمل دولاً خليجية أخرى.

في حديثه لـ«المجتمع»، يتناول د. محمد إيقاج، مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة «يونس إمره»، ملامح الدور الذي يمارسه هذا المركز في التقريب بين الثقافات، انطلاقاً من النظرة التركية في الحوار بين الحضارات، والتقارب بين الثقافات، انطلاقاً من تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.

ويتطرق الحوار إلى التوقعات الرامية إلى مضاعفة فروع هذا المركز، ليصل إلى قرابة 100 دولة بحلول العام 2023م، لمناسبة ذكرى تأسيس الدولة التركية، علاوة على غيرها من محاور ذات الصلة، جاءت على النحو التالي:

تراث الفطرة السمحاء

مع التنوع الثقافي الذي تواجهه فروع مركز «يونس إمره» بالدول القائم بها المركز، هل تعتقد أن هناك ثمة إشكالية ثقافية أمام هذا التنوع؟

- نحن ندرك أهمية وضرورة التواصل الإنساني بين الدول والشعوب، وأن التواصل هو الأساس، وخاصة التراث الإنساني، الذي يجمع جميع دول العالم، فيذيب ما بينها من فوارق وتنوع، دون إغفال بالطبع للخصوصية الثقافية، وهذه هي نظرتنا في تركيا، والتي ننطلق فيها من تعاليم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.

وأؤكد أن هذا التراث هو تراث للإنسانية جمعاء؛ ما يجعلنا نؤمن بأن الإنسانية يجمعها تراث واحد، هو التراث الإنساني، وهذا التراث هو تراث الفطرة السمحاء للدين الإسلامي؛ لأن أصل الإنسان يرتبط بآدم عليه السلام، ومن ثم نؤمن بأن هذا الارتباط هو انعكاس للتراث الإنساني، الذي يجمع بني البشر.

وهل هذا يفسر أن الحضارات والثقافات لا ينبغي أن تتصادم، كون مرجعيتها واحدة؟

- بالطبع من الضروري ألا تتصادم الثقافات؛ لأن الأصل بين الحضارات أو الثقافات أن تتواصل فيما بينها لصالح الشعوب، ومن أجل التعايش المشترك، فالهدف ينبغي أن يكون خدمة الإنسان.

وحال التخلي عن الحوار أو التواصل؛ فإن التناحر والعنف سيكون هو البديل، وهذا أمر لا يقبله أحد، ولا ينبغي لأحد أن يروج له، أو يعمل على انتشاره، فالجميع ينبغي أن يكون حريصاً على إشاعة روح السلام والوئام بين بني البشر، عبر الحوار بين الحضارات، والتواصل بين الثقافات.

لكن ربما تكون اللغة عائقاً بين الثقافة التركية ونظيراتها من الثقافات الأخرى، ألا ترى ذلك؟

- لا أرى أن اللغة يمكن أن تكون عائقاً مطلقاً، فلدينا في مركز «يونس إمره» المنتشر في حوالي 50 دولة حول العالم، حرص على العمل في إذابة مثل هذا العائق من خلال توفيره للسانيات، بتعليم اللغة التركية، وذلك بهدف الانفتاح على ثقافات ولغات العالم.

ومن هو «يونس إمره» الذي ينسب إليه المركز، وفروعه الأخرى المنتشرة حول العالم؟

- المركز يستمد اسمه من الشاعر «يونس إمره» الذي عاش في الأناضول خلال القرنين الثالث والرابع عشر الميلاديين، ويرمز اسمه إلى القيم الإنسانية وحبه للسلام؛ حيث يستلهم المركز هذه الصفات لنشر ثقافة التسامح سعياً إلى بناء عالم مسالم.

و”يونس إمره” شاعر شعبي، ترك أثراً كبيراً في الأدب التركي منذ وقته إلى يومنا، إذ إنه كان أحد أول الشعراء المعروفين الذين تتألف أعمالهم من اللغة التركية المستخدمة في عصره ومنطقته بدلاً من اللغة الفارسية أو اللغة العربية، وتوفي عن عمر ناهز السبعين عاماً.

وأذكر أن مركز “يونس إمره” بالدوحة تم افتتاحه خلال نوفمبر 2015م، ومن وقتها يشهد إقامة العديد من الفعاليات المختلفة، وعلى رأسها دورات لتعليم اللغة التركية، على نحو ما نشاهده من إقبال للمواطنين القطريين، والمقيمين في الدوحة.

وجاء إنشاء هذا المركز في الدوحة كون العلاقات بين قطر وتركيا قائمة على أسس راسخة بين دولتين شقيقتين، وهي علاقة قوية للغاية، تنطلق من باب الأخوة في الدين والإنسانية.

وفي مركزنا، نتيح تعليم اللغة التركية للراغبين في تعلمها من المواطنين القطريين والمقيمين، وهي الدورات التي تقام على مدى أربعة أيام في الأسبوع، وهذه الدورات تقام على ثلاث فترات على مدى الأيام الأربعة المشار إليها.

وحقيقة، فإن الدارسين من طلابنا بهذه الدورات ممنونون لما يجدونه من رعاية ودعم لتلبية رغبتهم بتعلم اللغة التركية، وهو الأمر الذي نسعد نحن به، ويأتي انطلاقاً من العلاقات القوية من قطر وتركيا، والتي تنعكس إيجابياً على مجمل العلاقات الثقافية بين الجانبين.

هل تعتقدون أن مثل هذه الدورات تسهم في التقريب بين الثقافات، وتعمل على تشجيع الحوار فيما بينها؟

- بكل تأكيد، فتعليم اللغة يكون تعليماً للسان، وتدريباً له في التحاور مع الآخرين، فنحن في علاقاتنا مع قطر حينما تكون هناك رغبة جارفة من القطريين والمقيمين في تعلم اللغة التركية عبر مركزنا؛ نشجع هذه الرغبة، وبالمقابل، فإننا عندما نجد إقبالاً من الأتراك على تعلم اللغة العربية في تركيا؛ فإننا نشجعه أيضاً، وهو ما يسهم بدوره في تعزيز التواصل الحضاري، والتقريب بين أبناء الثقافة الواحدة؛ لأننا نعتبر أنفسنا أبناء ثقافة واحدة؛ هي الثقافة الإسلامية.

من هم الأكثر إقبالاً على تعلم اللغة التركية في الدوحة، عبر مركزكم؟

- أكثرهم من القطريين والمصريين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين، الذين يفدون إلى مركزنا بنسبة كبيرة، بشكل يعكس رغبتهم في تعلم اللغة التركية، والتعرف عليها، خاصة وأن بلادنا تتمتع بزيارات كبيرة من جانب القطريين، وربما كان القطريون بالفعل هم أكثر زيارة مني إلى تركيا، خلال العام الواحد.

ومثل هذه الزيارات للمواطنين القطريين إلى تركيا تسهم في دعم التقارب بين الشعبين؛ ما يجعل تعلم اللغة التركية ضرورة لسانية، وذات أهمية كبيرة في التقريب بين الشعوب، وتدعيم علاقاتها المشتركة.

من خلال إقامتكم بالدوحة، ما تقييمكم لمستوى العلاقات الثقافية بين قطر وتركيا؟

- مستوى العلاقات إيجابي للغاية، فهناك تعاون وثيق بين البلدين، ونتمنى الاستزادة من الفعاليات الثقافية والتراثية التي تقام بين الجانبين، بالشكل الذي يعكس عمق العلاقات الثقافية في مختلف المجالات.

ودائماً أنشطتنا الثقافية بالدوحة لا تنقطع على مدار العام، بلغت ذروتها خلال السنة الثقافية بين قطر وتركيا، ولكون العلاقات متميزة بيننا فإننا نطمح إلى المزيد من هذه الفعاليات، خاصة مع التجانس الثقافي والفني الكبير بين البلدين.

ما دور مركزكم في الدفع تجاه تنمية الفعاليات التي تعزز التعاون الخليجي – التركي المشترك؟

- للمركز دور مهم في تنمية الفعاليات الرامية لتعزيز التعاون بين تركيا ودول الخليج العربية، ولكون هذا الصرح تابعاً للحكومة التركية، فإن هناك توجهاً رسمياً بزيادة أعداد فروعه في قرابة 100 دولة حول العالم، وذلك مع حلول عام 2023م، حيث تتوزع فروع هذا المركز حالياً في 50 دولة حول العالم، لتزيد خلال السنوات القادمة إلى العدد المشار إليه، وذلك لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

وفي هذا الإطار، يعمل المركز على إقامة الفعاليات الثقافية والتراثية، التي تعزز من الحوار والتواصل الإنساني بين تركيا ودول العالم، ولدينا رغبة في التوسع بإنشاء مركز “يونس إمره” بدول الخليج العربية، إضافة إلى العديد من دول العالم، وفق الخطة الموضوعة في هذا الشأن.

ما دلالة أن تكون البداية في قطر، لتكون الدولة الخليجية الأولى التي تشهد إنشاء مثل هذا الصرح؟

- دلالة كبيرة، تأتي من خلال حرص الدولة التركية على التواصل مع دولة قطر في مختلف المجالات الثقافية والتراثية، وكان تركيزنا بالأساس على دولة قطر لتكون المحطة الأولى لإنشاء هذا المركز بدول الخليج العربية، إيماناً من تركيا بأن قطر هي النجم الساطع في سماء الثقافة العربية والخليجية، وتكتسب أهمية خاصة لدينا في تركيا، ولذلك كان حرص الدولة التركية على أن تكون البداية الخليجية لمركز «يونس إمره» في قطر.

الرابط المختصر :