; مذكرات السلطان عبد الحميد الحلقة الأخيرة ) | مجلة المجتمع

العنوان مذكرات السلطان عبد الحميد الحلقة الأخيرة )

الكاتب محمد حرب عبد الحميد

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976

مشاهدات 82

نشر في العدد 320

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 12-أكتوبر-1976

ترجمة: الأستاذ محمد حرب عبد الحميد 
مدرس مساعد بكلية الآداب- جامعة عين شمس

  • طلعت باشا يَزور السلطان عبد الحميد، ويحدثه عن حرب انجلترا وفرنسا مع تركيا.
  • انهزم الأتراك في حربهم بسبب انقسام الحكومة، وتفرق الكلمة.

وكذلك يتصرفون كأنهم ميالون له، ويسرعون بالتخلص من معارضيهم بجرة قلم، كيف؟

 حرضوا فرق القناصة، وأتوا بجيش الحركة إلى أبواب استانبول، وإذا بهم يسقطوني أنا هذه المرة، وبحجة الانتقام لمحمود شوكت باشا وإعادة الهدوء أعملوا الشنق والنفي وتحديد الإقامة في كل معارضيهم.

ولكن هذه المرة ظهر رجل ثالث بجانب محور طلعت وأنور هو جمال باشا، نظارة البحرية لا تكفي جمال باشا، إن هوسه بأن يصبح نموذجًا ثانيًا للسلطان سليم الأول دفعه إلى القيام بمغامرة لاقتحام القناة، وذلك عند دخول الحرب العامة وهي مغامرة فتحت الطريق لسقوطه، طلعت وأنور اليوم صديقان حميمان، وفي نفس الوقت يحفر كل منهما البئر للآخر ويحاول التخلص منه.

اللهم فأحسن عاقبتهما. 

في الليلة التي تسربت سفينتان حربيتان ألمانيتان من البوغاز إلى البحر الأسود لم أستطع النوم حتى الصباح، كان واضحًا ما ستجلبه مثل هذه المغامرة إلى بلادي في غضون القرن الأخير جلبنا علينا عداء كل من روسيا التي فقدنا أمامها كل الحروب التي خضناها ضدها، وكذلك كل من انجلترا وفرنسا صاحبتي السيادة على البحار، زيادة على ذلك فقد كانت الدولة في حالة من شأنها فتح يدها للغير، كانت الدولة تدفع مرتبات موظفيها الشهرية من الديون التي حصلت عليها مقابل تنازلها عن امتيازات في الديون العمومية، واحتكار الدخان أيؤمل خير من صباح ليلة كهذه؟

ثم حدث ما حدث دخلنا الحرب، واعتدى الأسطولان الإنجليزي والفرنسي على مضيق جناق قلعة.

لقد بذلت من قبل كل جهدي لتحصين وتقوية كل من مضيق استانبول، 

ومضيق جناق قلعة، وكثيرًا ما تدارست هذه المسألة مع كبار القادة في عهدي، ونظرًا لأننا لم نكن سنستطيع مقاومة العدو بالأسطول فإن المناقشات طالت في شأن ما يمكننا أن نقتدر عليه وذلك بتحصين المضيق، 

وتدعيم الجيش البري، وما قيل لي في ذلك الوقت إننا كنا بالمدافع الطويلة المدى سنعمل على منع الأسطول من الاقتراب من المضايق، وفي حالة ما إذا استحال هذا فإننا كنا سنعمل على منعه من الإنزال البري، ولكن حدوث إنزال برى في حماية أسطول قوي وما إذا ما تمكن العدو من اكتساب موقع على الساحل فإن الوضع يمكن أن يكون وخيمًا.

بدأت الحرب، وصل أسطول أقوى دولتين بحريتين في العالم أمام جناق قلعة، وبدأ الإنزال البري بيسر وسهولة، إذن فقد انتهى كل شيء بالنسبة لي إنني في حالة كمد ويأس، وفي هذه الأيام أخبروني بأن طلعت باشا سيزورني لإبلاغي بإرادة من الذات الشاهانية جاء، وكانت هذه أول مرة أراه فيها لم يدخر وسعًا في تقديم واجبات الاحترام، كانت به سمنة، ووجهه هاشًّا يعطي الثقة فيه، لاحظت سريعًا أن تحت هذا المظهر اللين ترقد روح صلبة. 

طوال الحديث كانت بسمته الهاشة المريحة لا تفارقه، كما كان يتحدث بصوت خفيض، في البدء أبلغني سلام حضرة صاحب الجلالة أخي، ثم شرح لي أننا في حالة حرب، وبعد أن قال لي إن حربًا دموية تجري في جناق قلعة وإذا ما ظهرت نتيجة هذه الحرب عكسية فإنه من المحتمل نقل العاصمة، وربما يمكن أن تنقل إلى قونية، ولهذا السبب أيضًا فإنني يمكن أن أكون مجبرًا على الإقامة في قص- خونكار في مدينة بورصة، وعلى هذا فإنه يبلغني ما تفضل بقوله جلالة السلطان بأن أقوم بالاستعدادات لهذا الأمر.

احتددت أكبر احتداد في حياتي لم يحدث لي مثله من قبل، معنى هذا أن العاصمة ستسقط، وحضرة صاحب الجلالة أخي سيذهب إلى قونية، وأنا إلى بورصة من أجل إنقاذ حياتنا فقط، وكأن هذه الروح ستكون لازمة لنا مرة أخرى.. 

قسطنطين وفي يده السيف حارب دفاعًا عن استانبول بين أبراجها، وقدم روحه محاربًا تحتها ونحن سنغادرها بالسفن والقطارات؟!

 

 هكذا يقترح طلعت باشا الذي يجلس أمامي مبتسما، قلت له: 

- لا فلستُ أقل من قسطنطين الإمبراطور البيزنطي، إنني أعرض عبوديتي لحضرة صاحب الجلالة أخي، وإني خرجت من سلانيك بناء على إرادته الشاهانية، ولكني لن أخرج من استانبول، وإني استرحمه باسم شرف أجدادنا ألا يخرج هو أيضًا من استانبول، كانت علامات الدهشة تبدو في وجه طلعت باشا غالبًا ما تغير وجهي بفعل حماس طاغٍ. 

اضطرب فجأة ثم قال:

- إنما عرضت على ذاتكم السلطانية مجرد احتمال، ثم أشار إلى ماء- راوند- موجود على المنضدة وقال:

- أيمكن أن أنثر قليلًا منه، فقد امتقع لونكم.

استجمعت نفسي، وبعد أن دعكت يدي ببعض قطرات من الراوند قلت:- ها أنا ذا أرفض باسمي الشخصي ذلك الاحتمال، فلا أستطيع مقابلة أجدادي خجلًا، قال طلعت باشا لكي يسكنني:

- إن هذا حساب لشيء محال، وإن هذا مجرد احتياط، وإن أخبارًا طيبة أتت من الجبهة، وإن شاء الله سنلقى بالعدو في البحر، وتحدث في هذا طويلًا، كما قال لي أن حلفاءنا ألمانيا والنمسا متقدمين على كل الجبهات، وإن جيشنا أيضًا قاوم بنجاح الروس، وبعد أن قال هذا خرج من عندي.

عشت أسود أيام حياتي في هذه الفترة، حقيقة كانت الصحف تكتب بأن تقدم العدو في جناق قلعة قد أوقف، وفقدت قواته خسائر فادحة، ولكني لم أكن أستطيع تصديق هذه الأخبار بشكل من الأشكال، ولكن ضغط الأسطول الإنجليزي الفرنسي على مضيق جناق قلعة وعدم تمكنه من دخولها كان حقيقة، كنت أجتهد في الحصول على أخبار من الجبهة بكل وسيلة، وكنت اختلج من أجل الحصول على معلومات صحيحة مرسلًا عاصم بك قائد الحرس إلى القصر باستمرار.

وفي أثناء ذلك، والشكر الجزيل لربي فقد وصل خبر النصر الذي لم أكن حتى أجسر على توقعه، جمع العدو عصاه على كتفه وانسحب من أمام جناق قلعة بعد أن تساقط نصف جنوده في البحر والنصف الآخر على السفن، أحرز هذا النصر العظيم أمير الآي اسمه مصطفى كمال بك، رضى الله عما قدمه للدولة في هذا العمل، بعد ذلك بمدة طويلة وأثناء ما كان ابني عابد أفندي يتحدث معي قال لي إنه تعرف بمصطفى كمال بك هذا.. أصبح باشا بعد ذلك، وأيضًا أنهما تعارفا هنا في قصر بيلربي، تعجبت وقلت له- عم كان يبحث هنا- فأجابني بقوله إنه صديق اليوزباشي صالح بك، وكان يأتي بين الحين والحين لرؤية صديقه، وبهذه العلاقة أصبح صديقًا لعابد أفندي، حتى أن مصطفى كمال باشا أهداه غزالين صغيرين. 

سررت لهذا، إن إظهار أحد الباشوات الذين بيضوا وجه دولتي لمظاهر المودة تجاه عابد أفندي كان يفسر شخصيته، ذكرت لابني بأن يقابل هذا بشيء مناسب، كنت سأوصيه- لو كان الحال على ما يرام- بساعة ذهبية، ولكن خفت من الشائعات من ناحية، وضيق الحياة من ناحية أخرى. 

 

ولذا لم أقل شيئا اكتفيت بقولي له:

- إذا جاء صديقك مرة أخرى فأخبرني لأراه. 

وفي الحقيقة لقد جاء مرة أخرى وأخبروني بذلك، كان يتشح بوشاح يتدلى على ظهره من كتفيه إلى أسفل، وكان يودع صديقه، لم أستطع تفحص وجهه جيدًا من بعيد، ولكنه لم يكن يشبه العسكريين العاديين.

كان له سكون خطير لم أفهم في ذلك الوقت لماذا كان أنور بك يتفاداه، وكان طلعت باشا يسانده، هذه أمور صغيرة، إنه صد في جناق قلعة جيش وأسطول دولتين كبيرتين مثل انجلترا وفرنسا، وأرجعهما هذا هو المهم عندي، ودعوت له بالتوفيق.

وبمناسبة الكلام فلأوضح كيف كان لقائي بأنور باشا، حضر إلى استانبول للمرة الثالثة الإمبراطور الألماني ولهلم ذكرت قبل ذلك أنه تربطني به صداقة شخصية أقيمت في السراي مأدبة لشرف تشريفه، وأثناء هذه الزيارة وفي مقابلة له مع حضرة صاحب الجلالة أخي سأل عني، وكان أنور باشا أثناء تلك المحادثة موجود إلى جانبهما، وعندما رجا الإمبراطور من الذات الشاهانية إبلاغي بسلامه الخاص كلف حضرة صاحب الجلالة أخي، أنور باشا بإيصال سلام حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور، وكذلك سلامه هو الخاص إلي، وكذلك كلفه بسؤالي إن كانت لي رغبة في شيء، وبهذه الطريقة جاء أنور باشا إلى قصر بيلربي، أخبروني فاستقبلته واقفًا، فقد كان يمثل كلًا من الذات الشاهانية وحضرة صاحب الجلالة الإمبراطور، كان جنديًّا مؤدبًا محترمًا خلع سيفه عند دخوله إلى الداخل كان يتصرف كأنه يدخل إلى حضرة حاكم، وكان ينظر أمامه أثناء حديثه، وكان يحمر احمرارًا خفيفًا، أشرت إليه بمكان فجلس بأدب، ولم يرفع رأسه حتى ولو مرة واحدة طوال الحديث.

بعد أن أبلغني سلام حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور أبلغني سلام واستفسار حضرة صاحب الجلالة السلطان، وبدوري شكرت حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور لتذكره صداقتنا القديمة، ثم عبرت له عن شكري وامتناني لمساعداته التي لم يبخل بها علي في وقتها، وكذلك عن سروري الذي أحس به الآن أيضًا من حسن تلطف حضرة صاحب الجلالة أخي، وعرضت شكری الجزيل وامتناني للسلام الشاهاني الذي تفضل به حضرة صاحب الجلالة أخي، ولاستفساره عن أحوالي.

وفي أثناء هذا الحديث كنت أدقق في أنور باشا الذي كان يسمعني باحترام كبير، هذا الباشا الشاب الآن قريبي كان متزوجًا من ابنة أخي ناجية سلطان، لم يكن شبابه، أو ملامح وجهه تلقي ظلًا على وقاره، فرغم كل خجله وسكونه سريعًا ما لاحظت أنه إنسان حديدي الطبيعة وحريص، عجيب أنه ذكرني بحسين عوني باشا رغم عدم وجود أي تشابه خارجي بينهما، ربما تشابه في الطبيعة إنما جلافة حسين عوني باشا يقابلها أدب أنور باشا، كما أن ذكاء الأول تحول إلى مكر، هذا الصنف من الناس إذا ما ارتبطوا بمكان لا سيما ولو أنهم وجدوا فيه نفعًا فلن يكون لصداقتهم حدود. 

فهمت لماذا اختاره الألمان، وتمسكوا به.

تحدثنا في المعارك التي تجري، وبينما يشرح لي الأعمال العسكرية كان يتحدث بثقة كبيرة، ولم يخالجه شك قط فيما يتحدث فيه، أمثاله يمكن أن يكونوا عسكريين جيدين ولكن نادرًا جدًا ما يمكن أن يكونوا قادة متوسطي الحال، لأنه لم يكن يعرف أن العدو يمكن أن يهزم خلف الجبهة، وليس في الجبهة الأصلية فقط، وكان يقيم حساباته وفي تصوره بأن على رأس كل فرقة عسكرية قائد يفكر مثله إنه في مكانه هذا اليوم لأنه في حينه كان يفكر ويتصرف بخلاف القواد الآخرين، إنها لحقيقة محزنة أن تكون نظارة الحربية للدولة العثمانية العظيمة في يد عسكري ليست له مزية أكثر من امتلاك هذا الوجه المليح، إن أنور باشا في رأي كان يمكن أن يكون قائدًا جيدًا على رأس لواء، كان يمكن أن يدير أعمالًا مفيدة للغاية، وهو تحت رياسة ناظر حربية جيد. 

مضى على هذا وقت، أخبروني ذات مرة أنه يريد التحدث معي.

الجبهات تنهار وبدأت الأخبار السيئة ترد، زالت الأسر القديمة والأصيلة الموجودة في استانبول، وظهر أغنياء الحرب بسطوتهم، المرافقون لي يحملون لي في كل يوم من تلك الأيام أما خبر هزيمة جديدة، أو خبر فضيحة جديدة، كما كنت أسمع من بعيد عن ظهور خلاف في الحكومة، وعن وضوح اختلاف وجهات النظر بين الصدر الأعظم طلعت باشا وناظر الحربية أنور باشا قبلت رغبته في مقابلتي، وجاء.

ومرة أخرى كان واضحًا فيه الأدب والتوقير، لكنه في هذه المرة كان يبدو أكثر من ذلك، إنه كان متقربًا لي وأعطاني خلاصة لصفحات سير الحرب من وجهة نظره، ولم أتأخر وأنا أسمع منه ذلك في ملاحظة أنه ينتظر مني أن أكون سندًا فكريًّا له في النقاط التي يختلف فيها مع الصدر الأعظم، وهكذا كان في ذهنه استخدامي ضد طلعت باشا، وأظن أنه تقريبًا قال ودون إن يخبئ شيئًا مطلقًا اختلاف الفكر بين الحلفاء، والذي ظهر في مسألة فقدان الحرب؛ لأنه لم يعد هناك شيء أسوأ مما قاله، وغير ذلك فإنه عدد ونثر أيضًا المعلومات التي في يد الحكومة حول القوى المادية والمعنوية للدول المحاربة ضدنا، وبينما كان يحدثني كنت أبكي دمًا على الدولة.

الحسابات خاطئة من أولها إلى آخرها لقد قوَّم الدولة، وكذلك قوَّم الأعداء تقويمًا خاطئًا، وهكذا كانوا اقتربوا إلى تلك النتيجة المروعة التي ظهرت اليوم، وأسوا من هذا السوء الأصلي أن الدولة كانت عبارة عن بعض كلمات لبعض الأشخاص، وكذلك لم يكف حدوث الخلاف والشقاق بينهم، بل إنهم وقعوا كلهم مرة واحدة في كف حلفائهم الألمان.

والآن أنور باشا زوج ناجية سلطان ابنة أخي يسألني النصح، أنا قريبه السلطان السابق، ماذا نعمل؟ 

دائمًا هناك شيء يعمل في كل زمان وفي كل حال، ولكن الشيء المأمول عمله يلزمه شخص يقوم بعمله في ذلك اليوم كان لا بد من وجود شيء يعمل.

ولكن صهرنا أنور باشا، وأصدقاؤه ليسوا رجالًا على درجة من الكياسة والأهلية مما يؤهلهم للعمل، ولهذا السبب لم أقل له تقريبًا أي شيء. 

السبب الآخر لعدم قولي، هو أنني كنت لا أستطيع أن أثق في تقويم ما عملوه، ثم أني كنت أشك أيضًا في صحة الاستخبارات، ولا يمكن اتخاذ قرار سليم طوال المدة التي تكون فيها هذه الاستخبارات غير سليمة.

قلت وأنا أحاول ألا أكسر خاطره: إنني أعيش منذ زمن طويل جدًا بعيدًا عن السياسة، والسياسة في حاجة لتتبعها بانتظام، وكنت مجبرًا على أن أشرح له أن لا يمكن للإنسان أن يكون موجهًا فكريًا من بعيد باللاسلكي لقبطان سفينة أخذتها العاصفة، قلت له- إن صاحب الشوكة حضرة صاحب الجلالة أخي يعرف أكثر مني في هذه الأمور- ومع هذا فإني لفظت بعبارة أنه من الخير للدولة البحث عن صلح منفرد.

جفل وكأن أحد ضغط على جرحه، فلاحظت في ذلك الوقت أن الخلاف بينه وبين طلعت باشا كان في هذا الخصوص، يعني أن طلعت باشا ذلك الذي لا يبدو عليه كان أعقل من صهرنا هذا صاحب المظهر الفخم، والحقيقة أنني لم أكن أتصور هذا مطلقًا.

ولكي أجد شيئًا نتحدث فيه سألته عن صحة ناجية سلطان ابنة أخي، وأظهرت اهتمامًا بولدها، وطلبت صورة له، وعندما تركني خرج موقرًا لكنه مجروح.

وعندما خرج خررت ساجدًا للرحمن وهو الشيء الوحيد الذي أستطيع عمله في هذا اليأس الذي نتج عن شعوري بأن الدولة التي أقامها أجدادي تعيش حتى اليوم- مثلي تمامًا- أيامها الأخيرة سجدت، والدموع تسيل دمًا من مآقي حتى الصباح، وأنا أحترق قائلًا- ليس لنا إيمان بأحد غيرك يا ربي- كانت جنودنا على كل الحدود ممزقة مبعثرة بين انسحاب وهزيمة لا يستطيع خلاصنا إلا الله، وإذا لم ننقذ فلا تريني اللهم أيامًا أسوأ من هذا الموت، وهذا آخر توسلاتي.

إلى هنا تنتهي مذكرات السلطان عبد الحميد.

 

 

الرابط المختصر :