العنوان مساحة حرة: 1756
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007
مشاهدات 9
نشر في العدد 1756
نشر في الصفحة 62
السبت 16-يونيو-2007
الرد على أخطاء المثقفين
حول الإخوان المسلمين
علاء سعد حسن
ذكرت في مقال سابق بعض الأخطاء التي يقع فيها المثقفون المصريون في التعاطي مع جماعة الإخوان المسلمين، ولتمحيص هذه الأخطاء المنهجية دعونا نتوقف أمام الحقائق التالية:
أولًا: لم يتفرد الحزب الوطني والإخوان بخوض الانتخابات البرلمانية، فخاضها الوفد والغد والتجمع والناصري والمستقلون وكافة التيارات الفكرية.. فلماذا أصر الشعب على استبدال الوطني باختيار الإخوان؟ ولماذا لم يصوتوا لأي من التيارات الأخرى نكاية في الوطني والإخوان معًا؟!
ثانيًا: التصميم على الإيحاء بسرية الجماعة وتكوينها وقواعدها.. كيف يتماشى مع أعضاء مكتب إرشادها.. المعلن أسماؤهم بالكامل في الصحف ولدى الأمن.. وهم أكثر شهرة لدى رجل الشارع من كثير من أعضاء الهيئات القيادية في كل الأحزاب المصرية!!
وقد ضمت فرق العمل المعلنة التي قادت الحملة الانتخابية ما لا يقل عن 100 فرد في كل دائرة «خطباء - ومقدمو مؤتمرات ومنشدون وخطاطون، ومعلقو لوحات دعائية، وموزعو برامج، ومندوبو لجان انتخابية..». ناهيك عن الكوادر المعلنة للجماعة في النقابات المهنية، وكذا في الأوساط الطلابية..
فمطالبة الإخوان بإعلان كافة كوادرها -التي هي في الأغلب معلنة بسبب النشاط العلني الذي يصرون على مزاولته، سياسيًّا كان أو خيريًّا أو اجتماعيًّا- هو مطلب مضحك!
ثالثًا: أما الشبهات المرتبطة بالتمويل، مصادره وأوجه الصرف.. فما وجه العجب في أن يكون الجماعة ما - أي جماعة وأي حزب وأي هيئة - مصادر مختلفة للتمويل؟ أليس لكل أحزاب الدنيا -ومنها ما هو في مصر- مصادر للتمويل؟ أليس لأي جمعية اجتماعية، ولو كانت لمحاربة التدخين أو دفن الموتى أو دعم مرضى السرطان، من مصادر تمويل؟ أم أن هذه الهيئات تنجز أعمالها بالدفع الروحي غير المادي؟
والإخوان لم ينفقوا أموالًا خيالية غير عادية بالنسبة لما يمكن أن يكون في حجم مؤسستهم من حيث العضوية، بحيث تثير الريبة والشك..
رابعًا: محاولة ربط العنف قديمًا وحديثًا -وحتى رغم انحسار موجة العنف في مجتمعنا- بالإخوان.. ولن أجيب بدلًا عن الإخوان، ولكني فقط سأوجه أسئلة لمروجي هذه الشبهة أين أجهزة أمننا المحترمة؟ ولماذا لم تقدم قضية سلاح واحدة للإخوان خلال ما يربو على ثلاثين عامًا؟ فكل القضايا التي حاكموا فيها الإخوان، حتى العسكرية منها، كانت التهم الملفقة كلها سياسية، إعادة إحياء جماعة محظورة- محاولة نشر الفكر الإخواني في النقابات والسيطرة على مجالس إداراتها..
لماذا لم يستخدم الإخوان أسلحتهم المخفية تحت الأرض يوم أعدم سيد قطب
عام ١٩٦٦م؟ ولماذا لم تخرج أسلحة الإخوان يوم تم الحكم على ما يجاوز الخمسين من قيادييها بمحاكمات عسكرية بين عامي ٩٥ - ٢٠٠٠م بالسجن مددًا تراوحت بين 3 سنوات - ٥ سنوات؟ ولماذا لم يظهر العنف المسلح بعد الدعوى بتزوير الانتخابات أو حتى تغيير نتائجها في بعض الدوائر؟
وفي الختام أهيب بكل المثقفين وأصحاب الفكر تقدير المصلحة الوطنية والمجتمعية وإعلانها فوق أي اختلاف أو خصومة في الرأي مع تيار - نتفق ونختلف معه لكن لا نملك استئصاله- أن نقول الحق والعدل.. ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ (المائدة: 8).
علاء سعد حسن
كاتب مصري
حضارة الإسلام.. هي الخاتمة
أخطأ المنظرون الأمريكيون أمثال منتنجتون وفوكوياما خطأً إستراتيجيًّا فادحًا عندما اعتبروا أن التاريخ قد توقف عند لحظة الحضارة الأمريكية الغربية، فيما
يعرف بنهاية التاريخ، وأن الخطر الذي يواجهها هو الإسلام «الخطر الأخضر»، بعد القضاء على الشيوعية «الخطر الأحمر».
وهي نظرية تنم عن جهل عميق بحقائق التاريخ وسيرة الأمم والشعوب، وبداية ونهاية وتعاقب الحضارات المختلفة على مدى الدهور والأزمان، ونؤمن نحن المسلمين ونعتقد بأن الأيام دول، وأن للحضارات دورات صعودًا وهبوطًا واندثارًا،
﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (آل عمران: ١٤٠).. ونثق بوعد الله عز وجل لنا ووعد رسوله الخاتم محمد ﷺ بأنه لن تقوم الساعة حتى تظهر حضارة الإسلام على كل الحضارات، وتسود العالم كله، حتى لا يبقى بيت إلا ودخله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل.
والإرهاصات التي نراها تكاد تجزم بأفول الحضارة الأمريكية واندثارها، وكل المعطيات تنذر بذلك. ولو لم نشهدها في جيلنا هذا، فسيحدث في مدى قريب مع تسارع الأزمان وتطور المجتمعات وانتشار الإسلام الملحوظ في أوساط الأوروبيين والغربيين. فعلى العقلاء من المفكرين الغربيين أن يراجعوا أنفسهم، ولا يفتعلوا خصومة مع الإسلام العظيم دين السلام والحضارة والأخلاق.
أحمد عبد العال أبو السعود
السعودية
كيف نتحاور مع الغرب؟!
هناك فجوة قائمة ومتسعة بين المسلمين والغرب، وهناك قصور في العمل من قِبَل المسلمين للدفاع عن قضيتهم، وأخجل من القول الذي ذكره الشيخ الغزالي -رحمه الله- في أحد كتبه: «إن الإسلام قضية عادلة، بيد أنها وقعت في أيدي محامين فاشلين»، ولا شك أن كثيرًا من أبناء الغرب متعنتون وحاقدون على الإسلام وأهله، لذلك هناك تبعات جمة على عاتق الدعاة تجاه تلك القضية الشائكة، فعليهم أن يبرزوا تعاليم الإسلام السامية بأسلوب واضح بعيدًا عن الغلو أو التساهل وتمييع الأمور، فيجب أن تعقد ندوات دائمة في السفارات الإسلامية بدول الغرب للتعريف الجيد بالإسلام، فنحن أصحاب حق واضح جلي مثل ضوء الشمس.
ويجب أن يكون هناك حوار دائم قائم على الحجة والبرهان، وكذلك عقد مناظرات هادفة بناءة بين العلماء المسلمين وغيرهم من أهل الغرب المعتدلين، ويجب أن يكون المحور الأساسي في تلك المناظرات والندوات قائمًا على قول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
(آل عمران: 64).
م. أحمد عبد السلام - عضو نادي الأهرام للكتاب
خاضوا 300 حرب!
«صناعة الأعداء» إستراتيجية ثابتة لرؤساء أمريكا
مع تصاعد الأزمة الأمريكية الإيرانية، والتصعيد الأمريكي ضد السودان، ودعم الاحتلال الإثيوبي في الصومال، وتصعيد العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.. نكون قد دخلنا فعلًا في عهد الذبح على الطريقة الأمريكية..
إذ يشهد تاريخنا المعاصر أن الولايات المتحدة الأمريكية صانعة للأعداء، بدرجة متفوقة منذ مطلع القرن الماضي، وزادت إبداعاتها العسكرية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق!
ومن أسس الفطرة الإنسانية، أن البشرية عمومًا تتمنى أن يكون أعداؤها قلة، إلا أنه في الحالة الأمريكية تنتكس الفطرة؛ حيث يبذل قادتها أقصى جهد ممكن حتى يكثر أعداؤهم، وإذا لم يتوافر لهم العدو فإنهم يصنعونه!!
في الحالة العراقية استطاعت آلة الإعلام الأمريكية أن تختزل العراق في شخص رجل واحد، وصور الخطاب الإعلامي السياسي الأمريكي هذا البلد بأنه الشر المطلق في العالم العربي الذي يجب أن يستأصل من جذوره لسعادة العالم!
إنه منطق صناعة الدول الشريرة بل الشعوب الشريرة، والتي نسمع هذه الأيام تهديدات للقضاء عليها في معادلة أمريكية تقول: «كلما كان العدو ضعيفًا وجب تعظيم أخطاره على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية»!
والحقيقة أنه كلما ضعف موقف الرئيس الأمريكي داخليًّا، فإن الحاجة إلى حرب خارجية تبدو ضرورية لإظهاره بمظهر القوي!
إنها حروب الرؤساء كما قال وزير العدل الأمريكي السابق رمزي كلارك - الذي نجح اللوبي الصهيوني في عزله من منصبه؛ لأنه تجرأ واعترض على اقتراح طرد مندوب منظمة التحرير الفلسطينية من نيويورك.
يقول كلارك: إن حروب الرؤساء تألقت منذ عام ۱۸۱٥م عندما قال الرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون: «حان قطف التفاحة الكوبية من الشجرة الإسبانية»، وبعد ذلك ضمت الولايات المتحدة إليها ما يعرف بولايتي تكساس وكاليفورنيا بعد أن ألحقت هزيمة عسكرية بالمكسيك، ثم توقفت هذه الحروب الخارجية خلال حرب الانفصال الأهلية لتعود بزخم في نهاية القرن التاسع عشر، وقد كانت ساحاتها بلدانًا ضعيفةً، هي هاواي وكوبا وبورتريكو وبنما، ثم عادت التدخلات العسكرية الأمريكية مجددًا إلى المكسيك وهابيتي عام ١٩١٤م، وأعقبتها مساهمات أمريكية في الحربين العالميتين وحروب أخرى «خاصة» بالولايات المتحدة دون سواها..
وهي قاعدة جعلت الرؤساء الأمريكيين يتولون أكثر من ثلاثمائة حرب بين كبرى ومتوسطة وصغيرة، ولا فرق يذكر في هذا الشأن بين رئيس شعبي وآخر مثقف، فحتى تيودور روزفلت الذي يعد من أكثر الرؤساء الأمريكيين «تقدمية» لم يتردد في غزو بنما.
إن الحروب في أمريكا ثابتة، والدافع الأيديولوجي لم يتبدل أبدًا منذ مطلع القرن الماضي، والذي وصفه روزفلت بـــ «مسؤولية الولايات المتحدة في مكافحة الفوضى المزمنة»! وقد التزم روزفلت بمبدأ مونرو في ممارسة دور الشرطة الدولية في حالات فوضى وعجز مشهودة.
عادل أبو هاشم
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
العجوز الشمطاء.. تخطف أطفال المسلمين إلى نفق وظلمات «السوسيال»!
نشر في العدد 2173
110
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022