; مسلمو أمريكا.. والدور المطلوب. | مجلة المجتمع

العنوان مسلمو أمريكا.. والدور المطلوب.

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 01-ديسمبر-2020

مشاهدات 29

نشر في العدد 2150

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 01-ديسمبر-2020

أدى مسلمو أمريكا دوراً بارزاً في فوز المرشح الديمقراطي «جو بايدن»، في انتخابات الرئاسة، فقد شاركوا بكثافة في تلك الانتخابات، وصوّت أغلبيتهم لصالح «بايدن» -حوالي %69 منهم- خاصة في الولايات المتأرجحة، التي حسمت على ما يبدو فوز المرشح الديمقراطي.

وهذا مؤشر واضح على أن مسلمي أمريكا أصبحوا كتلة حرجة لها تأثيرها المباشر في أي انتخابات تجرى بالولايات المتحدة، بما فيها تأثيرهم فيمن له حق الوصول للبيت الأبيض.

ويستمد مسلمو أمريكا تأثيرهم -يصل عددهم نحو 3.5 مليون- من خلال تمركزهم في بعض الولايات الحاسمة، مثل: ميشيغان وبنسلفانيا وفلوريدا وأريزونا وكولورادو ومينيسوتا ويسكونسن، بالإضافة إلى أن كثيراً منهم -خاصة القادمين من الشرق- وجدوا في البيئة الأمريكية فرصة لهم لممارسة ما حرموا منه في بلادهم؛ وهو ما كان دافعاً لهم للحرص على المشاركة في العملية الانتخابية تصويتاً وترشحاً بكثافة ملحوظة.

ولم يقتصر إنجاز مسلمي أمريكا مؤخراً على التصويت فقط؛ بل تجاوزوا ذلك لحجز مقاعد لهم في مجالس الولايات؛ حيث شهدت الانتخابات التي أجريت مؤخراً فوز 57 مرشحاً أمريكياً مسلماً من أصل 111 ترشحوا لمختلف المناصب، وسبق ذلك دخول بعضهم الكونجرس مثل إلهان عمر، ورشيدة طليب.

ورغم أهمية ما أنجزه المسلمون في أمريكا؛ فإنه ينبغي أن يتم ترجمة ذلك لخدمة مختلف القضايا الإسلامية سواء على مستوى السياسة الداخلية أو الخارجية؛ فالمطلوب من مسلمي أمريكا -خاصة أن كثيراً منهم مهاجرون من الوطن العربي- أن تكون لهم «أجندة» واضحة بأبرز القضايا المهمة والحساسة التي عليهم أن يتبنوها خلال الفترة المقبلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية من خلال ترميم ما أحدثته إدارة «ترمب» من شروخ وتصدعات في صلب هذه القضية، وعليهم في هذا السياق الضغط على الرئيس الأمريكي الجديد «جو بايدن» من أجل الوفاء بتعهداته لهم التي بناء عليها تكتلوا خلفه؛ حيث تعهد لهم -كما ذكر نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)- بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية من جديد، وإلغاء قرار حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، وإعادة تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ذلك رغم إدراكنا أن سياسة الولايات المتحدة لن تتغير بشكل جذري تجاه العالم الإسلامي، لكن على الأقل ستكون طريقة تعاطي «بايدن» مع المسلمين وملف الحريات والربيع العربي مختلفة.

وحتى يستطيع مسلمو أمريكا تحقيق ما يصبون إليه من صانع القرار الأمريكي، ويحافظوا على مكتسباتهم ويعززوها خلال الفترة القادمة؛ عليهم أن يستفيدوا من التجربة اليهودية هناك، وذلك بتكوين «لوبي» إسلامي ضاغط ومؤثر من خلال رؤية واضحة لما يريدونه، واتباع أساليب ووسائل نافذة ومؤثرة لتحقيق هذه الرؤية، والتنسيق بينهم في تنفيذ هذه «الأجندة».>

الرابط المختصر :