; مشاهد من حياة الصديق.. قصص للشباب والطلاب | مجلة المجتمع

العنوان مشاهد من حياة الصديق.. قصص للشباب والطلاب

الكاتب محمد المجذوب

تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1971

مشاهدات 15

نشر في العدد 71

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 03-أغسطس-1971

مشاهد من حياة الصدِّيق

قصص للشباب والطلاب

الناشر: دار الإرشاد- بيروت

بقلم الأستاذ محمد المجذوب

 

يقع هذا الكتاب في عشرين ومائة صفحة من القطع المتوسط، وهذه هي الطبعة الأولى منه طبعت في هذا العام، وقد قدم المؤلف كتابه هذا إلى شيخ جدة وأديبها وعلمها الشيخ محمد نصيف إعجابًا بفضله، وتقديرًا لجهاده الطويل في خدمة الإسلام.

يقول المؤلف في سبب تأليف هذا الكتاب ونشره: «هذه المشاهد من حياة الصديق» إنما أعدت في الأصل محاضرات لطلاب القسم النهائي من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، على أن يتبعها مثلها في إخوانه من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، ثم حضر مدرس المادة بعد غياب طويل، فكان عليه هو أن يتولى تتمة المنهاج. 

ولقد أشار على بعض ذوي الرأي أن أخرج هذه المحاضرات في كتيب مستقل ففعلت، ثقة مني بأن في مثل هذه الأبحاث غذاء لا مندوحة عنه للجيل الإسلامي، الذي تغزوه التيارات الدخيلة من كل مكان، فتكاد تنسيه نفسه ورسالته».

ويبدأ المؤلف كتابه هذا عن مشاهد من حياة الصديق بعرض لمحات سريعة أعطى فيها صورة مركزة لواقع المجتمع الإسلامي، أثناء الفاجعة الكبرى التي نزلت بالمسلمين عند وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسـلم- وهي صورة على إيجازها تؤكد بوضوح أن المسلمين كانوا أحوج ما يكونون إلى قائد يرتفع بوعيه وبقوة احتماله وبثقة الجميع فيه إلى مستوى الحدث العظيم، وقد شاءت رحمة الله وحكمته أن تتجمع هذه الميزات كلها في إهاب الرجل الذي سلط عليه رسول الله الأضواء، وأوقع في أخلاد الصفوة من صحابته أنه هو المعد لهذه الساعة العصيبة. 

ويعرض بعد ذلك المؤلف حياة الصديق ونشأته وإسلامه، وبعض مواقفه في الإسلام، مستندًا في كل ذلك إلى أحاديث صحيحة وروايات موثوقة.

وحين يصل إلى بيعة الصديق يبين بوضوح كيف كانت الإشارات إلى استخلاف أبي بكر واضحة لكل ذي بصيرة، ولو لم يصرح بذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلـم.

ثم ينتقل المؤلف إلى كيفية البيعة يوم السقيفة، وكيف اختلف المسلمون قبلها وكادت أن تحدث فتنة لولا عناية الله لهذه الصفوة من أصحاب رسول الله ممن هاجروا معه ونصروه.

ومن هذا العرض لأحداث يوم السقيفة يتضح بجلاء أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المسلمين شرها، لأنها لم تسبق بتدبير ولا تقدير، وإنما ساقت إليها ظروف قاهرة فكانت عملية سريعة، قصد بها بتر أصابع الفتنة التي كادت أن تعصف بالمجتمع الغض، فتنسفه من أساسه.

 ثم يتابع المؤلف بعد ذلك عرضه للبيعة العامة لأبي بكر، وموقف علي ومن معه منها، وكيف تأخروا عن البيعة ستة أشهر؛ وذلك بسبب تأثر علي رضي الله عنه لأنه لم يشرك في موضوع اختيار الخليفة، وإنما قُضي الأمر في غيابه. 

ويستشهد المؤلف على هذا بكلام للذهبي في تاريخه 340- عن لسان علي والزبير من قولهما في الرد على أبي بكر: «وما غضبنا إلا لأن أخرنا عن المشورة وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله». 

ويتحدث بعد ذلك عن سياسة الصديق ومرتبه، وفيهما من الدروس ما يتعلم منها المرء أن الولاية ليست وسيلة إلى الدنيا، ولكنها عبء يفرض على صاحبه أن يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب. 

 أما عن جيش أسامة وفتنة الردة فللمؤلف فيهما وقفات تشعر الإنسان قوة المؤمن بالله ونفاذ بصيرته، ولعل ما كان من أمر أبي بكر- رضي الله عنه- من صلابة في هذين الموقفين ما يعطي المسلمين وقادتهم هذه الأيام العظة والعبرة لمن أراد منهم النصر في الدنيا والفوز في الآخرة.

ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن فتح العراق، وما خاضه المسلمون فيه من جهاد لم ينقطع حتى خضدت شوكة المتمردين والمغامرين، ودخل العراق إلى الأبد في كيان الإسلام، وأصبح أحد المراكز الرئيسية لانطلاق الجيوش الإسلامية في طريق الفتح العالمي. 

وينتهي المؤلف في كتابه بالحديث عن جمع القرآن العظيم؛ ويعتبرها المأثرة العظمى في حياة الصديق، وقد اقترح عمر رضي الله عنه جمع القرآن على أبي بكر- رضي الله عنه- فتردد أبو بكر أولًا ثم وافق أخيرًا، وهكذا حفظ الله كتابه من الضياع.

 وفي نهاية المطاف وبعد خمسة وعشرين شهرًا من الجهاد المتواصل، وافى الله أبا بكر الأجل بعد أن توج جهاده المظفر باستخلاف عمر، فكان هذا الاستخلاف برهانًا أخيرًا على خبرته العجيبة بالرجال، إذ جاءت خلافة الفاروق امتدادًا لفضائل سلفه العظيم.

قصص للشباب والطلاب

الناشر: دار العربية- بيروت

تقع هذه المجموعة من القصص في اثنتين وعشرين ومئة صفحة من القطع المتوسط، والطبعة التي بين أيدينا هي الطبعة الثانية من المجموعة طبعت في هذا العام. والمجموعة عبارة عن أربع قصص من القصص التاريخية الممزوجة بخيال المؤلف وغرضه في التوجيه إلى الخير وتهذيب الناشئة، وللمؤلف في هذه القصص نظرة خاصة نوجزها فيما يأتي:

«كثيرون يؤمنون بأن «تنازع البقاء» صائر حتمًا إلى «بقاء الأصلح» في مضمار الأخلاق». 

وهذه فكرة لا يؤمن المؤلف بشمولها، فإذا صح أن تتنافس المصنوعات على الأسواق، ثم لم يثبت منها إلى الصنف الأخلق بمصلحة الإنسان، فلا يعني ذلك أن يحدث مثل هذا دائمًا في ميدان التنازع بين مبدأ أخلاقي وآخر، بحيث لا يبقى أخيرًا إلا الأفضل لمصلحة النوع. 

ذلك أن للنفس الإنسانية قوانينها التي لا تخضع دائمًا لضوابط المادة، فإذا كانت شروط معينة مادية من شأنها أن تنتج حادثًا فيزيائيًا أو كيميائيًا معينًا، فليس لزامًا أن يكون مثل هذا في عالم النفس، بل كثيرًا ما نرى أن الأسباب الواحدة تحدث في نفسين نتيجتين مختلفتين، وهذا وحده كاف لأن يحملنا على استثناء الأخلاق من حكم ذلك القانون المادي، وهذا عينه ما يحمل المؤلف على الاعتقاد بأن من واجب الأدب أن يجند في صف الأخلاق أبدًا، فلا ينخدع بتلك الكذبة الكبرى، التي تقول بأن الفن للفن وأن وعي الحياة كفيل بأن يصفي نتاج الأقلام، فلا يبقى منها إلا على الأفضل الأصلح». 

وهذا هو الذي حدا بالمؤلف على التفكير بإخراج هذه السلسلة من القصص الموجهة. فالقارئ العربي الناشئ، الذي يواجه اليوم، من بين يديه ومن خلفه، سيولًا صاخبة من مختلف المنشورات، في مختلف التيارات يكاد يفقد هذا الضرب من الأدب المركز، وبخاصة في أفق القصة.

ولقد ضاعف من رغبة المؤلف تلك أن معظم القصص التي تتصل بهدفه المنشود، على قلتها، ينقصها الكثير من عناصر التشويق والتبسيط، فكان لذلك أثره الفعلي في استجابته لهذه الرغبة، فأقدم على هذه التجربة وهو موفق أنه يحقق بمجهوده واجبًا أدبيًا لا مندوحة عنه، وهو وإن لم يأت بالثمرة التي يرجوها، حسبه أن يكون لبنة في بناء لا يزال ينتظر الأيدي النظيفة.

والسبب الذي بعث المؤلف على إيثار هذه المادة الروحية دون غيرها لقصصه يوضحه للقارئ بقوله: «فأنا امرؤ أؤمن بالله، ثم أؤمن بأن الله أرأف بالإنسانية من أن يكلها إلى نفسها في البحث عن طريق السعادة، فهو لذلك قد زودها برسالاته، تحمل إليها مشعل السماء الذي لا ينطفئ نوره، ولا يضل السالكون على هديه.

ثم إنني أؤمن بأن في تاريخنا الروحي كنوزًا غنية بمادة القصة الصالحة، وليست هذه الحلقات سوى قبس من ذلك النور، آمل أن تتبعه أقباس وأقباس، حتى تكون منها سلسلة لا تنتهي، ولست أبالي بعد ذلك أكنت أنا الذي أتمها، أم غيري، فالمهم أن يرفع البناء، وأن تحتل هذه السلسلة مكانها الخالي من أدبنا الحديث.

الرابط المختصر :