العنوان مشكلة الشباب العزب
الكاتب عبد الله جولحة
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 15-فبراير-1977
إن نظرة الإسلام لمشكلة الشباب العزب، نظرة واقعية ومعقولة، وهي لا تنكر الحقائق ولا تتجاهلها، ولا تعرف الزيف والغش والخداع. وإنما تتناول المشكلة بشكل عام يتناسب مع ظروف كل مجتمع وإمكانياته. فالإسلام يرى أن الحل الوحيد والصحيح للشباب العزب هو الزواج. إذ إن الزواج يجعل المشكلة منتهية. ويريح المجتمع من انحراف الشباب وطيشهم وعبثهم، وتنتهي حياة التشرد والعبث والضياع ولذلك يتوجه النداء الرباني إلى الجماعة المسلمة، بأن تتيح سبل الزواج وتيسر الطريق أمام الشباب وتزيل العقبات المعترضة في طريق الراغبين في الزواج. رجالا كانوا أم نساء متى ما كانوا صالحين للزواج. فيقول رب العزة والجلال في خطابه: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور: 32)
من العلماء من يقول إن هذا الأمر للوجوب، ومنهم يقول للندب ويقول الشهيد سيد قطب -رحمه الله- تعالى ونحن نرى أن الأمر للوجوب لا بمعنى أن يجبر الإمام الأيامي على الزواج ولكن بمعنى أنه يتعين إعانة الراغبين منهم في الزواج وتمكينهم من الإحصان، بوصفه وسيلة من وسائل الوقاية العملية، وتطهير المجتمع الإسلامي من الفاحشة واجب.. ووسيلة الواجب واجبة.
وإن مشكلة الشباب تمس حاضرهم ومستقبلهم، والشباب هم الفئة القوية ووقود الأمة في كل زمان والتي تعتمد على قواها الفكرية والجسدية وما لم تحل العوائق المقامة وتيسر عملية الزواج، باتباع شريعة الإسلام فلسوف تبقى هذه القوى الشابة من الجنسين، ملتهبة العواطف، مشتتة الفكر منصرفة عن العلم النافع، والعمل البناء وفي ذلك خسارة عظمى للعباد والبلاد وخاصة الناس اليوم يعيشون وسط مجتمع ساده الغرام، وأمامهم المنكرات والمغريات والشباب اليوم يعاني مفاسد كثيرة، وشرورًا جسيمة، تكاد تعصف بأمن المجتمع واستقراره، من تكاليف الزواج ونفقاته الباهظة، وارتفاع الأسعار والأوضاع الشاذة، والانحلال الخلقي، وشيوع الرذيلة، وأجهزة الإعلام بجميع أنواعها، كل هذه تعمل لصرف الشباب عن الزواج بشكل مخيف. فالمسلمون مطالبون لحل مشكلة العزوبة هذه من جميع النواحي.
وكمْ جرت العزوبة من أخطار على أجساد الرجال والنساء وعلى المجتمعات والعزوبة مخالفة لأمر الله، وأن الميل إلى العزوبة واختيارها طريقًا في هذه الحياة من أكبر الآثام، وأعظم الأوزار والأمم التي فشت فيها العزوبة منذرة بالفناء العاجل والزواج قد سنته جميع الشرائع السماوية، وهو من أول مقومات الحياة البشرية، وهو رابطة عليها ويتوقف بقاء النوع الإنساني،وهو عقد صلة بين أسرة وأسرة كانت منقطعة، وبفضله كان التعاون والتناصر والقوة.
وعليكم أيها الشباب المسلم العزب أن تخطوا خطوات حثيثة في طريق الزواج إذا ما سنحت لكم فرصة الزواج وتيسر طريقه، متوكلون على الله تعالى، مستجيبين لنداء النبي -صلى الله عليه وسلم- «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. إلخ »
وأن التأخر في ذلك لا ينبغي، وتذكروا الشباب الذين وقعوا في مهاوي الرذيلة ثم ضلوا الطريق وانحرفوا عن الجادة والصواب، بسبب الجنس وانتشار الفاحشة، فبادروا إلى اكمال شطر إيمانكم، ولا تحسبوا للرزق حسابًا فالله تعالى متكفل بإغنائكم وبيده الرزق، فالواحد منكم أيها الشباب يقترب من العمر ثلاثين وهو بعد غير متزوج. فإن كان طالبًا فهو يقضي مدة دراسته الجامعية وهو يقول بعد التخرج، وبعده تبدأ مشكلة الحصول والبحث عن العمل والوظيفة. ثم مشكلة العثور على الزوجة المناسبة ثم مشكلة السكن. وهكذا يطول الأمر.
وعلى الشباب الذين لم يتيسر لهم سبل الزواج بسبب من الأسباب أن يتمسكوا بحبل الله المتين، وعليهم أن ليجأوا إلى استعمال العلاج النبوي، وهو الإكثار من الصوم، حيث يهذب الغريزة ويقوي العزيمة والإرادة وهو صورة من صور العبادة لله تعالى تملأ القلب سكينة واطمئنانًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
العادات الاجتماعية بالدول العربية وتأثيرها على زواج الشباب
نشر في العدد 2180
150
الخميس 01-يونيو-2023