العنوان مصر المسلمة يتهددها الخطر «2»
الكاتب د.عبدالله أحمد محمد
تاريخ النشر الثلاثاء 26-يونيو-1979
مشاهدات 19
نشر في العدد 451
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 26-يونيو-1979
* اعتراف البابا شنودة أن المعونات تصلهم من أمريكا والحبشة ومن جهات أخرى «خطبة البابا في الإسكندرية»
أما عن الخط النصراني.. فإن بينه وبين الخط اليهودي وفاقًا إن لم يكن اتفاقًا.. سوف يظهر من تسلسل الأحداث على النحو التالي:
1- منذ تولى رئاسة القبط في مصر المدعو «شنودة» بدأ تخطيط النصارى يتجه إلى التنفيذ.. بلوغًا إلى جعل مصر «دولة قبطية» بالاستناد إلى مزاعم أنها كانت للأقباط قبل «الاستعمار الإسلامي»، وتأكد ذلك بما ألقى المذكور من خطب فيما سماه.. بالشعب القبطي.. أو «الأمة القبطية «تمييزًا لها عن بقية الشعب.، وبما زعمه من أن تعداد النصارى في مصر صار 8 ملايين، وليس ثلاثًا. كما دل على ذلك التعداد الرسمي. ثم ما دعا إليه من محاولة زيادة هذا العدد أضعافًا كثيرة عن طريق تشجيع التزاوج والتناسل في الوقت الذي يجرى بين المسلمين تشجيع تحديد النسل.
2- صدور جريدة للنصارى في مصر تحت اسم «وطني» وهي بذلك تشير إلى أن مصر وطنهم. فوق ما يتأكد من كتابات ضمنية أو صريحة في الجريدة المذكورة أو في النشرات الخاصة.
3- إقامة «كاتدرائية» كبيرة في القاهرة يمكن رؤيتها من كل الجهات على بعد شديد، في موقع استراتيجي في قلب القاهرة، بحيث تصير مركز الإشعاع والتخطيط للنصرانية في مصر.
4- الإكثار من إقامة الكنائس حتى لقد صدر في الفترة الأخيرة قرار بإنشاء خمسين كنيسة في قرار واحد! ويجري تصميم الكنائس وإنشاؤها على نحو يجعل منها معاقل وحصونًا يصعب إن لم يستحل اقتحامها.
5- جمع السلاح وتكديسه في الكنائس والأديرة والأماكن الأخرى. ويجري جمع السلاح ليس فقط من الداخل من طريق الشراء، وليس فقط عن طريق السرقة من مخازن القوات المسلحة المصرية؛ بل يمتد كذلك إلى الخارج حيث تستورد الأسلحة من البلاد النصرانية، وتأتي في شكل طرود لا تعرف السلطات محتوياتها، أو تعرف وتغمض العين عن ذلك.. ويجري الآن إعداد أماكن بعيدة عن الموانئ الرسمية وعن أعين المسلمين صالحة لرسو السفن الحاملة للذخيرة والسلاح.
وذلك في الوقت الذي تشتد فيه حملات السلطة المحلية من شرطة ومباحث ومخابرات لضبط السلاح لدى المسلمين، وحرمانهم منه.
6- شراء العقارات والأراضي بشكل فيه توسع كبير، يعتمد على الموارد الضخمة للنصارى في مصر، ويضاهي ما فعله اليهود في فلسطين. وقد بلغ الأمر حد شراء أماكن العبادة الإسلامية بالتواطؤ أو التغفيل للجهات الرسمية.
وقد استطاع النصارى أخيرًا أن يأخذوا في منطقة وادي النطرون حوالي ألف فدان من وزارة التعمير قاموا بتسويرها. ويجري داخل هذه المساحة الضخمة، تدريب شباب النصارى على السلاح أفواجًا أفواجًا.. استعدادًا لمعركة مع المسلمين.
7- يضع النصارى أمام أعينهم نموذجين حدثا للمسلمين: نموذج بعيد هو استئصال شأفة المسلمين في الأندلس ووعدتها نصرانية، ونموذج قريب وهو استئصال شأفة المسلمين في فلسطين وعودتها أو صيرورتها يهودية.
ولئن كان عدد النصارى في مصر ثلاثة ملايين تبعًا للتعداد الرسمي، فإنه عدد يضاهي عدد شعب إسرائيل الذي استطاع اغتصاب فلسطين وسبعة أمثالها.
وإدا كانت عصابات اليهود في فلسطين قد تأيدت بالنفوذ الدولي الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي، فلا نحسب هذا النفوذ -وأغلبه صليبي- يضن على أبناء جنسه من النصارى بالتأييد الذي منحه لليهود! ومن ثم فنحن نلمح من خلال الأحداث بدء التحركات المريبة تحديًا للمسلمين في مصر.. الذين يقف قانون الوحدة الوطنية سيفًا مسلطًا على رقابهم، مهددًا لهم وحدهم دون غيرهم!
□ وقد بلغ نفوذ النصارى في مصر أخيرًا حد منع صدور قانون إسلامي، هو قانون الردة. وهو نفس الأمر الذي يتضح بالنسبة لقوانين الشريعة الأخرى؛ فرغم إعدادها من قبل الجهات الرسمية المكلفة بها (مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ولجنة وزارة العدل)، ورغم النص الذي صدر في دستور مصر الدائم منذ ما يناهز تسع سنين.. فلم يصدر قانون واحد حتى الآن مستمدًّا من الشريعة الإسلامية، ولا تفسير لذلك إلا رفض النصارى، أو محاولة الجهات الرسمية مجاملتهم أو ممالأتهم.
□ كذلك بلغ نفوذ النصارى في مصر أن صارت وزارة الخارجية لأول مرة في تاريخ مصر يترأسها نصراني، وصار الحزب الحاكم (الوطني الديمقراطي) يترأسه واقعيًّا نصراني، وصارت شخصية نسائية لها أصل نصراني هي المتحكمة في كثير من شئون مصر.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
□ ويبارك اليهود تعمق الخط النصراني، بل يباركون أيلولة دولة مصر إلى النصارى.. باعتبارهم البديل المضمون عن المسلمين، وباعتبار دولة النصارى في مصر خير ضمان لتنفيذ معاهدة السلام، وبغير هذا البديل تصير الضمانات نظرية يمكن أن تسقط مع أي تغيير للنظام الحاكم في مصر، بل يمكن أن تنسف المعاهدة نفسها مع حدوث ذلك التغيير.
ويبدو إن في تخطيط اليهود أن تصير لهم حماية نصرانية من الشمال والجنوب.. من الشمال في لبنان، ومن الجنوب في مصر.. وإن التوسع القادم سوف يمتد شرقًا إلى أراضي الأردن والعراق وسوريا، وجنوبًا في أرض الحجاز بلوغًا إلى ما يدعيه اليهود من حق في أراضي (بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع) فإن اليهود لا ينسون إخراجهم من الجزيرة العربية، على عهد محمد صلى الله عليه وسلم.
مستقبل الإسلام في مصر
الحديث عن المستقبل رجم بالغيب، لكن من خلال أمر الله لنا أن «أعدوا» فإن التخطيط جزء من الإعداد، بل هو رأس الإعداد كله، ومع التخطيط لا بد من التوقع من خلال ما يجري من أحداث وما حولنا من شواهد.
وتوقعنا من خلال الأحداث وما حولنا من شواهد إن الصليبية متحالفة مع اليهودية الصهيونية.. سوف تحاولا أن تجعل مصر هدية لأقباطها.. فيقوم في مصر حكم صليبي نصراني متحالف مع الحكم اليهودي الصهيوني القائم في شمالها!
وله في ذلك أحد السبيلين:
1- إما أن يستأصل شافع المسلمين، ويأخذ أرضهم وديارهم كما فعل النصارى في الأندلس قديمًا، وفي الفليبين حديثًا، وكما فعل اليهود في فلسطين حديثًا.
2- وإما أن يكتفي بإذلال المسلمين وإبعادهم عن السلطة، وجعل السلطة في يد النصارى. كما حدث في تنجانيقا التي اتحدت مع زنجبار تحت اسم تنزانيا ليحكم النصارى 85 بالمائة من السكان المسلمين، وكما حدث لإثيوبيا إذ مكن للنصارى من حكمها رغم أن الأغلبية الإسلامية تجاوز 75 بالمائة من التعداد الحقيقي للسكان.
لكن ماذا نتوقع من الجانب الآخر؟
من الأغلبية الإسلامية التي تصل إلى أكثر من 95 بالمائة من تعداد السكان، إن بقيت هذه الأغلبية بعيدة عن الوعي.. بعيدة عن الجهاد.. بعيدة عن الالتفاف حول قيادتها الإسلامية الشعبية، فإنه يمكن أن يكون مصيرها مصير الأغلبية الإسلامية التي عاشت في الأندلس، أو الأغلبية الإسلامية التي تعيش في تنزانيا
(على أحسن تقدير).
وإن أنعم الله عليها بالوعي، وعافاها من الغفلة، وعرفت الطريق إلى الجهاد تحت راية الإسلام وتحت قيادة جماعة إسلامية... فإنها سوف تلقن «الشياه» أن تراب الإسلام لا يباع للنصارى واليهود.. وإن مصر التي قبرت غزاة الأمس سوف تقبر بإذن الله غزاة اليوم، ﴿واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21)، و﴿مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: 8)، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: 227).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل