العنوان التعليق الأسبوعي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 15-فبراير-1977
مصر «حسن البنا» أم مصر «التغريب والبلشفة»؟ ماذا وراء هذه الحملة؟
هذا التعليق ليس ردًا على تقرير «وكالة الأنباء الفرنسية» الذي كتبته «بصيغة التحريض» وتناولت فيه -بعقلية المخابرات لا بعقلية الصحافة النزيهة- جماعة «الإخوان المسلمون».
فجماعة صب عليها من العذاب أشده وأقساه ووجهت ضدها حملات إعلامية تشويهية متتابعة ثم هي- بعد ذلك كله- لا تزال راسخة الجذور.. جماعة هذا شأنها لن يطفئ نورها تقرير إخباري كتبه مراسل ضال أو مراسل يخدم اتجاهات معادية للإسلام والعاملين له.
إن هذا التعليق عن حسن البنا مؤسس حركة الإخوان ورائدها- يساق في إبانه، ويجيء في وقته.
ففي مثل هذه الأيام من ١٩٤٩ وبالتحديد في يوم ١٢ من شهر فبراير من ذلك العام اغتيل حسن البنا، اغتاله الذين ظنوا أن بنهايته ستنتهي جماعة «الإخوان المسلمون»!
ويبدو أن الجهات التي تكيد للإسلام سياسيًا وحركيًا عاجزة عن إدراك «طبيعة» الحركات العقائدية وهذا العجز حملها على أدراج «المد العقائدي الإسلامي» في قائمة الكيانات السياسية التي يدور وجودها مع وجود الزعيم فإذا مات الزعيم، ماتت تلك الكيانات، بالضرورة!
إن ولاء المسلم لله وحده لا شريك والله- تعالى- حي لا يموت, ومن هذه العقيدة الراسخة تستمد الحركة الإسلامية حياتها ونبضها واستمرار مسيرتها.
إن الإمام الشهيد والرائد المجدد نهض بواجبه- نحو دينه وأمته- ولبى نداء دعوة الله ونذر نفسه لتكوين بعث إسلامي جديد. يكون طليعة الأمة في الالتزام بالإسلام والكفاح ضد الظلم الخارج والداخلي.. طليعة الأمة في الإنتاج والبناء.
لقد كانت مصر- حيث المنطلق الأول لهذه الجماعة- بين تيارين غريبين عاصفين، تيار اليمين المرتبط بالاستعمار الغربي، وتيار الشيوعية المرتبط بالاستعمار الشيوعي کل تیار يريد أن يطوي مصر- بناسها وثقافتها وموقعها- في أمواجه, وكان الانضمام لأحد التيارين لا يعني إلا زيادة قوائم البؤس والضلال. ولا يعني إلا يدًا جديدة تساهم في إخضاع مصر لأحد التيارين.
رفض حسن البنا هذين الخيارين القاتلين ويمم وجهه نحو الخيار الإسلامي:
﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (الأنعام: 161-164)
واليوم تتعرض مصر لنفس التيارين: اليمين الغربي المرتبط بالاستعمار في شكله الجديد، والتيار الشيوعي المرتبط بالاستعمار الشيوعي، وهنا نسأل:
ما هو الخيار الطبيعي الأصيل.. ومصر من؟ مصر حسن البنا. أم مصر التغريب والبلشفة؟
لقد استدار الزمن کهیئته يوم صدع حسن البنا بدعوته الإسلامية.
وحين نقول مصر «حسن البنا» نعني -بداهة- مصر عمرو بن العاص وعبادة بن الصامت وسلمة بن مخلد والمقداد بن الأسود وعقبة بن عامر المجهني وخارجة بن حذافة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح.. رضي الله عنهم جميعًا.
ونعني تلاميذ هؤلاء: كيزيد بن حبيب- محدث مصر- وعمر بن الحارث وخير بن نعيم الحضرمي وعبد الرحمن بن شريح الغافقي والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وكل رجالات الموكب الإسلامي الكريم الوضيء.. عليهم رحمة الله ورضوانه.
وحين نقول: التغريب والبلشفة نعني الذين جندوا أنفسهم لربط مصر بالنفوذ الغربي الصليبي أو بالنفوذ الشيوعي.
على مستوى العالم الإسلامي كان حسن البنا يمثل الرد الإسلامي البشري الإيجابي على محاولات الطمس والتصفية.
ما بين عامي ١٩٢٤-١٩٤٨ ألغيت الخلافة وطوى كمال أتاتورك راياتها. في نفس الظروف انطلق حسن البنا بدعوته العالمية لإعادة مجد الإسلام ونشر ألويته, «طالع مقالين آخرين عن الإمام الرائد على إحدى الصحف اليومية تبدو وكأنها قد تخصصت في محاربة كل شيء إسلامي».
مرة تكتب مطالبة بإباحة الخمر وثانية تكتب مشيدة بالقسيس مكاريوس وتحمل على الطرف التركي المسلم في القضية وتزعم أنه مراوغ ومخادع وتنتقل من التجريح الواقعي إلى التجريح التاريخي حيث تدعي أن الخداع التركي الحديث- بزعمها- له ما يماثله في التاريخ الإسلامي ثم تسوق حادثة التحكيم المعروفة, ومرة ثالثة تثور على وزير طالب بمراعاة أوقات الصلاة أثناء الإعداد المحاضرة أو ندوة, ومرة رابعة تحذر وتنذر من اختيار السيد عبد الله سلطان الكليب لمنصب رئيس مجلس إدارة الخطوط الكويتية.
كتبت مقالين في هذا الموضوع: أحدهما: طعنت فيه في كفاءة الرجل وبأسلوب غير لائق.. والآخر: حذرت فيه من التغييرات التي سيحدثها الرجل في صفوف الموظفين- خاصة السكرتيرات - إذا هو اختير لهذا المنصب!!
وحقيقة دهش الناس من هذا التحامل، فالسيد عبدالله سلطان الكليب من الرجال المعروفين المشهود لهم بالكفاءة وقد ملأ مركزه تمامًا حين كان وكيل وزارة، وهو أهل لأن يتولى منصب رئيس مجلس إدارة الخطوط الكويتية، إذن لماذا هذا التحامل والظلم؟
أرجح الإجابات أن الرجل من المصلين. ومن ذوي الغيرة على الإسلام، وكذلك هو من المعارضين لتعاطي الخمور في الخطوط الكويتية «ملاحظة: الصحيفة إياها لا تفتر عن الدعوة إلى الخمر في الخطوط الكويتية».
ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد، فمن المعروف أن الخطوط الكويتية تموج بأعداد ضخمة من الموظفين النصارى ويخشى القوم أن يحدث توازن معقول في وظائف الخطوط ومن ثم ثارت وجهات ذات صلة وثقى بالخلل القائم في طبيعة التوظيف في هذه المؤسسة ومن مصلحة تلك الجهات الإبقاء على هذا الخلل.
إن الناس يتساءلون: ما مصلحة تلك الصحيفة في انتهاج هذا الخط المناوي للانتعاشة الإسلامية والعناصر الإسلامية والمصلحة الوطنية؟
اقتراح لوزارة الصحة: تسجيل المواليد بالتاريخ الهجري
درجت وزارة الصحة على تسجيل المواليد بالتاريخ الميلادي وينبغي تغيير هذا الوضع فهذا الألف الإداري يؤدي إلى معنى لا يتفق مع قيمنا واعتزازنا بتاريخنا وتميزنا. ذلك أن التأريخ للطفل بالتقويم الميلادي يربطه- زمنيًا- بتاريخ غير تاريخنا. ويربطه- من ناحية الفكر والقيم ببدعة لا يقرها ديننا.
أما تسجيل المواليد وفق التقويم الهجري فإنه يضع الوافدين الجدد- منذ البداية- في وعائهم الزمني الطبيعي. ويغرس في نفوسهم معاني الهجرة وقيمها وجوها الإسلامي الخالص. وإذا كان هذا الاقتراح ينتظم الحاضر والمستقبل فإن من الممكن استدراك ما فات. بمعنى أن تجري وزارة الصحة مقارنة بين التاريخين الهجري والميلادي تصحح في ضوئها السجلات السابقة بحيث يأخذ التاريخ الهجري مركز الصدارة.
ثم تنشر ذلك في الصحف وشتى وسائل الإعلام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل