; ملف خاص 40 عامًا على ضياع القدس | مجلة المجتمع

العنوان ملف خاص 40 عامًا على ضياع القدس

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007

مشاهدات 9

نشر في العدد 1756

نشر في الصفحة 26

السبت 16-يونيو-2007

د. أكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية لــــ «المجتمع»:

ثقافة التهويد الصهيونية تسعى للقضاء على الأخضر واليابس.. لكن القدس ستظل صامدة

مؤسستنا أكبر إطار عربي إسلامي دولي لإنقاذ المدينة من براثن الصهاينة.. ويومًا بعد يوم نزداد قوة في الاحتضان السياسي للمؤسسة.

 60 مشروعًا تعليميًا واقتصاديًّا بقيمة ٤٠ مليون دولار.. أبرز إنجازاتنا

نعزز صمود الشعب الفلسطيني من خلال توفير الاحتياجات والمتطلبات الحياتية ونستخدم كل الوسائل لتحقيق استراتيجيتنا

ست سنوات مرت على إنشاء مؤسسة القدس الدولية برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي، وقد حققت المؤسسة خلال تلك السنوات القليلة إنجازات كبيرة من أجل القدس في الداخل والخارج، كما أنها تواصل انتشارها عبر العالم العربي والإسلامي لتضم شبكة كبيرة من المكاتب والمؤسسات الشبيهة العاملة للقدس.

د. أكرم العدلوني - الأمين العام للمؤسسة تحدث للمجتمع بالتفصيل عن تلك المؤسسة.. النشأة.. الإنجازات والطموحات.

وقد ابتدرني في بداية الحديث بقوله:

قبل كل شيء لابد من تذكر العم أبو بدر -يرحمه الله- هذا الرجل العظيم الذي قدم الكثير للكويت وللعالم الإسلامي خاصة قضية القدس والشعب الفلسطيني في جميع الجوانب السياسية والإعلامية والمادية، وأشكر إدارة مجلة «المجتمع».. هذه المجلة العريقة التي تربينا عليها صغارًا منذ عشرات السنين.

والمناسبة أليمة في الحقيقة، فهذه المدينة عانت ومازالت تعاني، والعام القادم سيكون ذكرى مرور ستين عامًا على احتلال فلسطين.

وحتى أمزج بين المناسبتين ودور المؤسسة، دعني أعرج للتعريف بالمؤسسة.. فالمؤسسة أنشئت في يناير عام ٢٠٠١م استجابة لتحد قام به المجرم شارون في عام ٢٠٠٠م عندما دنس المسجد الأقصى بطريقة استفزازية وكأنما يقول: إن الأقصى سيكون لنا، وكما نعلم أن شعبنا أطلق انتفاضة الأقصى التي استشهد فيها شباب من أراضي ١٩٤٨م، وهذا يعزز كل مكونات الصلة بين الشعب الفلسطيني، وفي ضوء هذا التحرك كان لابد للعلماء والدعاة والمفكرين أن يكون لهم دور واضح، فعقد مؤتمر لحماية القدس بحضور أكثر من ثلاثة آلاف شخصية من ٤٦ دولةً من شرقيين وغربيين ومسلمين ونصارى، وأثناء المداولات طرحت فكرة أن يتحول هذا المؤتمر لمؤسسة مستقلة تستطيع أن تخدم هذه القضية باستمرار.

وفعلًا استجيب للطلب وشكلت لجنة تحضيرية من ١٧ عضوًا. وبفضل الله شكلت المؤسسة وتم اختيار مجلس الأمناء مكونًا من 150 عضوًا، واختيرت هيئة الرئاسة برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي وبنواب ثلاثة من مختلف الطوائف وانبثق عن مجلس الأمناء مجلس إدارة برئاسة المستشار فيصل مولوي.

وحددت المؤسسة رؤيتها ووضعت خطتها، فنحن نريد أن نكون أكبر إطار عربي إسلامي دولي يجمع كل أطياف الأمة لإنقاذ القدس كجزء من تحرير فلسطين.

وتركزت رسالتنا في تثبيت وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، من خلال توفير الاحتياجات والمتطلبات من صحة وتعليم وفرص عمل ووسائل نقل، بالإضافة إلى مواجهة مخططات التهويد والسياسة الصهيونية التي شملت تهويد الأرض، والثقافة، والأحياء، والأزقة، والقضاء، والتعليم، والمقدسات، كأنهم يريدون أن يثبتوا أحقيتهم التاريخية بهذه الأرض، حتى إنهم أصدروا رزمة قوانين لسحب الهويات المقدسية من المواطنين، خاصة أولئك الذين يتغيبون عن المدينة فترة؛ وذلك لإفراغها من أهلها.

إلى جانب ذلك تسعى إلى حشد الجهود لمواجهة الثقافة التهويدية من خلال المؤتمرات والمحاضرات والملتقيات وأنشطة مختلفة.

● ما إنجازاتكم على أرض الواقع؟

- تجربتنا خلال ست سنوات تقول: إننا حققنا قدرًا لا بأس به من أهدافنا في هذه الحقبة، بالرغم من أنها لم ترق إلى المستوي المأمول، فقد قدمنا أكثر من (٦٠) مشروعًا بقيمة (٤٠) مليون دولار في المجالات التعليمية والاقتصادية، بالتعاون مع مؤسسات عربية وإسلامية، ولم نصل إلى الآن لعلاقات مع المنظمات الدولية، ولكن سنفتح علاقات مع منظمات تؤمن بالحق وتحارب التمييز العنصري خلال العامين القادمين.

● وما أهم إنجاز برأيك؟

- أعتبر إنشاء المؤسسة في حد ذاتها أهم إنجاز، فعندما يكون للقدس مؤسسة فهذا أكبر إنجاز على أرض الواقع، وعندما نتكلم عن ثلة من العلماء والمفكرين والساسة يجتمعون سنويًّا في مؤتمر يفكر للقدس والأقصى فهذا إنجاز رائع.

وقد تمكنت المؤسسة من التوسع عالميًّا من خلال انتشارها في عشر عواصم عربية وإسلامية، ومن خلال هذه الزيارة قابلنا أمير الكويت، وطلبنا منه السماح بفتح مكتب المؤسسة؛ حيث نطمح في أن يكون لدينا وجود في عشرين دولةً عربيةً وإسلاميةً، لتحقيق أهدافنا، ولتسهيل مشروعاتنا، ولتعريف الناس بقضيتنا.

كذلك نعتز بالإنجاز المادي الذي حققناه بالرغم من عدم وصوله للمطلوب، وإنشاء موقع إلكتروني للمؤسسة خطوة لزيادة الوجود العالمي. 

ونعمل أيضًا على إصدار المطبوعات الإعلامية من كتيبات ونشرات وكتاب سنوي يؤرخ ويستقرئ ويرصد الأحداث اليومية لكل القدس في كل المجالات «الاحتلال، الاستيطان، المقدسات، المعيشة».

وأنشأنا الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس لتوصيل رسالة مفادها أن العمل للقدس يكفيه مؤسسة واحدة، وأنه لابد لهذه المؤسسات أن تشترك وتتعاون وتنسق مع بعضها البعض، وتمكنا من احتواء (120) مؤسسة تحت هذه الشبكة. 

وساهمت المؤسسة في تشجير مليون شجرة زيتون في مدينة القدس، وبالفعل نجحنا في تقديم أنموذج للعمل الوحدوي؛ لأنها استطاعت أن تقول للشيعي: لك مكان، وللسُني: لك مكان، وللمسيحي: لك مكان، وللشاب: لك مكان، وللكبير: لك مكان، وللإسلامي: لك مكان، وللقومي: لك مكان، فكل عام ينعقد المؤتمر وكل سنة يزداد قوة. 

● في أي شيء يزداد قوة؟

- في كل المجالات خاصة في الاحتضان السياسي، فكل مؤتمراتنا برعاية رسمية وآخرها مؤتمر الجزائر.

● ما أثر ذلك على الشعب الفلسطيني؟

- أثر كبير عندما يعرفون أن مؤسستهم تحقق هذه الإنجازات التي تنعكس عليهم تمويلًا ومشروعات، فالعام الماضي أطلقنا مشروع وقف الأمة لبيت المقدس، وبفضل الله استجابت له ثماني دول وعدد من الجهات الشعبية. وفكرته تتمثل في أن توقف الدولة وقفًا؛ سواء كان أرضًا أو مبنًى يذهب ريعه للقدس، وقد استجاب بعض الرؤساء لذلك كالرئيس السوداني، والرئيس اليمني، وملك البحرين، وأصدروا قرارات ودخلت حيز التنفيذ، وخلال سنوات ستكون جاهزة. 

● هل هناك لجان متابعة أم هو كلام دعائي؟

- شكلت لجان متابعة في كل بلد، فالرئيس السوداني طلب تشكيل لجنة من رجال الأعمال والاقتصاديين للتنسيق مع المؤسسة لمتابعة المشاريع، وبالتالي فهناك جدية واضحة تؤكد أن الخيرية قائمة في الأمة إلى قيام الساعة.

● وما أهم وسائل تحقيق هذه الإنجازات؟

- نريد استخدام كل الوسائل لتحقيق خططنا وإستراتيجيتنا، ونأمل من الأمة الكثير خاصة عندما نعرف أن الصهاينة يُغدق عليهم الملايين من المساعدات الدولية الضخمة خاصة من أمريكا وأوروبا، فالمشروع الصهيوني الرأس المتقدم للمشروع الغربي حتى يبقى خنجرًا في هذه القضية.

● وكيف تصل هذه المساعدات في ظل القيود الأمنية؟

- أحد أشكال علاقاتنا بالقدس أنه كان لدينا قرار منذ اليوم الأول بوجود مكتب هناك، وذلك بالتحايل على النظام الصهيوني، ونجحنا في ذلك الفترة، ثم أغلق المكتب. 

ونحن نسعى حاليًا إلى إقامة علاقات وطيدة مع الجهات الرسمية والشعبية والأهلية الدولية من خلال المؤتمر الثاني العالمي لنصرة القدس المزمع عقده في نوفمبر بإسطنبول؛ حيث سيجمع أكثر من (۱۰) آلاف منظمة ومؤسسة عالمية، وسيتم إعلان إسطنبول لنصرة القدس، بالإضافة إلى السعي للحصول على العضوية في بعض هذه الجهات والمنظمات؛ لأن قضية القدس قضية إسلامية وإنسانية وحضارية يشترك فيها القاصي والداني. 

● وماذا عن المسجد الأقصى؟

- المسجد الأقصى في أولويات برنامجنا، فلا قيمة للقدس دون الأقصى، ولا قيمة له دون قبته، فجزء كبير من مشاريعنا لدعم الأقصى من ناحية ترميم بعض المرافق، وبناء بعض ما تهدم، وشراء الأراضي التي تحاذيه من خلال أشكال قانونية متعددة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لم كل هذه الحرب؟

نشر في العدد 2

38

الثلاثاء 24-مارس-1970

شكر وتقدير

نشر في العدد 3

29

الثلاثاء 31-مارس-1970