العنوان منهجية تحليل الواقع السياسي (٤) طرق جمع المعلومات - تحليل المضمون
الكاتب حامد عبدالماجد قويسي
تاريخ النشر السبت 29-مارس-2003
مشاهدات 12
نشر في العدد 1544
نشر في الصفحة 66
السبت 29-مارس-2003
الخطوة الأولى والمتطلب الأساسي لعملية توصيف الواقع السياسي هي عملية جمع المعلومات والبيانات عن هذا الواقع في ظواهره وأحداثه المختلفة، عبر طرح أسئلة من قبيل: ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وإدراج ذلك في العمليات الثلاثة التي سبق الحديث عنها في الحلقة السابقة وهي التصنيف والتسلسل والارتباط، غير أنه يسبق ذلك طرح أسئلة عن طبيعة البيانات والمعلومات الأساس الذي تقوم عليه عملية توصيف الواقع، وطرق الحصول عليها، وكيفية جمعها، والمشكلات المختلفة التي يمكن أن تواجه المحلل السياسي بصدد التعامل مع المعلومات والبيانات وكيفية التغلب عليها للحصول على المعلومة، وتحليل تلك المعلومة للوصول إلى رؤية وتوصيف محدد للواقع السياسي، ونتناول ذلك بالترتيب:
۱- ماهية المعلومات أو البيانات السياسية الواقعية:
تختلف «المعلومات» «Information» عن «البيانات» «Data»، فالبيانات هي المادة الأولية أو الخام التي نقوم باستخلاص المعلومات منها. أما المعلومات فهي نتاج معالجة البيانات من مؤشرات وعلاقات ومقارنات... إلخ، وذلك على النحو الذي مر بنا في العمليات الثلاثة التصنيف والارتباط، والتسلسل، البيانات يمكن أن توجد مجمعة في وثائق معروفة، وتقارير محددة، في كل مجال من المجالات سواء داخل الدولة، أو على المستوى العالمي، أو داخل حركات التغيير، ومن المعلوم أن هذه التقارير غالبًا ما تصدرها الهيئات الرسمية داخل الدول، أو الحركات ذاتها، أو الهيئات الدولية كالأمم المتحدة. ويمكن تخليق أو توليد المعلومات المتعلقة بتوصيف الواقع السياسي من خلال هذه البيانات -أو إطارها- حيث يغنينا عند جمع المعلومات المتعلقة بالسياق الذي تحدث فيه الأحداث والوقائع السياسية.
۲- طرق جمع المعلومات وكيفية الحصول عليها:
يمكن القول إن طرق جمع المعلومات أو كيفية الحصول عليها متنوعة بشكل كبير -وفقًا للعديد من المتغيرات- ومن ذلك كون البيانات منشورة أو غير منشورة بحيث يمكننا الحديث عن أساليب غير مباشرة عن طريق وسيط «البيانات المنشورة» حيث يتم إخضاعها لأساليب مثل تحليل المضمون وتحليل الخطاب... إلخ، وأيضًا أساليب مباشرة وذلك عن الوقائع بشكل مباشر لوجود بيانات أولية غير منشورة «الملاحظة - المقابلة أو الاستبيان» وتوليد البيانات... إلخ. ودون دخول في تفاصيل ليس هنا موضعها نستطيع القول بإيجاز إن هناك أساليب أربعة تظل من أهم أساليب جمع المعلومات حول الواقع السياسي وتوليدها، وإن كانت تجابهها صعوبات ومشكلات تتعلق بكيفية التطبيق يمكن التغلب عليها بدرجة من الدرجات، وهي تحليل المضمون وتحليل الخطاب السياسي والملاحظة والاستبيان وسنتعرض هنا للوسيلة الأولى وهي تحليل المضمون.
تحليل المضمون:
هو إحدى الأدوات البالغة الأهمية للحصول على المعلومات حول الواقع وتحليلها، وهو أداة تعتمد بالأساس على التحليل الكمي، بما يقتضيه من العد والقياس في الدراسات السياسية المختلفة، كما أنه يفيد في تحديد الأهداف التي يسعى المرسل لتحقيقها من وراء كتاباته، ودراسة مدى تأثيرها، كما أن هذه الأداة تبرز أهميتها في دراسة مؤشرات الرأي العام ومؤشرات التطور السياسي في مختلف البلدان، وهو يستخدم أساسًا للحصول على المعلومة وتحليلها عبر وسائل غير مباشرة أي عن طريق وسائط وسائل الاتصال - البيانات - الوثائق المختلفة... إلخ).
خطوات تحليل المضمون: إذا افترضنا أننا نجمع معلومات حول حادثة سياسية معينة (1) تمهيدًا لتحليلها أو تفسيرها، والتنبؤ بالمسارات المستقبلية لها، فإن خطوات تحليل المضمون هي التي يمكن أن تعطي توصيفًا علميًا لهذه الحادثة السياسية وذلك على النحو التالي:
1. تحديد المشكلة والموضوع، ولنفرض أنها تتعلق بتحديد مدى قوة الرأي العام وقدرته على الضغط السياسي تجاه قضية معينة لتعديل أو تغيير موقف أو سياسات النظام السياسي (1) تجاه هذه القضية ....
2- صياغة الفروض العلمية بصدد المشكلة أو الموضوع، بمعنى بحث الفروض الأساسية التي تعلق بمدى وجود علاقة بين المتغيرات المختلفة واتجاهاتها لهذه المشكلة، أو الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تثيرها.
3- تحديد المجتمع بصدد هذه القضية أو الموضوع، بمعنى مصادر المعلومات الخام - أو الوثائق أو البيانات التي ستخضع للدراسة بصدد هذه القضية أو الموضوع.
4- تحديد عينة المصادر التي يتم أخذها من المجتمع بحيث تكون ممثلة له علميًا تمثيلًا سليمًا.
ويتجلى ذلك في عدة أمور:
أ - عينة المصادر لأن الدراسة لا يمكن أن تجرى على المجتمع ككل لصعوبة ذلك، ولكن العينة ينبغي أن تكون ممثلة للمجتمع الكلي تمثيلًا سليمًا.
ب - اختيار المدة الزمنية التي ستغطيها العينة.
ج - اختيار عينة من فئات التحليل ووحداته أي وحدة الإحصاء والعد وهي أصغر وحدة في عملية التحليل كلها «وحدة الكلمة، وحدة الخبر، وحدة الموضوع، وحدة الفكر، وحدة الشخصية، الوسيلة المعلوماتية ..».
... اختيار فئات تحليل المضمون وهي مجموعة من التصنيفات التي: يتم إعدادها وفقًا لـ«نوعية المضمون، ومحتواه، وهدف التحليل»، وذلك بهدف استخدامها في وصف هذا المضمون وتصنيفه بأعلى نسبة ممكنة من الموضوعية والشمول، وبما يتيح إمكانية التحليل، واستخراج النتائج بأسلوب ميسور، وهذه الخطوة تستلزم مزيدًا من الدقة، والحذر والتمكن الموضوعي والمنهجي خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أنه:
أ- لا توجد في تحليل المضمون فئات نمطية جاهزة للاستخدام في البحوث الوصفية كافة، وإنما يوجد إطار عام يمكن إعداد الفئات على ضوئه.
ب - ترتبط عملية تحديد فئات تحليل المضمون ووحداته تحديدًا واضحًا دقيقًا بكل من المشكلة البحثية وطبيعة المضمون موضوع التحليل وكميته، وشكله وهدفه «الهدف النهائي لرفع الواقع.. إلخ».... ومن أكثر فئات تحليل المضمون شيوعًا التقسيم إلى فئتين فئة المضمون «ماذا قيل؟» وفئة الشكل «كيف قيل؟».
1 - فئة المضمون تتضمن فئة الموضوع - فئة اتجاه منتج المعلومة «كتاب أو صحيفة - فئة المعايير والأسس الذي يصنف على أساسه» فئة الطرق المتبعة «وهي الأساليب المختلفة لعرض الفكرة، وهذه الأساليب قد تكون «تحليلية – دعائية» من خلال المناقشة أو طلب آراء واقتراحات، أو إملاء آراء واتجاهات معينة- فئة المكان: مصدر المعلومة - فئة الجمهور المستهدف.
٢ - فئة الشكل: ويتضمن الأشكال والقوالب التي وردت فيها المعلومة هل هي «أخبار -تحقيقات –مقالات» وكذلك شكل الصياغة من جمل، وتراكيب لغوية وفنية.. إلخ.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل