العنوان مداد القلم.. من أحوال "بطرس" الحفيد!
الكاتب أ.د. حلمي محمد القاعود
تاريخ النشر الثلاثاء 15-يونيو-1993
مشاهدات 15
نشر في العدد 1053
نشر في الصفحة 66
الثلاثاء 15-يونيو-1993
لا أقصد في هذه العجالة أن أهجو فخامة الأمين العام "للأمم المتحدة" الدكتور "بطرس بطرس غالي"، حفيد الخائن «بطرس غالي باشا نیروز» رئيس وزراء مصر في عهد الاحتلال الإنجليزي، وقاضي محكمة "دنشواي" التي أعدمت الفلاحين المصريين المساكين إرضاء للسيد الإنجليزي، وصاحب قانون الرقابة على المطبوعات وتكميم الأفواه، ومن أجل امتياز الإنجليز وغيرهم في قناة السويس... إلخ.
لا أقصد هجاء ولا طعنًا ولا تجريحًا، فهذا ليس من أخلاق المسلمين، وإن كان تقرير الحقائق في حد ذاته - وبخاصة ما يتعلق بتقرير المصائر- أمرًا واجبًا، وضرورة إنسانية، وإلا كان الصمت تفريطًا ساذجًا، وهدرًا للحقوق، وخيانة للنفس!
والذي يعنينا في أمر الدكتور "بطرس" الحفيد، مواقفه الفجة والمنحازة ضد المسلمين في "البوسنة والهرسك وفلسطين وبورما والصومال وكشمير وأفغانستان وقبرص وكوسوفو وغيرها".. وهو ما لا يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه تحت حجج واهية من قبيل الحرص على الوحدة الوطنية، أو أن الرجل مجرد منفذ لما تمليه عليه الدول الكبرى أو يقرره مجلس الأمن.. فالرجل يتصرف بمنطق المعادي للأمة الإسلامية والمسلمين الذين ربوه وأعطوه ما لم يعطوه لأبنائهم: رعاية ودعاية، واهتمامًا وتكريمًا، ومنصبًا ورئاسة، ثم أتاحوا له ما لم يتح لكثيرين غيره من أبناء الإسلام حين تولى أخطر الوزارات وأكثرها حساسية.
لقد اهتم "بطرس الحفيد" "بنامبيا" ولم يذكر "أفغانستان" طوال ثلاثة عشر عامًا بكلمة واحدة، وحين ذكرها بعد التحرير أشعل فيها النار عن طريق مبعوثه الذي ما إن وطئت قدماه أرض كابول حتى دوى القصف المدفعي، ولعلع صوت الرصاص، ثم رفض أن تشرف الأمم المتحدة على انتخابات مجلس «أهل الحل والعقد» زاعمًا أنه لا يشرف إلا على انتخابات مجلس القبائل!
وفي قبرص فإن الحلول التي يروج لها "بطرس الحفيد" لا تخرج عن تحقيق مطالب اليونانيين المتعصبين على حساب المسلمين الأتراك وهويتهم وقدراتهم ومواردهم.
وفي بورما، فإن موقفه كان مائعًا من تهجير المسلمين إلى "بنجلاديش" بقوة الحديد والنار، وركز على ما يسمى بالمعونات الإنسانية، وما زال الكثير من المسلمين البورميين يخشون العودة إلى بلادهم ووطنهم «أراكان»!
أما "كشمير" التي يقوم الجيش الهندوسي بإبادة أبنائها واغتصاب نسائها، فلم تحظ من فخامته حتى الآن بكلمة، ولو من قبيل الإنشاء الذي يتحدث عن حقوق الإنسان.
ثم جاء اهتمامه المفاجئ والغريب "بالصومال"، ليزف إلى العالم حملة «استعادة الأمل» ونزع سلاح المتحاربين الصوماليين، وتجميعهم بصورة غريبة ليتلاقوا بالأحضان أمام كاميرات التلفزة، بعد خراب وقتال طال مداه! ثم يشير من طرف خفي إلى إمكانية التدخل في جنوب "السودان".. أي لنصرة "جارانج"!
ترى لماذا فعل هذا، في الوقت الذي يقوم فيه الصرب الأرثوذكس - ليسوا من مذهبه لأنه كاثوليكي- بإبادة المسلمين في "البوسنة والهرسك"؟ وقد تحدثت الدنيا بما فيها أقطاب مجلس الأمن الدولي عن المأساة الدامية واغتصاب النساء المسلمات ودفن المسلمين أحياء، وبالجملة وليس بالقطاعي!
لقد سمى «بطرس الحفيد» ما يجري في "البوسنة والهرسك" بحرب المترفين، أو ذوي الوجوه الناعمة، ثم عارض كل خطوة تجري في "الأمم المتحدة" أو "أوروبا" الغربية لتسليح المسلمين كي يدافعوا عن أنفسهم، أو حظر الطيران الصربي فوق "البوسنة والهرسك"، أو التدخل العسكري المباشر كما جرى في "الصومال"، أو "موزمبيق" التي أرسل إليها مؤخرًا ثمانية آلاف جندي!
إن أحوال "بطرس" الحفيد تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وبخاصة ولاؤه الفاضح لأصهاره في "فلسطين المحتلة" أنه ضد الأمة الإسلامية وشعوبها التي ربته وآوته وصنعته.. وما زال فيها بعض تلاميذه من اليساريين والطائفيين يدافعون عنه ويلتمسون له المعاذير.. ويا ويل المسلمين في الأيام النحسات!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل