العنوان من أخبار المجاهدين في سوريا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
مشاهدات 15
نشر في العدد 500
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
- المجاهدون وبرنامج الثورة :
في الوقت الذي يشتد فيه الصراع بين الشعب السوري ونظامه الحاكم في دمشق .. وزع المجاهدون في أحياء دمشق والمدن السورية الأخرى العدد الثالث والعشرين من نشرتهم الرسمية التي يصدرونها في دمشق بأسم«النذير» وتقول كافة الأخبار إن الشعب في سورية تلقف ما جاء في هذه النشرة بشكل غير اعتيادي.
ففي الصفحة الثانية من النشرة طلع المجاهدون على الشعب السوري والعالم بأسره بالخطوط العريضة الأولى لبرنامج الثورة الإسلامي في حكم سورية وقد وعدت «النذير» بأنها ستضع البرنامج كاملا بين أيدي المسلمين جميعا ولا سيما أصحاب القضية في معركة سورية المسلمة.
وأشارت إلى أن البرنامج يقسم إلى قسمين:
- الأول بيان الثورة الإسلامية ويتناول عرضا لأوضاع المسلمين ولدعوة الإخوان المسلمين وتاريخ القطر السوري الحديث ولا سيما تلك الفترة التي تعاني منها سورية تحت إرهاب الحكم النصيري الدكتاتوري.
- الثاني وهو منهاج الثورة. ويقسم بدوره إلى قسمين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، ومن موضوعاته الحياة الدستورية والقضائية - الأوضاع الاقتصادية - الشئون العسكرية - الوضع الفكري والتربوي - الحالة الاجتماعية العلاقات الخارجية والأوضاع الدولية.
- أما افتتاحية العدد فقد وجهت لنقد الإعلان عن وحدة النظامين بين سورية وليبيا، وهو الإعلان الذي لبس فيه أعداء الأمة لبوس الوحدة ليقتلوها من داخلها. في الوقت الذي عطلت فيه إرادة الشعب المسلم في كلا البلدين.
من أخبار المحافظات:
- وقد عرضت النذير أخبار المحافظات في القطر السوري الشقيق. وشمل العرض الفترة الواقعة بين ١٩٨٠/٨/١٦ - و - ۱۹۸۰/۹/۱۸. فنقلت صوراً للجهاد الذي يمارسه الشعب في مواجهة الحكم بهدف إسقاطه. وأشكال العنف السلطوي في قتل الأبرياء من المواطنين وتعذيبهم وإهانتهم دونما مبرر.
- ولعل من يحصي عدد قتلى السلطة خلال الفترة المرصودة في النذير سيعلم بأن العدد يتجاوز «۷۰۰» قتيل بين ضابط ومخبر ومجند من جنود سرايا الدفاع والقوات الخاصة بينما ضحايا المجاهدين لا تتجاوز الثلاثين شهيداً انتقلوا جميعًا إلى رحمة الله وجنة عرضها السموات والأرض.
- ففي يوم ١٩٨٠/٨/٢٥ مثلا أشتبك واحد من المجاهدين فقط في حي الميدان كورنيش بدمشق مع قوات النظام في قتال دام أكثر من ثلاث ساعات ونصف أبلى فيه الأخ المجاهد بلاء حسنا وقتل من رجال النظام أكثر من «٤٥» قتيلا بحسب المعلومات المؤكدة التي وردت من مستشفى المجتهد القريب من مكان الاشتباك.
- وفي يوم ۱۹۸۰/۹/۲ داهم رجال المخابرات قاعدة للمجاهدين في «حي المهاجرين» وقد تمكن الأخوة المجاهدون من قتل أكثر من «١٦» عنصراً من المخابرات وجرح آخرين وتم الانسحاب بإذن الله سالمين.
- أما يوم ١٩٨٠/٩/٤. فقد شهدت يوماً حافلا بالأحداث ولعل أبرزها ما جرى في حي «الشورى» بالمهاجرين حيث وقعت اشتباكات عديدة بين المجاهدين ورجال السلطة أستمرت أكثر من ثلاث ساعات وامتدت إلى منطقة الجسر الأبيض في «الشيخ محيي الدين» وقد أغلقت المنطقة بإحكام بسبب وجود عدة فروع للمخابرات وبيوت رجال السلطة وبحكم وجود القصر الجمهوري.
وكان من نتيجة الاشتباكات مقتل عدد كبير من رجال السلطة وقد تمكن المجاهدون جميعا من الانسحاب سالمين بفضل الله. وكانت هذه الحادثة مادة أحاديث أبناء العاصمة لعدة أيام كما كانت محل إعجاب وقبول كثير ين من قبل المواطنين السوريين والعرب المقيمين في دمشق.
- أما مدينة حلب - فقد شهدت أحداثًا ضخامًا في الفترة المذكورة. ففي يوم الفاتح من أيلول!! «الأول من سبتمبر» حاصرت قوات ضخمة من مجموعات النظام منطقة «الجلوم» في المدينة لمداهمة قاعدة للمجاهدين، لكن الأخوة بيقظتهم انطلقوا للمواجهة قبل إحكام الطوق عليهم وهم يكبرون و يهللون على أزيز الرصاص, مما آثار كل من سمع التكبير من أهل المنطقة فاشتركوا في المعركة التي دامت تسع ساعات منذ الساعة ٣٠ ,ه صباحا وحتى الساعة ٣ بعد الظهر من زقاق إلى زقاق في تلك الأحياء الشعبية الداخلية، سقط فيها من العدو ٨٥ عنصرًا بين قتيل وجريح كما أستشهد ثمانية من الأخوة المجاهدين وإحدى الأخوات أبلت مثلهم بلاء حسناً إذ قتلت عشرة من رجال السلطة المعتدين في الوقت الذي هرب فيه خمسون عنصرًا من الوحدات الخاصة إلى مكان بعيد عن الاشتباكات، وكان بين جرحى السلطة ضابط طائفي نقل إلى المستشفى وهو يهدد ويتوعد و يتطاول على الذات الإلهية العلية، ثم انتقمت السلطة لخسارتها بنسف أربعة منازل مجاورة لقاعدة الأخوة المجاهدين فأحتج المواطنون بإغلاق« باب جنين - والمدينة - وما حولهما» لمدة يومين على أثر الحادث.
أما ما حدث في أواخر شوال فقد أفقد السلطة صوابها في حلب. وذلك عندما داهمت عناصر البغي والعدوان قاعدة المجاهدين في حي «الصالحين - باب النيرب - منطقة البساتين» حيث حشدت السلطة قوات كبيرة، فتصدى لهم أبطال الإسلام الميامين، وفجروا برملين ملينين بمادة ميت فقتل من ن فورًا «۱۲۰» عنصراً المقاومة التي أبداها المجاهدون المتحصنون في «بلوكوس » استطاعوا قتل «١٥٠» عنصرًا معاديا آخر, كما تمكن مجاهدان من النجاة تحت تغطية كثيفة من النيران, وأستشهد خمسة من الأخوة فيهم صاحب البيت، رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنانه. وقد تكتمت السلطة على الحادث.
كذلك فقد نفذ المجاهدون عملية جريئة يوم ۱۹۸۰/۹/۷ في منطقة ميسلون حيث نسفوا ثلاث سيارات نقل «زيل عسكرية، تقل عناصر من الوحدات الخاصة المجرمة، فقتل من فيها، ولم تعترف أجهزة الإعلام الرسمية بالحادث. وقد حدثت عشرات الحوادث الأخرى في حلب سنذكر طرفا منها في عدد قادم إن شاء الله.
- أما جسر الشغور المجاهدة الأبية: فقد شهدت عدة حوادث منها ما حصل يوم الأول من سبتمبر. حيث هاجم الأخوة المجاهدون في منطقة «الزعينية» على طريق اللاذقية القريبة من القسطل .. هاجموا رتلا من سيارات الوحدات الخاصة, وأستمر الاشتباك أكثر من ثلاث ساعات. قتلوا فيها مالا يقل عن «۱۳۰» عنصراً معادیا ازدحمت بجثثهم سيارات المسافرين التي استخدمت لنقلهم.
من أخبار الجيش والسلطة:
مع الانتفاضة الشعبية يتفاعل الجيش السوري مع الأحداث. حيث يعبر أفراده عن نقمتهم واستيائهم من جلاديهم النصيرين. ليصل الأمر ببعض أفراد الجيش أن يقتل من حوله من النصيريين ثم يفر أو يقتل نفسه كما حصل لأحد الجنود بعد أن قتل ثلاثين نصيرا في قطعته في الشهر الماضي. وقد كثر هروب الجنود من الجيش بهدف الالتحاق بالمجاهدين ففي ۱۹۸۰/۸/۲۵ هرب مجندان بكامل أسلحتهما وانضما إلى المجاهدين في مدينة دمشق.
- وفي يوم ۱۹۸۰/۹/۳ قام ضابطا صف من سلك الشرطة المدنية بالاستيلاء على «١٠» بنادق روسية مع ذخيرتها وانضما إلى صفوف المجاهدين.
- ومن أجل هذا عمدت السلطة السورية إلى فرض حصار على المجندين الذين يؤدون الخدمة الإلزامية في غير مدنهم من رتبة ملازم حتى مجند بعدم المبيت في المدينة تحت طائلة السجن لمدة خمس سنوات، وذلك خوفا من العمليات التي ينفذها المجاهدون بالتعاون مع العسكر بين النظاميين, كما عمدت إلى منع العسكريين من استئجار بيوت في مدينة دمشق وضواحيها.
- نقلت النذير أن الخبراء الروس في المدن السورية صاروا يتنقلون بشكل سري مموه كالركوب في السيارات العادية، بعد مهاجمة عدة باصات وميكروباص خاصة بالخبراء. وقد صار من المتداول أن يسمع الأخوة المواطنون على موجة ال «ف. م» أصوات الخبراء الروس يوجهون تعليماتهم إلى الدوريات المخصصة كملاحقة المجاهدين والاشتباك معهم وذلك باللغة الروسية.
- على إثر عودة الوفد الذي سافر لتهنئة حافظ أسد بمناسبة انتخاب قيادات حزب البعث له .... روي عن وفد «دير الزور» ما يلي: إن اللقاء بأسد أستمر ساعتين ونصف، وفي خلال ساعتين كان الرجل يصب حقده الدفين على الإسلام والإخوان المسلمين. وكرر حرصه على «نبح» أثنين من حكام الدول العربية سماهما لأعضاء الوفد. وكانت ملاحظة الأعضاء تجمع على السخرية بهذه الأقوال التي تصدر في العادة عن حالة نفسية وجسدية موصوفة بالانهيار والتمزق.
وثائق التمهيد لقيام الدولة النصيرية:
في يوم ۱۹۸۰/۸/۹ اجتمع العميد علي دوبا «مخابرات عسكرية) والعميد نزيه وزير «مخابرات أمن دولة» والعميد محمد مسعود «مسؤول الأمن القومي» والعميد محمد الخولي «مخابرات جوية» والعميد شفيق فياض «قائد الفرقة الثالثة»والعميد علي حيدر«قائد القوات الخاصة»والعميد علي الصالح «قائد سلاح الدفاع الجوي» والعميد علي سلطان والعميد إبراهيم الصافي واللواء الجوي محمد صبحي حداد والعميد علي أصلان «نائب رئيس الأركان».
وشلة أخرى من الطائفيين. وبعد مناقشة الأوضاع الداخلية على مستوى الأمن.. خرج الجميع ببعض المقررات كان أهمها اجتماع يوم ۱۹۸۰/۸/۱٦ عندم أجتمع العقيد رفعت أسد والعميد علي دوبا والعميد علي حيدر وعلي الصالح وعلي أصلان والمقدم طاهر العبد والمقدم بهجت سليمان والمقدم معين ناصيف والمقدم محمد علوش والمقدم توفيق قوته، وهؤلاء أرسل بعضهم إلى وزارة الخارجية للقيام ببعض أعمال القرصنة خارج سورية.. وفي ذلك الاجتماع قال العقيد رفعت أسد:
«كما نشاهد أعمال المعارضة تمتد من مدينة إلى مدينة، وهذا يعني أننا مضطرون للدفاع عن وجودنا يقصد الوجود الطائفي - فعليكم متكاتفين قصم ظهر الجيش، حتى إذا أعلنت دولتنا يكون الخصم أمامنا بلا جيش أو قوة تستطيع المقاومة أو التحرك ضدنا، وعليكم بامتصاص المقدرات الاقتصادية لدمشق خاصة وسحق أكبر قوة ممكنة للمعارضة، ومن يدعمها معنويا أو ماديا في الداخل حتى إذا انسحبنا إلى خطوطنا ويقصد الجبل والساحل - نكون اقتصاديا وعسكريا وماديا أقوياء».
وقد ضمت النذير وثائق وأخبار وأبواب أخرى سوف نأتي على جوانب أخرى منها في المستقبل إن شاء الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل