العنوان من المسجد الأقصى الأسير إلى كل مسلم
الكاتب أمين الاغا
تاريخ النشر الثلاثاء 18-يناير-1994
مشاهدات 12
نشر في العدد 1084
نشر في الصفحة 51
الثلاثاء 18-يناير-1994
يصادف السابع والعشرون من رجب كل عام ذكرى الإسراء والمعراج وهي ذكرى تحمل في طياتها معان وتأملات كبيرة وعظيمة في إحدى المعجزات الخالدة التي أيد الله بها نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام واختاره قائدًا «للرسل وخاتمًا» لهم وفرض فيها الخمسة صلوات على أمة محمد تلقيًا مباشرًا من الله عز وجل عند سدرة المنتهى ﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ﴾ (النجم: ١٦، ١٧)
وتحمل كذلك في طيفها العابر آلام الحاضر من هوان هذه الأمة وضعفها وتشرذمها وضياع مسجدها الأقصى وقدسها الشريف وأرض فلسطين التي بارك الله فيها وحولها من رحاب المسجد الأقصى الطاهر نسمع هذه الصرخة من منبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تدوي هذه الاستغاثة، وفي أرض الإسراء والمعراج يجلجل هذا النداء البائس الحزين.
من هذه الأماكن الطاهرة تصدر هذه الصرخة والاستغاثة والنداء يبعثها المسجد الأقصى الحزين الأسير:
إلى المسجد الحرام وإلى المسجد النبوي وإلى كل مساجد الأرض وكل بيوت الله في هذا الكون، وإلى أمة الإسلام وإلى رواد مساجد الدنيا وعمارها.
إلى من لا يعرف الحقيقة من أهل الإسلام وإلى من يعرفها أعرف نفسي.
أنا المسجد الأقصى الذي بارك الله حولي والذي أسرى بخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام إلي فصلى بالأنبياء في رحابي ثم عرج به إلى السماء من فنائي، أنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إنني اليوم ومنذ سبعة وعشرين عامًا أسير في يد الصهاينة المجرمين الغاصبين في يد إسرائيل رمز الجريمة والحقد والغدر.
إنني أسير لدى من غضب الله عليهم ومسخهم فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ولعنهم الله لسوء عملهم واستكبارهم وقتلهم الأنبياء بغير حق وتحريفهم كلام الله هؤلاء هم الذين يحتلون ساحتي ومنبري وقبة صخرتي وكل الأرض المباركة من حولي منذ أكثر من ربع قرن. فأين أنتم يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، لقد اعتدى الصهاينة المجرمون على المصلين عشرات المرات في ساحتي، لقد دخلوا حرمي وأحرقوا منبري.. وعثوا وأفسدوا ودمروا... داسوا بأحذيتهم أرضي مزقوا وأحرقوا مصاحفي..
كل ذلك حدث تحت سمع المسلمين وبصرهم فماذا فعلوا..!!
الحفريات من تحت أساساتي تسير ليلًا ونهارًا دون توقف منذ أن احتلوني مخططات هدمي جاهزة للتنفيذ لإعادة بناء هيكلهم المزعوم على أنقاضي الهيكل جاهز.. مع العربة التي سيحمل عليها.. نوعها.. اسم سائقها ملابس الكهنة كلهم رهن التنفيذ جاهزة.. فصلتها ورسمتها الصهيونية العالمية والماسونية الدولية.
المحكمة العليا في إسرائيل أصدرت قرارها بأنني وأرضي ومصاحفي ومآذني ومنبري هي ملك لإسرائيل وبني صهيون فماذا فعلتم؟؟
كالعادة حفنة قليلة من بيانات الشجب والاستنكار وبرقيات احتجاجكم.. ثم نسيتموني يا رب يا إلهي ومولاي وسيدي يا رب بيت المقدس والأقصى إلى من تكلني... إلى عدو ملكته أمري أم إلى قريب متخاذل مستسلم لا يبالي .. نسى الله ونسيني.. أتكلني إلى غثاء كغثاء السيل.. تفرقت كلمتهم.... وخارت عزائمهم. وانكسرت شوكتهم.. أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم.. ذلوا وهم مليار مسلم، وهم أغنياء بالمال والرجال ولكنهم وهنوا وأحبوا الدنيا.. والموت كرهوا.. شجبوا في مؤتمراتهم فريضة الجهاد وهي سنام الإسلام وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.
اللهم إليك أشتكي وإليك ألجأ مستغيثًا بك وحدك فلا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم قيض لي من عبادك الصالحين من يحررني ومن يعززني ومن حولي عما ذكرت في محكم كتابك ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ (الإسراء: ٤: ٧).
وكما وعدتنا على لسان نبيك المصطفى عليه الصلاة والسلام «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه وحتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا ورائي يهودي فتعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود».
يا رب إنني أرى بشائر الخير من حولي وأرى فصائل الجهاد على قلتهم تقاتل عدوك وعدوي أرى طلائع المجاهدين من كتائب عز الدين القسام والجهاد الإسلامي وغيرهم من إخوانهم المجاهدين يحملون حجارتهم وسكاكينهم وبعض رشاشاتهم يحاولون الثأر لتدنيس بيتي وحرمة منبري ومحاولة هدمي، أری أياد طاهرة صغيرة تحمل حجارة مباركة ترمي بها طواغيت العصر.. ترمي الصهيونية وجندها، والماسونية ورموزها، وإسرائيل وحلفاؤها، وترمي المستسلمين من المنتسبين ظلمًا وعدوانًا إلى الإسلام
اللهم بارك في هذه الأيادي الطاهرة والسواعد المؤمنة اللهم انصر جندك.. وأيد بالتثبيت والملائكة المجاهدين في سبيلك، اللهم قيض لهم حكامًا مسلمين مؤمنين لكي يدعموهم بالعدة والعتاد حتى يفكوا أسري ويحرروا منبري وأعود إلى أخوي الطليقين المسجد الحرام والمسجد النبوي بارك الله في وفيهما وفي كل مساجد الأرض دائمًا «أبدًا».
اللهم اهد قومي للخير واجمع كلمتهم على الجهاد والصبر وأزل الران عن قلوبهم. والغشاوة عن عيونهم، والصمم عن آذانهم حتى تتحد كلمتهم وتقوى شوكتهم حتى يحرروني فيعودوا إلي مجاهدين أحرارًا وأعود إليهم حرًا طليقًا.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: ٢١).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
د. حسن خاطر: الصهاينــة يواصلــون تغييــر المشهــد الإسلامــــــي والحضــــاري لـ«الأقصــــى»
نشر في العدد 2182
26
الثلاثاء 01-أغسطس-2023