العنوان من بين المجازر والدمار.. العصف المأكول.. و«حماس» تنتصر
الكاتب رأفت مرة
تاريخ النشر الجمعة 01-أغسطس-2014
مشاهدات 15
نشر في العدد 2074
نشر في الصفحة 16
الجمعة 01-أغسطس-2014
المقاومة تفاجئ الجيش الصهيوني.. وتفرض واقعًا فلسطينيًا جديدًا
أزمات سياسية تنتظر الكيان الصهيوني والعقد الحكومي يواجه الانفراط
قرار
«نتنياهو» بشن الحرب جاء لإعادة الثقة للجيش والأجهزة الأمنية حفاظا على التماسك
الحكومي... لكنه فشل
تعمدت «حماس» في ردها الصاروخي: شل الحياة الاقتصادية..
تفجير أزمات داخلية.. إثارة حالة من الهلع وخلق فجوة بين الرأي العام الصهيوني
وحكومته
وزير السياحة الصهيوني يعترف بشلل السياحة.. ومجموعة
«فتال» صاحبة أكبر سلسلة فندقية في الكيان الصهيوني تعلن إلغاء كثير من الحجوزات
الخبراء: تكلفة العدوان على غزة 100 مليون دولار
يوميًا.. البورصة تخسر.. وصناديق الانتماء تفقد 600 مليون دولار في يومين
في ١٢
يونيو الماضي اختفى ثلاثة مستوطنين في منطقة الخليل أحدهم اتصل بالشرطة، لكن
مصادرها تقول: إن الاتصال كان غامضًا، مصادر أخرى تقول: إنه سمع دوي طلقات نارية
خلال الاتصال وعبارة تقول: «خطفنا».
أصيب
المجتمع الصهيوني بأزمة لا سابق لها اختفاء ثلاثة مستوطنين دفعة واحدة، التحركات
لتعقبهم بدأت بعد ٢٤ ساعة ما وفر للخاطفين طمأنينة في التحرك، والأهم من ذلك أن
الاحتلال ليس لديه أي معلومة عن الجهة المنفذة أو مكان احتجازهم أو مطالب
المنفذين.
جند
الاحتلال الصهيوني أدواته للملاحقة، «نتنياهو» وعد «بإعادة أولادنا»، الجيش
الصهيوني نفذ حملة مداهمات شملت القرى والمدن والمزارع والمقابر وآبار المياه،
وغرف النوم.. عشرات آلاف الجنود نفذوا عمليات دهم كلفت في خمسة أيام ملياري شيكل
(٦٠٠ مليون دولار)، اضطر الاحتلال على إثرها إلى وقف عملية البحث، اعترافًا
بالفشل.
أزمة
اختفاء المستوطنين ضربت سمعة الجيش الصهيوني، وأوجدت انقسامًا سياسيًا داخل
الحكومة، وتبادل الصهاينة الاتهام، ولم تجد الأجهزة الأمنية أجوبة عن الأسئلة.
في
المقابل، شعر الفلسطينيون بالارتياح ومظاهر الفرح انتشرت في كل مكان.
بعد أيام
اكتشفت جثث المستوطنين، تحول الوضع إلى حالة الهستيريا، رد مستوطنون بخطف الفتي
المقدسي محمد أبو خضير (١٦ عامًا)، عذبوه وأحرقوه حيًا وقتلوه، دماء أبو خضير
تحولت إلى نار أشعلت الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨م.
في يوم
واحد أصيب ٢٤٠ فلسطينيًا في القدس، ما يدل على اتساع حدة المواجهات الاحتلال اعتقل
۲۷۰ فلسطينيًا
من المناطق المحتلة عام ١٩٤٨م؛ ما يؤشر على حجم الانتفاضة داخل فلسطين، التي قطعت
فيها الطرق بعدما انتفض الأهالي في حيفا وعكا والناصرة واللد وقمرة وسخنين.
قراءة
صهيونية خاطئة
هنا، قرر
«نتنياهو» التصعيد ضد قطاع غزة للأسباب الآتية: إعادة الثقة للجيش والأجهزة
الأمنية المحافظة على التماسك الحكومي، طمأنة المجتمع الصهيوني، إلحاق الضرر بحركة
«حماس» التي حملها الاحتلال مسؤولية العملية الانتقام من الفلسطينيين.
الاحتلال
الصهيوني شن عدة اعتداءات على قطاع غزة، استهدف معظمها أراضي زراعية ومواقع عسكرية
خالية، ردّت المقاومة على هذه الاعتداءات بمواقف سياسية واضحة، وبعدد من الصواريخ
على محيط غزة.
هنا، وقع
«نتنياهو» في الخطأ الذي سينهي حياته السياسية؛ تمادى في العدوان قصف مدنيين
واغتال مقاومين واستهدف مجموعة عسكرية في يوم واحد استشهد تسعة مقاومين؛ سبعة من
«حماس»، واثنان من «الجهاد الإسلامي»، تدحرجت الأمور تورط «نتنياهو»، فتح عش
الدبابير.. أخطأ «نتنياهو» في حساباته للأسباب الآتية: اعتقد أن «حماس» مأزومة،
وأنها ضعيفة في قطاع غزة المحاصر، والموقف المصري ضد «حماس»، وعلاقات «حماس»
الإقليمية تراجعت والمصالحة مع «فتح» دليل ضعف «حماس».. أراد «نتنياهو» استغلال هذه
الظروف لمهاجمة الحركة.
قراءة
«حماس»
حركة
«حماس» تقرأ المشهد من زاوية أخرى؛ فمنذ سنوات وضعت الحركة مجموعة من الأولويات
السياسية، وأعلنتها على الملأ خاصة من طرف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة،
وأهم هذه الأولويات إطلاق سراح الأسرى، وفك الحصار عن قطاع غزة، وتطوير المقاومة
في الضفة الغربية.
يضاف إلى
ذلك أن هناك تفاهمات منذ عام ۲۰۱۲م تمنع الاعتداء على المدنيين، وتمنع الاغتيالات، وتعطي
حرية عمل للمزارعين وللصيادين إلى حدود ١٥ كيلومترًا.
«نتنياهو» في
عدوانه الأخير خرق هذا التفاهم، حتى إنه حدد مساحة الصيد البحري إلى حدود ۳
كيلومترات فقط.
رد حركة
«حماس» على الاعتداءات الصهيونية جاء أيضًا بعد ارتفاع مستوى الإرهاب الصهيوني ضد
المدنيين في القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨م، حيث اعتقل الاحتلال
۹۰۰ شخص
قادة «حماس»، وأعاد اعتقال كل الذين أطلق سراحهم في عملية «وفاء الأحرار»، وعاد
الاحتلال لسياسة تدمير منازل المقاومين.
طبيعة رد
«حماس»
اتسم رد
حركة «حماس» بالمواصفات الآتية:
۱ - استهداف كل المدن الصهيونية وعمق المجتمع الصهيوني لتصل
الصواريخ إلى كامل مساحة فلسطين المحتلة.
۲- استهداف أكبر خمس مدن صهيونية، وأهم المطارات، والتجمعات
السكانية الضخمة، والمرافق الحيوية، وطرق المواصلات.
۳ - استهداف قواعد عسكرية مثل «بلماخيم»، القاعدة الأضخم
في الكيان الصهيوني، ومهاجمة قاعدة «زيكيم» البحرية عبر كوماندوز بحري، وضرب أهداف
حيوية لم يسبق أن قام بضربها أحد، مثل مدينة «ديمونا».
٤- تعمدت
«حماس» شل الحياة الاقتصادية، وخلق أزمات داخلية، وإثارة حالة من الهلع، وخلق فجوة
بين الرأي العام الصهيوني وحكومته، وظهرت مشاهد الدمار وهروب المستوطنين والحرائق
في «أسدود» و«سديروت» لتعزز هذا الهدف.
٥ - لجوء «كتائب
القسام» إلى إعلان موعد لقصف تل أبيب، ودعوة وسائل الإعلام لنقل الحدث مباشرة.
٦- إظهار
قدرات عسكرية نوعية طائرات بدون طيار، مدى أكبر للصواريخ. عدم الرهبة من الحرب
البرية والقدرة على صد العدوان الصهيوني.
واستطاعت
«حماس» تحقيق عدة نتائج من خلال التكتيك
الذي استخدمته فهي أبطلت نتائج العدوان الصهيوني الذي ادعى أنه يريد توفير الأمن
للصهاينة في جنوب فلسطين المحتلة، فصارت كل مساحة فلسطين مهددة، وسحبت الحركة
أوراق القوة من يد حكومة الاحتلال، وأظهرت ضعف خيارات الجيش الصهيوني، ولطخت سمعة
الجيش بالوحل خاصة أمام جمهوره وأحدثت
انقسامًا داخل الائتلاف الحاكم وأظهرت أن الاحتلال لا يمتلك معلومات استخباراتية
عن قدراتها العسكرية وتحكمت في المشهد العسكري من خلال امتلاكها مجموعة من
المفاجآت، وبثت دعاية إعلامية باللغة العبرية
كان لها تأثيرها على المجتمع الصهيوني.
عجز
صهيوني واضح ظهر العجز الصهيوني في هذا العدوان في أهم مراحله إذ دخلت الحكومة
الصهيونية هذه الحرب من دون تحديد دقيق للأهداف، ووسط ارتباك كبير، وتباين سياسي
وعسكري ظهرت مؤشراته من خلال رفض الدخول في عملية برية، وإلقاء كل طرف للقرار على
الآخر.
وساهم في
ذلك أن ٤٧٪ من الصهاينة أعلنوا في استطلاع للرأي رفضهم لعملية برية، ثم إن
«نتنياهو» دخل الحرب وهو يراهن على ضعف «حماس»، لكنه فوجئ بموقف أمريكي وأوروبي
ليس إلى جانبه، خاصة أن الوضع الإقليمي معقد.
التفوق
الصهيوني الوحيد كان من خلال عمليات القصف الجوي واستهداف المدنيين حيث نفذ
الاحتلال خلال ستة أيام فقط قرابة ۱۲۰۰ غارة، وألقى قرابة ۳۰۰۰ طن من
المتفجرات، ودمر ٢٥٠ منزلًا، وألحق الضرر بـ ١٢٥٠٠ وحدة سكنية، وقتل ٢٢٠ إنسانًا،
وأصاب ۲۰۰۰
بجراح، وما زالت الدماء تسيل والمجلة ماثلة للطبع.
الخسائر
الصهيونية
-
الجيش الصهيوني حصل على 5 مليارات شيكل «مليار ونصف
مليار دولار» لبدء العدوان على غزة.
-
خسرت البورصة الصهيونية في الأيام الأولى للعدوان 1% من
قيمتها.
-
في أول يومين من العدوان رفعت إلى سلطة الضرائب في
الكيان الصهيوني ١٠٠ شكوى تطالب بتعويضات عن الأضرار.
-
خسائر الاحتلال بلغت المليارات بسبب توقف مصانع وورش
ومزارع.
-
يدفع الاحتلال كل يوم 7 ملايين دولار أجرة ٤٠ ألف جندي
تم استدعاؤهم للاحتياط.
-
يدفع الاحتلال ٥٠ ألف دولار ثمن كل صاروخ يطلق من القبة
الحديدية لاعتراض صواريخ المقاومة.
-
يقدر الخبراء أن الاحتلال سيدفع حوالى۱۰۰ مليون دولار
كل يوم تكلفة العدوان على غزة.
-
صناديق الائتمان الصهيونية خسرت ملياري شيكل «٦٠٠ مليون
دولار» في يومين.
-
غرفة الصناعة والتجارة الصهيونية قررت توفير حماية
اقتصادية لـ ٥٠٠ مصنع تقع في دائرة ٤٠ كلم من غزة.
أما على
صعيد السياحة، فقال وزير السياحة الصهيوني «ستاس ميسزنيكوف»: إن استمرار القصف على
جنوب «إسرائيل» ستكون له تكلفة كبيرة على السياحة التي تعد ركيزة أساسية بالنسبة
لمناطق الجنوب.
وذكرت
ناطقة باسم مجموعة «فتال»، صاحبة أكبر سلسلة فندقية في الكيان الصهيوني، أن الكثير
من الحجوزات تم إلغاؤها، وقالت إذاعة صهيونية: إن أربع سفن سياحية على متنها آلاف
السياح فضلت عدم الرسو في «إسرائيل» بسبب الوضع الأمني.
وأشار
مصدر في قطاع الطيران إلى أن الرحلات التجارية من وإلى مطار «بن جوريون» الدولي في
تل أبيب قد تضررت كثيرا أيضًا، وجاء في استطلاع أجرته وزارة السياحة الصهيونية أن
إلغاء الحجوزات تم في نيويورك، شيكاغو، أتلانتا، كندا، أمريكا الجنوبية، فرنسا،
بريطانيا، ألمانيا.
الوزارة
تقول: إن إلغاء الحجوزات يتم بوتيرة عالية، وإن الخسارة تمتد إلى موسم سبتمبر
وأكتوبر.
نتائج
المواجهة
ستؤدي
المواجهة إلى الآتي:
1 - هزيمة ساحقة للكيان الصهيوني وبالأخص لجيش الاحتلال.
2 - خلق
أزمات سياسية داخل الكيان الصهيوني، واحتمال انفراط العقد الحكومي والدعوة
لانتخابات مبكرة، وانتهاء الحياة السياسية لـ«نتنياهو».
3 - أزمة
داخل الأجهزة الأمنية بسبب عجزها عن اكتشاف قدرات «حماس» وأماكن الصواريخ.
4 - ستعزز المواجهة
موقع «حماس» الشعبي والسياسي ووزنها الإقليمي وستحسن من مكانتها، وستضطر أطراف عدة
للتحاور معها، وسوف يعزز ذلك موقف «حماس» بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإطلاق عمل
حكومة المصالحة بعد تراجع دور وموقع سلطة «محمود عباس».
5 - نهاية
العدوان ستؤدي إلى وقائع جديدة مغايرة مثل: وقف الاعتداءات على قطاع غزة، ووقف
الاغتيالات، وفك الحصار من جميع جوانبه، وحرية الحركة للفلسطينيين، وإعادة قطاع
غزة لممارسة حياته الإنسانية الكاملة..
قبل
الطبع.. لقطات!
· قتلى العسكريين الصهاينة
يتزايد يومًا بعد يوم بصورة مفاجئة، في وقت يصر الكيان الصهيوني على إخفاء العدد
الحقيقي لقتلاه وجرحاه، فلم يعترف إلا بمائة وخمسين جريحًا، وهو عدد أقل بكثير عن
الحقيقة.. الكذب في المعلومات من هذا النوع افتضح تمامًا عندما أخفت حكومة
«نتنياهو» وإعلامها خبر اختطاف «كتائب عز الدين القسام» لأحد الجنود الصهاينة..
الكتائب توقفت عن إعلان الخبر لمدة ٢٤ ساعة انتظارًا لإعلان العدو لكنه واصل إخفاء
الخبر حتى فاجأت «القسام» العالم بنبأ اختطاف الجندي؛ ليشعل فرحة الشعوب العربية
مع الشعب الفلسطيني وليكون أفضل هدية لضحايا مجزرة «حي الشجاعية»، بينما غرق
الصهاينة في خجلهم من حالة التعتيم والكذب.
· بعد الانتصارات الكبرى
التي حققتها «كتائب عز الدين القسام» ضد الهجوم البري بما أفشل هذا الهجوم، وبعد
الإعلان عن أسر أحد الجنود الصهاينة تسارعت وتيرة التحركات العربية والدولية
للتوصل لاتفاق الهدنة.. مسؤولون غربيون شاركوا في التحركات سعيا لإنقاذ الكيان
الصهيوني من فضيحة هزيمة مدوية.. ثم تم الإعلان عن اجتماع المجلس الأمن بعد
الإعلان عن خطف الجندي بثلاث ساعات فقط.
· الرئيس الفنزويلي «نيكولاس
مادورو» يطلق حملة SOS Palestine لنصرة الشعب الفلسطيني، ويدعو لضرورة وقف
المجازر الصهيونية في غزة.
· تضامنا مع غزة أنزل «هيج
لويس»، السياسي الأيرلندي، والعضو بمجلس إحدى البلديات، علم «إسرائيل» المشاركة في
بطولة للقوارب الشراعية تستضيفها بلاده، بحسب خبر نقلته صحيفة «أريش إندبنديت»
المحلية.