العنوان من شذرات القلم (408)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الجمعة 18-أغسطس-1978
مشاهدات 11
نشر في العدد 408
نشر في الصفحة 48
الجمعة 18-أغسطس-1978
وصية.
• اسمه جندب
جاء رجل إلى ابن عباس فقال له أوصني، فقال أوصيك بتوحيد الله والعمل له، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فإن كل خير آتيه أنت بعد ذلك منك مقبول، وإلى الله مرفوع يا جندب، إنك لن تزدد من موتك قربًا، فصل صلاة مودع وأصبح في الدنيا كأنك غريب مسافر، فإنك من أهل القبول، واندم على ذنبك وتب من خطيئتك، ولتكن الدنيا عليك أهون من شسع نعلك فكان قد فارقتها وصرت إلى عدل الله.
قال محمد بن سيرين: جعل معاوية لما احتضر يضع خدًا على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ (النساء: 48) اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له.
استعلاء الإسلام في نفوس الدعاة
ونحسب أنه قد آن للإسلام أن يستعلي في نفوس دعاته، فلا يجعلوه مجرد خادم للأوضاع الجاهلية والمجتمعات الجاهلية والحاجات الجاهلية وأن يقولوا للناس وللذين يستفتونهم بوجه خاص تعالوا أنتم أولًا إلى الإسلام وأعلنوا خضوعكم سلفة لأحكامه... بعبارة أخرى... تعالوا أنتم أولًا فادخلوا في دين الله، وأعلنوا عبوديتكم لله وحده واشهدوا أن لا إله إلا الله بمدلولها الذي لا يقوم الإسلام والإيمان إلا به.
كفى بالموت واعظًا
إني أرقت وذكر الموت أرقني |
| وقلت للدمع أسعدني فأسعدني |
يا من يموت فلم تحزنه ميتته |
| ومن يموت فما أولاه بالحزن |
تبغي النجاة من الأجداث محترسًا |
| وإنما أنت والعلات في قرن |
يا صاحب الروع ذي الأنفاس في بدن |
| بين النهار وبين الليل مرتهن |
الإيمان في القلب
قال مالك بن دينار: الإيمان يبدو في القلب ضعيفًا ضئيلًا كالبغلة، فإن صاحبه تعاهده فسقاه بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة، وأماط عنه الدغل وما يضعفه ويوهنه، أوشك أن ينمو أو يزداد، ويصير له أصل وفروع، وثمره وظل إلى ما لا يتناهى حتى يصير أمثال الجبال وإن صاحبه أهمله ولم يتعاهده، جاءه عنز فنتفتها، أو صبي فذهب بها، وأكثر عليها الدغل فأضعفها أو أهلكها أو أيبسها، كذلك الإيمان.
• خلق:
قال عطاء بن أبي رياح إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أكن سمعته، وقد سمعته قبل أن يولد، فأريه أني إنما سمعته الآن منه.
• فَمَا بَكَت عليهم السمَاء
قال محمد بن كعب: إن الأرض لتبكي من رجل وتبكي على رجل، تبكي على من كان يعمل على ظهرها بطاعة الله، وتبكي ممن كان يعمل على ظهرها بمعصية الله، قد أثقلها ثم قرأ ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ (الدخان: 29).
* حسن البنا:
كان كلامه يخرج من القلب إلى القلب شأن المتكلم إذا أخلص النية لله... وما أذكر أني سمعت خطيبًا قبله إلا تمنيت على الله أن ينتهي خطابه في أقرب وقت كان كالجدول الرقراق الهادئ ينساب فيه الماء لا علو ولا انخفاض يخاطب الشعور فيلهبه والقلب فيملؤه إيمانًا... والعقل فيكسب فيه من المعلومات ألوانًا.
حسن الهضيبي
الخشية من النفاق.
• قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: يا حذيفة نشدتك بالله هل سماني لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا ولا أزكي بعدك أحدًا.
• وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
• وكان أبو الدرداء في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق قيل وما خشوع النفاق قال: أن يرى البدن خاشعًا والقلب ليس بخاشع.
• قال الحسن: والله ما مضى مؤمن ولا بقي إلا وهو يخاف النفاق وما أمنه إلا منافق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل