العنوان من شذرات القلم (عدد 296)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976
مشاهدات 16
نشر في العدد 296
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 20-أبريل-1976
أعرابي يفحم الحجاج:
خرج الحجاج ذات يوم إلى الصحراء، وحضر غداؤه فقال: اطلبوا من يتغدى معنا، فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيًا في شملة فأتوه به.
قال: هلم. قال: دعاني من هو أكرم منك فأجبته: عثمان بن عفان.
قال: ومن هو؟ قال: الله تبارك وتعالى.
دعاني إلى الصيام فأنا صائم.
قال: صوم في مثل هذا اليوم على حر؟
قال: صمت ليوم هو أحر منه.
قال: فأفطر اليوم وتصوم غدا. قال: أو يضمن الأمير لي أن أعيش إلى غد.
قال: ليس ذلك إلي. قال: فكيف تسألني عاجلًا بآجل ليس إليه سبيل.
قال: إنه طعام طيب. قال: والله ما طيبه خبازك ولا طباخك ولكن طيبته العافية.
قال الحجاج: تالله ما رأيت كاليوم، أخرجوه عني.
تقوى في غير محلها:
رأيت كثيرًا من الناس يتحررون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من غيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت في أشياء يطول عدها من حفظ فروع وتضييع أصول، فبحثت عن سبب ذلك فوجدته من شيئين: أحدهما: العادة، والثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه قد يغلب فلا يترك سمعًا ولا بصرًا.
ومن هذا القبيل أن إخوة يوسف قالوا حين سمعوا صوت المنادي إنكم لسارقون لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين، فجاء في التفسير أنهم لما دخلوا مصر كموا أفواه إبلهم لئلا تتناول ما ليس لهم فكأنهم قالوا قد رأيتم ما صنعنا بإبلنا فكيف نسرق؟ ونسوا هم تفاوت ما بين الورع واختطاف أكلة لا يملكونها، وبين إلقاء يوسف عليه السلام في الجب وبيعه بثمن بخس..
ابن الجوزي صيد الخاطر..
المجتمع المسلم:
وألف كتاب عن الإسلام، وألف خطبة في مسجد أو قاعة أو ميدان؟ وألف فيلم في الدعاية للإسلام وألف بعثة من الأزهر أو غير الأزهر في كل مكان.. كل أولئك لا يغني غناء مجتمع صغير يقوم في ركن من أركان الأرض، يعيش بمنهج الإسلام ويعيش لمنهج الإسلام، وتتمثل فيه خصائص هذا المنهج وتتمثل فيه صورة الحياة في الإسلام..
سيد قطب الإسلام ومشكلات الحضارة
إنما أخاف عليكم الدنيا:
لما جاءت إلى عمر رضي الله عنه غنائم جلولاء وكانت تقدر بالملايين نظر إليها وبكى فقال له عبد الرحمن بن عوف: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، فوالله إن هذا لموطن شكر فقال عمر: تالله ما أعطى الله هذا قومًا إلا تحاسدوا وتباغضوا ولا تحاسدوا إلا ألقى بأسهم بينهم.
الإخلاص والرياء:
لا تحتقر عملا قدمته بنية خالصة، فالقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل والمحاسب الخبير لا تعجبه كثرة الدنانير وإنما تعجبه جودتها
الدكتور مصطفى السباعي.
ستة تهون المصيبة:
ستة أشياء إذا ذكرها هانت عليك مصيبتك: أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر وأن الجزع لا يرد عنك القضاء، وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منك، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة عين النعمة وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب أو مغفرة، أو تمحيص، أو رفعة شأن أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.
أدب النصح:
عطس رجل عند ابن المبارك فلم يحمد الله، فقال له ابن المبارك: أي شيء يقول العاطس إذا عطس؟ قال: الحمد لله. قال: يرحمك الله.
دع الكذوب
ودع الكذوب فلا يكون لك صاحبًا
إن الكذوب يشين حرًا يصحب
يلقاك يقسم أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب
يسقيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
صدق الإيمان
جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه فقال: أهاجر معك، فأوصى به بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله شيئًا فقسمه، وقسم للأعرابي فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم. فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟
قالوا: قسم قسمه لك رسول الله.
فأخذه فجاء به إلى النبي فقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال قسم قسمته لك، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال: إن تصدق الله يصدقك. ثم نهضوا إلى قتال العدو، فأتي به إلى النبي وهو مقتول. فقال: أهو هو؟ قالوا نعم. قال: صدق الله فصدقه.
زاد المعاد ج۳
نعيم الجنة وعذاب النار:
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرًا قط هل مر بك نعيم قط فيقول: لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم. هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب. ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط
(رواه مسلم وأحمد)
شعر في الجود:
هذا الشعر قاله شاعر في مدح ملك وهو أحق أن يمتدح به النبي صلى الله عليه وسلم
تعود بسط الكف حتى لو انه
ثناها لقبض لم تجبه أنامله
تراه إذا ما جئته متهللًا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها، فليتق الله سائله
تأخير الإجابة:
يأتي تأخير الإجابة عن أوجه.
1- قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء فلا وجه للاعتراض عليه.
2- أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة، فربما رأيت الشيء مصلحة والحكمة لا تقتضيه وقد يخفى في الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك.
3- أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم.. «لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل يقول دعوت فلم يستجب لي.. «
ابن الجوزي في صيد الخاطر
لماذا تكره الجاهلية الإسلام؟
والجاهلية لا تكره الإسلام لأنها في دخيلة نفسها لا تعرف ما فيه من الحق والخير أو لأنها بينها وبين نفسها تعتقد حقا أن باطلها الذي تعيش فيه أصوب وأقوم من الإسلام.
فهي تكرهه وهي عالمة بما فيه من الحق والخير، وبأنه هو الذي يقوم ما اعوج من شئون الحياة وإنما تكرهه لأنها حريصة على هذا العوج لا تريد تقويمه وتود أن تبقى الأمور على اعوجاجها ولا تستقيم.
تكرهه لأنها هي الجاهلية.. وهو الإسلام.
جاهلية القرن العشرين- محمد قطب
أبلغ في المدح:
كان بعض الشعراء قد امتدح ملكًا جوادًا فأعطاه جائزة سخية فخرج من عنده وفرقها كلها على الناس وأنشد:
لمست بكفي كفه أبتغي الغنى
ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فبلغ ذلك الملك فأضعف الجائزة.
أبو بكر حين استخلف عمر:
لما أحس أبو بكر رضي الله عنه بدنو أجله أخذ يشاور الصحابة في استخلاف عمر، فلما علم المسلمون بعزمه دخلوا عليه وكلموه ليرجع عن رأيه، وقال له طلحة بن عبيد الله: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا خلا بهم بعد لقائك ربك؟
فقال أبو بكر: أبالله تخوفونني؟ أخاف من تزود من أمركم بظلم أقول: اللهم استخلفت على أهلك خير أهلك.
ثم تحامل وخطب المسلمين وهم مجتمعون بالمسجد فقال لهم:
«أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة وإني أستخلف عمر بن الخطاب، فاسمعوا له. وأطيعوا» قالوا: سمعنا وأطعنا وبايعنا عمر.
قيام القلوب:
كان الشيخ الزاهد جميل المعاشرة حسن المذاكرة دخل عليه يوم بعض أصحابه فلم يقم له وأنشده قوله:
نهض القلب حين أقبلت إجلالاً
لما فيه من صحيح الوداد
ونهوض القلوب بالود أولى
من نهوض الأجساد للأجساد
سؤال عن الله:
سأل رجل جعفرًا الصادق عن الله: فسأله جعفر: ألم تركب البحر؟ قال: بلى.. فقال جعفر: هل هاجت بكم الريح عاصفة؟ قال: نعم فقال جعفر: فهل خطر ببالك أو انقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذك إن شاء.. قال: نعم قال جعفر: فذلك هو الله..
شذرات متفرقة:
قال أبو الدرداء: إن العبد ليخلو بمعصيته الله تعالى فليقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر
قال ابن الجوزي: قبيح بمن كان بين الصفين إذا تشاغل بغير ما هو فيه
كان ابن سيرين يضحك ويقهقه فإذا خلا بكى أكثر الليل.
ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل لا أن يتبع طريقا ويطلب دليلها..
قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كانا على الباطل؟ فقال له: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله.
ألقاه في الماء مكتوفا وقال له /// إياك إياك أن تبتل بالماء
يقول عبد الله بن الزبير «من كان جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب، فصدقوا قولكم بفعل فإن ملاك القول الفعل والنية النية، القلوب القلوب».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل