العنوان من شذرات القلم(320)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
مشاهدات 14
نشر في العدد 320
نشر في الصفحة 36
الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
من شذرات القلم
- ماذا يريد الإسلام؟
إن ما يريده الإسلام اليوم- وفي كل يوم- أن تكون له الطليعة الواعية المؤهلة روحيًا وفكريًا وسياسيًا وتنظيميًا لاستخلاص المسلمين من الضياع والتية الذي هم فيه.. لاستنقاذهم من براثن الجاهلية وضغوطها ومؤثراتها.. لجعل القوامة في حياتهم للإسلام لتعيدهم لله فكرًا وأخلاقًا وتشريعًا.. وهذا لا يمكن أن يتحقق بمجاراة الجاهلية والسير معها خطوات إلى الأمام، وإنما بالتمايز عنها والانقلاب عليها..
لذلك يرفض الإسلام مبدأ استمرار التعايش مع الواقع.. أو مبدأ إطلاق هذا التعايش.. لأن من شأن ذلك أن يقوض في نفوس العاملين إرادة التغيير.. ويجعلهم على الزمن يألفون الواقع ويلقون السلاح.
فتحي يكن
يا ليل
يا ليل قيامك مدرسة
فيها القرآن يدرسني
معنى الإخلاص فألزمه
وربًا بالجنة يجلسني
ويبصرني كيف الدنيا
بالأمل الكاذب تغمسني
مثل الحرباء تلونها
بالإثم تحاول تطمسني
فأباعدها وأعاندها
وأراقبها تتهجسني
فأشد القلب بخالقه
والذكر الدائم يحرسني
شعر: وليد الأعظمي
- مخالفه الهوى:
إن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه، قال بعض السلف: الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده. وفي الحديث الصحيح المرفوع «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» وكلما تمرن على مخالفة هواه اكتسب قوة إلى قوته.
ابن القيم- روضة المحبين
- مت.. وأنت طالب للعلم.
دخل إبراهيم بن المدي أخو الرشيد- على المأمون وبين يديه جماعة يتذاكرون في الفقه فقال المأمون لعمه: يا عم.. ما عندك فيما يقول هؤلاء في الفتوى؟
فأجابه إبراهيم: والله- يا أمير المؤمنين- لقد شغلنا الندماء والمداحون باللهو واللعب في الصغر واشتغلنا في الكهولة باتباع الهوى وتكاليف الحياة.. فما انتفعنا بعلم.
قال المأمون: يا عم ولم لا تتعلم اليوم ؟
فقال إبراهيم: أو يحسن بمثلي الآن طلب العلم وقد بلغت من الكبر عتيًا؟
فأجاب المأمون: نعم: والله لأن تموت طالبًا للعلم خير لك من أن تعيش قانعًا بالجهل.
اختيار- يوسف عبد الله عبد القادر
- إما إسلام.. وإما جاهلية
إن الإسلام لا يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية. لا من ناحية التصور ولا من ناحية الأوضاع المنبثقة من هذا التصور.. فإما إسلام وإما جاهلية، وليس هنالك وضع آخر نصفه إسلام ونصفه جاهلية، يقبله الإسلام ويرضاه.. فنظرة الإسلام واضحة في أن الحق واحد لا يتعدد، وأن ما عدا هذا فهو الضلال، وهما غير قابلين للتلبس والامتزاج وأنه إما حكم الله وإما حكم الجاهلية، وإما شريعة الله، وإما الهوى.. والآيات القرآنية في هذا المعنى متواترة كثيرة.
سید قطب معالم في الطريق
- الشركاء الأوفياء
تشارك رجلان في تجارة لعدة سنوات ولكن الشركة أصبحت على وشك الانحلال لأن أحد الرجلين كان في حالة الاحتضار.. فدعا شريكه للحضور أمام فراشه وقال له:
- أنا على يقين بأني مشرف على الموت، ولكني قبل الرحيل، أرى لزامًا علي أن أعترف لك بأني خلال سني عملنا معًا سلبتك آلاف الدنانير فهل لك أن تعفو عني. فأجابه الآخر قائلًا:
- لا يحزنك ذلك فانی قد دسست السم لك…
- أيهما أفضل:
سئل عبد الله بن المبارك- رحمه الله- أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز فأجابهم: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أفضل من عمر بن عبد العزيز بألف مرة. صلى معاوية خلف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «سمع الله لمن حمده» فقال معاوية: «ربنا ولك الحمد».
فما بعد هذا؟.