العنوان من ملفات الماسونية العربية
الكاتب المحرر السياسي
تاريخ النشر الثلاثاء 21-يوليو-1981
مشاهدات 45
نشر في العدد 537
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 21-يوليو-1981
●
الماسونية تجيد تجنيد الشخصيات الفكرية والثقافية والدينية في
خدمة الأهداف الصهيونية البعيدة.
●
الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم من عشرات المفكرين
المصريين كانوا متورطين في هذا التنظيم الخطر.
إن من يريد الكتابة عن الماسونية العربية لن يغفل أبدًا
الإشارات التي يشار بها إلى الشخصيات الرسمية الحاكمة في الوطن العربي في الوقت
الحاضر، ولاسيما أن فضيحة الماسونية في الحكومة الإيطالية أومأت بصريح الإشارة إلى
السادات! وفضحت انتماءه وعلاقاته وارتباطاته بأبرز رجال الماسونية وزعمائها في
العالم، وإذا كان الأمر كذلك، وكان السادات ماسونيًّا، فإن هناك سؤالًا يقول:
●
هل يوجد الكثير غير السادات من حكام العالم الإسلامي «ماسونيون»؟ إننا
لا نريد أن نتهم أحدًا من حكام أمتنا على هذه الصفحات لكننا نريد أن نقف مع قارئنا
العزيز الذي تهمه حقيقة بعض الشخصيات اللامعة في العالم الإسلامي..
نريد أن نقف معه على أمرين:
الأول: إلى أي مدى تستوعب الماسونية الشخصيات القيادية في
العالم العربي.
الثاني: لمصلحة من.. تعمل الماسونية وشخصياتها الموجودة
هنا وهناك عبر سرطان ممتد داخل صفوف حكام هذه الأمة!!
وإذا كانت الماسونية مخططًا فكريًّا اجتماعيًّا واقتصاديًّا
عميق الأهداف. فإنها لابد أن تعمل على استقطاب رجال الفكر وعظيم الشخصيات بسبب
الدور الذي يمكن أن يؤدوه.
وفي مطلع هذا القرن، ظن بعض الناس بدخولهم في الماسونية أنهم
قادرون على الإصلاح من خلالها، لكنهم قد أحيط بهم ضمن منهج فكري ومخطط مدروس، كان
حائلًا من بعد أمام من أراد منهم الانسحاب بعد الدخول فيها.
أما أهم المحافل الماسونية فهي كما ذكرها الباحث "فاليري
إيمليانوف":
أولًا: بناي بريث أو ما يسمى بالعربية "أبناء العهد".
ثانيًا: الاتحاد اليهودي العالمي.
ثالثًا: محفل لاينيز إنترناشينال.
رابعًا: الروتاري.
وإذا كان هناك الآن من يدافع عن نوادي الروتاري ولاسيما في مصر،
فإننا نؤكد أن هذه النوادي هي أحد فروع الماسونية دون ريب أو شك، وقد أسسها عام
١٩٠٥ المحامي بول هاريس في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة ثم وسع نشاطها شيرلي
بري سكرتيرها العام فامتدت إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا، وفي فلسطين سنة ۱۹۲٩ تأسس أول ناد للروتاري،
وتبدو مسألة الدين والوطن عند جماعة الروتاري ليست بذات قيمة، والمبدأ الظاهر لهم
هو الابتعاد عن السياسة لكن الحقيقة على عكس ذلك.
ففي 20/ 12/ 1950 صدر مرسوم بابوي من المجلس الأعلى
للفاتيكان يدين أندية الروتاري ويحرم على الشعب المسيحي دخول هذه الأندية، وقد
قرر عدم السماح لرجال الدين المسيحي بدخول هذه الأندية البتة وذلك دفاعًا عن
العقيدة، أما غير رجال الدين المسيحي فقد طلب إليهم مراعاة المرسوم رقم ٨٦٤
الخاص بالجمعيات السرية والمشتبه بها.
من هذا نستنتج:
1- إن نوادي الروتاري نواد تعمل ضد العقائد الدينية والفضائل
الخلقية.
2- إن عقلاء النصارى يصنفون هذه النوادي ضمن الجمعيات السرية
المشبوهة لعلائقها السياسية المعقدة.
شخصيات
إسلامية
ولكي نستشعر المدى الذي تتمكن فيه الماسونية من الإحاطة بعظام
الشخصيات العربية الإسلامية، يمكن أن نقف على الدور الذي لعبته في هذا المجال في
النصف الأول من هذا القرن، حيث استقطبت كثيرًا من الشخصيات الرسمية والزعامات
الفكرية والدينية، ومن هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، وقد نشرت
جريدة الإخاء الإيرانية في عددها (450) 18/ 9/ 1976 نَص الطلب الذي تقدم به
الأفغاني للانتساب إلى الماسونية والذي يقول فيه:
"أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلان الوفا.. أعني
أرباب المجمع المقدس الماسوني الذي هو عن الخلل والزلل مصون أن يمنوا على ويتفضلوا
بقبولي في ذلك المجمع، وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر ولكم
الفضل".
هذا وتروي كتب الماسونية ووثائقها أن أكثر من ثلاثمائة من نخبة
المفكرين والناهضين في مصر من مريدي جمال الدين الأفغاني من العلماء والوجهاء
انتسبوا إلى الماسونية.
أما عن محمد عبده ورشيد رضا، فيقول صاحب كتاب "شهادات
ماسونية": إنه «من الناحية السياسية تبع محمد عبده أستاذه جمال الدين
الأفغاني فدخل معه المحفل الماسوني البريطاني، ثم غادره إلى المحفل الشرقي
الفرنساوي عندما وقفت الماسونية بمصر موقف من لا يبالي بظلم
النظام «الخديوي» واستعباده، والذي يخدم النفوذ الأجنبي الزاحف إلى
البلاد، ثم ساهم مع أستاذه في تكوين ما أسمياه "الحزب الوطني الحر" الذي
كان واجهة للمحفل الماسوني.. وبهذا فإن محمد عبده كان ماسونيًّا كبيرًا.
ويروي الشيخ بخيت مفتي الديار المصرية أنه استفسر الشيخ محمد
عبده ذات يوم من أخريات أيامه عن الماسونية، فنهره بشدة وتحذير تنمان على
التأسف والتندم على ما سبق له من الانتساب إليها.
أما الشيخ عبدالقادر الجزائري وهو دمشقي، ففي مصر كان كاتبًا في
محفل الأهرام شرف الإسكندرية، العامل تحت رعاية المحفل الأكبر الفرنسي عام
١٨٦٤م، والذي ترقى إلى أعلى الدرجات حتى لقب بالأستاذ الأعظم الشرفي تقديرًا
لخدماته العظيمة المشهورة. وقد ثبت تاريخيًّا أن الماسونية الرمزية دخلت دمشق
بمساعي الأمير عبدالقادر الجزائري الذي اجتهد لتأسيس محفل ماسوني سوري مستقل، فاتصل
بالمحافل المنتشرة في سورية والأقطار العربية، وأخيرًا تم انتخابه "قطبًا
أعظم".
ماسونية
السادات
في دائرة المعارف الماسونية المصورة يشهد حنا أبوراشد في الجزء
الأول من 317 - 318 أن المجلس السامي الـ33 السوري العربي اجتمع يوم 21/
2/ 1978 وقرر اعتماد الأخ أنور السادات كأستاذ أعظم شرفي في المحفل الأكبر السوري
العربي وإذا اعترض علينا أحدهم قائلًا: إن درجة أنور السادات في الأستاذية العظمى
الماسونية هي شرفية، فإننا نرد عليه قائلين بأن سعي السادات لتوقيع معاهدة العار
على جبل الطور في سيناء على اعتبار أن اليهود يقدسونه يشير إلى ماسونية السادات،
بل إن كل تصرفات وسلوكيات أنور السادات تشير إلى أنه عضو نشيط في الحركة الماسونية،
بل إن ما يلحق السادات شعبيًّا في مصر من إهانات وتحقير وإذلال لا يعطي صورة
نموذجية عن سلطة الماسونية، ويشهد على مآلنا ومصيرنا فيما لو استطاعت الماسونية أن
تتسلط على مقاديرنا السياسية والاقتصادية والعسكرية بكاملها.
الروتاري
الصهيوني ينتشر في مصر
نشرت الدعوة المصرية في العدد الرابع والعشرين أن وزير الداخلية
الأسبق قام بإغلاق محافل الروتاري، لكن الروتاريين استطاعوا مزاولة نشاطهم
بعد أن ترك الوزير منصبه، وفي أوائل عام ١٩٧٤ التقى المؤتمرون لنوادي الروتاري في
مؤتمر عالمي عقدوه في جزيرة صقلية، تمثل فيه روتاريو حوض البحر المتوسط وكان
الموضوع الرئيسي هو «مشكلة السلام وشروطه بين شعوب البحر المتوسط» وبعد
انتهاء المؤتمر تحدث إلى الصحافيين اليهودي الصهيوني بارزئيف ممثل يهود فلسطين
للمؤتمر فقال:
"في بداية هذه اللقاءات تكون العلاقات رسمية. وفيما بعد
تتحول إلى علاقات ودية، وفي نهاية المؤتمر لا تكتفي بالتصافح فقط بل تتجاوزه إلى
العناق، وتبادل القبل، ولقد قوبلت كلمتي بالترحاب حتى من الروتاريين العرب... إن
المرء ليندهش لهذه المؤتمرات العالمية التي تقام في أكبر عواصم العالم، وتنفق
عليها أموال طائلة.. والروتاريون لا يقيمون إلا في أفخم الفنادق حتى ولو
تجاوز عددهم العشرة آلاف كما حصل في مؤتمرهم الخامس والستين في مينا بوليس
بالولايات المتحدة الأميركية، ونلاحظ أنه في المناطق التي تضعف فيها النشاطات
الماسونية تبرز محافل وأندية الروتاري والليونز، ففي مصر التي أغلقت فيها محافل
الماسونية عام ١٩٤٦ عمد الماسون إلى محاولة خداع الدولة والتظاهر بمظهر العمل
العلني المشروع، فجاء كبير من كبرائهم وقابل رئيس الوزراء المصري ممدوح سالم في
مكتبه، وبرزت صورة اللقاء المشترك في الصحف، ثم عمدوا في جو "مبادرة السلام
الساداتية" إلى عقد مؤتمر لهم أخذوا يعلنون عنه بكل السبل ويجرون إليه
الشخصيات الرسمية بغية تضليل الرأي العام عن حقيقتهم، فقد جاء في جريدة الأهرام
بتاريخ 31/ 3/ 1978 وتحت عنوان "مؤتمر الروتاري تحت رعاية
الرئيس السادات" ما يلي:
- يبدأ في الإسكندرية يوم الخميس القادم مؤتمر الروتاري لمنطقة
الشرق الأوسط الذي يعقد تحت رعاية الرئيس أنور السادات، ويحضر افتتاح المؤتمر
السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء، ويشترك فيه نحو ٣٠٠ من الروتاريين العرب، وفي
جريدة الأهرام عدد 6/ 4/ 1978 ورد تحت عنوان "رئيس الوزراء في
مؤتمر الروتاري بالإسكندرية" ما يلي:
عبدالتواب هديب محافظ الإسكندرية يفتتح اليوم مؤتمر الروتاري
نيابة عن الرئيس أنور السادات الذي يقام المؤتمر تحت رعايته، ويشترك في المؤتمر
ممثلون عن نوادي الروتاري بمصر والسودان والبحرين والأردن ولبنان، وسوف يحضره
ممدوح سالم رئيس الوزراء ومحب أستينو وزير السياحة وروبرت مانشستر ممثل رئيس
الروتاري الدولي.
وفي 14/ 4/ 1978 نشرت جريدة الأخبار المصرية نَص
برقية شكر من الدكتور جمال الدين مسعود محافظ منظمة الروتاريين توجه بها نيابة عن
المؤتمر إلى الرئيس أنور السادات لوضعه المؤتمر تحت رعايته، وكانت هذه
البرقية بمثابة رد على برقية بعث بها الرئيس السادات إلى مؤتمر الروتاري
بالإسكندرية قال فيها:
- إنه يأمل أن يسود السلام كل العالم، وأن تتوجه الجهود في
بلدان العالم إلى توفير الطعام والأمن للشعوب بدلًا من المدفع والدبابة، كما أشاد
بمبادئ الروتاري ومُثله العُليا التي تقوم على اعتزاز كل عضو بعمله وهو ما ندعو
إليه في مصر.
فبهذا نستطيع أن نقول:
إن الأندية الماسونية على اختلاف تسمياتها بدأت تنتشر في مصر
وبعض البلدان العربية الأخرى، وكل نشاطها موجه لصالح الهيمنة الصهيونية التي
تطمح إسرائيل للوصول إليها في المنطقة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل