العنوان مهرجان العالم الإسلامي وعقدة الموسيقى
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1976
مشاهدات 16
نشر في العدد 321
نشر في الصفحة 25
الثلاثاء 19-أكتوبر-1976
شاءت الأقدار أن أزور متحف لندن الصناعي، وأتجول بين مصنوعات الغرب، حيث تطور الصناعة الأوروبية من الحبو إلى سرعة البرق، من سيارة إلى قاطرة إلى تلفون، إلى ما يحيط بحياتنا المعاصرة من آلات تسير العصر، وإذا بجانب من هذا المتحف الشامخ حقًا لما يضمه مما أنتج العقل البشري، جناح يمثل مهرجان العالم الإسلامي، وترددت في الدخول لعلمي المسبق بما في هذا الجناح، وذلك من خلال قراءتي الصحف العربية، التي مجدت هذا العمل الذي قدم الإسلام إلى الأمام مئات المرات، وجعل من الغرب النصراني أمة موحدة، فإذا بفضول النفس يتغلب على هذا التردد، وإذا بي أجد نفسي قد دفعت الرسوم ودخلت، ولا حاجة للحديث عما في ذلك المكان، فالكثير قد قرأ عنه سواء من مادح أو قادح، وقد تفضل تلفزيون الكويت بعرض برامجه من خلال شاشته الفضية، كما لا أريد أن أجعل من نفسي قاضيًا، بل نبشت عما في نفسي لعلها تجد شيئًا مختفيًا بين الحنايا ليقول كلمته، فوجدت ما نشدت.
فإذا به يقول لي لا تعجب إن رأيت نفسك في معهد للموسيقى وأنت تسير بين الفن والفنانين، ولا تعجب إن رأيت رقصًا فهو إسلامي دمًا ولحمًا، وكما يقولون: إنه رقص له طابع إسلامي مميز ينبع من الإسلام، وما زال بي صاحبي حتى ظننت أن الإسلام فن عال، يجعل من الموسيقى دستورًا لهديه، ومن الرقص تعبيرًا لتشريعه.
فقلت: سبحان الله!
معنى ذلك أن المسلمين في أول الدعوة كانوا يجمعون وتعزف لهم الموسيقى، ويقوم أحد الصحابة متطوعًا ليزداد قربًا من الله يسمع قريشًا لحنًا موسيقيًا على -الأرغون- فتقوم قريش لتمنعه من ذلك، لأنها لا تملك الحس الموسيقي المرهف الذي يتجاوب مع تلك النسمة الموسيقية العذبة.
وأما جبريل -عليه السلام- فإنه يشق السبع الطباق بأمر من الواحد الديان، ليقول للحبيب -صلى الله عليه وسلم- مر أصحابك ليعلموا الناس المعزوفة الفلانية من السمفونية الفلانية، لأن فيها شفاء لما في الصدور، عجبًا إذا كنت وأنا المسلم كادت هذه الصورة تطبع تلك المعاني في نفسي، فكيف بالغربي الذي لا يعرف عن الإسلام سوى ما شوش المستشرقون به فكره عن دنايا المسلمين، والتي ألصقت بالإسلام زورًا وبهتانًا، بل وعجبت أن يكون هناك مدافعون عن ذلك المهرجان من خلال المجلات العربية، وتلك الصحف التي سقطت رؤوسها في مكاتب السفارات الشرقية والغربية، وأقول إذًا لا عجب، والإسلام له ربه!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل