العنوان مواقف ذات عبر زواج غير موفق
الكاتب د. عمر سليمان الأشقر
تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1974
مشاهدات 19
نشر في العدد 197
نشر في الصفحة 25
الثلاثاء 23-أبريل-1974
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم» لقد أدركت شيئا مما رمى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عندما علمت بقصة فتاة مسلمة من بيت مسلم تهاون أهلها فزوجوها من أحد فساق المسلمين فأرادها أن تكون في حياتها على نهجه ومسلكه، أرادها أن تخرج متبرجة، وعاب عليها صلاتها وصيامها، وطالبها بأن تجلس مع زواره في جلسات مختلطة، ورفضت رفضًا لا هوادة فيه ولا ليونة؛ فما كان منه إلى أن أسمعها الفاحش من الكلام، وأزاد الأمر فكان الضرب وما شاكله، واستمسك بباطله، واستمسكت بما هي عليه من حق، وأنى للطيب أن يرضى بالخبيث لقد كان الطلاق أحب إليها مما يدعوها إليه.
لقد كانت تلك جناية الأهل الذين ارتضوا لها مثل هذا الرجل، إن الشباب المسلم المتمسك يعاني من قلة الفتيات المسلمات المتمسكات بالإسلام، فكان الواجب على مثل هؤلاء أن يبحثوا عن الرجل المناسب لأنه مسلم لا غير، لا لأنه من أهل البلد أو من العشيرة أو الأقرباء الأدنين، إن هذه الروابط إذا لم يصاحبها الإسلام فهي في نظر الإسلام لا قيمة لها.
ينبغي أن نرتفع بإسلامنا إلى مستوى آخر، أن تقام العلاقات على أساس منه ومن ذلك اختيار الطرف الآخر في الزواج، وكم أصيب الشباب المسلم عندما تزوجوا من نساء لا يلتزمن بالإسلام، ولم يتخذنه منهجًا وسبيلاً، وكم عانت فتيات قانتات مسلمات بزواجهن من فتيان غير ملتزمين بالإسلام.
وكم كانت تلك البيوت التي تم الائتلاف فيها على أساس الإسلام كم كانت مصدر خير وإشعاع، اطمأنت فيها النفوس، وتربى فيها الصغار، ودرجوا فكانوا أشبالاً، وكُنَّ هداة.
وصدق الله إذ يقول: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (النور: 26).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
العادات الاجتماعية بالدول العربية وتأثيرها على زواج الشباب
نشر في العدد 2180
150
الخميس 01-يونيو-2023