العنوان ندوات ثقافية ودينية بمراكز الشباب
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1971
مشاهدات 17
نشر في العدد 71
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 03-أغسطس-1971
ندوات ثقافية ودينية بمراكز الشباب
الندوات الثقافية في مراكز الشباب
طلبت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل من جمعية الإصلاح الاجتماعي تنظيم دورة لتحفيظ القرآن في مراكز الشباب الأربعة التابعة لها، وقد استجابت الجمعية مسرورة لهذا الطلب وعهدت إلى أربعة من المدرسين القيام بمهمة تحفيظ القرآن في مراكز الشباب، كما نظمت بالتعاون مع الوزارة ندوات دينية في المراكز، نقدم إلى القراء ندوتين منهما، الأولى في الشامية والثانية في الفيحاء.
الإسلام ضرورة حياة ندوة الشامية
بدأت الندوة في مركز شباب الشامية في الساعة السابعة والنصف.
وقد قام بتقديم الندوة الأستاذ محمد الموجي؛ المشرف الثقافي بالمركز وبدأت الندوة بتلاوة آي الذكر الحكيم من الشيخ درويش السلوادي، ثم تحدث الأستاذ الشيخ طايس الجميلي عن العبادات في الإسلام وركز الحديث على الصلاة.
وقد أفاض الأستاذ الجميلي في الحديث عن حاجة المجتمع للعبادات الإسلامية، وأهاب بأولياء أمور الشباب والشابات القيام بواجباتهم الإسلامية ليقوموا بدورهم في إنقاذ فلسطين وحماية بلاد العرب والمسلمين من الطامعين؛ واستلام قيادة الحضارة في هذا العالم المضطرب، واستطرد في حديثه عن الصلاة وأثرها في حماية الأفراد والجماعات من الانحراف، وتوجيههم إلى المستوى اللائق بالمسلم الذي نريده، المسلم الذي يخاف الآخرة ويتفانى في خدمة الأمة الإسلامية والنهوض بها.
ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ محمد أبو ديه عن الجانب الأخلاقي في الإسلام وأفاض في عرض نماذج من المسلمين عبر التاريخ الطويل؛ تلك النماذج التي تربت على أخلاق القرآن ومنهاج الإسلام قولًا وعملًا؛ فخاضت المعارك الحربية والمعارك الحضارية وانتصرت على التحديات؛ وكانت سريعة الاستجابة لجميع المواقف، وقد أشاد بالشباب ونوه بالتعاون الكبير الذي يبذله الرجال العاملون في مراكز الشباب وعلى رأسهم الأستاذ العامل عبد الرحمن المزروعي؛ وأشاد كذلك بالشباب المشتركين في معسكر العمل الرابع المقام في منطقة الجهراء، ويستمر هذا المعسكر عشرين يومًا تقريبًا؛ حيث يبيت الطلاب في الصحراء ويقومون بخدمة أنفسهم وزراعة الأشجار. وقد كان الأستاذ عبد الرحمن المزروعي في زيارتهم مما أفقد الندوة حظها في رعايته وحضوره.
الندوة الدينية في مركز شباب الفيحاء
دعا مركز شباب الفيحاء إلى ندوة دينية في مبنى المركز، وذلك في يوم الإثنين الموافق ٢٨ تموز.
وقد افتتح الندوة المشرف الثقافي الأستاذ أحمد الإبياري بكلمة شكر فيها المحاضرين والمدعوين، وأعرب عن جسامة المسئولية التي يجب أن يضطلع بها كل حريص على مصلحة الأمة إزاء الشباب؛ الذي هو عدة المستقبل وأمل الأمة.
وأشار إلى الخطر الذي يتعرض له الشباب إذا بقي في تيار التقليد واللامبالاة، وأكد أننا لن نتقدم خطوة واحدة ما لم نفطن إلى أداة البناء التي صنع فيها عمر وخالد وسعد وسعيد، وتلك الوسيلة هي القيم الإسلامية، فلا بد إذًا من العمل على رد الجيل إلى دينه وعقيدته. وأشار إلى أن هذه الغاية النبيلة هي التي حدت بالوزارة إلى تشجيع النشاط القرآني داخل المراكز، ومن دوافع دعوة أصحاب الفضيلة ورجال التربية الفضلاء للتوجيه في هذا الحقل، واختتم كلمة الافتتاح بتقديم الأستاذ الشيخ حسن أيوب.
ثم تقدم الشيخ حسن أيوب واستهل محاضرته؛ بعد أن حمد الله وأثنى عليه بوجوب الانتفاع بتجارب الماضي، وأن العرب قد جربوا المناهج البعيدة عن عقيدتهم وقيمهم وإسلامهم فخسروا ثلاث مرات في عام 4٨ وعام ٥٦ وعام ٦٧، إلا أنهم لم يرجعوا عن النهج الفارغ الذي سلكوه في إعداد رجالهم، فلم يكن شبابهم يملكون القيم التي تدفعهم إلى التضحية والفداء، بل ربما قالوا علام نقتل أنفسنا وبدأ شعورهم بالنقص وفقدان الثقة بأنفسهم على كافة المستويات.
ثم انتقل إلى الماضي البعيد والقريب ليقارن بين الشاب الذي يلهث بلا غاية؛ والشاب الذي رباه القرآن الكريم، الشاب الذي رباه محمد- صلى الله عليه وسـلم- والشاب الذي تربى على مفاهيم الشرق والغرب؛ فاختار أسامة الشاب القائد وسمره ورافع وبين شبابنا اليوم.
وامتدح مراكز الشباب لو كانت تعني بالتربية الإسلامية عنايتها بالفنون البدنية، فأما أن تبقى يافطات مجردة عن الروح الإسلامية فلا خير فيها، وحبب إلى المشرفين الاضطلاع بمهمة تغذية رواد مراكزهم من النشء بالآداب الإسلامية، وبين أن الأم والأب والمدرسة والمجتمع كله مسئول أمام الله عن انحراف الشباب، وركز على دور الأم والأب.
ثم دور الدولة في تحديد إطار السلوك وحماية عقول الشباب من التيارات الفكرية وعدم ترك الحبل على الغارب لأن هذا الموقف كان سبب هزائمنا المتلاحقة.
ثم قدم أمثلة على دور العقيدة في إذكاء جمرة الفداء والشوق إلى الجنة في نفوس الشباب في حرب قناة السويس والمقاومة السرية للإنجليز وفي حرب المتطوعين لليهود في فلسطين عام ٤٨، وأشار إلى أن ما استعصى على الجيوش النظامية فإن كتائب الإيمان كانت كفيلة بتذليله، وكيف كان المجاهد يحسن صلته بالله قبل تنفيذ أي عملية حربية ليكون مستعدًا للقاء الله.
واختتم بأننا إن كنا جادين في رعاية شبابنا السبيل الأمثل هو ربطهم بدينهم وإزالة العوائق عن طريق التخلق بأخلاق الإسلام.
· ثم جاء دور السيد طايس العبد الله الذي قال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة
على رسوله القدوة الحسنة لكل مصلح.
لقد أمسك كلادستون رئيس الوزارة البريطانية في اجتماع للبرلمان البريطاني، أمسك القرآن الكريم وخاطب الحاضرين من رجال الوزارة والنواب قائلًا: ثقوا أنه لن يقر لكم قرار في أرض الشرق- الإسلامي- ما دام هذا الكتاب بين أيديهم، فقام أحد الوزراء ومزق القرآن الكريم أمامه فقال له يا أحمق هذا لا يجدي إنما الذي نريد هو أن يحال بينهم وبين تعاليمه، وكانت هذه كافية لإيقاظنا لو كانت لنا عقول نفكر بها أو قلوب ندرك ونعي من ورائها، ولكننا فقدنا كل شيء، ثم أكد أن أي عمل لنقل شبابنا غير واقعه المؤسف لا ولن يثمر ما لم نغذهم بتعاليم القرآن، وأكد أن الآباء والحاضرين قد يدفعون أولادهم إلى تلقي القرآن وتعلمه دون أن يحاولوا أن يكونوا قدوة لهم، وكانت جموع غفيرة قد حضرت الندوة.
ومحال أن يتأثر أولادنا بما نمليه عليهم ما لم يروا منا حرصًا على ما ندعوهم إليه. فعليكم بالقرآن تعهدوه بأنفسكم وعلموه أولادكم.
واختتم بتوجيه خالص الشكر إلى الأستاذ عبد الرحمن المزروعي؛ لرعايته هذه النشاطات الحية، والأستاذ مشرف عام المركز والأستاذ المشرف الثقافي وجميع الذين ساهموا ويساهمون بكل خير والله الموفق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل