; صحة الأسرة (1187) | مجلة المجتمع

العنوان صحة الأسرة (1187)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-فبراير-1996

مشاهدات 15

نشر في العدد 1187

نشر في الصفحة 62

الثلاثاء 06-فبراير-1996

وقفة طبية

لحظة قبل القرار

كثير من الناس يأخذون عددًا من القرارات الخاطئة لا لشيء إلا لأنهم لا يمنحون أنفسهم الفرصة الكافية لاحتواء الأمر من كافة جوانبه، وأكثر هذا النوع من الناس المرضى الذين يأخذون قرارات خاطئة في رمضان أخطاء ممكن أن تكلفهم غاليًا لا لشيء إلا لأنه سمح لنفسه أن يكون طبيبًا ماهرًا، فأخذ قرارًا كاد أن يؤدي إلى كارثة.

وأقف معكم عند ثلاثة قرارات خطيرة يأخذها ثلاثة من المرضى وهي شائعة الحدوث في رمضان، لدرجة أن الأطباء أصبحوا يستعدون الاستقبال هؤلاء المرضى في رمضان:

 ۱– مرضى قرحة الاثني عشر والمعدة: وهؤلاء كأنهم لا يعلمون أن بقاءهم لفترة طويلة دون طعام خطر عليهم في بعض الأحيان ولا يفهم من ذلك أنهم مرخص لهم بالإفطار ولا أريد أن أطلق التعميم ولكن هناك شيئًا أبسط من الإفطار يوفر لهم الحماية بإذن الله وهو أخذ الدواء الموصوف بالصورة التي اتفق فيها الطبيب مع المريض لصيام رمضان ولكن جميعهم لا يرغب أن يكلف نفسه أكثر من إهمال الدواء خلال رمضان، فتكون النتيجة هو أن تنشط هذه القرحة، وقد يصل الأمر إلى النزيف، أو أن يحدث اختزان الجدار الأمعاء وغيرها من المضاعفات التي قد تتطلب إجراء عملية جراحية في بعض الأحيان.

 ۲– مرضى القلب قد يشعر مريض القلب بالألم في صدره، ويحتاج لأخذ حبة تحت اللسان للضرورة لكنه يتكاسل أن يأخذ هذه الحبة الصغيرة، لأن نهار رمضان أوشك على الانتهاء، فهل يفطر لهذه الآلام أم يختار تحملها دون أن يأخذ الحبة التي يصبح تناولها من الضروريات التي تبيح المحظورات، وماذا تكون نتيجة هذا القرار؟ لا شيء سوى مزيد من الألم، وأن يتحول هذا الألم إلى ما هو أخطر وطبعا دخول المستشفى والرقود في العناية المركزة، وإفطار بقية رمضان، وهذا أهون ما يمكن أن نتصوره من عواقب.

٣- مرضى السكري الذي نترك لمقالنا الرئيسي لهذا العدد، والدكتور سعد محمد الأحمري إيضاح مسائلهم.

د. عادل الزايد

نصائح طبية لمرضى السكر في شهر رمضان

بقلم: د. سعد محمد الأحمري (*)

عند الشروع في صوم شهر رمضان المبارك، يبحث عدد كبير من مرضى السكر عن بعض الإرشادات التي تمكنهم من إتمام الصوم وعدم الإضرار بصحتهم، وكثير ما يتساءل المرء هل عندي سكر في البول؟ وجود السكر في البول لا يعني وجود مرض السكر المعروف، وخلو البول من السكر لا يعني عدم وجود سكر الدم، لأن وجود سكر البول يعتمد كليًا على وظيفة الكليتين، وللتغلب على هذه الإشكالية يجب دائما فحص سكر الدم.

أنواع السكر

أ– سكر صغار السن –أقل من ٤٠ سنة– هؤلاء لا يستطيعون البقاء بدون استخدام الإنسيولين.

ب– سكر كبار السن ويشكلون أكثر من 90٪ من مرضى السكر، وقد لا يحتاجون الإنسيولين عند ظهور المرض.

ج- سكر الحمل يظهر فقط اثناء مدة الحمل وغالبًا ما يختفي بعد الولادة.

وسائل العلاج:

المتوفر عمليًا ثلاث طرق عدا «زراعة البنكرياس أو الخلايا المنتجة للإنسيولين - جزر لانجرهانس – توجد في مراكز خاصة ومتقدمة»:

١- الحمية فقط.

٢- الحمية + الحبوب المخفضة للسكر.

٣- الحمية + «الإنسيولين».

الحمية: العنصر الأهم لمرضى السكر، وهذا مصادقا لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- إنها رأس الدواء وهي عبارة عن إرشاد مريض السكر بالابتعاد -جزئيا أو كليا- عن تناول بعض الأطعمة أو الأشربة أو الفواكه التي تؤثر سلبا على درجة التحكم في السكر -على سبيل المثال- ﺍلحلويات بأنواعها لأن تركيبها أحادي السكر مما يسهل امتصاصها بدرجة سريعة وعالية، وبالتالي ترفع فجأة سكر الدم، إلا أن بعض المرضى ولشدة حرصه يبتعد حتى عن جميع النشويات والحبوب كالأرز، وهذا يضر بصحته، إذ لا بد من الاتزان في الحمية، وإيفاء الجسم حاجته الضرورية للطاقة اليومية، والحفاظ على وزن مثالي لكل حالة تختلف عن الأخرى بما يوافق سن المريض ووزنه وطبيعة عمله.

 النوع الأول في مرضى السكر وسكر الحمل لا بد من استخدام حقن الأنسولين في رمضان وغيره.

 أما النوع الثاني غالبيتهم يستخدمون الحبوب، والبعض يستخدم الأنسولين، وعدد قليل يستخدم الاثنين معا.

 كيفية استخدام أدوية تخفيض السكر في رمضان؟

 ١- الحبوب: إذا كان مريض السكر يستعملها قبل رمضان فبإمكانه استعمال جرعة ما قبل الإفطار في شهر شعبان تستخدم مع الإفطار في رمضان، وجرعة المساء تستخدم قبل السحور ب ۲۰ – ۳۰ دقيقة، وبعض المرضى يقوم بتخفيض الجرعة بنفسه، ونقول لهؤلاء إن درجة التحكم في هذا النوع من السكر غير مرضية غالبا سواء في رمضان أو غيره، ولا خوف عليهم -إن شاء الله- من انخفاض السكر، ولكن لو أحس بالتعرق، أو الرعشة، أو الجوع، أو التعب، أو الصداع وأخطرها الدوار فيفترض أنه يحمل أقراص سكر أو حقنة رفع السكر "Glucagon"، ويباشر:

  • قياس سكر الدم إذا كان لديه جهاز
  • فإذا كان السكر منخفض يتناول أقراص السكر أو يأخذ الحقنة.
  • إعادة قياس السكر بعد ٣٠ دقيقة للتأكد من ارتفاعه.
  • استشارة الطبيب تليفونيا أو الذهاب إلى المستشفى، لأنه قد يحتاج إلى تنويم لاستمرار عمل الحبوب في الدم لبضعة أيام مما يعرضه للخطر.

٢- الأنسولين: لا توجد دراسات علمية مسبقة على مرضى السكر الصائمين في شهر رمضان تنصح بمقدار كمية الأنسولين، إنما هناك اجتهادات من الأطباء يراعى فيها:

-         نوع السكر الذي يعاني منه المريض.

-         حالة المريض الطبية ومعاناته من أمراض أخرى مصاحبة كالكلى أو القلب.

-         مدى التحكم في السكر قبل رمضان.

-         وزن المريض، وبعد ذلك عن الوزن المثالي، إما بالزيادة أو النقص وغالبا ننصح باستخدام الجرعة السابقة لشهر رمضان.

 فجرعة الصباح تعطى قبل الإفطار ب ۲۰ دقيقة تحت الجلد، وجرعة العشاء تعطى قبل السحور ب ٢٠ – ٣٠ دقيقة مع تأخير السحور ما أمكن امتثال لحديث الرسول الله، وهناك أنواع مختلفة من الأنسولين، من حيث المصدر ومدة التأثير، إلا أنني سوف أذكر الأكثر استعمالا، و-بالإجمال- هناك نوعان يختلفان بإضافة مواد تعمل على إطالة تأثير الأنسولين.

 ١- النوع الأول: الصافي ألماني، وبداية تأثيره بعد ٣٠ دقيقة، وأعلى

 مستوى لتأثيره ساعتين، وأدنى مستوى لتأثيره ٦ ساعات.

 ٢- النوع الثاني: العكر الحليبي، وبداية تأثيره بعد ساعتين، وأعلى مستوى لتأثيره ٦ – ٨ ساعات، وأدنى مستوى لتأثيره ۱۲ – ۲۰ ساعة.

 ولكن بعض الأطباء ينصح بإنقاص النوع الصافي إلى ٥٠ أو ٧٠، بينما جرعة العكر تعطى كاملة، وذلك حرصا على منع انخفاض السكر قبل الظهر وعندما يشعر المريض بعلامات الانخفاض فعليه اتباع ما ذكرنا سابقا- هل يصوم أم يفطر مريض السكر؟

 بعض الأطباء غير المسلمين ينصحون بالإفطار مع عدم مراعاة الحالة النفسية والدينية للمريض، وخاصة مرضى النوع الأول، وسكر الحمل، ولكن لا توجد دراسات علمية تؤيد ما ينصحون به، أما ما نقوم به فنسأل المريض: هل ينوي الصوم أم لا؟، فإذا كان يريد الصوم حاولنا ملاءمة الجرعة، أما من لا يجد في نفسه القدرة فقد عذره الله «ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، وعليه سؤال ولاة أمر الشرع عن الفدية.

نصائح تهم مريض السكر الصائم

1- عدم القيام بأي مجهود بدني فوق المعتاد، ولأن ذلك يحتاج إلى طاقة وسعرات حرارية عالية، وذلك ينشأ من الطعام، وحيث إنه صائم فإن السكر سينخفض ويضطر إلى الإفطار.

 ٢- الابتعاد عن حرارة الشمس وأشعتها الشديدة خاصة في ذروة النهار، لأن ذلك يؤدي إلى نقص السوائل والجفاف والصائم لا يستطيع التعويض بشرب السوائل، وتزداد خطورة الأمر إذا كانت الكليتان متأثرة بالسكر.

 ٣- هناك عدد كبير من الناس يغتنمون العمرة في شهر رمضان ينصح أدائها في الليل لتفادي الحر وإمكانية تناول السوائل والأغذية لحاجة الجسم إليهما، وتعذرهما أثناء الصوم.

 ٤- قيادة السيارات من الأعمال التي تحتاج إلى جهد عقلي وبدني وتنقسم إلى:

-         الشاحنات والحافلات الكبيرة، فينصح مريض السكر بعدم قيادتها سواء في رمضان أو غيره.

-         السيارات الصغيرة فلا بأس من قيادتها لمسافات طويلة بشرط:

 ١- أخذ راحة كافية كل أربعة ساعة.

 ٢- قياس سكر الدم أثناء تلك الراحة.

 ٣- حمل أقراص سكر أو حقنة "Gjucagon" لاستخدامها في الطوارئ لرفع السكر عند الشعور بانخفاضه.

 لأن عدم مراعاة ذلك يؤدي إلى انخفاض حاد وسريع في السكر، قد لا يتمكن قائد السيارة من تفاديه وعمل ما يلزم وهو على الطارة، ويؤدي -لا سمح الله- إلى حوادث مرورية مؤلمة للشخص ولغيره .

هذا، والله نسأل أن يحمينا وإياكم، ويتقبل صيامنا وقيامنا، إنه على ذلك قدير.

(*) استشاري الغدد الصماء والسكر بالمستشفى العسكري الرياض.

 

الرابط المختصر :