الثلاثاء 06-مارس-1979
• شرع الله وسَن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لنا عيدين اثنين هما عيد الأضحى وعيد الفطر، ولا ثالث لهما، أما في أيامنا هذه فالأعياد لا حصر لها، بل وأصبح التفاخر بها ديدن الكثيرين! وإنني أتساءل أليس من الجدير أن تظهر هذه الزينات والأفراح في أعياد الله دون غيرها من الأعياد الباطلة!؟
• وهناك مغالطة كبيرة نسمعها من أفواه من يصفون أنفسهم «برجال الدين»! هذه المغالطة هي دعواهم بأن «حب الوطن من الإيمان» هل يستطيع هؤلاء أن يدللوا على عبارتهم هذه من الكتاب أو السنة! كان حريًا بهم أن يقولوا «إن الإيمان يدعو إلي حب الوطن» ولاحظوا هنا الفرق بين العبارتين، وتعالوا لندلل على العبارة الثانية.
• فرسولنا صلى الله عليه وسلم حينما آذته قريش خرج من مكة بدينه، فارًا بعقيدته، مهاجرًا بتعاليم ربه! إذن فهو هنا لم يفضل الأرض على العقيدة، إنما فضل العقيدة على الأرض، وقال قولته الشريفة: «إنكِ أحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت»!
• وها هو الآن صلى الله عليه وسلم يعود إلى مكة منتصرًا على أعداء الله.. راكبًا دابته.. مطأطئًا رأسه الشريف إجلالًا لله وتعظيمًا على هذا الفتح المؤزر والنصر المبين، يرفع يديه للسماء شاكرًا لخالقه، حامدًا إياه على نعمته الكبرى وكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
• أما نحن اليوم، فكيف نقابل النعم التي أنعم الله بها علينا!
- نقابلها بالرقص الخليع وبالأغاني الماجنة تحت اسم الرقص الشعبي والفن الشعبي.
- نقابلها بإحياء السهرات إلى ما قبيل الفجر عن طريق جلب المطربات الخليعات..
- نقابلها بالسكر والعربدة في الفنادق تحت الأضواء الخافتة..
- نقابلها بتبذير الأموال الطائلة على الزينات والأضواء والبهرجة.
- نقابلها بأن نترك أخواتنا وبناتنا يمرون أمام الرجال بكامل زينتهن في المسيرات الشعبية..
• ونحن ندعي بأننا مستقلون عن الاستعمار، ولا أدري كيف يكون الاستقلال:
- ونحن مستعمرون اقتصاديًا، فذهبنا الأسود يضخ إلى إسرائيل عن طريق أمريكا وروسيا الذين نسارع بإنقاذهم حينما يكونوا على وشك الغرق والدليل على ذلك هو تزويد أمريكا بالبترول عن طريق بعض دول الخليج، حينما توقف ضخ النفط الإيراني.
• ونحن مستعمرون ثقافيًا: فمناهج أبنائنا الدراسية لا تخلو من فكر بريطاني خبيث، ولا من لمز صهيوني ماكر، وفي حين تكون فيه هناك حصتان للموسيقى في مدارسنا نرى البعض المتأمرك ينادي بأعلى صوته أن خفضوا حصص التربية الإسلامية إلى حصة واحدة.
- ونحن مستعمرون اجتماعيًا: فكل العادات القبيحة والسيئة التي أتت إلينا عن طريق أمريكا وإنجلترا وغيرها يعتنقها أبناؤنا وبناتنا، وأكبر هذه العادات قبحًا هو التبرج! وليته كان تبرج الجاهلية! إنه تبرج القرن العشرين حيث قطعان الفتيات الرقيقات المنحلات اللاتي يملأن الشوارع وهن كاسيات عاريات!
- ونحن مستعمرون عقائديًا: فحكم الله غير موجود على الإطلاق، لأننا نطبق منه جزءًا والشطر الأعظم استوردناه من النظم الوضعية من باريس ولندن وغيرها.. وأنا حينما أقول حكم الله غير موجود فإنني أعني ما أقول لأن حكم الله لا بد أن يطبق بحذافيره كاملًا دون زيادة أو نقصان.
إذن فأين الاستقلال؟ وأين الحرية؟
• استقلالنا يكون حينما نطبق شرع الله في كل أمور حياتنا:
- فالتاجر لابد أن يراقب الله في بيعه وشرائه فلا يغش ولا يرابي!
- والطالب لا بد أن يراقب الله في دراسته وعلمه فيجد ويجتهد!
- والطبيب لا بد أن يراقب الله في اطلاعه على عورات الناس، فلا يستغل ذلك بسوء نية!
- والمهندس لا بد أن يراقب الله في مصنعه فيحكم إنتاجه وصنعته..
- والحاكم لا بد أن يراقب الله في شعبه فيحكم بما أنزل الله.
• هذا هو الاستقلال المطلوب هدانا الله وإياكم سواء السبيل!!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل