العنوان نقوش على جدار الدعوة.. نحن في حاجة إلى تبديل وتحويل
الكاتب د. جاسم المهلهل آل ياسين
تاريخ النشر الثلاثاء 31-ديسمبر-1996
مشاهدات 14
نشر في العدد 1232
نشر في الصفحة 66
الثلاثاء 31-ديسمبر-1996
لا يرقى مجتمع بغير ركائز تنهض بهذا الرقي، وتحمل عبئه، وتضحي من أجله، ورقي المجتمع إنما يتحقق برقي أفراده، وتماسك لبناته، ولن يتم ذلك للأفراد إلا إذا توفر لديهم إيمان دافع للعمل وسلوك معبر عن الرقي والتقدم، ومن ثم وجب تنمية الموارد البشرية القادرة على التطوير والتحديث بالاهتمام بالغذاء القرآني، الذي يصنع القلب النقي والسلوك السوي، وتعميم قدر من العلوم الدينية بين الناس لتكون زادًا لهم: في طريق الجهاد الطويل المتعدد الجوانب، جهاد النفس وجهاد الشيطان وأتباعه من المفسدين في الأرض، وجهاد الأعداء إن هددوا أوطاننا وبغوا على أرضنا، وجهاد المنكرات بالمشورة أحيانا والتأييد المعنوي أحيانًا، والتأييد المادي- إن كانوا في حاجة إليه- أحيانًا أخرى، مع مراعاة احتياجات المجتمع من حيث المتطلبات الموجودة في الأفراد الذين يخدمون بحيث يكونون متمتعين بالمهارات الفنية والسلوكية والإبداعية اللازمة لزيادة فاعلية ديناميكية المجتمع وقدرته على امتصاص ما يوجه إليه من طعنات، ومقاومة ما قد تثيره فيه الفتن، حتى تطل للمجتمع قوته التي بها تتم نهضته المبنية على الإبداع والتطوير مع تنشيط ذلك من خلال الإصدارات والمطبوعات التي تحمل هذا التوجيه وإعطاء المفاهيم الاجتماعية حيزًا مهمًا، لأنها أصبحت جزءًا يوميًا من عادات الأفراد.
ولعل عمل المؤسسات حين تقوم بدورها الاجتماعي يخفف العبء عن القيادة السياسية، ويساعد في إيجاد وخلق رجال يتحملون أعباء المجتمع ويشاركونه في صنعه وتنميته، ويشعرون بسعادة غامرة لمشاركتهم في حل المشكلات.
والدعاة إلى الله والمنادون بتطبيق شرع الله، وأبناء الحركة الإسلامية مطالبون قبل غيرهم أن يحققوا ذلك بأنفسهم وفي مؤسساتهم وفي مجتمعهم ولئن طالبنا غيرنا بأن يساعد ويشمر في بناء المجتمع، فأولى بنا أن نكون نحن من السابقين إلى نيل هذه المكرمة وأن نحقق عمليًا قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل