; مساحة حرة (1765) | مجلة المجتمع

العنوان مساحة حرة (1765)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 18-أغسطس-2007

مشاهدات 18

نشر في العدد 1765

نشر في الصفحة 62

السبت 18-أغسطس-2007

 نهاية اليهود

كما جمعت أمريكا الشمالية مجرمي أوروبا والمغامرين الباحثين عن الذهب والثراء، يوم كانت أمريكا الشمالية ملكًا خالصًا للهنود الحمر تجمع إسرائيل اليوم على أرض فلسطين الأصناف ذاتها، إلا فئة قليلة من رؤوس الإجرام اليهودي هاجروا إليها عن عقيدة، وإن كانت عقيدة فاسدة محرفة. 

فأغلب من هاجروا إلى إسرائيل إما باحثون عن حياة أفضل وثراء أوسع أو منبوذون لا يجدون لأنفسهم -كيهود مكانًا- في المجتمعات المسيحية أو الوثنية، ناهيك عن المجتمعات الإسلامية التي لا تنفك بقايا اليهود فيها عن إشعال الفتن بها.

 وأيًا كانت نية من هاجر من يهود العالم إلى فلسطين فسنة الله مضت فيهم أن يتجمعوا في هذه الأرض لنهايتهم وحتفهم الأخير.

قال الله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا  إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ (الإسراء: 4-8) 

يقول الإمام ابن كثير: «إنه قضى الله إلى بني إسرائيل في الكتاب أي تقدم إليهم وأخبرهم في الكتاب الذي أنزله عليهم: أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويعلون علوًا كبيرًا، أي: يتجبرون ويطغون ويفجرون على الناس كما قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ﴾(الحجر: ٦٦)، أي: تقدمنا إليه وأخبرناه بذلك وأعلمناه به، وقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا﴾ (الإسراء: ٥) أي: أولى الإفسادتين بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾، أي: سلطنا عليكم جندًا من خلقنا أولي بأس شديد أي قوة وعدة وسلطة، ﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ ﴾، أي: تملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم أي بينها ووسطها، وانصرفوا ذاهبين وجانين، لا يخافون أحدًا،﴿وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾. 

وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلطين عليهم من هم؟ فعن ابن عباس: وقتادة أنه جالوت الجزري وجنوده، سلط عليهم أولًا، ثم أديلوا عليه بعد ذلك، وقتل داود جالوت، ولهذا قال: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾. (الإسراء: 6).

وعن سعيد بن جبير أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده. وعنه أيضًا وعن غيره انه بختنصر ملك بابل.

ثم قال تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ ﴾، أي: فعليها، كما قال تعالى: ﴿مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ﴾(فصلت: ٤٦)، وقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾ أي: المرة الآخرة، أي: إذا أفسدتم المرة الثانية وجاء أعداؤكم ﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾ أي: يهينوكم ﴿وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ﴾  أي: بيت المقدس: كما دخلوه أول مرة) أي: في التي جاسوا فيها خلال الديار ﴿وَلِيُتَبِّرُوا﴾ أي: يدمروا ويخربوا ﴿مَا عَلَوْا﴾ أي: ما ظهروا عليه وتتبيرا ﴿عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ ﴾ أي: يصرفهم عنكم ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ ﴾ أي متى عدتم إلى الإفساد ﴿عدنا﴾ أي: إلى الإدالة عليكم في الدنيا مع ما ندخره لكم في الآخرة من العذاب والنكال، ولهذا قال: ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ أي: مستقرًا ومحصرًا وسجنًا لا محيد لهم عنه. قال ابن عباس -رضي الله عنه- ﴿حصيرًا﴾ أي: سجنًا. وقال مجاهد: يحصرون فيها وكذا قال غيره. وقال الحسن فراش ومهاد.

وقال قتادة قد عاد بنو إسرائيل، فسلط الله عليهم هذا الحي، محمد ﷺ وأصحابه يأخذون منهم الجزية عن يد وهم صاغرون. (تفسير ابن كثير، المجلد الثالث ص ٣٣، ٣٤، ٣٥).

وقد مضت الإفسادتان ومضت سنة الله فيهم، وها نحن نرى سنة الله تأتيهم من قريب، لتصدق فيهم سنة الله من جديد ولتصدق نبوءة رسول الله ﷺ وبشارته بحتفهم الأخير، ولن يرجعوا عن فسادهم وإجرامهم وطغيانهم حتى تمضي فيهم سنة الله ونبوءة رسول الله ﷺ. 

عادل معروف- مصر

 

 دماء الفلسطينيين في رقبة انقلابيي فتح

لا شك أن الأحداث التي تكاد تعصف بالقضية الفلسطينية وخاصة بعد الذي حدث في غزة من مواجهات حماس وفتح تستدعي وقفة نطرح من خلالها عدة أسئلة صريحة.

أولًا: من وراء ما حدث في غزة؟ أولًا أمريكا وإسرائيل، وليس هذا من باب أننا تعلق أخطاءنا على هذه الأطراف، لكن دعونا نتساءل: من الذي جاء بأبي مازن وفرضه فرضًا على ياسر عرفات، بل وهمش خلاله دور عرفات؟ من الذي قاطع حكومة شرعية منتخبة من قبل شعبها؟ من الذي فرض الحصار بكل صوره على شعب، كل ذنبه أنه أراد أن يكون له حق تقرير مصيره وتحسين أوضاعه؟ ومن الذي قلب الدنيا ضد حماس ووزرائها في الداخل والخارج، بل واعتقل كل من يمت منهم لحماس بصلة؟ 

ومن الذي يمد يده بالسلاح لتأجيج الصراع بين الأطراف المتصارعة؟ اليست أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما الخونة؟!

 ثانيًا: من الذي يقود الأجهزة الأمنية في غزة، رغم أن الحماس الحق في إدارة البلاد؟ لكن لم يرق لدحلان وعباس أن يكونا يومًا تحت سلطة حماس، التي لا تعرف السرقة، ولا الكذب، ولا النهب ولا القتل ولا الخيانة فأعلنوا التذمر وسلبوا الصلاحيات من وزراء حماس، وأظهروا للعالم بخبثهم ومكرهم أن البلاد قد ضاعت منذ وصول حماس للسلطة.

 نعم.. لابد أن تضعف حماس لأنها حوصرت من الداخل والخارج فأصبحت حكومة مسلوبة الصلاحية ليس لها أي سيطرة على أرض الواقع.

ثالثًا: نحن ضد إراقة الدم، لكن من الذي دفع الأمور حتى وصلت إلى هذا الحد 19 وإن كان هناك أخطاء لحماس إلا أن تاريخها ونضالها سيظل شاهدا على صلابة وقوة الحركة... أسأل الله أن ينتقم من الظالمين والخائنين وأن يحقن دماء إخواننا في فلسطين.

محمد خورشيد- المدينة المنورة

 

 والله متم نوره ولو كره الكافرون

أهل الباطل اليوم يتكالبون ويجتمعون لضرب الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، فلم يتركوا وطنًا أمنًا ينعم بأدميته، ففي فلسطين حرب شرسة مدبرة لتغريب القضية الفلسطينية ووضعها في بوتقة الفوضى والهمجية وصبغها بصبغة غير إسلامية.

 وهذه الحرب القذرة ليس الهدف منها القضاء على حماس فحسب وإنما ضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض، 

ولا يغتر القلة من الساسة الفلسطينيين بالوعود الوردية والأحلام الزائفة من قبل الغرب بالوقوف بجانبهم ومساعدتهم، فسجلاتهم السوداء تشهد بغير ذلك، 

إن قدرات البشر محدودة ومتناهية امام قدرة الله سبحانه وتعالى، فأهل الباطل يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين والله متم نوره ولو كره الكافرون.

 إن هناك تحديات جسامًا تواجه الأمة المسلمة من قبل الغرب الماكر فهناك تحديات سياسية حيث لا يريدون حكومة شرعية لأي بلد مسلم، وهناك تحديات عسكرية حيث لا يريدون تقدمًا عسكريًا لأي دولة مسلمة وهناك تحديات اقتصادية حيث يلقون الفتات من الأقوات والأطعمة الفاسدة إلى دول الشرق.

وهناك تحديات ثقافية تتمثل في إغراق الشعوب المسلمة في الشهوات المحرمة، فهل المسلمون اليوم على قدر تلك التحديات؟

 أحمد عبد السلام- مصر

 

 الفقيه الحبر

كان ابن عباس -رضي الله عنهما- موسوعة ثقافية يبهر الألباب، حتى إن أحد أصحابه ومعاصريه وصف مجلس علمه فقال: لقد رأيت من ابن عباس مجلسًا لو أن جميع قريش فخرت، به لكان لها الفخر، رأيت الناس يجتمعون على بابه حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يستطيع المجيء أو الذهاب من شدة الزحام، 

فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: ضع لي وضوءًا، فتوضأ وجلس، وقال: اخرج إليهم فادع من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله، فخرجت فأذنتهم، فدخلوا حتى ملأوا البيت فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ثم قال لهم: إخوانكم.. فخرجوا ليفسحوا لغيرهم ثم قال لي: فاخرج فادع من يريد أن يسأل عن الحلال والحرام، وهكذا استمر في درسه، ثم دخل من يريد أن يسأل عن الفرائض ثم العربية والشعر.

 وهكذا كان ابن عباس يمتلك إلى جانب ذاكرته القوية ذكاء نافذًا، وفطنة بالغة.

 أبو حمزة الحسين موسى قاسم- الكويت

الرابط المختصر :