; هذا ما يريده الأمريكيون من «ترمب» في الشرق الأوسط | مجلة المجتمع

العنوان هذا ما يريده الأمريكيون من «ترمب» في الشرق الأوسط

الكاتب جمال خطاب

تاريخ النشر الجمعة 01-ديسمبر-2017

مشاهدات 20

نشر في العدد 2114

نشر في الصفحة 60

الجمعة 01-ديسمبر-2017

ترجمات

هذا ما يريده الأمريكيون

من «ترمب» في الشرق الأوسط

 

57% من الجمهوريين يؤيدون ميل «ترمب» لـ«إسرائيل» و70% من الديمقراطيين والمستقلين يؤيدون الحيادية

إنهاء النزاع السوري يفوق إنهاء الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني بين أولويات الجمهور الأمريكي

 

«ترمب» يفهم أن الحل الوسط ضروري لكن قاعدته تريده أن يكون منحازاً لجانب ضد الآخر

الحصول على صفقات تجارية لا يعتبر أولوية قصوى للأمريكيين في الشرق الأوسط

بيانات استقصائية تكشف أن الجمهور الأمريكي يعارض الكثير من إستراتيجيات الرئيس

بقلم: شبلي تلحمي(*)

ترجمة: جمال خطاب (*) المصدر مجلة «بوليتيكو»

(https://goo.gl/xT27Ws).

أستاذ كرسي أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند، وزميل غير مقيم في معهد بروكينجز، أحدث كتبه هو «العالم من خلال عيون عربية: الرأي العام العربي وإعادة تشكيل الشرق الأوسط». بينما يحاول الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» إحياء الدبلوماسية سعياً لإيجاد حل سلمي للنزاع «الإسرائيلي» الفلسطيني، ينقسم الرأي العام الأمريكي بخصوص ذلك الحل.

 

في استطلاع للرأي العام أجري عندما كان «ترمب» يزور الشرق الأوسط، وجدنا أن الأمريكيين منقسمون بالتساوي تقريباً حول ما إذا كانوا يريدون رؤية حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين للصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، وهل «ترمب» منصف في دبلوماسيته في الشرق الأوسط؟ وإذا لم يعد ممكناً حل الدولتين، فإن ثلثي الأمريكيين يفضلون «إسرائيل» ديمقراطية، يعيش فيها العرب واليهود متساوين تماماً، حتى لو كان هذا يعني أن «إسرائيل» سوف لن تبقى كدولة يهودية.

وكما هي الحال في جميع القضايا تقريباً اليوم، فإن الانقسام عميق في بعض جوانب الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني، ولكن ليس على الإطلاق، فمعظم الجمهوريين (57%) يريدون أن يميل «ترمب» نحو «إسرائيل»، وعلى النقيض يرى نحو 70% من الديمقراطيين والمستقلين أن على «ترمب» ألا يميل نحو أي من الجانبين، ولكن من اللافت للنظر أن أغلبية الجمهوريين والديمقراطيين (وكذلك المستقلين) يؤيدون الديمقراطية «الإسرائيلية» على يهوديتها إذا لم يعد حل الدولتين ممكناً.

أما بالنسبة للدول العربية، فإن الأمريكيين لديهم وجهة نظر أفضل تجاه الأردن؛ حيث يعطونه 64%، مقابل 55% لمصر، و47% للمملكة العربية السعودية، وبالمقارنة يرى 72% من الأمريكيين أن «إسرائيل» هي الأفضل، ويذكر أن المملكة العربية السعودية مدرجة كأفضل حليف للولايات المتحدة بين الدول العربية، وحصلت على نسبة 35% (من المحتمل أن تكون النسبة متأثرة بزيارة «ترمب» للمملكة أثناء الاستبيان)، يليها الأردن (20%)، ومصر والإمارات العربية المتحدة متساويتان (11% لكل منهما).

ولا يزال الأمريكيون يرون أن قتال «الدولة الإسلامية» (داعش) هو القضية الرئيسة التي تواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ورداً على سؤال لاختيار أهم مسألتين تواجههما الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، اختار 74% قتال «داعش»، و48% اختاروا إنهاء النزاع السوري، و24% اختاروا تحقيق السلام «الإسرائيلي» الفلسطيني، و23% اختاروا تحديد طريقة لبناء ائتلاف لمواجهة إيران، و18% اختاروا تأمين الحصول على صفقات تجارية مواتية، و6% فقط هم الذين يريدون تحديد طريقة لإنهاء الصراع في اليمن.

 

القضية السورية

ويلاحظ أن إنهاء النزاع السوري يفوق إنهاء الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني بين أولويات الجمهور الأمريكي، ربما لأنهم يرونه مرتبطاً مباشرة بأولويتهم العليا في هزيمة «داعش».

وبعد خمسة أسابيع من الضربة الأمريكية لقاعدة تابعة للقوات الجوية السورية رداً على الأدلة التي تفيد بأن «الأسد» استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه، فإن الأمريكيين يرون أن هناك تغيراً طفيفاً في النزاع السوري؛ عموماً قال 72%: إنه لم يحدث أي تغيير، بما في ذلك 64% من الجمهوريين، و77% من الديمقراطيين، و79% من المستقلين، وقال 15% فقط: إنها تغيرت إلى الأفضل، منهم 28% من الجمهوريين، و5% من الديمقراطيين، و7% من المستقلين، وبالعكس، قال 12%: إن الضربات الأمريكية غيرت الصراع السوري إلى الأسوأ، منهم 6% من الجمهوريين، و17% من الديمقراطيين، و11% من المستقلين.

 

قضايا الداخل

من هذا يتضح أن «ترمب» يواجه عقبات دبلوماسية هائلة في السعي لتحقيق السلام الفلسطيني «الإسرائيلي»؛ فكثيرون في الحكومة «الإسرائيلية» يعارضون علناً حل الدولتين أو إنهاء المستوطنات في الضفة الغربية، ولا يزال الفلسطينيون منقسمين بشدة، والعالم العربي مشغول بنضالاته الداخلية، وكذلك تحديات احتواء نفوذ إيران ومواجهة «داعش» و«القاعدة»، بيد أن الاستطلاع يظهر أيضاً أن هناك قضايا يتعين على «ترمب» مواجهتها في الداخل ليتمكن من تحقيق النجاح؛ وهي:

أولاً: في الوقت الذي يعتقد الأمريكيون أن السلام «الإسرائيلي» الفلسطيني مهم، يرون مواجهة «داعش» ومعالجة الصراع السوري لها أولويات أعلى، ولبذل الطاقة التي سيحتاجها للتوسط في السلام في الشرق الأوسط، يحتاج الرئيس إلى إقناع الأمريكيين بأن القضية تستحق وقته واهتمامه، وقد بدأ ذلك من خلال الحجج التي دفع بها في بيت لحم بأن السلام الفلسطيني «الإسرائيلي» سيحقق السلام الأوسع في الشرق الأوسط، ويساعد على هزيمة «داعش»، ولكن الجمهور الأمريكي متشكك، وكذلك حلفاء للرئيس مثل رئيس الوزراء «الإسرائيلي» «بنيامين نتنياهو»، الذي يعتقد أنه لا توجد مثل هذه الصلة الإستراتيجية.

ثانياً: إن الانقسام الحزبي الأمريكي يشكل تحدياً لـ«ترمب»؛ ففي حين أن 60% من الأمريكيين عموماً يريدون «ترمب» أن يكون عادلاً في دبلوماسيته، فإن قاعدة «ترمب» (57% من الجمهوريين، و61% من ناخبي «ترمب»، و62% من مشاهدي «فوكس نيوز»، و65% من الجمهوريين الإنجيليين) يريدون منه أن ينحاز لـ«إسرائيل».

وفي استطلاعات الرأي السابقة، يقول الجمهوريون أيضاً: إنهم معجبون برئيس وزراء «إسرائيل» أكثر من أي زعيم وطني أو عالمي آخر غير «ترمب» نفسه، ويقول «ترمب» نفسه: إنه يفهم أن الحل الوسط سيكون ضرورياً، ولكن القاعدة التي يحتاجها تريده أن يكون منحازاً لجانب ضد الآخر؛ مما يوحي بأنهم يختلفون مع الرئيس في هذه النتيجة.

ثالثاً: الكثير من تركيز «ترمب» على إيران أثناء زيارته للسعودية و«إسرائيل»، وفي الوقت الذي تعتقد هاتان الدولتان أن إيران هي أولويتهما الإستراتيجية العليا، لا يصنف الجمهور الأمريكي إيران على رأس أولوياته، وهذا بالطبع يمكن أن يتغير لو ركز «ترمب» على إيران، لكن الأمريكيين في الوقت الراهن قد يتلقون إشارات متناقضة، وهم يرتبون «داعش» كأولوية أعلى من إيران، وفي سورية، يرون إيران هي عدو «داعش»، لكن حلفاء «ترمب» في السعودية و«إسرائيل»، وليس الجمهور الأمريكي، يصنفون إيران كأولوية أعلى من «داعش»، وهي رسالة يبدو أن «ترمب» يحتضنها في خطاباته في الشرق الأوسط.

رابعاً: في حين أيدت أغلبية طفيفة من الأمريكيين الضربات على سورية (بما في ذلك الأغلبية الساحقة من الجمهوريين)، وبعد أسابيع قليلة، لا يرى الجمهور الأمريكي نتائج في قضية يرى أنها تحتل مرتبة عالية في أولوياته، هل سيعود هذا  ليطارد «ترمب»؟

وأخيراً: من اللافت للنظر أن الحصول على صفقات تجارية مواتية لا يعتبر أولوية قصوى للأمريكيين في الشرق الأوسط، وإذا كان «ترمب» قد شدد في الرياض على 100 مليار دولار كصفقات تجارية مع السعوديين، وتحدث عن خلق الوظائف - وهو محور رسالته - إلا أن الأمريكيين يرتبون القضايا المطروحة هنا هكذا: «داعش» ثم سورية و«إسرائيل» وفلسطين وإيران كأولويات أعلى.

جدير بالذكر أن منهجية الدراسة كانت دراسة استقصائية للبالغين في الولايات المتحدة، أجراها مركز استطلاعات القضايا الحرجة بجامعة ميريلاند من خلال استطلاع للرأي قام به «نيلسن سكاربورو» من 19 - 22 مايو، مع عينة وطنية تتكون من 2616 مستطلعاً، وهامش خطأ زائد أو ناقص 2.1%.

الرابط المختصر :