العنوان هذه المنظمات والتجمعات المشبوهة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يوليو-1997
مشاهدات 13
نشر في العدد 1256
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 01-يوليو-1997
يدرك الصهاينة منذ القدم كره العالم لهم، ومقته لمخططاتهم وتوجهاتهم التي تسعى لتخريب العالم وبسط سيطرة اليهود عليه، ولذلك فقد اتخذت الصهيونية لنفسها أشكالا مختلفة، وتخفت في مؤسسات ومنظمات لها ظاهر خادع تدعي خدمة الإنسانية وهي في الحقيقة لا تخدم إلا الصهيونية. ومن بين المنظمات التي انكشفت علاقتها بالصهيونية الماسونية التي تغلغلت في عدد من بلاد العالم وفي المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وأصبح لها ذيول واتباع ومنظمات وهيئات تشعبت أسماؤها، وتعددت مسمياتها، وكثرت تخصصاتها..... منها ما هو للرجال، ومنها ما هو للنساء، وهي في مجملها ليس لها من هدف سوى فصل الشعوب الإسلامية عن الدين والعقيدة والقيم، وربطها بقوى وأجهزة خارجية، ومحاربة بذور الخير والنماء في مجتمعاتنا، وتسليط الأقلام والألسنة للهجوم على كل عمل فيه نفع للناس، فهذا هو هدفهم، وإن بدا للسذج والمغفلين أنهم يقومون ببعض أعمال النفع العام، أو تشدقوا بانهم يحاولون بناء الإنسان الحر المستقل، حسب زعمهم. وقد نشر عدد من الصحف مؤخرا فحوى رسالة وجهها المجلس الأعلى الفرنسي التابع للمحفل الماسوني الاسكتلندي في 4 فبراير الماضي إلى رئيس المحفل الماسوني الكبير في تركيا، فماذا تقول الرسالة تقول إن الحكومة التي يتزعمها حزب الرفاه قد أساعت إلى اتحادنا الأخوي، وأنها أحنت رأسها إلى ضغوط المتدينين الرجعيين وعليه فإنه يجب إسقاط هذه الحكومة، وتقترح الرسالة لتحقيق هذا الهدف التنسيق مع «الإخوة» العاملين في الصحافة والمؤسسات المعنية وأخذ عدة تدابير ضرورية أخرى للضغط على الرفاه وإجباره على ترك السلطة، والعمل على إيجاد ظرف سياسي يزعزع ثقة الناخبين ويضعف كل توجه صوب حزب الرفاه.
وهكذا تكشف الرسالة موقف الماسونية من حكومة أريكان ومن كل عمل إصلاحي، كما تكشف تغلغل تلك الدعوات الهدامة في مختلف الأوساط وزرع عملائها في الأماكن ذات الثقل والحساسية واجهزة الإعلام، وقد امتثل هؤلاء العملاء لتعليمات الماسونية وشنوا حربًا شعواء على حكومة أربكان محاولين محو كل إنجاز حققته، وإلصاق كل نقيصة بها، وتنفير الناس منها وإظهارها سببًا لكل مشكلة. وقد يشكك البعض في مثل هذه الأخبار بزعم أننا مصابون بعقدة الشعور الدائم بالمؤامرة الخارجية ونقول إن المؤمن كيس فطن، وقد كان عمر بن الخطاب « رضي الله عنه »، يقول: لست بالخب ولكن الخب لا يخدعني. إن المؤامرات تحاك حول المسلمين من كل جانب لإضعافهم وتفتيت وحدتهم والتشكيك في معتقداتهم. ومن واجبهم أن يقفوا بحزم ضد تلك المؤامرات وتلك المنظمات.
ومن الأساليب الجديدة لخدمة الصهيونية المنظمات العديدة التي انتشرت في أوروبا وأمريكا وينضم إليها كل طامح في الوصول إلى السلطة والنفوذ والتي يتاح لها بحكم مكانة المنتمين إليها أن تشارك في صنع القرارات السياسية الخطيرة على مستوى العالم، ومن بين هذه المنظمات التي رسخت موقعها ونفوذها على مستوى دولي مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ومجلس الكنائس العالمي، ومجلس الكنائس الأمريكي ومنظمة بيلدر برجرز التي عقدت اجتماعا سريا في ولاية جورجيا الأمريكية قبل أسبوعين حضرته ١٢٠ شخصيةبارزة وعن هذه المنظمة الأخيرة تساطت الصحف عن سر اجتماع شخصيات مثل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي اليهودي الأسبق، وملكة هولندا التي تعد بلادها معقلاً من معاقل اليهود، وديفيد روكفلر رجل المال اليهودي المعروف ولويس جيرستنر رئيس شركة أي بي إم للكمبيوتر، وكولين باول رئيس الأركان الأمريكي السابق، فضلاً عن محافظين لبنوك مركزية وصحافيين وغيرهم، ولكن أحدا لم يقدم الجواب أو يتعرض لمثل هذه المنظمات. ونحن نتسائل بدورنا إذا كان اجتماع هؤلاء لخدمة البشرية ونفعها، فلماذا يتم اجتماعهم في سرية مطلقة وخلف أبواب مغلقة تحت الحراسة؟
لقد عرفت هذه المنظمة لأول مرة إثر اكتشاف أحد لقاءاتها السرية في فندق بيلدربرج في هولندا عام ١٩٥٤م، ومنذ ذلك التاريخ دخلها عدد كبير من كبار السياسيين في العالم، والحديث يطول عن أولئك الذين بزغ نجمهم في سماء السياسة الدولية بعد التحاقهم بها، ومنهم الرئيس الأمريكي الحالي الذي شارك في اجتماعاتها عام ۱۹۹۱م، وبعدها أصبح رئيساً للولايات المتحدة، وخدم الصهيونية كما لم يخدمها ابناؤها المخلصون.
إن الواجب يقتضي من أبناء الأمة الإسلامية الحذر من أمثال تلك المنظمات والتجمعات المشبوهة والتي تحاول إغراق مجتمعاتنا وإفسادها، ومن تورط في الانخداع بمثل هذه المنظمات والتجمعات عليه أن يسرع بالانسحاب منها، كما يقتضي الواجب من الحكومات أن تقف بالمرصاد لتلك الأنشطة وتمنع تغلغلها في بلادنا حفاظا على ديننا وقيمنا وأخلاقنا، لا سيما بعد أن تكشفت حقيقة تلك المنظمات واهدافها وأغراضها ووقوفها إلى جانب أعداء الإسلام... أعداء الإنسانية..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
