العنوان هل أنتم «وكلاء» اليهود في محاربة.. «الفلسطينيين»؟!
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
مشاهدات 15
نشر في العدد 277
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 02-ديسمبر-1975
ظهر في الفترة الأخيرة- ومن الغريب أنها الفترة التي تلت حرب أكتوبر- ظهر نوع من الناس يمكن أن يوصفوا بأنهم «وكلاء» اليهود في محاربة الفلسطينيين.
فهم- حقيقة- يقومون بدور «الوكيل» عن اليهود في مواقفهم وآرائهم واتجاهاتهم
في لبنان. أخذ حزب الكتائب- في البداية ثم تبعه الشمعونيون والفرنجيون وحراس الأرز والكنيسة المارونية- أخذ دور الوكالة عن اليهود في محاولة تصفية الوجود الفلسطيني في لبنان.
في مصر.. قام بهذا الدور الإجرامي جمعية «أحباء اليهود» ومن أعضائها- مثلًا- الشيوعي محمد سيد أحمد صاحب کتاب- بعد أن تسكت المدافع- وهو شخص تربى في حزب شيوعي مصري أنشأه اليهود وقادوه تمويلًا وإدارة وتوجيهًا.
وقد ألف كتابه هذا- لتأصيل- الاحتلال الصهيوني لفلسطين- فكريًّا وحضاريًّا.
ومن أخبث أفكار الكتاب الإشارات المتعددة إلى- خطورة- وجود العنصر الفلسطيني. خاصة في الدول البترولية.
صحيح أنه أراد ينسب هذه الأفكار إلى مراصد الاستخبارات الأمريكية. بيد أن كتابه كله يخدم هذا الاتجاه ويعمقه.
• ومن أعضاء جمعية- أحباء اليهود- أو- وكلاء- اليهود في محاربة الفلسطينيين- كمثل آخر- إحسان عبد القدوس رئيس مجلس إدارة جريدة- الأهرام-.
ففي- أهرام- الجمعة 28-11- ١٩٧٥ كتب إحسان عبد القدوس مقالًا همجيًّا ظالمًا حاقدًا ضد الفلسطينيين.. نعم ضد الفلسطينيين كشعب هكذا بالإطلاق والتعميم.
في هذا المقال حرض الكاتب دولًا عربية على اعتبار الفلسطينيين عنصرًا خطرًا في بلادها.
وهذا جزء من نص مقال:- إن الأحداث التي شهدها لبنان جعلت من الوجود الفلسطيني أداة تهديد لا في داخل لبنان وحده بل في كل بلد عربي كما بدأت دول عربية كثيرة تحسب حسابها بالنسبة للوجود الفلسطيني في أراضيها-
ونحن لا نشك أن زعماء الصهيونية في العالم، قد رفعوا سماعات تلفوناتهم ليهنئ بعضهم بعضًا بكلام إحسان عبد القدوس.
فهذا الكلام لو لم يكتب في جريدة الأهرام الصادرة من القاهرة وبتوقيع إحسان عبد القدوس لنسبه الناس- بداهة- إلى غلاة الصهيونية العالمية. موسی دیان. وجولدا مائير. وشمعون بيريز وإسحاق رابين. ومناحم بيجن. إلخ.
وكان هذا الكاتب قد ألف قصـة تدور فصولها حول محور واحد هو: حب إلى درجة الجنون ربط بين شاب عربي وفتاة يهودية. كتب هذه القصة بعد حـرب أكتوبر وفي مناخ- الصلح مع اليهود- وهي قصة ذات بعد سياسي- كما قال كاتبها- والبعد السياسي هنا هو: تحطيم الجسور الاجتماعية والنفسية بين العرب واليهود.
وكان قد حكى ذكرياته عن علاقاته بفتاة يهودية نشأت معه منذ الصغر ولقيها- مصادفة!!. في رحلة من رحلاته إلى الخارج مؤخرًا
جوهر القضية
ونحن بطبيعة موقفنا العقائدي الإسلامي لا يعجبنا الخط السياسي العام لمنظمـة التحرير الفلسطينية. ولا نوافق عليه. ومعنا أسبابنا وحججنا .
•إن الصراع مع اليهود- في تصورنا الإسلامي- صراع عقائدي ديني من الدرجة الأولى. فاحتلال فلسطين تم على أساس ديني. ونسيج الكيان الصهيوني كله. من التربية العقائدية إلى اللغـة العبرية إلى البحث عن الهيكل. إلى تهويد القدس. إلى نفوذ الحاخامات في التشريع والجيش. هذا النسيج كله تؤلف بين خيوطه تعاليم التوراة والتلمود.
ومواجهة هذا الصراع بجدية لا يمكن أن تكون سليمة إلا بدفع العقيدة الإسلامية في المعركة. ثم إن التصور الإسلامي يربط غايات الجهاد بمعاني دينية لا يصح الجهاد بدون اصطحابها.
•ان الإسراف في الكفاح السياسي خطأ موضوعي وتاريخي. ففلسطين لن تتحرر إلا بالكفاح الدامي.
ودور الكفاح السياسي ينبغي أن ينحصر في استثمار نتائج الجهاد المسلح.
• إنه ينبغي أن تستقل المنظمة تمامًا عن الأنظمة العربية- يمينية ويسارية- وأن تستقل تمامًا عن المحاور العالمية.
لكن ملاحظاتنا هذه على الخط السياسي لمنظمة التحرير تدور في نطاق النقد السياسي البناء للمسيرة العامة. أما القضية الجوهرية- فلسطين الأرض والشعب- فيجب أن تبتعد عن مجال المساومة والمناورة.
إننا مع قضية فلسطين بثبات ودوام. لأننا مع المظلوم ضد الظالم. ومع الحق ضد الباطل. ومع الإسلام والقرآن ضد اليهودية العنصرية. والتوراة المحرفة هذه قضية مبدئية.
وفي ضوء ذلك ندين إحسان عبد القدوس والاتجاه الذي يمثله ونتهمه- ونتهم الاتجاه الذي يمثله- بأنه ينوب عن اليهود في محاربة الشعب الفلسطيني.
نتهمه وندعو كل أولياء الإسلام إلى تبني هذا الاتهام. فقضية فلسطين أكبر وأعظم من أن تناقش بعقلية من كتب روايات- الوسادة الخالية- والبنات والصف. و. و.
• إن الشعب الفلسطيني ليس خطرًا. إنما الخطر الحقيقي والفعلي هم الذين يعينون اليهود على ظلم الفلسطينيين والاستمرار في ظلمهم؛ الخطر.. هم الذين يقفون مع القاتل الإثم ضد المقتول المظلوم.
الخطر.. هم الذين يرون في المشردين في الخيام كارثة، ولا يرون في المؤسسة العسكرية الصهيونية بمقاتليها وطائراتها وصواريخها ومدرعاتها وأحقادها إلا السلام والأمن والوداعة!!
الخطر.. هم الذين يحاولون إشعال نيران الفتنة بين الفلسطينيين وبين دول عربية. ثم يدعون بأنهم من دعاة الاستقرار ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ (التوبة: 49).
إن القضية واضحة جدًّا
شعب احتلت أرضه وشرد من وطنه، ومن حقه أن يكافح من أجل الحصول على حقوقه.
فإذا اصطدم هذا الكفاح مع اتجاهات ذليلة يزعجها أن يسترد الناس أوطانهم وحرياتهم فالحل ليس ترك الكفاح وإنما التوبة من ردة الصداقة مع اليهود.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل