; هندسة التأثير .. عقيدة الولاء والبراء | مجلة المجتمع

العنوان هندسة التأثير .. عقيدة الولاء والبراء

الكاتب د. علي الحمادي

تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007

مشاهدات 14

نشر في العدد 1759

نشر في الصفحة 56

السبت 07-يوليو-2007

إن من الأصول الرئيسة التي جاء بها الإسلام، وأكد عليها القرآن.. أصل الولاء والبراء.

الولاء هو المحبة والنصرة، ولا تكون إلا لله ولرسوله وللمؤمنين. أما البراء فهو ضد الولاء، ويكون من غير المسلمين بجميع ألوانهم وأشكالهم، من يهود ونصارى وهندوس ومجوس وعبدة أصنام وطواغيت وعلمانيين. يقول الله تعالي: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ  وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (المائدة: 55-56).

ويقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ  أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:71).

ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (الممتحنة:13).

ويقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (المائدة:56 ) أي من يتخذ الله ولياً له، ويجعل النبي والمؤمنين سنداً وعونا له، يكن من حزب الله، وحزب الله هم الغالبون دوما.

وفي الآية تعريض بأن من والى اليهود والنصارى، فهو من حزب الشيطان، لا من حزب الرحمن، ثم جاء التحذير من موالاة أعداء الله كلهم ) من اليهود والنصارى والمنافقين، والمشركين)، فقال سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ  وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (المائدة:57)؛ أي لا تصادقوا يا معشر المؤمنين أعداء الله من اليهود والنصارى، أهل الكتاب المحرف، ومن الكفار عبدة الأوثان، والمنافقين الذين يسخرون ويهزؤون من دينكم، فإن هؤلاء جميعهم لكم أعداء، وخافوا ربكم وعذابه إن كنتم حقاً مؤمنين ([2]).

إن كثيرا من المسلمين لا يفقهون هذا الأصل الأصيل في ديننا، إذ تجد أحدهم يشن حربا ضروساً على إخوانه المسلمين ولسانه جارحا لكل مسلم ملتزم بدينه وقلبه غائضاً عليهم، في حين تجده حملا وديعاً، الابتسامة قد مزقت وجنتيه، ويكاد يطير فرحاً إذا وجد صليبياً أو هندوسياً أو علمانياً أو عدواً من أعداء الله تعالى. 

إن موالاتك للمؤمنين تعني أن تحبهم وتذود عن حياضهم، وتكف الأذى عنهم وتنصرهم على أعدائهم، وإذا وجدت منهم زللا فينبغي أن تنصحهم بالحسنى، فلا تفضحهم، ولا تجرحهم، ولا تعين الشيطان عليهم، ولا تمكن أعداءهم ليصطادوا في الماء العكر.

كما لا يكون همك أن تشوه سمعتهم أمام العالمين لتعلو على حساب أعراضهم، إذ ليس ذلك من شيم العدو الشهم، فضلا عن أن يكون ذلك من أخلاق الولي المحب.

 إن المؤمن الصادق يأبى أن يعيش مع التهم والشبهات والأباطيل مثيراً لها أو داعماً إياها أو مصدقًا لأكثرها ، تجاه إخوانه المسلمين، والذي يدعوه إلى مثل ذلك الإباء هو دينه وتقواه لربه وموالاته لمن أمر الله ورسوله أن يواليهم.

هذا الأصل هو مما علمه المؤمنون المصلحون بالضرورة، فهو لا يحتاج إلى كثير للفلسفة، إذ تدركه الفطرة السليمة المؤمنة .

 وأخيرا، ونحن نواجه اليوم عداوة ضروس وحرباً لا هوادة فيها من قبل أمريكا والصهاينة اليهود، لا بد لنا أن نكون يد واحدة وأن نذب عن إخواننا في فلسطين والعراق وأن نعلن بوضوح موالاتنا لهم وبراءتنا من أعدائهم حتى يفتح الله لنا ولهم وهو خير الفاتحين.

([1]) المشرف العام على موقع إسلام تايم الإلكتروني

([2]) الشيخ محمد علي الصابوني، التفسير الواضع الميسر، ص ٢٦٧

الرابط المختصر :