; واقع المسلمين بالأرقام في لبنان | مجلة المجتمع

العنوان واقع المسلمين بالأرقام في لبنان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 29-يناير-1974

مشاهدات 20

نشر في العدد 185

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 29-يناير-1974

• السنيون لهم نصيب «المسكين» في المساجد

منذ أن أعلن المندوب السامي الفرنسي الجنرال كاترو استقلال لبنان عن سوريا الإسلامية نهائيًّا وأصبحت دولة ذات سيادة عام ١٩٤١، لم يجر سوى إحصاء واحد تم تحت الرقابة الفرنسية في العام الذي أعلن فيه الاستقلال السياسي الكامل، عام ١٩٤٦. في هذا الإحصاء أعلنت نسبة المسلمين ٥٧% من مجموع السكان الكلي. ومع وضوح الهدف الفرنسي في إنشاء دولة ذات أغلبية مسيحية في المنطقة، فإن الشكوك التي صاحبت إعلان هذه النسبة المنخفضة للمسلمين لم تعد مجرد شكوك الآن بعد أن رفع عامل الزمن نسبة المسلمين بمعدل أكبر من ازدياد نسبة الطوائف الأخرى.

وقد نشرت دار «النهار» وهي مؤسسة مسيحية إحصائية عن عدد دور العبادة عند كل طائفة لبنانية وعدد «رجال الدين» العاملين في هذه الطوائف. من هذه الإحصائية يتضح أن عدد مساجد المسلمين بلغ ۱۲۰۰ مسجدًا في حين استعصى تعداد الكنائس المارونية «فقط» في جميع لبنان وبلغ عددها في بيروت وحدها ١٥٧ كنيسة وبلغ عدد الأديرة المارونية ۲۰٤ تضم ۱۲۰۰ كاهنًا بالإضافة إلى عدد كبير من الرهبان. أما الكاثوليك فلهم ٣٧ ديرًا و١٥ كنيسة.. الأرثوذكس تملك إبرشية جبل لبنان «بمفردها» ۸۰ كنيسة و۸ أديرة.

قد يكون للعامل الخارجي أثره في هذه الوضعية التي يعاني فيها المسلمون.. لكن مهما كان هذا الأثر فإن سلبية المسلمين تشكل العامل الرئيسي في هذا الواقع.. إننا نورد النموذج اللبناني كمثال لنشرح واقع المسلمين في كل مكان حتى في مناطق الأغلبيات الإسلامية.. كما هو الحال في أفريقيا وبعض أجزاء آسيا.

ولعله من المفيد أن نلفت النظر إلى تعليق «النهار»: «إنه لم تطرأ على المسلمين في لبنان. . ... تغييرات جذرية تستحق الذكر من زاوية الأوضاع الدينية...»

الموارنة

فبالنسبة إلى الطائفة المارونية هناك ٢٠٤ أديرة منتشرة في شتى أنحاء الجبل تضم ۱۲۰۰ كاهن، بالإضافة إلى عدد كبير من الرهبان. وتقسم الرهبنات المارونية إلى: رهبانية مريمية، رهبانية إنطونية، رهبانية لبنانية مارونية، الجمعية الكريمية، وإخوة يسوع الصغار.

وللطائفة المارونية في بيروت وحدها ١٥٧ كنيسة. وقد تميز الموارنة عن بقية الطوائف بصفة التنسك، فكانت الأديرة في وقت من الأوقات مكانًا للمتنسكين والزهاد، ولكن في القرن السادس بعد المسيح، كما يقول المطران ميخائيل ضوميط، «لم تعد الأديرة صوامع للتوحد فحسب، بل أصبحت مراكز إشعاع. فالرهبان يطوفون القرى غيرة على النفوس».

ويضيف: «إذا كانت الحياة النسكية لم تمت في الطائفة، فميزة العصر الحديث كانت تنظيم التنسك وتوجيهه إلى العمل. حتى القرن السابع عشر كانوا يعيشون أفرادًا أو جماعات صغيرة منفصلة ومستقلة بعضها عن بعض، لكن في أواخر القرن قامت نهضة كانت ثمرتها الرهنيات القائمة اليوم».

ماذا طرأ من تغييرات على الكنيسة المارونية في العشرين سنة الماضية؟

في الواقع لم تحدث تغييرات جذرية، وجل ما يذكر هو اشتراك الكنيسة المارونية في المجمع الفاتيكاني الثاني والجهود التي تبذل في النطاق الديني لأجل تطوير بعض الطقسيات، وما الحركة الأخيرة التي تجسدت باجتماع دير يسوع الملك إلا «همدرة» تجيش في صدور الكثيرين من أبناء الكنيسة المارونية لأجل التطوير والتجدد والإصلاح. وحتى الآن يمكننا القول إن حصيلة الأرباح من المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنيسة المارونية هي الانفتاح الأكبر على بقية الطوائف، مسيحية أو غير مسيحية، والكسب الاجتماعي هو روح الفقر الاختياري الذي بدأ يسود أكثر فأكثر في الكنيسة.

ومن مظاهر التطور الأخيرة في الكنيسة المارونية إدخال الآلات الموسيقية الحديثة على القداس.

الشيعة

للطائفة الشيعية في كل أنحاء لبنان زهاء ۱۰۰۰ جامع، و۹۰ عالمًا و١٦٠ طالبًا يتلقون العلوم الدينية في لبنان والعراق والأردن.

وتتميز الطائفة الشيعية بالانفتاح على الطوائف الأخرى والحوار البناء الذي تتوسله من أجل توفير الانسجام بين مختلف الطوائف ولا سيما بعد تسلم الإمام الصدر رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

السنة

للطائفة الإسلامية السنية نحو ٢٠٠ مسجد وتضم بيروت أكبر نسبة منها «٣٦ مسجدًا»، تليها طرابلس «٣٥ مسجدًا» وتجدر الإشارة إلى أنه ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة بناء المساجد، ويغلب على المساجد الحديثة بناء خلية اجتماعية في جوارها. وفي المحافظات اللبنانية الآن ست خلايا. ويبلغ عدد رجال الدين السنة نحو ٢٤٥ تجمعهم رابطة تسمى «رابطة علماء لبنان» رئيسها مفتي الجمهورية.

وربما لم تطرأ على المسلمين في لبنان شيعة كانوا أو سنة، تغييرات جذرية تستحق الذكر من زاوية الأوضاع الدينية الصرفة، الا فيما يتعلق ببعض التعديلات على المرسوم الاشتراعي الرقم ۱۸ الذي تنظم بموجبه الشؤون الدينية من خلال المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ودوائر الأوقاف.

الأرثوذكس

ليس هناك من إحصاءات مجموعة لعدد الأديرة والكنائس ورجال الدين عند الروم الأرثوذكس. فكل أبرشية لها إحصاءاتها الخاصة. فأبرشية جبل لبنان مثلًا تضم ٨ أديرة، و۸۰ كنيسة، و٤٧ كاهنًا. ويعتبر معهد القديس يوحنا الدمشقي في دير البلمند المركز الوحيد لتخريج الكهنة، وقد خرج في السنوات الثلاث الأخيرة نحو ٣٠ كاهنًا.

الكاثوليك

للروم الكاثوليك ٣٧ ديرًا، و١٥ كنيسة و١٧٤ كاهنًا، و٤٥٢ راهبًا، و٤ رهبانيات هي: الرهبانية المخلصية، الرهبانية الشويرية، الرهبانية الباسيلية، والرهبانية الحلبية. دير المخلص وحده يضم ٩٠ كاهنًا.

التغييرات التي طرأت في العشرين سنة الماضية على الكنيسة الكاثوليكية نابعة من المجمع الفاتيكاني الثاني وتتناول الانفتاح على بقية الكنائس المسيحية والحوار والتعاون معها، بالإضافة إلى الانفتاح على بقية الديانات والحوار والتعاون معها، والانفتاح على عالم اليوم، والتحرر من بعض قيود التقاليد الكنسية الكثيرة، إلى حد أن البعض أطلق على المطران غريغوار حداد، مطران أبرشية بيروت للروم الكاثوليك، لقب «المطران الثائر».

أما بالنسبة إلى الطوائف الصغيرة فليس لها ما يميزها عن الطوائف الكبرى إذ إن لها أديرتها ومعابدها ومساجدها ورجال دينها.

الرابط المختصر :