; وثيقة خطيرة.. لم يلتفت إليها أحد | مجلة المجتمع

العنوان وثيقة خطيرة.. لم يلتفت إليها أحد

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر الثلاثاء 11-أبريل-2000

مشاهدات 30

نشر في العدد 1395

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 11-أبريل-2000

أعدت لجنة هارت - رودمان - وهي لجنة استشارية فيدرالية أمريكية - دراسة مهمة عن كيفية استعداد الولايات المتحدة للتعامل مع التحديات التي تواجه أمنها القومي في الكون خلال الربع الأول من القرن الجديد، وقد الحقت اللجنة بهذه الدراسة تقريرًا خاصًا بالمنطقة العربية وما حولها من دول عربية حتى الهند، وأطلقت على الجميع اسم الشرق الأدنى الكبير. 

الدراسة خطيرة ومع ذلك لم يلتفت إليها من الإعلام العربي - حسب متابعاتي - سوى جريدة السياسة الكويتية التي نشرت مقتطفات مطولة منها في عددها الصادر يوم الأحد ٢ أبريل الجاري.

والذي يتوقف أمام محاور هذه الدراسة يكتشف للوهلة الأولى:

  •  مدى الارتياب الأمريكي من المنطقة العربية، وما يمكن أن يجرى فيها من تغيرات مفاجئة ضد المصالح الأمريكية.

  •  للمرة الأولى تعلن جهة أمريكية رسمية العداء للإسلام ذاته، وتؤكد خطورته على ما تروجه الولايات المتحدة من بروتوكولات العولمة.

فالمنطقة العربية تمثل لدى الإدارة الأمريكية أكبر مستودع للطاقة فيالعالم.. وهي ساحة نزاع بين قوى طموحة عدة.. وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي تتجه الولايات المتحدة إليها لتوسيع نطاق انتشارها العسكري. وذلك منذ نهاية الحرب الباردة.. ولم تر الدراسة في الشرق الأدنى كله بما فيه المنطقة العربية دولة تؤمن بالديمقراطية وتطبقها.. باستثناء «إسرائيل» والهند وتركيا، وتؤكد في الوقت نفسه تخوفها من حدوث تغيرات مفاجئة تحدث تحولات جذرية في معظم هذه الدول يمكن أن تشهد ظهور الحركات الأصولية وسط الإحباط الاقتصادي وفشل الأحزاب العلمانية في طرح زعامة سياسية.. ومن السهل أن تفرز نظمًا مناهضة للمصالح الأمريكية.. إن أمريكا لا تتردد في إعلان تخوفها من حظر بترولي، الأمر الذي يعد ضربة قاضية للنظام الاقتصادي. 

في مجال النظر إلى «الإسلام» ذاته - وليس الإسلاميين - تعتبر الإسلام العقبة الكبرى أمام انتشار العولمة وتنبه إلى قدرته الاجتماعية على امتصاص العولمة: لا توجد وسيلة مقبولة خارج نطاق الإسلام قادرة على إحداث عملية التوافق الاجتماعي للتغيرات الجذرية التي تشهدها الدول.. وإن العلمانية التي ارتبطت في الغرب بحركة التنوير والإصلاح لا يوجد لها صدى في تلك البلدان.. مجتمعات الشرق الأدنى المتمسكة بالقيم الدينية نتجه إلى التوفيق بين الدين والعلم.. ولا يخفى على أحد تأثير التعليم ووسائل الاتصالات الواسعة التي ساعدت على وصول هذه التأثيرات إلى المستويات كافة ..

وهكذا تبدو مواضع القلق في المنطقة الإسلامية لدى الإدارة الأمريكيةواضحة في ثلاثة مواضع بالوثيقة

الإسلام.. البترول.. التغيير المفاجئ.

ولذلك لم تجد بدأ من تعزيز التواجد العسكري، وفي الوقت نفسه، الدعوة الإقامة تحالف استراتيجي.. أمريكي.. إسرائيلي.. هندي تركي. وليس بخاف على أحد أن جانبًا كبيرًا من هذا التحالف قائم بالفعل.. وإن كان على حلقتين، يمسك بهما الطرف الأمريكي والإسرائيلي، ويتجسد ذلك من الهند.. تركيا برعاية في الشراكة الاستراتيجية بين «إسرائيل» وكل أمريكية، ويبقى فقط الربط بينهما.

اللافت للانتباه في هذه الدراسة الوثيقة، أنها خرجت إلى العلن بسرعة رغم أننا مازلنا على أعتاب القرن الجديد، ورغم أنها تتضمن خطة مستقبلية للتعامل مع الكون.

هل وصلت الثقة الأمريكية للعب على المكشوف معنا بهذه الدرجة، أم أنها باتت تدرك أن الطرف الآخر لن يحرك ساكنًا أمام هذا العداء السافر؟!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 584

20

الثلاثاء 24-أغسطس-1982

نشر في العدد 14

41

الثلاثاء 16-يونيو-1970