; وزر الذين يشيعون الفاحشة | مجلة المجتمع

العنوان وزر الذين يشيعون الفاحشة

الكاتب د. عمر سليمان الأشقر

تاريخ النشر الثلاثاء 21-أكتوبر-1975

مشاهدات 50

نشر في العدد 271

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 21-أكتوبر-1975

وزر الذين يشيعون الفاحشة الذين يقترفون الفاحشة آثمين؛ لأنهم يعتدون على محارم الله وهم يخبثون أنفسهم ويدنِّسونها لأن الفواحش دنس وخبث. وهذا أمر لا يحتاج إلى أن نسوق عليه الأدلة فهو من البديهيات لمن عرف الإسلام. لكن الذي نحب أن نشير إليه أن وزر الذين يشيعون الفاحشة عظيم، وقد دَأَبَت كثير من الصحف على تخصيص جانب من مساحتها وجزء من جهودها لتتبع هذه الفواحش والقاذورات ونشرها على الملأ. والقاذورات والخبائث يجب أن تُستر ولا تُنشر؛ حتى لا تزكم برائحتها الأنوف، ولا تُغري الأبرياء والأصحاء بمقارفة الجريمة. ولا نريد بسترها ألا يعاقب مقترفوها وألَا يؤخذ على أيديهم، إنما نريد ألا تنشر على الملأ وتكتب في الصحف، ثم ما الفائدة بنشرها؟! من المعلوم أن الجريمة المنشورة تضر قارئيها، والذين ينشرون هذه الجرائم أنفسهم يعلمون ما تُحدثه الأفلام التي تعرض الجريمة من نشر للإجرام. وقد ضجت المجتمعات الغربية من ذلك، فَلِمَ الحرص على نشر جرائم المجتمع ورذائله؟ إن الصحيفة التي تريد أن تروج بضاعتها بنشر مثل هذه الجرائم تقدم الربح العاجل الرخيص على المصلحة العامة. وهذا الرواج بسبب هذا العمل غير المشروع كسبه سُحت لا يبارك فيه، وفيه هدر للقيم في سبيل منافع عاجلة. ولذا فإننا ندعو جميع الصحف أن تتفكر في العواقب فإن نشر الرذائل يساعد على انتشار الجريمة. وندعو الكُتاب أن يدركوا خطر الموقف فقد يأتي يوم يجنون هم الثمار المرة التي يساعدون في غرس شجرتها الخبيثة. فإن أبى هؤلاء أن ينصاعوا لحكم الدين ومنطق العقل وللبراهين التي تُستمد من تجارب الأمم فإن عقاب الله العاجل سيعم الجميع إن لم يأخذوا على أيدي مشيعي الفاحشة ومروجي الفسق، ونذكر الجميع -الذين ينشرون الجرائم الخلقية، والذين يقرون نشرها- نذكرهم بأن الله محاسبهم على جريمتهم هذه ولهم عذاب أليم، وهذا العذاب دنيوي كما هو أخروي ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النور:19) ومن العذاب الدنيوي أن يجلد من ينشر فاحشة لا يستطيع أن يقيم الأدلة والبراهين على ثبوتها، ولذا شرع الإسلام حد القذف فإذا ما اتهم شخص امرأة بالزنا -مثلًا- وليس لديه أربعة شهود فيقام عليه الحد فيجلد ثمانين جلدة. فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوه في أولادكم وبناتكم، واتقوه في مجتمعاتكم. ولا تكونوا كالذين ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (يس:45) أعرضوا وولوا مدبرين.
الرابط المختصر :