العنوان وصية أم لابنتها.. عند زواجها
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
مشاهدات 15
نشر في العدد 40
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
وصية أم لابنتها.. عند زواجها
خطب ملك من ملوك اليمن يُقال له الحارث بن عمرو ابنة لعوف الكندي، وكانت ذات حسب وجمال، فلما حان أن تُحمَل إلى بيت زوجها أوصتها أمها أُمانة بنت الحارث فقالت: «أي بنية إن الوصية لو تُركت لعقل وأدب أو مكرمة في حسب لتركت ذلك منك ولزويته عنك، ولكن الوصية تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل.
أي بنية، إنه لو استغنت المرأة بغنى والديها وشدة حاجتهما إليها لكنت أغنى الناس عن الزوج، ولكن للرجال خُلق النساء كما لهن خُلق الرجال.
أي بنية: إنك قد فارقت الحواء الذي منه خرجت والوكر الذي منه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك ملكًا، فكوني له أَمةً يكن لك عبدًا، واحفظي عني خلالًا عشرًا تكن لكِ دركًا وذكرًا.
فأما الأولى والثانية: فالمعاشرة له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وحسن السمع والطاعة رأفة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا طيب الريح، واعلمي أي بنية أن الماء أطيب الطيب المفقود، وأن الكحل أحسن الحسن الموجود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه، والهدو عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النومة مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله والرعاية على حشمه وعياله؛ فإن الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير، والرعاية على الحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سرًّا ولا تعصي له أمرًا، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، واتقي الفرح لديه إن كان ترحًا والاكتئاب عنده إذا كان فرحًا، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير. واعلمي أنك لن تصلي إلى ذلك منه حتى تؤثري هواه على هواك ورضاه على رضاك فيما أحبيتِ وكرهتِ، والله يخير لك ويصنع لك برحمته. فلما حملت إليه غلبت على أمره وحظيت عنده.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل