العنوان وماذا بعد العدوان على لبنان؟
الكاتب حسين عبد الله
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970
مشاهدات 22
نشر في العدد 11
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 26-مايو-1970
إسرائيل قامت بعدوان جديد على جنوب لبنان، العدو أغار اليوم على مدرسة بحر البقر.
الجيش الصهيوني قام بعدوان على الأردن، على سوريا، على القناة، وهلم جرا ونحن في غيبوبة، في سبات، لا لن نستسلم، سنقاتل، سنحرر الأرض، سنستكمل قوتنا الدفاعية، وهات من الأقاصيص التي ليس لها أول ولا آخر. السيد الوزير وصل، الممثل الشخصي طار، الاجتماع عُقد، النتيجة طيبة.
ألم يكفنا ذلك أو ألم نكتف بالتطبيلات تطبيلات أوجعت أدمغتنا وأقلقت راحتنا، ألا أنصتوا لقد حل أمر جديد، لقد تم تنسيق الجبهة الشرقية نعم، وقد بقيت المعركة في جنوب لبنان ٣٦ ساعة، وقد انتهت المعركة. لتبدأ حشود جديدة على الحدود، إذن على السكان أن يهاجروا فقد تطول الحكاية، وبذلك حمل كل أمتعته فوق كتفه وبيروت ولا هناك غيرها، العاصمة بالطبع.
إسرائيل تعتمد على استراتيجية نعرفها جميعًا؛ فما هي الاستراتيجية العربية التي أعددناها لمواجهتها؟! هذه هي التي نسأل عنها والتي يمكن لها أن تفرض حلا، ولو على الأقل للاجئين الجدد في جنوب لبنان أو أن القضية لا تحتمل وضع استراتيجية تكلف الكثير.
الاستراتيجية العسكرية الصهيونية تعتمد على أربعة أسس هي:
١- أن تكون الحرب قصيرة وحاسمة وخاطفة لتجنب شل الحياة الاقتصادية، ولكي لا تعرض البلاد المحتلة إلى أزمات داخلية.
٢- نقل المعارك العسكرية إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ للحصول على نتائج إيجابية سريعة في صالح العدوان الصهيوني.
٣- الاعتماد على المفاجأة في الهجوم المركز؛ لشل حركة الجيوش العربية وقوتها.
٤- حماية السكان المدنيين بقدر الإمكان من نتائج العدوان، بحيث ترتكز القوة العسكرية للسيطرة على المجال الجوي لتحقيق الأهداف العسكرية التي تصاب بالوجوم والتباغت من الهجوم الجوي العنيف المركز.
هذه هي إستراتيجية العدو العسكرية، ونحن ما زلنا نتخبط تخبط عشواءِ في الظلام، ولن نُبصر النور ما لم نكن قد عرفنا كيف انتصروا؛ لأنهم مؤمنون بواقعيتهم، ولأننا تركنا ديننا وعقيدتنا وسنبقى الخاسرين إلى أن نعود إليهما.
● قال بعض المراسلين الأجانب الذين صاحبوا الحملة الإسرائيلية الفاشلة على جنوب لبنان إن خسائر إسرائيل لا تقل عن ٢٠٠ قتيل عدا الجرحى. وإن تعداد المهاجمين بلغ ٥٠٠٠ وإن شهداء فتح بلغوا ٩ قتلى عدا ٣٦ جريحًا.
ويتوقع معلقو فتح أن تبدأ إسرائيل في هجوم جديد بعد قياس رد فعل الهجوم السابق على العلاقة بين الفدائيين ولبنان.
حسين عبد الله
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلتجديد الغزو الفرنسي للشرق الإسلامي من خلال المطبعة والمدفع
نشر في العدد 2148
27
الخميس 01-أكتوبر-2020