العنوان المجتمع الثقافي (العدد 1177)
الكاتب مبارك عبد الله
تاريخ النشر الثلاثاء 28-نوفمبر-1995
مشاهدات 12
نشر في العدد 1177
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 28-نوفمبر-1995
ومضة
كان الحماس باديًا على نبرات صوته، وحركات يده، وهو يتحدث عن الديمقراطية وقيمها، وعن حاجة مجتمعاتنا إليها، وكان لا يخفي إعجابه الشديد بالدول التي تشكل الديمقراطية أوضح سماتها، وأبرز مظاهر ممارساتها السياسية، ثم أراد أن يكسب مشروعه الديمقراطي مشروعية دينية توطد لها الأساس المتين في نفوس سامعيه، ويحيطها بهالة من القداسة، وغير قليل من الاحترام والتقدير، فانعطف في حديثه إلى السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين وما فيهما من تجليات الشورى حققت العدل والإنصاف واتسمت بها معظم حقب تاريخنا الإسلامي التليد، وضرب أمثلة من حياة أبي بكر وعمر وغيرهما من الأعلام.
وهنا قال له صاحبه الذي وافق على كل ما طرحه: ألا ترى أن وصف مثل هؤلاء الرجال بالديمقراطية، فيه حط من أقدارهم.. وقبل أن يعترض عليه أكمل قائلًا: أنا معك في أن مجتمعاتنا تفتقد إلى الديمقراطية، وتحلم بالعدالة، وتتشوق إلى تكافؤ الفرص، وتتململ غيظًا من تركز السلطات في ید فرد أو حزب أو طائفة، وإن الديمقراطية هي الحل السريع لما تعانيه الأمة، والعلاج المسكِّن لآلامها وأوجاعها، ولكنها ليست الحل النهائي أو الدواء الشافي من الأمراض والأسقام التي تنخر في مجتمعنا وتعصر جسده المنهك.
قال- وقد خفف من حدة انفعاله- أنا ما أردت الإنقاص من شأنهم، وإنما أردت أن أقول بأنهم كانوا سباقين في هذه المجالات التي يتفاخر بها زعماء الغرب على زعماء بلادنا لأنها تؤمّن لشعوبهم حدًا من العدل، لا تزال تحلم به شعوبنا في يقظتها ومنامها.
أجابه صاحبه بقوله: إن مهمة الديمقراطية تنحصر في كسر احتكار السُلطة.
أما تحقيق العدالة فليس من صلاحياتها، لأنها في النهاية تحقق مصالح الأقوياء أو الأغنياء الذين يتمكنون من الوصول عن طريقها، ويملكون صياغة الدساتير، وتغيير القوانين لتناسب أهواهم ومنافعهم، على عكس رجالنا الذين تربّوا في مدرسة النبوة، والذين كان تحقيق العدل بالنسبة لهم واجبًا دينيًا يبتغون منه ثواب الله ورضوانه، وليس استدرارًا لعاطفة الجماهير التي تخضع لتأثير الشعارات البراقة في المعارك الانتخابية.
لطائف عربية من لغتنا الجميلة
بقلم: محمد أبو سيدو
﴿وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ (طه: 113)
نزل القرآن الكريم واللغة العربية في ريعانها لم يَعْتوِرْها تشويه، ولم يشبها تحريف، ولم يكن أحد من العرب يغيب عنه الفهم السليم يستوى في ذلك الصغار والكبار.. وبذلك استطاعوا فهم الكتاب والسُنة، وهذه بعض لطائف من لغتنا العظيمة، نسوقها للقارئ إمتاعًا ومؤانسة.
-سُئل شيخ هَرِم عن سِنه؟ فقال إنى أنعم بالعافية، وقيل لتاجر: كم رأس مالك؟ فقال: إني أمين وثقة الناس بي عظيمة.
ولما توّجه خالد بن الوليد لفتح الحيرة أرسل إليه أهلها رجلًا ذا تجربة، فقال له خالد فيم أنت؟ قال: في ثيابي، فقال خالد: وعلام أنت؟ فقال: على الأرض.. ودخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده أصحابه، فقالت له: يا أمير المؤمنين أقَرّ الله عينك وفَرّحك بما أتاك وأتم عليك، لقد حكمت فقسطت، فقال الرشيد لجلسائه هل فهمتم ما قالت؟ قالوا: ما نراها إلا قالت خيرًا..
فقال الرشيد ما أظنكم فهمتم...
أما قولها أقرّ الله عينك أي أسكنها وإذا سكنت العين عن الحركة عُميت، وأما قولها: وفرحك الله بما أتاك، فأخذته من قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ (الأنعام: 44).
وأما قولها وأتم سعدك فأخذته من قول الشاعر:
إذا تم أمر بدا نقصه
ترقب زوالًا إذا قيل تم
وأما قولها حكمت فقسطت: أي جُرْت فأخذته من قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ (سورة الجن: ١٥)، ثم التفت إليها الرشيد، وقال لها: ممن المرأة؟ قالت: ممن قتلت رجالها، وأخذت أموالهم، فقال الرشيد: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، وأما الأموال فمردودة إليك..
فعجب الحاضرون من بلاغتها..
يروى أن معاوية قال يومًا: أيها الناس إن الله حبا قريشًا بثلاث خصال فقال لنبيه –ص- : ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)﴾
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ (سورة الزخرف: ٤٤)، وقال تعالى له: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ﴾ (سورة قريش: 1-2) ونحن قريش، فقام رجل من الأنصار وقال: على رسلك يا معاوية فإن الله تعالى يقول: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾ (سورة الأنعام: 66) وأنتم قومه وقال سبحانه ﴿إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ (سورة الزخرف: 57) وأنتم قومه ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ (سورة الفرقان: 30) وأنتم قومه.. ثلاثة بثلاثة، ولو زدت لزدناك.
د. عادل الفلاح: يعلن عن جائزة البابطين لأحفاد الإمام البخاري في موسكو وطشقند
▪ عبد العزيز البابطين مُقدم الجائزة.
▪ د. عادل الفلاح.
غادر البلاد يوم الخميس قبل الماضي الدكتور: عادل عبد الله الفلاح- وكيل وزارة الأوقاف المساعد ورئيس مجلس إدارة لجنة مسلمي آسيا- إلى موسكو وطشقند للإعلان رسميًا عن جائزة عبد العزيز سعود البابطين لأحفاد الإمام البخاري.
وسيحضر الاحتفال في العاصمة الروسية رؤساء الجامعات والأساتذة والأكاديميين وسفراء الدول العربية والإسلامية، وحشد من الباحثين والدارسين ومسئولي الإدارات الدينية.
وتعد هذه الجائزة خطوة كويتية رائدة للعمل الخيري والوطني الذي يجسد دور الكويت الحضاري والإسلامي، ويفند المزاعم والأباطيل، وسيلقى الدكتور: عادل الفلاح، كلمة بهذه المناسبة يعلن خلالها عن طرح هذه الجائزة السنوية أمام الأكاديميين والباحثين، وذلك بهدف مد جسور التعاون والتواصل مع مسلمي جمهوريات آسيا الوسطى وروسيا الاتحادية.
كما سيلقي عدد من المختصين كلمات مماثلة يشيّدوا من خلالها بلجنة مسلمي آسيا ودورها الفعال في إحياء التواصل الحضاري والعلمي والثقافي لأحفاد الإمام البخاري.
وسينتقل الدكتور عادل الفلاح إلى طشقند لحضور الإعلان عن الجائزة أيضًا هناك وسط حشد أكاديمي وإسلامي.
واحة الشِعر
الصفقة الخاسرة
شِعر: د. يوسف محيي الدين أبو هلالة
لَمْ يَبْقَ إلًا بمن نَعْنُو لهُ أملُ
فالشَعبُ هَانَ وَهَانَتْ قَبلَهُ الدُّولُ
خمسون عامًا وجُرْحُ القدس ملتهب
مِنْ نزْفِه ترتوي الخطَية الذبُلُ
ومَاؤُهَا الخَمْرُ في أقداحِ مَنْ شربوا
وَلَحْمُها اَلقاتُ في أشْداقٍ مَنْ أكلُوا
ونحن مِنْ حولها موتى بلا كفنٍ
عيوننا بالأذى العبْريّ تكتحلُ
وشرّ ما ابتدَعَتْ حَكَامُ أمّتنا
مَوْتى على قارعات الدّرب تنتقَلّ
نَأتي الحياة وقيدٌ في معاصمَنا
شانَ العبيد وفي أقْدامنا شَلَلُ
يُطَوى اللسانُ لنا مِنْ حين مَوْلدنا
كَيْ لا يطيشَ به في نَقدِهْم زَلَلُ
ويُحْتَمُ الفمُ عنْ قولٍ يضيقُ به
فيلزمُ الصمتَ إن ضاقتْ به الحيلُ
أفكارُنا في قصور الحُكم غانيةُ
والمفرداتُ بهزّ الرّدْف تشتغلُ
ودارُنا أُتخمتْ بالأمن ساحتها
في كلّ زاوية سجنٌ ومعتقلُ
حتى المهانةُ ضجّت مِنْ مَهَانتنا
وصَنْفُ عِلّينا ضاقتْ به العللُ
لو قيلَ للقرْدِ كُنْ شَخصًا بأمّتنا
لقالَ مَالي بما تَرْضَوْنَه قَبَلُ
أطلّ عَصرٌ يهوديُّ الملامح في
تشكيله أسْهَمَ الأشرافُ والسّفَلُ
يلقَى به السّاقط المسلوبُ عِفّتهُ
ما يشَتهي ولأمّ المسلم الهَبَلُ
إذا استفاق ضمير الشعب وأنطلقت
جُذّى المعارك باسم الله تشتعلُ
فكلُّ أوراق أوسلو في خزائنها
سَيستخفُّ بها الكُرَاتُ والبَصَلُ
للنار وجه جلا التوقيع خيبته
ودولةُ برئتْ مِنْ ذلّها الدّولُ
لِعُصْبةِ الحقِّ يومٌ يُرفعون به
لواءَهُمْ ولمن عَاداهم الفَشَلُ
لا ليستْ القدسُ مُلْكَ الخاسرين إذا
خافوا ولا منْحةَ الثوار إن هزلوا
ولا فلسطين كُرسيًّا يقومُ به
على أريحا بظلّ المعتدي هَمَلُ
ما زال ألفُ صدى في القدس منتظرًا
أن يُطلِق الزّحف - مشبوبّ اللظى بَطلُ
ديارنا كُلُّها محتلةٌ ولذا
سِيّان إن بقيَ الغازون أو رحلوا
وهل سَيُثمر في أوطاننا أملٌ
إذا عليه عدا في مَهده الأمل؟
وهل سينفعُ تحريرُ الدّيار إذا
الأرواح ُكانت بقيد الرّق تنتقلُ؟
قَبْلَ الرّجوعِ أرجعوا لِلِّهِ خالِقِكُمْ
لَنْ يُرْتجى النَّصْرُ مِمَّنْ دينهم خَذَلوا
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلوثيقة «الدليل المنير».. وعلاقتها بانتشار الإسلام في الأندلس
نشر في العدد 2122
37
الأربعاء 01-أغسطس-2018
عندما يتم استخدام الدراما لتزييف التاريخ.. مسلسل «رسالة الإمام» نموذجاً!
نشر في العدد 2179
31
الاثنين 01-مايو-2023