; يهود أمريكا يختارون الرئيس القادم للولايات المتحدة | مجلة المجتمع

العنوان يهود أمريكا يختارون الرئيس القادم للولايات المتحدة

الكاتب محمد دلبح

تاريخ النشر الثلاثاء 26-سبتمبر-1995

مشاهدات 24

نشر في العدد 1168

نشر في الصفحة 38

الثلاثاء 26-سبتمبر-1995

بدأ المرشحون الجمهوريون لانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي ستجري العام المقبل في وضع أنفسهم في موضع يكون جذابًا للناخبين اليهود، وللمتبرعين للحملات الانتخابية الذين يعلقون أهمية على السياسات الخاصة بالشرق الأوسط، ويبدو أنه في الوقت الذي أخذت فيه حملة الانتخابات الرئاسية تكتسب قوة دفع جديدة بدأت تتشكل خطوط معركة تتضح فيها الميول والاتجاهات. ناهيك عن الأموال - للناخبين اليهود الأمريكيين والجمهوريين، فإن الأنظار بدأت تتركز على واحدة من أبرز المدافعين «إسرائيل» في معسكر المحافظين الجمهوريين وهي تقوم بحفر خطوط هذه المعركة، وهي جين كير باتريك.

وتقول مصادر مطلعة أن كير باتريك التي كانت تولت في عهد إدارة رونالد ريجان منصب المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة تقوم حاليًّا بدور رئيسي في حملة زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ روبرت دول لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وتقول هذه المصادر إن روبرت دول بحاجة إلى كير باتريك لمساعدته في التغلب على المعارضة القوية للمساعدة الخارجية لإسرائيل واجتماعه مع الرئيس العراقي صدام حسين في شهر إبريل ١٩٩٠م قبل أزمة الكويت وحرب الخليج. 

وتظهر المعلومات الأولية الخاصة باستعدادات مرشحي الرئاسة الجمهوريين للحملات الانتخابية إلى بدء اعتمادهم على غلاة مؤيدي إسرائيل والصهيونية كمستشارين في قضايا السياسة الخارجية الخاصة بالشرق الأوسط.

ويتلقى أحد هؤلاء المرشحين وهو حاكم ولاية كاليفورنيا بيت ويلسون النصيحة بشأن السياسة الخارجية من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج شولتز، وقد لوحظ أنه اصطحب معه في زيارة انتخابية قام بها إلى نيويورك الشهر الماضي مستشارًا يهوديًّا متعصبًا حول الشرق الأوسط هي روزالي زيليس، فيما لوحظ أن مرشحًا آخر هو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس فيليب جراهام ضم إليه متعصبًا صهيونيًا آخر هو دانيال بايبس الذي يتبنى التوجهات الليكودية ويترأس حاليًا تحرير مجلة فصلية الشرق الأوسط.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن بروز دور کیر باتريك في المعركة الانتخابية لا ينبع فقط من مكانتها، بل أيضًا من حقيقة أن الطائفة اليهودية الأمريكية غير متأكدة من روبرت دول، وقد نقل عن كير باتريك قولها: (إنه من غير الضروري لأصدقاء إسرائيل أن يخافوا رئاسة «دول»، بل على العكس، لقد راقبت سجل «دول» الطويل في التصويت داخل مجلس الشيوخ، ثم تحدثت لأناس مهمين، وتوصلت من ذلك إلى نتيجة مفادها أنه إذا ما أصبح رئيسًا للجمهورية، فإنه سيدعم الأهداف والسياسات التي أردتها أنا في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى، وفيما يتعلق بإسرائيل تحديدًا)، وأضافت: «لقد تابعت ما يقوم به بدقة». وقالت إنها تعتزم أن تكون نشطة في الحملة الانتخابية وستلقي خطبًا توضح فيها سياسة «دول» الخارجية.

ويثير ترشيح «روبرت دول» المخاوف لدى اليهود الأمريكيين، فيما يبدو أن الجالية العربية والإسلامية لا تعتقد أن لديه فرصة للنجاح وذكرت مصادر أنصار إسرائيل، وفي حملة «دول» الانتخابية أن وجود كير باتريك في حملة «دول» الانتخابية واحتمال تعيينها وزيرة للخارجية أو مستشارة للأمن القومي في حال نجاحه من شأنه أن يطمئنهم على وضع «إسرائيل» في إدارة أمريكية يرأسها «دول». وكان باستطاعة كير باتريك أن تجتذب الصقور الريجانيين والمحافظين من الصهاينة مثل بولا دوبرينسكي التي عملت في مجلس الأمن القومي في عهد إدارة ريجان، ودوجلاس فيث الذي كان نائبًا لمساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد ريجان وتترأس دوبرينسكي مجموعة استشارية حول السياسة الخارجية تقدم تقاريرها إلى كير باتريك، فيما قال فيث المعروف بآرائه المتشددة حول الشرق الأوسط أنه انضم إلى حملة «دول» بسبب إعجابه بكير باتريك.

مشكلة ضخمة

يعتقد ستيف رابينوفيتش، وهو مساعد سابق للرئيس كلينتون أنه خلافًا لتأكيدات كيرباتريك فإن لدى «دول» مشكلة كبيرة مع الطائفة اليهودية، فله تاريخ متوتر مع اليهود الأمريكيين، وأنه قام مؤخرًا بتحركات لإصلاح ذلك. وقد حسنت هذه الخطوات - مثل تبنيه خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس- صورته لدى اليهود.

وعلى الرغم من أن رابينوفيتش يقف على اليسار، إلا أنه أعرب عن إعجابه بكير باتريك وقال إنها ستزيد من شعبية «دول» في أوساط اليهود الأمريكيين، لكنه غير متأكد إن كان كير باتريك ستحل مشاكل «دول». وقال إنه لم يتخذها قبل كل شيء نائبة للرئيس في حملته الانتخابية.

ويراقب البيت الأبيض والرئيس كلينتون التسابق بين الجمهوريين لكسب دعم اليهود. ويعتقد كلينتون أنه سيحصل على الأغلبية الكاسحة من أموال وأصوات اليهود الأمريكيين، ويقول رابينوفيتش: «إن مناورات الحزب الجمهوري هي أقل من أن تضمن أصوات اليهود، والتي يعتقد أنها ستذهب إلى كلينتون كما هي الحال بالنسبة لدولارات اليهود»، وذكر في هذا المجال أن المتمول اليهودي الأمريكي ماكس فيشر من ديترويت قد تعهد بالفعل بمساعدة «دول».

المال هو المهم

ومن الجدير بالذكر أن غالبية اليهود الأمريكيين مؤيدون تقليديًا للحزب الديمقراطي وهذا يعني أن الجمهوريين يكافحون للحصول على جزء صغير من أصوات اليهود، ولكن ليس لجزء غير مهم من المال اليهودي، لذلك فإن القضايا المتصلة بإسرائيل والشرق الأوسط هي أكثر أهمية بالنسبة للجمهوريين مما يتوقع المرء، ويتهم رابينوفيتش مرشحي الحزب الجمهوري بأنهم يقومون بعملية سمسرة «إنهم يسعون إلى الأموال وليس إلى الأصوات».

ويحاول المرشحان الآخران، وهما جراهام وويلسون السعي لاجتذاب المتبرعين اليهود الذين يعتقد أنهم سيلعبون دورًا حاسمًا في السباق من أجل الرئاسة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتنظر بعض الأوساط اليهودية بعين الشك إلى موقف ويلسون المناهض للهجرة إلى الولايات المتحدة، ولكن ويلسون حاز على وجهات نظر مشجعة من يهود كاليفورنيا، ومن الدوائر اليهودية المحافظة في الشرق الأمريكي. ومن بين المعجبين به رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلين الذي قال: «إنه أصبح معجبًا بويلسون بعد أن ظهر أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية واتخذ موقفا متشدداً حول قضية وجود محطة إنذار مبكر إسرائيلية في مرتفعات الجولان».

ويمتدح ويلسون روزالي زيليس وهي وابنة ليهوديين مهاجرين إلى أمريكا باعتبارها مستشارته السياسية، وهي تسافر معه، وكانت ترافقه إلى نيويورك يوم الرابع من الشهر الجاري عندما أعلن ترشيحه، وقالت زيليس: إنه من السهل تأييد إسرائيل، وهي بقيادة حكومة من حزب العمل ولكن ويلسون أيد إسرائيل طيلة ثلاثين عامًا عندما كانت عندما كانت بقيادة الليكود.

وأكدت زيليس أن ويلسون لديه تساؤلات حول الحاجة إلى مرابطة قوات أمريكية في مرتفعات الجولان، وهي خطوة ينتظر أن تحدث إذا توصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاقية سلام، وقالت إن ويلسون لا يعرف ما إذا كانت هذه الخطوة ستخدم مصالح إسرائيل أم لا. ولاحظت أن «إسرائيل»، قالت إنها بحاجة إلى مساعدة، ولكن ليس إلى جنود أمريكيين يموتون دفاعًا عن إسرائيل، وأضافت أنه في الوقت الذي لا يؤيد فيه ويلسون تقديم مساعدة لمنظمة التحرير الفلسطينية فإنه سيطلب الإشراف على أي أموال تمنح المنظمة التحرير الفلسطينية.

وبالنسبة للمرشح فيليب جراهام، فإنه يتخذ من أحد غلاة الصهاينة الأمريكيين. وهو دانيا بايبس مستشارًا له وكان بايبس يعمل في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في عهد إدارة ريجان وقال بايبس: «إن جراهام نشر مؤخرًا مقالًا في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية يؤيد فيه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ولا يوجد لجراهام سجل واسع حول الشرق الأوسط، ولكنه كعضو في مجلس الشيوخ اتخذ مواقف يصفها بايبس بأنها «تدعو إلى الإعجاب»، ويقول بايبس «إن جراهام أيد التدخل الأمريكي العسكري في حرب الخليج».

وبالرغم من أن المرشحين الجمهوريين يحذون حذو كلينتون في التوجه نحو اليهود الذين كان لهم أثر في إنجاحه، فإن نشيطين من اليهود الأمريكيين مقتنعون تمامًا أن كلينتون سيتمكن من إبقاء قبضته على الدعم اليهودي ماليًا وانتخابيًا، واستنادًا لما يقوله هؤلاء فإن اليهود سيصوتون لكلينتون وإن من يقول خلاف ذلك يكون مجنونًا .

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل