الثلاثاء 26-مايو-1970
العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
قفزت على سطح الأحداث الجارية في منطقتنا العربية أنباء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، ولقد كانت الظروف كلها تنبئ بهذا الهجوم، ومؤشر المخطط الإسرائيلي كان يلوح لكافة المتتبعين للسياسة الإسرائيلية خاصة بعد زيارة «سيسكو» للمنطقة، وفشله الذي أعلن عنه في أن يجد لدى العرب من يتجرأ بالمساومة على الحق العربي، وبعد المؤتمر العالمي للمسيحيين الذي انعقد مؤخرًا في بيروت قبيل العدوان ليدفع النازية اليهودية، وأن تحريفهم للكتاب المقدس لن ينطلي على كل مسيحي يعرف اليهود عبر التاريخ، وإعلان المؤتمر للعالم أجمع رفض استغلال الكتاب المقدس لأغراض التسلط السياسي، وإنه حيث يُهان الإنسان يهان يسوع المسيح..
لذلك لم يكن أمر هذا الهجوم خافيًا على أحد، وبالتالي فإن مواجهة «فتح» وحدها من المنظمات الفدائية وصمودها في مقاومة رائعة باسلة تجاوزت كل التقديرات حتى تلاحمت مع العدو بالسلاح الأبيض، واستمرت تلقنه الدرس تلو الدرس لمدة ٤٠ ساعة على التوالي، وتحرك قادتها بما فيهم «ياسر عرفات» ليديروا المعارك بأنفسهم، وينظموا التعاون الرائع بينهم وبين إخوانهم من الجيش اللبناني الذي خاض معهم المعارك ببسالة ليست له فيها سابقة؛ مما أجبر العدو على التراجع تلاحقه كتائب تحت غطائه الدخاني الكثيف..
والمجتمع إذ يحيي الجيش اللبناني الذي انتصر على الطائفية والانهزامية التـي روعتنا في القريب الماضي بالاشتباكات مع الفدائيين، نرجو أن يقر من أذهان قادته أن الأطماع الإسرائيلية محددة في إعلاناتهم وتصريحاتهم ووثائقهم بأن ملك إسرائيل ما بين الفرات والنيل، وإن هذه هي الحدود الآمنة التي يسعون إليها، ونذكِّر فتح بـأن اعتمادها على الله وجموع الشعوب العربية والإسلامية سيحقق بها النصر، ونسترد بها مقدسات العرب لو كانوا يعلمون ولذلك يجاهدون.
الصيف والعري
تسابقت بعض الصحف والمجلات في الكويت منذ بدأ الصيف في نشر الصور العارية للنساء والفتيات على الشواطئ وفي الحمامات، وتسجيل بعض الأحاديث على لسان هؤلاء الخارجات عن القانون والأخلاق، أحاديث لا تقل سفاهة عن عرضهن للحومهن المكشوفة للذباب المتساقط عليها.
ولسنا ندري أي مصلحة تُرتجى من هذه الصور العارية؟! أتقليد للغرب في شروره باسم المدنية الحديثة؟! إن كان الأمر كذلك، ألم يقرؤوا ويسمعوا عن الثورة في الصحف البريطانية من هذا الاتجاه المسموم الذي حطَّم ثروة الأمة البريطانية من شبابها فمنحت أخيرًا البوليس الاسكتلندي سلطات واسعة في الرقابة ومصادرة مثل هذه الصحف والمجلات..!!
یا قومنا راقبوا الله في شعبنا الذي منحكم سلطة «صاحبة الجلالة» الصحافة.. لتكونوا له عونًا على التقدم البنّاء، لا أداة في يد الأعداء، تهدفون معهم، وتحملون أسلحتهم.. «والله الهادي سواء الصراط»
مثل يُحتذى بمدرسة طليطلة الثانوية للبنات
«من أهداف جماعات النشاط المدرسي تأصيل الإيمان في نفوس الطلبة والطالبات وربط ما في ديننا الحنيف من قيم وأخلاقيات بالحياة العامة».. بهذه البداية كان الإعلان عن مسابقة حفظ القرآن الكريم في مدرسة طليطلة الثانوية للبنات، ومن هذا المنطلق كان العمل الجاد لتكريم عشرين طالبة نجحن في المسابقة التي تم إجراؤها في ١٥/٤/١٩٧٠، وتحقيقًا لهذا الهدف واستمرارًا في هذا الخط المجيد؛ أعلنت المدرسة قبل نهاية العام الدراسي الحالي بأنها ستجري اختبارًا في أول العام القادم بإذن الله بأسلوب المسابقات في حفظ القرآن الكريم، وفرصة العطلة الصيفية تتيح للطالبات حسن شغل الفراغ والاستفادة بالوقت، والأخذ بأيديهن نحو منابع الخير والعز في الدنيا والآخرة.
والمجتمع إذ يثلج صدرها هذا الاتجاه البنَّاء في تنشئة جيل من بناتنا مؤمنات كان يسعدها أن تحذو بقية المدارس حذو طليطلة، ونرجو وزارة التربية أن تساعد المدرس في الجوائز ونوعيتها وقيمتها تشجيعًا منها وحفزًا لهمم العاملين.
ليس بالخمر والرقص تكسب الفنادق..
الهيلتون مبنى ضخم.. ممتلئ بالحجرات، والحجرات مغلقة؛ لأنها بلا زبائن، والزبائن لا يحضرون بسبب «أوضاع الشرق الأوسط»، والشرق الأوسط ينتظر يارنج، وهكذا.. «يا طالع الشجرة.. إلخ...» والهيلتون -كبير- لدرجة أنه تكلف ٣٫٠٠٠٫٠٠٠ دينار فقط مباني، وهو واسع لدرجة أن أرضه تكلفت ٢٣٩٫٠٠٠ دینار.
وهو «فوق النقد» فلا أحد يستطيع أن يناقش حجمه ولا سعته ولا مدى ملاءمته لأوضاع الكويت الاقتصادية.
وتعداد السواح بالكويت لا يحتاج لكل هذا الفندق بضخامته وسعته وحجراته العديدة.
ولأننا لا نقف عند كل مشروع ونتساءل، بالذات عند المشروعات الكبرى فإن هذه المشروعات بدأت والخسارة حتى الآن هي ١٠٢٫٨١٦ دينارًا فقط.
هذا ما ورد بنص التقرير الرسمي لمحضر الجمعية العمومية لمساهمي شركة الفنادق، وعلى المساهمين «الصبر» حتى «تحل» أزمة الشرق الأوسط؛ لأن تقرير مجلس الإدارة أرجع الخسارة إليها، ويقال إنه حين تحل «الأزمة» ستنهال على الكويت أفواج «السياح» والتجار الأجانب بحيث تكتظ بهم غرفات الفندق المغلقة.
والأدهى من هذا أن الفندق لما لم يكسب بالطرق الفندقية المألوفة بدأ يتحول إلى كازينو.. والكازينو لخمر ورقص وسباحة مختلطة، عسى أن يحل مشكلة «التقلص» في الزبائن بالتصاعد في تناول الخمور وأشياء أخرى غير الخمور.
● هذا الفندق يحتاج لحل حازم، هذا الحل له رجاله في هذا البلد، وهم يملكون القدرة والسلطة عليه.
حولوا هذا الفندق لمستشفى يعالج مرضانا بدلًا من المستشفى الأميري الذي كادت جدرانه أن تقع على من فيه، اشتروا أسهمه، وخلصوا المساهمين من الخسائر.
وأنقذوا الكويت من الانتهاكات والمخالفات التي يرتكبها هذا الفندق وفرقته الغنائية السخيفة، ومن الخمر.. وما سيعقب الخمر.
نداء من الصغار: لا تدخن يا بابا!
ومما قرأته وأعجبني هذا الأسبوع ما كتبته صحيفة الأخبار القاهرية في ركن الأطفال عن التدخين ومضاره.. مع ملاحظة أن علبة السجائر في مصر تساوي ما يعادل مائتي فلس كويتي.
قالت الصحيفة:
صغيري..
هل يدخن بابا السجائر.. هل يحرق كل يوم أكثر من ٤٠ قرشًا؟ عجيبة لماذا يفعل الإنسان شيئًا عديم الفائدة؟ ليس فقط غير مفيد بل مضر أيضًا.
هل تعلم يا صغيري أن ثمن السيجارة الواحدة يزيد عن ثمن رغيفين من الخبز أو صندوق صغير «من البسكويت»! أما ثمن علبة السجاير فيكفي لغداء أسرة مكونة من ٥ أشخاص.. خضر وأرز وفاكهة.. ثمن ثلاث سجاير يكفي لشراء كيلو من الطماطم اللذيذة، و٤ سجاير يكفي لشراء كيلو من الخيار الأخضر، ثم علبة السجاير ونصف تستطيع أن تشتري به كيلو من الجبن الأبيض اللذيذ المغذي، وعلبة سجاير واحدة يكفي ثمنها لشراء ٢٫٥ كيلو من اللبن الذي يعتبر غذاء كاملًا مفيدًا للكبار والصغار.
والأمثلة كثيرة، إن بابا يا صغيري يحرق النقود وهو لا يحرقها فقط، ولكنها تنفث السموم في صدره أيضًا، فإن الأبحاث الكثيرة التي أجراها العلماء عن ارتفاع نسبة المرض بأخطر أمراض الدنيا وهو السرطان تدل على أن المدخنين هم أسرع الناس للإصابة به...
سيساعد بابا على نسيان السجاير.. قدّم له الحلوى، حاول مع ماما أن تشتري له بعض الكتب، ابدأ أولًا بأخذ خمس سجاير من كل علبة يدخنها حتى يقلع عن التدخين بالتدريج، حتى يصل إلى أن يدخن ٥ سجاير في اليوم، ثم ثلاثة، ثم واحدة في المساء، ثم ولا واحدة.
لو استطاع كل طفل وكل طفلة أن يساعدوه على الامتناع عن التدخين؛ لوفرنا كثيرًا من النقود نحن في حاجة إليها لأشياء أخرى مفيدة، وأيضًا سنضمن لبابا جسمًا سليمًا غير مريض.
ابدأ من اليوم بل من الآن في محاولة جادة مع بابا أو خالك أو عمك أو حتى جارك ليتركوا السيجارة إلى الأبد، وبعد ثلاثة أسابيع سأنتظر خطابات منكم عن نتيجة المحاولة، ولكل أب استطاع أن يترك التدخين مفاجأة من أخبار الأطفال.
لماذا السكوت على المدرسة الأمريكية؟
إلى متى؟
وإلى أي مدى السكوت والتهاون مع هذه المدرسة؟
لقد ارتكبت هذه المدرسة عدة مخالفات.
الواحدة منها كفيلة بإغلاقها، لقد صنعت ما صنعت في العام الماضي؛ حيث عُثر عندها على كتب تستهزئ بشخصية المصطفى صلى الله عليه وسلم وبطعن في التاريخ الإسلامي.
وقد ارتكبت هذا العام مخالفات كثيرة منها:
١-الحفل الذي تضمن برامج سخرية بنا وبعاداتنا وتقاليدنا المنبثقة من
أصول ديننا الحنيف.
٢-ويظهر في المنشورات التي وزعتها المدرسة على أولياء أمور الطلبة أن بعضًا من طلبة هذه المدرسة بدأوا يتعاطون المخدرات.
وهذا داء لا شك يتسرب إلى مدارسنا، هذا عدا مخالفات فنية أخرى لا تقرها وزارة التربية.
ولذا فإننا نهيب بجميع المسؤولين وبوزير التربية ووكيلها ووزير خارجية الكويت ألا يقفوا موقف المتفرج من هذه المدرسة.
وألَّا يكتفوا بالإنذارات الشفوية والخطية أو التعهدات التي لا تلتزم بها هذه المدرسة. وإننا لنعلم أن هذه المدرسة وأمثالها لها أهداف بعيدة المدى عميقة الغور نتيجتها ليست لصالح الكويت ولا أبناء الكويت ولا مستقبل الكويت.
ولذا فإننا نطالب بإغلاق هذه المدرسة كما أغلقت مدرسة دشتی، ونرجو أن يكال بمكيال واحد للجميع.
والشعب الكويتي الذي آلمه وأوجعه ما حدث من انتهاكات لدينه ومقدساته من هذه المدرسة وأمثالها؛ ليلح بالطلب من وزارة التربیة بإغلاق هذه المدرسة والمدارس التي لها طابع تبشيري التي أنشئت لزعزعة عقيدة الناشئة وتوجيههم توجيهًا خاطئًا.
وقد لاقت البلاد العربية والإسلامية الأمرين من هذا النمط من المدارس فلماذا السكوت؟! وهل تعوزنا الشجاعة والحرص على مستقبل الكويت؟
ولعل موقف أميركا العدائي من قضايانا لأكبر حافز لوزارة التربية على اتخاذ الإجراء الصارم المناسب بسحب رخصة هذه المدرسة؟
عبد الله علي المطوع
مجازر المسلمين في الهند
نشرت مجلة القبس الجزائرية مقالا للأستاذ أبي الأعلى المودودي حول حالة المسلمين في الهند والمجازر التي تحدث فيها.
ومن هذا المقال تعلم أن المسلمين في الهند لا يزالون يعانون أفظع ألوان الاضطهاد، وأبشع ضروب التنكيل على أيدي الهندوس الإرهابيين الهمجيين. وقد حدثت في الهند خلال اثنتين وعشرين سنة مضت ألوف من المجازر ذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من المسلمين؛ رجالًا ونساءً وأطفالًا، وبدد فيها من أموال المسلمين وممتلكاتهم ما لا يُعد ولا يُحصى.
والمقال ينقل ما قالته الصحف الهندية والعالمية وما صرح به المسؤولون في الهند حول هذه المجازر.
ومما نقله عن جريدة تايمز الأمريكية: «لا يمضي يوم من أيام السنة إلا وقد تقام فيه مذبحة ضد المسلمين في منطقة من مناطق الهند».
وحسب تصريح جريدة «هندوستان تايمز» التي تصدر من دلهي: إن المذبحة الدامية التي قامت في مدينة أحمد آباد أسفرت عن قتل ألفين من المسلمين في شهر سبتمبر أيلول وحده من العام الماضي.
ومن النماذج الإرهابية التي يعرضها المودودي ما تقشعر لها الأبدان، وهذا نموذج منها نشرته «يوكوهاما تايمز» التي تصدر في طوكيو وصحف يابانية وألمانية أخرى:
سنة ١٩٦٣م وفي مدينة جاندوس دخل بعض أعضاء المنظمات الإرهابية أكبر مساجد البلدة، وأمروا المؤذن بأن ينادي بالأذان في غير وقته، وهددوه بالقتل إن لم يفعل ذلك، وما لبث أن جاء عدد كبير من الرجال المسلمين على صوت المؤذن، وحينما دخلوا المسجد؛ قام المشاغبون بحصار المسلمين، وذبحوهم عن آخرهم داخل المسجد.
وبعد ذلك جمعوا المصاحف، وخطفوا نساء المسلمين وجاءوا بهن إلى المسجد، ثم انتهكوا أعراضهن فوق المصاحف وبقروا بطونهن، ثم أتوا بخطيب المسجد وعلقوه من رقبته بعد أن ربطوا في رأسه مصحفًا، وأخذوا يستهزئون ضاحكين ساخرين قائلين لخطيب المسجد: الآن ابدأ في إلقاء خطبتك، هذا قليل من كثير يحدث تحت سمع الحكومة وبصرها، وباشتراك فرق من الجيش ومن البوليس الهندوس أحيانًا، ثم لا يكون من الحكومة إلا محاولات لتغطية هذه الفظائع، ووعود بمحاكمة المسؤولين عنها.
ومما يحز في نفس العلَّامة المودودي أن صحف البلاد الإسلامية لا تتناول قضيتهم ولا تنشر أخبارهم، كما لا تقدم حكومات المسلمين استنكارها ضد ما يحل بهم من الظلم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل