; يوميات المجتمع (25) | مجلة المجتمع

العنوان يوميات المجتمع (25)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

مشاهدات 24

نشر في العدد 25

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

يوميات المجتمع

* جولة قصيرة

الدول الكبرى لا تفكر بعقلنا، ولكنها تفكر بمصلحتها هذه حقيقة، روسيا وأمريكا والصين كل هذه الدول لها مآرب عريضة تدفعها أطماع إلى أعماق تاريخية وأعماق فكرية.

ومع اختلاف مناهجها وتكتيكها إلا أنها تتفق في حب السيطرة والتسلط على الدول الصغيرة.

نكتب هذا الكلام بمناسبة البيان الذي أصدرته الصين تندد فيه بالدول الكبرى لتآمرها على اقتسام الشرق الأوسط وتتباكى على العمل الفدائي المضيع، والواقع يقول إن الصين ليست مشفقة على الشرق الأوسط ولا على الفدائيين، ولكنها حريصة على إقحام نفسها والمشاركة في الغنيمة.

إننا نحذر من الآن من غارة الجنس الأصفر، ونحذر أكثر وأكثر من كتب ماو الحمراء التي بدأت تملأ المنطقة العربية، ونقول للعرب كفوا أيديكم الممدودة للشرق والغرب فتكفف السلطة والمال.

نقول للعرب ليكن ولاؤكم لدينكم ومثلكم، ولتكن لكم قبلة واحدة وربًا واحدًا وكتابًا واحدًا وزعيمًا واحدًا وإلا فالويل لكم من غارات الجنس الأبيض والأصفر.

 * لا..

من مركز القوة وقفت جولدا مائير تملي شروطها على العرب في الكنيست، قالت إننا لن نجلو عن مواقعنا إلا بعد أن نطمئن إلى حدود آمنة معترف بها، وقالت إنها ما كانت لتوافق على مشروع روجرز لولا تأكيدات وضمانات تسلمتها من نيكسون.

ونحن هنا لا نعتب على مائير ولا نلوم نيكسون لأنهم يتحركون من خلال مخطط مرسوم من قبل، إن أمريكا وإسرائيل يهمهم شيء واحد هو سيطرة نفوذهم على المنطقة بحيث تتجه بوصلة السياسة الوجهة التي يحبونها، وتنفتح الأسواق العربية والأفريقية لمنتجاتهم، وينساب الذهب الأسود في تدفق إلى قلوب آلاتهم، ويكون الأمر والنهي لهم وحدهم في المنطقة.

على ضوء هذه الحقائق تضربنا الفانتوم، وتحرقنا النابالم ويخوفنا أبا إيبان، ويخدعنا جولدمان، ويستدرجنا روجرز.

لكن هل تقف في برلماناتنا ونرد على مائير، ونحتكم إلى الضمير العالمي وقرار مجلس الأمن، ونجتمع على السياسة الأمريكية الغامضة.

 الواقع أن كل عربي يرفض هذا المنطق ولا يقبل إلا لغة واحدة، لغة عمر بن الخطاب وهو يوصينا يعجبني الرجل إذا سیم حظه خسف أن يقول لا علني فيه، نحب أن نتعود على كلمة لا ونصر عليها وندفع بها في مواجهة أعدائنا، ونعلمها لأبنائنا، نقول لا إسرائيل لا شيوعية لا استعمار لا أمريكا لا روس.

  * العرب

دخلت المنطقة العربية في صراع شخصي، ونأسف لتعبير صراع وكان الأفضل أن نقول إنها دخلت في ملاحاة، وتفاخر بالإقليميات والأنساب، بيانات وإذاعات ترسل صواريخها عبر البحر الأبيض وتتساقط في العواصم العربية وتحدث دويًا أعنف من صواريخ اليهود، دويًا في أعماق الشعوب وفي نفوسهم ما سبب هذه القنابل والصواريخ؟ هل تعبر عن خلاف فكري، نقول لا بكل ثقة! هل هي خلاف في طريقة قتل الصهيونية في أرضنا نقول لا كذلك، هل هي خلاف على أسلوب السلام مع إسرائيل -كذلك نقول لا. إذا لم كل هذه الصواريخ، السبب بسيط وهو إننا لا نعرف لم نحارب اليهود وكيف نحاربهم وبم نحاربهم؟ بل أكاد أقول إننا لم نعرف من نحن؟ من نكون؟

   * في اليمن عام كعام الرمادة.. فهل في بلاد المسلمين كعمر بن الخطاب؟

·       شحت السماء وانحبست الأمطار في بعض المناطق بأواسط اليمن وفي سهول تهامة طوال السنوات الثلاث الماضية.

وكانت اليمن تصدر الحبوب ومواد غذائية أخرى في الماضي إلى البلدان المجاورة، ولكنها ابتليت بحرب أهلية مريرة خلال السنوات الثماني الماضية لا تزال الجروح التي نجمت عنها تنزف دمًا، كما أن نسبة الأمطار كانت في انخفاض في السنوات العشر الأخيرة وقد وجه المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وهيئات صليبية ذات أغراض تبشيرية أخرى نداءات لإرسال مساعدات إلى اليمن لسد الجوع وإنقاذ الناس من المجاعة.

 فهلا تحرك المسلمون في أقطار الأرض لإغاثة إخوانهم في اليمن أم نترك الأيدي الصليبية المغرضة والهيئات التبشيرية الانتهازية تستغل هذه المجاعة لنشر سمومها في اليمن؟

أيها المسلمون أليس فيكم من يأسو الجراح وبرد الجوع عن إخوانه الجائعين، هذا عام كعام الرمادة فهل في بلاد المسلمين مثل عمر بن الخطاب؟

* «جولدمان» رجل صفق له البعض! لنقرأ معًا..

* فلسطين وحدها هي هذه الدولة.

يقول جولدمان:

«والشعب اليهودي يستحق قطعًا بتاريخه هذا أن تتوفر له أسباب بقائه، وقد أثبتت التجربة أن مجرد تخصيص دولة له، يمكن أن يخدم هذا الغرض مهما كانت الدولة صغيرة وفلسطين وحدها هي الدولة، نظرًا لارتباط اليهود دينيًا وعاطفيًا بل صوفيًا بأرض إسرائيل، حيث أسهموا بنصيب ضخم في الحضـارة الإنسانية، هذه الأرض لـم يكونوا على استعداد لنسيانها في أي وقت مضى من تاريخهم، ومن أجل العودة إليها تضرعوا وإلى الله واصلوا الحياة خلال آلاف من السنين، ومن أجل تعلق هذا الشعب الفريد المشتت بالوطن الأصلي يمكن تبرير مطالبة اليهود بفلسطين في مواجهة الحجة العربية القائلة بأن فلسطين ملك لهم لأنهم أقاموا هناك كأغلبية لعدة قرون، لكن إذا أدركنا وجه امتياز الشعب اليهودي وتاريخه المأسوي، نستطيع أن نسلم بأي الدعوى اليهودية تتفوق الدعوى العربية من الناحيتين التاريخية والمعنوية».

 مجلة الشئون الخارجية الأمريكية «ناحوم جولدمان»

* مستقبل مثمر.

«فالشعوب العربية تملك مساحات واسعة من أراض حيث يمسكون فيها أمام مصيرهم، وتنازلهم عن المطالبة برقعة ضيقة من الأرض لا يعني أي تهديد لبقائهم ومستقبلهم، غير أن فلسطين وإن تكن رقعة ضيقة جدا، فهي بالنسبة للشـعب اليهودي الطريق الوحيد لبقائه ضمان لا بديل عنه لمستقبل مثمر.

   * نهاية أمة.

في الولايات المتحدة عشرة ملايين من قوم لوط وخمسة ملايين سحاقية يطالبون بحقوقهم، ويحتجون في مظاهرات على ملاحقة رجال البوليس لهم.

طافت نيويورك أعجب مظاهرة من الرجال والنساء؛ يطالبون بمنحهم الحرية في استئجار شقق للمتعة، يقولون في منشوراتهم «لماذا لا يحق لنا أن نستأجر شقة نعيش فيها مثلما يحلو لنا كسائر الناس، لماذا يبصق بعض الناس علينا كلما رأونا، نحن لنا الحق أن نفعل ما نشاء وأن نحب من نشاء.

هذه فقرات من البيانات واللافتات اللعينة التي حملها فتيان أمريكا وفتياتها وطافوا بها في الشوارع والتعليق:

احذروا أن تسير هذه المظاهرات من أبنائنا بعد عشرة أعوام، احذروا.

 * الطلبة العرب في باكستان يرفضون الحل السلمي

«ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم»

«وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» الحمد لله الذي أعز جنده ونصر عبده وأظهر زيف الأدعياء المضللين وكشف النقاب عن كذب أدعياء التحرر، فظهروا عراة للشعوب لا تسترهم إلا بقية من عناد هو يشبه بثوب شفاف يرى أكثر مما يستر وبعد؛

 أيها الإخوة الطلبة منذ أيام قلائل اشتعل في شوارع عمان قتال عنيف دموي؛ ذهب ضحيته مئات الأبرياء المدنيين و المجاهدين الشرفاء والجنود الذين دفعوا إلى الساحة رغمًا عنهم حين ذاك توقعنا شيئًا وكنا نريد أن ننشر ما توقعناه لولا ظروف الامتحانات التي دعتنا إلى التأجيل وفي تلك اللحظات أيها الإخوة توقعنا أن تكون هناك مؤامرة تجرى حياكتها لإقرار المشروع الاستسلامي والقضاء على كتائب الفدائيين الذين باعوا أنفسهم لله وعرفنا يومها أن هذه المؤامرة يمسك بأحد طرفيها اليساريون الذين يرون التعايش العربي اليهودي خيرًا لهم من استمرار الجهاد وتدعيمًا للنفوذ الماركسي واللينيني في المنطقة ويمسك بالطرف الآخر اليمينيون الذين يرون في الحل الاستسلامي إنقاذًا لهم من حرج وقعوا به ولا زالوا يحاولون التخلص منه وصدق حدسنا، فالمؤمن يرى بنور الله، فها هي الجهات المقصودة قد وافقت على المشروع الأمريكي الاستسلامي وهذه الموافقة ليست أكثر من توقيع على صك البيع، والآن وقد تكشفت الحقائق وأسفرت الرؤوس النتنة عن حقيقتها ولم يعد بد من الاعتراف بتلك الحقائق، نرى لزامًا علينا كدعاة إلى الله الالتزام بأحكام الإسلام كطريق للتحرير، نرى لزامًا علينا أن نبين موقفنا من هذا المشروع وكل مشروع يهدف إلى تصفية قضية المسلمين الأولى والقضاء على الفدائيين.

نقولها بكل صراحة أن كل موافقة على المشروع الأمريكي لا يعدو في نظرنا كونه عدوًا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وللأمة الإسلامية جمعاء، ونعلنها أيضًا إننا نعارض أي محاولة لإقرار هذا المشروع لأنه إنكار لحقنا في أرضنا وتأييد لليهود، وتدعيم لهم في عدوانهم كما وأن شعبنا الفلسطيني المسلم قرر الفوز بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة، وأن لنا في الله خير معين وفي عقيدتنا خير دافع للمضي على طريق الجهاد وأن لنا في قادتنا خالد وصلاح الدين خير قدوة نسير على دربهما لنواصل الجهاد حتى يوم النصر.

 ومما يدعو إلى الأسـف والحسرة أن تخرج علينا وفي هذه الظروف العصيبة بعض الفئات تشكك في العمــل الفدائي وأهدافه، في حين كان يجب أن تلتحم جميعًا في صف واحد لنقف أمام الخونة وهم يمثلون آخر فصول مؤامراتهم للقضاء على مصير شعبنا.

وإننا بكل إخلاص ندعو هؤلاء المشككين أن يتقدموا للمشاركة الإيجابية والعمل الفعال خير لنا ولكم من أن نشغل أوقاتنا في الكلام وعدونا يعمل بجد للقضاء علينا، وأن الركب سائر بإذن الله وقوافل الشهداء تسارع إلى جنان الله، ولن يوقف هذا الركب إلا أعلام النصر ترفرف فوق بيارات فلسطين الحبيبة. وفي هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامي نناشد إخوتنا الطلبة أن يعوا حقيقة ما يدور حولهم و ما يدبر لهم في الخفاء، ويتركوا الخلافات الحزبية والسياسية لأنها جميعها أثبتت فشلها وارتباطاتها الخارجية وندعوهم إلى العودة إلى حظيرة الإسلام فلا نجاة بغيره كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد «أعزكم الله بالإسلام فما طلبتم العزة بغيره أذلكم الله» ونناشدهم نبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم ليكونوا حاجزًا يحول دون تنفيذ مؤامرات الأعداء لتصفية قضية فلسطين والخلاص من الفدائيين، والله نسأل أن يسدد خطا إخوتنا المجاهدين ويثبتهم على الحق ويرشدهم إلى الصواب فإنه خير معين ونصير.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد: 7)

﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (آل عمران:160)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جماعة الفكر الإسلامي

فرع حيدر آباد

 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل