العنوان 53 عاماً على إحراق «الأقصى».. وما زالت الجريمة مستمرة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الأربعاء 31-أغسطس-2022
مشاهدات 14
نشر في العدد 2171
نشر في الصفحة 5
الأربعاء 31-أغسطس-2022
الافتتاحية
في ظل عمليات تهويد واعتداءات مكثفة على المسجد الأقصى المبارك، يستذكر المسلمون، في 21 أغسطس من كل عام، ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى بالقدس المحتلة عام 1969م، على يد الإرهابي الصهيوني الأسترالي «دنيس مايكل روهان»، وبتنسيق كامل مع قوات الاحتلال الصهيوني، وقد أتت النيران على أجزاء كبيرة من المسجد، ودمرت الكثير من الكنوز الدينية والتاريخية والحضارية، وقامت سلطات الاحتلال بقطع المياه عن المصلى القبلي ومحيطه، ومنع فرق الإطفاء والإسعاف من الوصول إليه، وحاصرت محيط «الأقصى» بمئات الجنود، وذلك لضمان انتشار واسع للحريق لتدمير كل مكونات المسجد، بينما هبَّ الفلسطينيون والمرابطون من كل القرى والأحياء القريبة إلى إخماد النيران بملابسهم والتراب والمياه الموجودة في آبار «الأقصى»، وكالعادة، ومع كل جريمة، ادَّعى الاحتلال الصهيوني أن «روهان» مختل عقلياً، وتم ترحيله إلى أستراليا.
ورغم إخماد الحريق حينها، فإنه ما زال مشتعلاً في «الأقصى» ولكن بأشكال مختلفة بهدف الاستيلاء عليه، وإقامة ما يسمى «الهيكل المزعوم».
وقد أصبح العدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية سمة يومية، في الوقت الذي يواصل فيه الصهاينة جرائمهم ضد أهلنا في القدس؛ من مصادرة الأملاك، وهدم البيوت، وتشريد العائلات في العراء، وعمليات تفريغ القدس من سكانها، مع استمرار مشروع تهويدها بالكامل، حتى يتم تأميمها بالكامل لصالحهم، ومحو أي أثر للإسلام أو المسلمين هناك.
لقد أكمل الصهاينة مخططهم الكبير في السيطرة على «الأقصى» من تحت الأرض باستكمال أضخم شبكة للأنفاق تحت جدرانه، ثم استكملوا حصاره من كل الجهات، واليوم يواصلون اقتحاماتهم تمهيداً للسيطرة على ساحاته ومصلاه، ومحاولة اقتسامه مثلما حدث مع المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل؛ حيث قسموا ساحاته مقتطعين الجزء الأكبر منها لليهود.
إن الخطر على المسجد الأقصى يتزايد، ولكَمْ نادينا من هذا المنبر عشرات المرات، أن يستيقظ العرب والمسلمون، ويهبوا للدفاع عن مسجدهم وعن مقدساتهم في فلسطين، ولكن لا حياة لمن تنادي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
إننا نناشد العالم الإسلامي -حكومات وشعوباً- ونناشد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكل التجمعات والجماعات والقوى في الدول الإسلامية والعالم الحر، أن تتحرك وتنتفض انتفاضة شاملة لإنقاذ «الأقصى»، ولكبح الصهاينة المجرمين عن المضي في مخططهم للاستيلاء على المسجد، وإلا فإن أنَّات هذا المسجد الأسير وشكواه إلى الله تعالى ستتحول إلى لعنات على القاعدين والمنهزمين والمتباطئين.
أما المسجد فسيظل شامخاً بإذن الله تعالى؛ لأن له رباً يحميه، ولأن هناك مجاهدين رجالاً ونساء نذروا أنفسهم للدفاع عنه بأرواحهم، ولن يتركوه نهباً للصهاينة حتى آخر قطرة من دمائهم، وسيظل جهاد هؤلاء حجة على كل عربي ومسلم متقاعس.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
د. حسن خاطر: الصهاينــة يواصلــون تغييــر المشهــد الإسلامــــــي والحضــــاري لـ«الأقصــــى»
نشر في العدد 2182
26
الثلاثاء 01-أغسطس-2023