العنوان 5 مليون مسلم في ماليزيا يعانون من ضغط الاستعمار والتبشير.
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-نوفمبر-1970
مشاهدات 24
نشر في العدد 37
نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 24-نوفمبر-1970
5 مليون مسلم في ماليزيا يعانون من ضغط الاستعمار والتبشير.
كلما التقيت برجل مسلم من خارج المنطقة ازداد إيماني بأن الإسلام لا يزال يفيض بالخير.. والظاهرة الواضحة في المسلمين الذين يبتعدون عن دائرة العروبة، أن حماسهم للإسلام فيه شباب وقوة وحرص على المعرفة..
التقيت برجل من ماليزيا تجاوز الخمسين من عمره.. ولكنه يتحدث بلسان ابن العشرين فيه ثورة وحماسة وتدفق..
قال لي الرجل: لا تذكر اسمي ولا تنشر صورتي فإن أعداء الإسلام يتحركون من حولي ويتربصون بي، الإنجليز وأعوانهم من الحاقدين يلاحقونني في كل مكان.. الشيوعيون والصينيون يعبئون كل طاقاتهم لتدمير الحركات الإسلامية.. وسكت محدثي طويلًا ثم قال لي: إن الحرب المعلنة على الإسلام كفيلة بالقضاء على أي دين أو عقيدة.. ولولا صلابة القاعدة التي يقوم عليها الإسلام لما سمعنا صوتًا لمؤذن في ماليزيا.. ولكن شاء الله أن يحفظ دينه بفضل بعض المخلصين..
ثم قال الرجل.. تصور أن الإسلام يصمد في مواجهة استعمار إنجليزي طوال هذه المدة.. إن الإنجليز دخلوا بلادنا في منتصف القرن الثامن عشر.. ولا يزال يعسكر في أرضنا قرابة ٥٠ ألف جندي بريطاني.. مفرقون في أربع أماکن أهمها سنغافورة وإلي جانب الإنجليز يقف التكتل الصيني والتكتل الهندوكي، ثم العناصر الشيوعية.. وكل هؤلاء ينتسبون إلى دول كبرى لها مطامعها في ماليزيا.. ومهما تفرقت مذاهبهم فإنهم مجمعون على مواجهة التيار الإسلامي ..
خنق الحركة الإسلامية
وسألت الرجل عن نشاط الجماعات الإسلامية في مواجهة هذه العداوات الضارية.
قال.. يكفي أن تعلم أن المسلمين يمثلون أكثر من نصف عدد سكان ماليزيا فهو حوالي خمسة ملايين نسمة.. وأن تمثيلهم في الوزارة يزيد على نصف المقاعد.. وأن لهم حزبًا كبيرًا وهو «اتحاد المسلمين للملايو» والذي ألفه المرحوم الدكتور «برهان الدین الحلمي» بل أن المسلمين يتفردون بحكم ولاية «كلتن» حكمًا فيدراليًّا..
ثم سكت الرجل طويلًا، وارتسمت على وجهه خطوط حزينة، ثم أردف قائلًا..
«ومع هذا كله لا نشعر بوجود الحركة الإسلامية في المجتمع، فالمسلمون لا يستمتعون بفرص التعليم، وأسباب الرزق من تجارة وغيرها مسلوبة منهم.. والمبشرون يضيقون عليهم.. ويفسحون الطريق أمام الصينيين والهندوكيين الذين هيمنوا على اقتصاديات البلاد».
قلت للرجل: «وما هي الجهود التي تبذلونها في مقاومة أساليب التبشير والشيوعية؟»
قال: «إن تعليم اللغة العربية بدأ ينتشر في ماليزيا وذلك بفضل المدارس الأهلية.. ويلي ذلك تعليم القرآن وفرائض الإسلام.. ثم إن كثيرًا من أبناء الملايو يتلقون العلم الآن في مصر والسعودية على حسابهم الخاص.»
ثم سكت الرجل طويلًا وهو يمضغ عبارات استعصت على الخروج، وقال: إن الأمل في الكويت شعبًا وحكومة أن تفتح الباب واسعًا أمام أبناء ماليزيا.. وأن تحكم اتصالها بالجماعات الإسلامية هناك.
ثم ابتسم وهو يودعني وقال: إن الفضل في دخول الإسلام إلى الملايو منذ ستة قرون كان على يد التجار، ونأمل أن تمتد يد التجار بالعون لأبناء ماليزيا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

