; «الأنبار».. ثورة الربيع العراقي | مجلة المجتمع

العنوان «الأنبار».. ثورة الربيع العراقي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013

مشاهدات 16

نشر في العدد 2034

نشر في الصفحة 4

السبت 05-يناير-2013

﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ (204)  وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (206)  وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ (207)﴾ (سورة البقرة).

بعد أكثر من ست سنوات من سطوة حكومة «نوري المالكي»، انفجر بركان «سنة» العراق، مطلقًا ثورته من الأنبار، بعد محنة طال ليلها الحالك مع الحكم الشيعي الذي يسيطر على ربوع البلاد منذ الغزو الأمريكي عام ٢٠٠٣م.

وعلى امتداد ما يقرب من عشر سنوات، وقع السنة في العراق «٥٪ من السكان» تحت مقصلة الاضطهاد الطائفي؛ حكومة بعد حكومة.. من حكومة «الجعفري» (٢٠٠٥ - ٢٠٠٦م)، إلى حكومة «المالكي» (مايو ٢٠٠٦ - ٢٠١٣م)، وارتكبت في حقهم مذابح يشيب لها الولدان، كما شئت تلك الحكومات حملة تطهير عرقي في المدن ذات الأغلبية السنية؛ لتهجيرهم منها داخل العراق ذاته وخارجه، متزامنة مع حملة تطهير عرقي على الوظائف المهمة في الدولة في المستشفيات والجامعات والمدارس، بينما سقط المئات من الكفاءات العلمية والقانونية والفكرية والاقتصادية قتلى في عمليات خاطفة شنتها «فرق الموت» الطائفية، واستطاع العشرات من تلك الكفاءات الهروب خارج البلاد نجاة بأرواحهم.. وبات أكثر من ثلاثمائة ألف من السنة يقاسون الأهوال في سجون «المالكي»، بينهم عدد كبير من النساء والفتيات، تم اختطافهن واغتصاب العديد منهن في واحدة من مخازي العصر لا تقل نذالة وخسة عما جرى للحرائر المسلمات في البوسنة على أيدي الصرب.

وفي الوقت نفسه، يجري تنفيذ مخطط ممنهج للتخلص من قادة السنة الفاعلين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ بالقتل أو السجن أو الضغط لترك البلاد.. وتلفيق تهم لمن أفلت من القتل بقضايا تعرضهم للإعدام، مثلما حدث مع الزعيم السني البارز «طارق الهاشمي»، نائب الرئيس العراقي، الملاحق بأكثر من حكم للإعدام على يد حكومة «المالكي»، وقد فقد «الهاشمي» شقيقته وشقيقه في عمليات اغتيال استهدفت ترهيبه وتطويع مواقفه، ولكنه أبي، فكان تلفيق العديد من القضايا التي حكم فيها القضاء المسيس عليه بالإعدام، بينما نفذت أحكام الإعدام، بالجملة على أبناء السنة، ومازال تنفيذ حكم الإعدام ينتظر العشرات حتى اليوم.

إن ذلك كله يأتي في إطار مخطط طائفي وإقليمي يستهدف «تشيُّع» العراق بالكامل، وتفريغه من محتواه السني؛ جغرافيًا وديموجرافيًا، ولكن صمود أهل السنة مازال يحول دون تحقيق ذلك المخطط الخطير.

ولقد فاض الكيل عن آخره لدى أهل السنة؛ فانفجر بركان ثورتهم على مدى الأيام الماضية، مطالبين بإطلاق السجينات، ومعاقبة مغتصبيهن، ورفع الحواجز من الأحياء السنية في بغداد، وتحقيق التوازن في الوظائف العامة، وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، وإنهاء تهميش أهل السنة.. ولم يلقوا بالا لدعوات «المالكي» بالحوار، مؤكدين على رحيله ورحيل حكومته.

إن دوي ثورة أهل السنة في «الأنبار» يسمع اليوم بقوة في قلب «دمشق»؛ متلاحمًا مع ثورة الشعب السوري، كما أن هدير الثورة في سورية بات يزلزل حكم «المالكي» في العراق، ولئن كان «المالكي» يتحالف مع «بشار»، فإن ثورة سورية تتلاحم مع ثورة «الأنبار»، ولن تغلب ثورة يقودها شعب بإذن الله تعالى.

الرابط المختصر :