; «المجتمع».. بين الأمس واليوم | مجلة المجتمع

العنوان «المجتمع».. بين الأمس واليوم

الكاتب العم عبد الله المطوع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995

مشاهدات 18

نشر في العدد 1142

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 21-مارس-1995

يسرني وقد مضى على تأسيس المجتمع، وصدورها خمسة وعشرون عامًا، فدخلت، بفضل الله مع صدور هذا العدد عامها السادس والعشرين أن أتقدم لإخواني وزملائي الذين واكبوا مسيرتها فتحملوا والذين لا زالوا متحملين مسئولية هذه الأمانة طوال مسيرتها بأصدق الدعوات والتمنيات بأن يتقبل الله منهم هذا البذل الذي يقومون به وهذا العطاء الذي يقدمونه بسهرهم ودأبهم وتحملهم المسئولية للدفاع عن أمتهم والذود عن دينهم فهم يقفون على ثغر، نسأل الله لنا ولهم وللمسلمين الثبات عليه إلى أن نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين. 
لقد كان هدفنا حينما فكرنا في إصدار المجتمع، في أواخر الستينيات هو أن ننشئ مجلة تدافع عن قضايا المسلمين، وتعبر عن آرائهم، وتحمل أفكارهم، وتتحدث عن قضاياهم وما يتعرضون إليه وتربط حاضرهم بماضيهم، وتنشر الرؤى والتصورات الصحيحة لمستقبلهم، وفضح خطط الاستعمار وحبائله ومكائده، وإعطاء المسلم الصورة الصحيحة لواقعة ومخاطر الأفكار الهدامة المحيطة بها من القومية، والعلمانية، ومطامع الصهيونية، فقد كانت الهجمة على الإسلام والمسلمين في ذلك الوقت قد بلغت شأوًا كبيرًا ولا زالت، وكانت السجون والمعتقلات في أكثر من قطر عربي تعج بعشرات الآلاف ممن سجنوا ظلمًا وعدوانا لا لشيء إلا أنهم يقولون ربنا الله بتحريض من أعداء الأمة، وكان القوميون والبعثيون قد وصلوا إلى سدة الحكم في أكثر من قطر عربي بدعم غربي مادي وعسكري محكم، ومع ذلك كانت هناك صحوة إسلامية كبيرة بحاجة إلى من يقف معها ليناصرها ويذب ويدافع عنها، وعن ما تتعرض إليه من محن ومكائد، فولدت المجتمع، لتقوم بهذا الدور، وكان صدور أول عدد من المجتمع، بتاريخ 9 محرم 1390هـ الموافق 17 مارس 1970م.
تكاليف الطريق
ومنذ أول يوم صدرت فيه المجتمع، قبل أكثر من خمسة وعشرين عامًا، وحتى الآن وهي تشق طريقها -بفضل الله- بعزم وثبات واضحة الهدف صريحة التوجيه غزيرة العطاء، فكانت صوت الصحوة الإسلامية الكبرى التي عمت العالم الإسلامي كله، ترشد وتوجه، وتثقف وتعرف وتنقل الأخبار وتناقش القضايا، وتدافع عن المظلومين وتتبنى قضايا المستضعفين وتفضح الظالمين وتطالبهم بأن يكفوا عن ظلمهم والسادرين بأن يفيقوا من غيهم، فأصبحت -بفضل الله- مرآة تعكس واقع المسلمين وتحمل همومهم، وتعبر عن آمالهم وغاياتهم.
وقد تحملت المجتمع، مسئولية إبراز قضايا المسلمين الكبرى طوال ربع قرن مضى وكانت قضايا المسلمين في كل من الفلبين، والهند وأفغانستان والصومال، وإفريقيا، والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى وكشمير، والبوسنة والهرسك والمسلمين في أوروبا، وجنوب شرق آسيا والقضية الفلسطينية، وما يحاك حولها من مؤامرات ومكائد هي محاور «المجتمع» وقضاياها الرئيسية.
غير أن هذا قد كلفها الكثير، فحيكت لها المكائد والمؤامرات، وأوصد الطغاة في وجهها الأبواب، ومنعت دخولها وتداولها بعض الأقطار، لأنها تنتقد واقعهم السيئ، وظلمهم لشعوبهم، وحاول أعداء الإسلام أن يسكتوا هذا الصوت، ويجففوا ذلك النبع، إلا أن حفظ الله سبق الجميع، ونسأل الله أن يديم حفظه، وأن يسبغ فضله علينا وعلى المسلمين.
بين الأمس واليوم
إننا حينما نتطلع إلى مسيرة المجتمع الطويلة والتي وصلت بفضل الله، الآن إلى عددها رقم «1142»، ووصلت في طباعتها إلى ثلاثة وستين ألف نسخة أسبوعيًّا، لتصبح بفضل الله من أكثر المجلات الأسبوعية طباعةً وتوزيعًا في العالم العربي، نجد أن عبء المستقبل علينا أثقل من عبء الماضي؛ فالصحوة الإسلامية أصبح لها الآن شأنها وبروزها ليس في العالم الإسلامي فقط وإنما في شتى أنحاء الدنيا وأصبح حصار الأعداء وتكالبهم عليها أشد وطأة، وأكثر جمعًا فأصبحت قضايا اليوم أكبر من قضايا الأمس ومحاور الغد أكبر من محاور اليوم، وأصبح سلاح الإعلام، والصحافة جزء منه، من أكثر الأسلحة أهمية لدى الأمم والشعوب، ونحن حينما نتطلع إلى إمكاناتنا البسيطة أمام إمكانات أعداء الصحوة الإسلامية الهائلة، نجد أن المعادلة بمقاييس البشر صعبة لكننا نتمسك دائما بمقاييس الله -عز وجل- فهو وحده الذي نركن إليه، ونستمد منه وجودنا ونقدم له بذلنا وجهدنا سائلينه الله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص وصدق النوايا.
مسئولية القراء تجاهنا
ويأتي دور قرائنا ومكانتهم لدينا، فهم هدفنا المنشود، ومحور خطابنا ومرآتنا التي تعكس تصورنا وتبصرنا بعيوبنا، ولذلك فإن مسئوليتهم تجاه مجلتهم «المجتمع»، لا تقل عن مسئولية القائمين عليها فهي مجلة المسلمين في كل مكان ومسئولية إنجاحها ودعمها لإكمال مسيرتها وإرشاد القائمين عليها إلى بعض هفواتها -إن وجدت- حق لنا عند كل منهم لا نفرط فيه، ولا نقبل عذرًا له؛ فكل نصيحة وكل قول وكل رسالة وكل مكالمة هاتفية تردنا من كبير أو صغير لها عندنا كل التقدير وكبير الاهتمام، وإذا كان بعض قرائنا يعتبون علينا أننا نغض الطرف عن معالجة بعض القضايا وتناول بعض الأخبار، فإن هذا ليس تقصيرًا منا، وإنما مراعاة وموازنة في المواقف لكي نستطيع معالجة القضايا بأسلوب يضمن تأية «المجتمع» رسالتها الكبرى على المدى القريب والبعيد ولكي تصل رسالة «المجتمع» بانتظام لقرائها.
لذلك فكل مسلم تصله هذه الكلمات هو معنا في خندق واحد يحمل معنا العبء الذي نحمله، ويبصرنا بعيوبنا ويناصح، فالطريق شاق وطويل والمسئولية عظيمة والإمكانات محدودة وقليلة والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ويد الله مع الجماعة، والمسلم للمسلم كالبنيان، ونحن –والله- لا نشعر بوجودنا إلا بكم، فكونوا عونًا لإخوانكم يكن الله حافظا ومعينا لنا ولكم، فعلى خطى أسلافنا نسير وعلى خطانا -إن صحت- سيأتي التابعون من بعدنا فليكن دربنا هو الدرب القويم وطريقنا هو صراط الله المستقيم.
إن الحديث ذو شجون، وإننا إذ نحمد الله على ما مضى، فإننا نستعين على يومنا ومستقبلنا، وحسبنا أننا نتمسك بحبله المتين ونحمل دينه القويم، ونعلي رايته في العالمين مستمدين سندنا وقوتنا من قوله في محكم كتابه العزيز ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ (الحج: 38).
﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد: 35) ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ (الأحزاب: 4).

ولادة المجتمع وانطلاقتها
بقلم: مشاري محمد إبداح الخشرم - أول رئيس تحرير المجلة المجتمع.
بذلت جمعية الإصلاح جهودًا حثيثة في أواخر الستينيات من أجل الحصول على ترخيص لإصدار مجلة أسبوعية تعبر عن قضايا المسلمين، وكانت بداية عام 1970م هي بداية ميلاد «المجتمع»، عندما وصل إلى مجلس إدارة جمعية الإصلاح كتاب من وزارة الإعلام يفيد بمنح الجمعية رخصة لإصدار مجلة أسبوعية إسلامية وتطلب تسمية رئيس التحرير وإصدار المجلة خلال فترة محددة، وتم عرض هذا الكتاب على مجلس إدارة الجمعية الذي كنت أحد أعضائه لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنه.
وبالرغم من أن الجمعية قامت بجهد دؤوب للحصول على هذا الترخيص إلا أن الجمعية فوجئت بصدور هذه الموافقة في هذا الوقت بالذات ولم تكن الجمعية قد استعدت مسبقًا لهذا الحدث على الأقل بترشيح رئيس التحرير.
وعليه كان موضوع الترخيص واختيار رئيس تحرير المجلة على رأس جدول أعمال مجلس إدارة الجمعية، ومن باب اللياقة والاحترام فقد بدئ برئيس المجلس السيد يوسف النفيس -رحمة الله عليه- فاعتذر، ثم بنائب الرئيس فاعتذر ثم بأمين عام الجمعية فاعتذر، ثم بقية الأعضاء فاعتذروا، وهكذا حتى وصل الدور عليّ فقيل لي حينئذ لقد لزمتك يا أبا أسامة فلا يقبل منك الاعتذار، فغشيتني الرهبة لأول وهلة وترددت في القبول؛ إذ لم أكن أتوقع أن يعهد إليّ من يوم من الأيام بمهمة مثل هذه، خاصةً أن عملي وتخصصي لا يمتان بصلة للعمل الصحفي، أضف إلى ذلك الصعوبة البالغة التي يواجهها العمل الإسلامي والعاملون في الإسلام في المجتمع الكويتي آنذاك الذي كانت تغلب عليه الصبغة القومية والعلمانية، إذ إن ورود اسمك كرئيس لتحرير مجلة والمجتمع، التي تصدرها جمعية الإصلاح الاجتماعي معناه إقامة حاجز من الريبة والشك بينك وبين كثير من معارفك وأصدقائك ومن ستتعامل معهم مستقبلًا في المجتمع الكويتي بحكم عملك المعيشي، فقد كانت الحرب والعداء ضد جمعية الإصلاح وكل ما يمت لها بصلة على أشدها في ذلك الوقت.
ولكني وتحت الإلحاح الشديد من مجلس إدارة الجمعية وبعد استخارة الله سبحانه وتعالى واحتساب هذا العمل لوجهه -جل وعلا- توكلت على الله وقبلت أن أكون أول رئيس تحرير المجلة «المجتمع»، ولكم أن تتصوروا صعوبة البداية لأي عمل فكيف به إذا كان إصدار مجلة إسلامية في الكويت في أوائل السبعينيات، ولكن الله - عز وجل- وفق وسهل لنا المسيرة إلى أن بلغت مجلة المجتمع شأوا كبيرًا بفضل الله ومنته.

وزير الإعلام الكويتي يهنئ «المجتمع» بذكرى مرور 25 عامًا على صدورها
في تهنئة خاصة إلى «المجتمع» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها قال وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد سعود ناصر الصباح أتقدم بالتهاني للإخوة في مجلة «المجتمع» ورئيس التحرير، وجميع العاملين بمناسبة مرور 25 عامًا على إصدارها، وأدعو الله سبحانه وتعالى توفيق القائمين على هذا العمل الإسلامي الذي يدعو للإصلاح، ويدعو للتعاون والتكافل فيما بيننا، وأتمنى للجميع التوفيق.

وما زال شبابها يتجدد
بقلم: بدر سليمان القصار- رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلامي- الكويت
خمسة وعشرون (25) عامًا مرت على إصدارها وما زال شبابها يتجدد ويزداد نضارة وبهاء، في كل أسبوع تطالعك بجديد التحليل الهادئ والمعلومة الموثقة والتغطية الوافية للأحداث المحلية والخارجية.. والدراسة الهادفة والحوار المفيد تعالج فيه قضايا الناس والمسلمين كافةً وتواكب التطورات والمتغيرات الهامة على الساحة العالمية
مجلة «المجتمع»، تقوم بدور رائد ومتميز في العملية التنموية بجميع جوانبه ومستوياته في الكويت أو في العالم أجمع، وهي بحق مدرسة تؤدي دورها بفعالية في التوعية والتوجيه والتربية والإعلام المستنير المنضبط.
تحية إكبار وتوقير للقائمين على مجلة المجتمع، وعلى من كان لهم السبق والفضل في إصدارها والمساهمة فيها وتطورها، فجزاهم الله خير الجزاء، وتمنياتنا له وللمجتمع، كل تقدم وتطور، وإلى مزيد من العطاء والنماء، والحمد لله رب العالمين.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لم كل هذه الحرب؟

نشر في العدد 2

38

الثلاثاء 24-مارس-1970

شكر وتقدير

نشر في العدد 3

29

الثلاثاء 31-مارس-1970