العنوان «المجتمع» تحصل على تقرير سرّي يكشف مخطط عسكر إثيوبيا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1976
مشاهدات 13
نشر في العدد 297
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 27-أبريل-1976
التقرير هو «سياسة» الحكم الفاشي في الداخل والخارج
* يصف العرب «بالمستعمرين» ويعلن الحرب ضدهم
* تصفية الثورة الإرترية «شعبًا ومقاومة» بالقمع والتذويب
* بناء مستعمرات إثيوبية عازلة في هذه المناطق
* إخضاع جيبوتي -عفر وعيسى- للسيطرة الحبشية
* تعزيز صلة الحبشة بالكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة
* تدعيم التعاون مع الصين الشيوعية والمخابرات المركزية الأمريكية!
* إنشاء جامعة أفريقية سوداء ضد «النفوذ» العربي في أفريقيا
تقرير قدم في الاجتماعات الأخيرة للمجلس العسكري الإثيوبي الحاكم وتم إقراره كما هو:
1- المشاكل الأمنية:
أ- الأمن الداخلي
يجب أن تخضع كل المنظمات والمؤسسات لمراقبة دقيقة نظرًا للعدد الكبير للقوى المعارضة وهي:
١- الرجعية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والإقطاعيون السابقون.
2- الانفصاليون.
1- المثقفون والمثقفون الطامحون وزملاؤهم المتجولون أو الرحالة الذين يأملون أن يستولوا على السلطة في المدى القريب أو البعيد باسم الجماهير تحت ستار ما يسمى «الحكومة المنتخبة بصورة ديمقراطية» و«حق القيام بالإضراب عن العمل» و«حرية التجمع» وسائر «الحقوق الديمقراطية».
2- التخريب الأجنبي مثل وكالة المخابرات الأمريكية والعرب، ويستخدم الإمبرياليين والعرب الرجعيين المحليين والانفصاليين والانتهازيين بغية إعادة الرأسمالية والإقطاع، وعليه أن توضع كل منظمة تحت رئاسة الوطنيين الإثيوبيين غير المتأرجحين والذين يملكون معرفة الاشتراكية ويجب أن يغرس أناس مؤيدون في كل المؤسسات الحكومية، ويجب القضاء على كل المشتبه بهم والأعداء المعروفين.
ب- الأمن الخارجي:
ما هي القوى الأجنبية التي يحتمل أن تتدخل؟
1- العرب بواسطة استخدامهم للانفصاليين وجاليتهم العربية الكبيرة التي يعمل معظم أفرادها في التجارة وقد تم استبدالهم بمواطنين إثيوبيين.
2- الملكيون الذين يحتمل أن يستخدموا عناصر مثل الطلبة الرجعيين والبرجوازية والإقطاعيين.
3- وكالة المخابرات الأمريكية والجماعات المماثلة لها في التفكير وذلك باستخدام الإقطاعيين والانفصاليين والرجعيين وكذلك بعض الأعضاء الرجعيين في نقابات العمال.
4- الصوماليون ربما يقومون بمغامرة باستخدام الخونة، وعليه وبغية الحصول على معلومات من الدرجة الأولى من حيث الأهمية حول القوات شبه العسكرية، يجب على الحكومة أن تنظم وتدرب قوات أمن خفيفة شبه عسكرية، وأن الاحتفاظ بالارتباطات والصلات مع وكالة المخابرات الأمريكية ربما يكون مفيدًا جدًا في نضالنا ضد الإمبريالية العربية.
وبالطبع إن أكبر ضمان لنا هو الطاقة الكبيرة لقواتنا الدفاعية، وطالما أن هناك مخاطر لأمننا، يجب تعبئة السكان وتنظيمهم بصرامة، إن هذه التعبئة تخدم غرضين فهي اقتصادية ودفاعية في آن واحد.
1- تعبئة الجيش إلى الدرجة القصوى.
2- تجنيد واسع النطاق للوطنيين الحقيقيين.
3- التأكد من مصادر الأسلحة.
4- تجنيد واسع النطاق للإثيوبيين في مختلف البلدان.
5- مثله مثل المؤسسات الأخرى يجب تطهير الجيش من العناصر الانفصالية والرجعية.
٢- الدعاية:
مطلوب دعاية مستمرة وفعالة لأنها حيوية وأن الأعمال التخريبية يجب أن تكشف الجماهير، وعليه يجب إسناد إدارة كل المؤسسات من أعلى إلى أسفل إلى وطنيين إثيوبيين غير مذبذبين ومخلصين «للاشتراكية الإثيوبية» بغية كشف كل العناصر التخريبية، يجب على جهاز الدعاية أن يغرس في الأذهان روح المسئولية والهدف بواسطة «1» بتعزيز القومية الإثيوبية، عبث القبلية والتعصب الديني والمعتقدات الخرافية. «2» كشف أعداء إثيوبيا والإثيوبيين في الخارج والداخل وكذلك الانفصاليون والملكيون والإقطاعيون والقوى الرجعية. ولهذه الغاية يجب تسخير كل وسائل الإعلام الحالية، ويجب توسيع وسائل الإعلام الموجودة مثل الراديو والتلفزيون والمطبوعات لتصل إلى كل زاوية وركن من إثيوبيا ومن المدن إلى القرى.
3- التثقيف السياسي والتنظيم:
1- تأسيس جهاز سياسي يمر بواسطته كل المؤيدين للحكومة الذين كرسوا أنفسهم في حب وطنهم والمبادئ الاشتراكية «إثيوبيا أولًا» يجب أن يكون ذلك الضوء المرشد للاشتراكية الإثيوبية.
2- يجب أن تضفى الصفة السياسية على كل المنظمات والوزارات والأفراد.
3- تطهير كل المشبوهين على أنهم أعداء الاشتراكية الإثيوبية.
4- التثقيف السياسي والأيديولوجي يجب أن يكون أساس الاشتراكية الإثيوبية.
4- المشاكل العرقية:
تحت جو التعبئة الكاملة والتنظيم الصارم يمكن القضاء على الشرور مثل البطالة والإيمان بالخرافات وذلك بواسطة خلق نشاطات تتطلب عملًا كثيرًا ولا تكلف كثيرًا مثل بناء السدود والقنوات وشبكات الري والطرقات والمدارس والعيادات العملية وليست وهمية، إن الخبرة الصينية يمكن أن تكون مفيدة في هذا المضمار ومن الممكن تقديم الضروريات الأولية للناس، ويجب ألا نشعر بالخجل من السعي للحصول على مساعدات ممكنة من الأقطار الاشتراكية في شكل تجهيزات صناعية.
۲- يمكن استخدام الطاقة البشرية للمساجين في بناء الطرقات والمشاريع الإنمائية الأخرى.
3- يجب أن يكون التعليم قائمًا على نظام التعليم الاشتراكي واعتباره جزءًا لا يتجزأ من عملية التنفيذ، ويجب أن يكون التشديد على العلوم والتكنولوجيا.
-يجب إعادة توجيه المعلمين ومديري المدارس توجيهًا اشتراكيًا.
- يجب الحفاظ على النظام في كل المؤسسات.
5- المشاكل الاقتصادية:
1- يجب أن نعيش حسب إمكانياتنا ونوقف كل البضائع غير الضرورية. وعلى الحكومة أن تتولى كل النشاطات الهامة وتفرض رقابة دقيقة على الصادرات حتى لا تضيع الأموال في شراء السلع غير الضرورية.
٢- الاستفادة القصوى من الطاقة البشرية بأقل كلفة ممكنة والاستفادة من المعرفة التكنولوجية لمستخدمي الحكومة مع تعبئة السكان.
3- إن التحولات الإنشائية الجارية يجب أن تكثف.
٤- يجب وضع خطة اقتصادية قصيرة المدى، إن الإصلاح الزراعي ليس كافيًا في حد ذاته ما لم يكن مصاحبًا باقتصاد فعال ومخطط مركزيًا، ويمكن تحقيق ذلك بواسطة:
أ- تنظيم فعال للقطاع الزراعي والتوفيق بين آراء الفلاحين السياسية والاجتماعية والأيدولوجية.
ب- إمداد الفلاحين بمعرفة تكنولوجية بسيطة «إن الخبرة الصينية يمكن أن تساعد بهذا الصدد».
جـ- إجراء تحويلات في البنيان الاجتماعي- الاقتصادي، مثال ذلك بناء الأرض والماء والنقل الجوي.
د- خلق وتطوير الأسواق المحلية وإيجاد مصانع صغيرة بالقرب من المزارع الجماعية وذلك في جميع أنحاء القطر.
هـ- تنويع قطاع الصادرات من الاقتصاد.
و- تأسيس مؤسسة مهمتها دراسة الأسواق الداخلية والخارجية.
ز- مؤسسات مالية لتقديم خدمات فعالة للقطاعين الزراعي والصناعي من الاقتصاد.
5- إن التحول المرحلي ضروري حتى يتعزز الحب للعمل والنظام الاشتراكي. ومن الضروري خلق حالة من الرعب في كل منطقة ريفية وإلا لا يمكن قمع نشاطات المعادين للثورة في المدن والأرياف. ولتصبح الأخطاء من الضروري تجاوز الحدود التي لم يتم تجاوزها بعد.
6- الحل الممكن للمشكلة الإرترية:
من الصعب أن يرى المرء تمامًا وبوضوح الجزء دون الكل، إن المشكلة الإرترية ذات علاقة بمشاكل القطر ككل، نحن فقراء ومتخلفون لدرجة حتى أن العرب استطاعوا أن يحقروا سيادتنا وسلامة أراضينا، إن هذه لإهانة كبرى، ويشكل تحديًا إذا فشلنا في مواجهته في كل من الداخل والخارج سنظل مجموعة من الفقراء منقسمين إلى مجموعات قبلية ولغوية وحتى کتل دينية في شمال شرق أفريقيا، وعلينا إما أن نخلق شعبًا منظمًا وموحدًا ذا مشاعر قومية وإما أن نواجه التمزق والفوضى.
لقد تسربت روح الإقليمية والقبلية الى مختلف المؤسسات والمنظمات لنسف ثورتنا الحقيقية وسلامة أراضينا، وأن هذا الوضع السائد يجب أن يوقف بأي ثمن خلق الله وطنًا واحدًا لشعب واحد له هدف واحد، فماذا نفعل إذن؟ يجب أن ننظر إلى المسألة الإرترية على ضوء هذه الحقيقة.
نظرًا لطريق التطور السياسي والاقتصادي الذي اخترناه لأنفسنا، لقد أغضبنا عناصر مختلفة في كل من الداخل والخارج، إن الأعداء الداخليين هم البرجوازية، ومن الخارج نحن محاطون بأعداء لثورتنا، إن خبرات مختلف الثورات الاشتراكية وعلى الأخص الثورة البلشفيكية في عام ۱۹۱۷م برهنت أنه فقط بتعزيز الطاقة العسكرية وبتعبئة الجماهير مع فرض نظام حدیدي وإرشاد أيدولوجي مناسب يمكن ضمان بقاء الثورة الاشتراكية في وجه الإمبريالية الشرسة والرجعية، وبفضل بعد نظر لينين وبعده ستالين أصبح من الممكن بذل الجهود وتقديم التضحيات لمواجهة تحديات الإمبريالية في الخارج والرجعية في الداخل.
فيما يخص وضعنا فنواجه جيرانًا لهم مطالب إقليمية وآخرون يبدو أن أهداف اشتراكيتنا لم تعجبهم، على سبيل المثال، فهي دولة لا شك أنها ستقوم بشن هجوم علينا عندما تتأكد من التفوق العسكري علينا.
إن الصومال والسودان ينالان التشجيع من قبل الإمبريالية العربية والتي تملك ثروة نفطية هائلة تشكل العدو رقم واحد بالنسبة لإثيوبيا، إن هذين البلدين أي الصومال والسودان هما عضوان في جامعة الدول العربية المتعصبة وهما نشيطان في تأييد الخونة.
وبما لا شك فيه أن العرب يستخدمون العناصر الرجعية من شعب- عفار- في إثيوبيا مما ينذرنا من إمكانية إلحاق أضرار أخرى ببلادنا في المدى البعيد. وهناك الخطر المحدق من أن دولة غير صديقة يشكلها- العفار والعيسى- في جيبوتي. ولهذا يجب ألا نسمح للصوماليين والعرب من أن يكون لهم موطئ قدم على الإطلاق في جيبوتي.
لقد حان الوقت أن نعرف جيدًا من هم أعداؤنا، لقد اختار العرب وعملاؤها أن يكونوا أعداءنا وعلينا أن نعاملهم على هذا الأساس، إن الكلمات والتصريحات لا تجدى الفعل يجب أن يكون المبدأ المرشد لنا، علينا أن نعبئ الدول الأفريقية السوداء لتأسيس جامعة أفريقية سوداء ضد العرب، يجب أن نمارس الضغط على الأقطار الاشتراكية لتأييدنا ماديًا ومعنويًا، علينا أن نستخدم الإسرائيليين ضد العرب شرط ألا نسمح للإمبريالية الغربية أن تقوض ثورتنا الحقيقية، لكن أكبر ضمان ضد أعدائنا يكمن في قوتنا الذاتية، كيف لنا أن نكون أقوياء؟
نحتاج إلى تعبئة السكان للدفاع عن الوطن الأم ولزيادة الإنتاج، إن خلق قوة هائلة من مليشيا الفلاحين وتجنيد عسكري إجباري يمكن أن يضمنا لنا سلامة أراضينا وتقدمنا الاجتماعي الاقتصادي واستمرار ثورتنا الاشتراكية، وعلينا أن نمارس الضغوط السياسية والعسكرية ونشددها حتى نضع حدًا للنزاع الإرترى، إن الوسيلة التي يمكننا بواسطتها أن ننهي هذا النزاع نهاية سعيدة هي :-
۱- أن السكان الذين يعيشون على طول الحدود مع السودان وكذلك سكان منطقة البحر الأحمر يجب أن ينقلوا أو يؤخذوا إلى مناطق آمنة وفي نفس الوقت يجب تحويل المناطق التي تم إجلاء سكانها إلى مناطق عسكرية بغية تسهيل عملية مراقبة تحركات العدو.
۲- تبادل السكان وذلك بنقل السكان القاطنين في المناطق التي يسيطر عليها العدو واستبدالهم بأعداد مماثلة من المواطنين المنقولين من مناطق أخرى من الوطن.
3- إعادة تجميع السكان في مختلف المناطق وإسنادهم لمسئولية جماعية عن أية أعمال تخريبية تحدث في تلك الناحية.
٤- يجب نقل شغيلة مختلف المصالح والمصانع في إرتريا وإعطاؤهم مناصب مماثلة في مناطق أخرى من البلاد، أو يجب نقل مصانع بكاملها مع شغيلتها إلى المناطق الأقل تطورًا من الوطن.
5- يجب توطين المساجين وسكان المناطق المزدحمة بالسكان إلى المناطق القليلة السكان وذلك بإقامة معسكرات عمل في جميع أنحاء إثيوبيا.
٦- إن أعضاء قوات الأمن العاملين في إرتريا يجب أن لا يضموا أناسًا من محافظتي تجرای وإرتريا.
7- مسألة استقلال جيبوتي:
إن اهتمام إثيوبيا بجيبوتي غني عن البيان. إن موافقتنا لاستقلال جيبوتي يجب أن تخضع للاعتبارات التالية:
1- بعد نيل الاستقلال يجب أن تتعهد حكومة جيبوتي أنها لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية في أراضيها باستثناء إثيوبيا.
2- ألا تدخل في معاهدات عسكرية أو تحالفات أو الانضمام إلى أي بلد آخر إلا مع إثيوبيا.
3- ألا تقدم أي تأييد مادي أو سياسي إلى أية منظمة أو شخص يشكل خطرًا على أمن إثيوبيا وسلامة أراضيها.
4- علينا أن نبذل كل الجهود للسيطرة على الدفاع والسياسة الخارجية لجيبوتي المستقلة.
5- تحت أي ظرف من الظروف يجب ألا نسمح لجيبوتي المستقلة أن تنضم لجامعة الدول العربية.
إذا لم تقبل النقاط المذكورة عاليه فإن على إثيوبيا أن تسحب تأييدها لاستقلال جيبوتي وعليها أن تستعد للمطالبة بالإقليم على أساس جغرافي وثقافي وتاريخي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلدراســـــات فـي التطبيـــــع مع الكيـــــان الصهيونـــــي
نشر في العدد 2176
42
الأربعاء 01-فبراير-2023