العنوان «المحاضن التربوية» صناعة إسلامية
الكاتب د. توفيق الواعي
تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010
مشاهدات 22
نشر في العدد 1895
نشر في الصفحة 41
السبت 27-مارس-2010
المحاضن التربوية العظيمة صناعة إسلامية ربانية؛ لأن الإسلام يمثل طفرة روحية وحضارية وإنسانية عظيمة وصدق الله العظيم، ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام: 122) ولا فرق في ذلك بين النساء والرجال؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والمرأة الصالحة نفحة إيمانية لبيتها وأسرتها ومحيطها.
سئلت امرأة مسلمة، أي مواد التجميل تستعملين؟ قالت: أستخدم لشفتي الحق والصدق، ولصوتي القرآن والصلاة، ولعيني الرحمة والشفقة، وليدي الإحسان والصدقة، ولقوامي الاستقامة، ولقلبي الحب في الله، ولقد صدق الشاعر حيث قال:
ولو كان النساء كمن عرفنا
لفضلت النساء على الرجال
أما عن شجاعة النساء المؤمنات فسأضرب مثلاً بزوجة مثالية مؤمنة لرجل عظيم وقائد شجاع بطل في زمن الأقزام، وهو الإمام الهضيبي، يقول الأستاذ عبد الحكيم عابدين لمجلة الشهاب البيرونية عدد (15) عام 1974م، «بعد تولي الأستاذ المستشار حسن الهضيبي مسؤولية المرشد العام للأخوان المسلمين سارعت الأخوات إلى حرم المرشد الجديد يطلبن منها تقلد زمام قيادة الأخوات المسلمات لما كان معروفًا عنها من رجاحة عقل وسعة ثقافة وأصالة إيمان، واستجابت أم أسامة يمثل تواضع زوجها لحمل نصيبها من الجهاد. وكانت السيدة أم أسامة دعوة ناطقة بعملها وخلقها وإيمانها، كما كانت كذلك بأحاديثها وجولاتها وإرشاداتها متعاونة مع الأخوات الفضليات، فاطمة البدري، وسنية الوشاحي، وسنية عبد الواحد، وآمال العشماوي، وغيرهن كثير..
ولكن ماذا عن تورعها عن الاستفادة بمكانتها في الدعوة؟
يجيب الأستاذ عبد الحكيم عابدين - سكرتير الجماعة في ذلك الوقت - فيقول عندما سافر الأستاذ الهضيبي في صيف 1954م إلى السعودية وبعض بلاد الشام في مهمة دعوية، وجهت سائق سيارة الأستاذ المرشد بسيارته ليكون تحت تصرف السيدة أم أسامة حرم المرشد، ولكنها لم تقبل استقبال السيارة.
وهنا تكمل السيدة علية الهضيبي: إن أمي قالت للأستاذ عبد الحكيم إن هذه السيارة يستعملها الأستاذ حسن الهضيبي بوصفه مرشد الإخوان وليس شخص حسن الهضيبي، فهي للدعوة فقط... وحين تحدث إليها الأستاذ عبد الحكيم عابدين تليفونيًّا أن تقيل السيارة، فإن لم تقبلها بوصفها حرم المرشد فرجاء أن تقبلها بوصفها مسؤولة عن الأخوات، وتنتقل بين الشعب والبلاد لتفقد العمل النسائي في مصر، ولكن الداعية الحصيفة الواعية لم يستدرجها هذا المبرر الجديد لقبول السيارة كلية فقالت: «إنني أتفقد الشعب والأخوات وفقًا لجدول أضعه، وعلى سيادتكم أن تعتمده، وأن تحتفظ بالسيارة حتى إذا أرسلت لك جدول زياراتي واعتمدته، فأرسل لي السيارة في أوقات الجولات فقط حسب الجدول المعتمد»..
وماذا كان رد فعل الوالدة يوم أن حكم على والدك بالإعدام من محكمة الثورة؟
تحكي السيدة علية فتقول: إن أخي المستشار محمد المأمون اتصل بنا من غزة، حيث كان عمله هناك وكان مشفقًا على والده ومشفقا علينا فامسكت أمي بالتليفون، وسمعتها تقول له إيه يا مأمون عاوزني أقول لك «خير الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله».. بابا من حزب سيدنا حمزة، إحنا حننسى مبادئنا ولا إيه. وأيضا قول الرسول ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
وكانت هذه الكلمات بردًا وسلامًا على قلبه وقلوبنا، ثم جاء أهلنا وطلبوا من أمي أن يكتب أصغر أولاده - وهو أنا - التماسًا لتخفيف الحكم عن أبيها، وقالوا: «خلاص خلي علية، وهي حبيبة صغيرة هي التي تتقدم بالالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف الحكم عن حسن الهضيبي».. وهنا نهرتهم أمي قائلة: «يبقى عاوزين تعدموه مرتين مرة بيد عبد الناصر والمرة الثانية بايدينا إحنا، حسن الهضيبي هو الرجل الأول في الإخوان، وهو قدوتهم، ولو قدمنا التماسًا إلى عدوه وعدو الله يبقى إحنا بنقتله مرتين؛ مرة قتل معنوي، ومرة قتل جسدي»..
ويذكر الأستاذ عبد الحكيم عابدين في نفس المقال السابق موقف السيدة نعيمة (أم أسامة) تجاه هذا الحدث فيقول، ذهبت السيدة روحية زوجة أحد الإخوان لزيارة بيت الأستاذ المرشد في هذا التوقيت إبراء للذمة ورفعًا للملامة؛ إذ كانت شديدة التشيع لآل الإمام حسن البنا، وكانت لا تطيق أن ترى بيتا يخلف هذا البيت حتى ولو كان بيت حسن الهضيبي.. ولكنها فوجئت بامرأة حسن الهضيبي تملؤها البشاشة وحولها بنائها الثلاث (إذ كان الذكور في السجن) وعلى وجوههن الاطمئنان والسكينة، فنهضن جميعا يستقبلتها ويرحبن بها وشملتها زوجة المرشد الجديد بكل لطف وإيناس.
حتى إن السيدة روحية انقلبت مشاعرها وأفكارها رأسًا على عقب، وانطلقت تقول هكذا يجب أن يكون المرشد، وكذلك ينبغي أن تكون زوجته وبناته.
وتحكي السيدة روحية أنه أثناء وجودها مع أسرة الإمام حسن الهضيبي حضرت السيدة سعدية زوجة الوزير أحمد حسن لتواسي زوجة الإمام وبناته قائلة لأم أسامة: «هوني عليك، أحمد حسن بك بعثني لأطمئنك بأنه مستمر في أقسى الجهود حتى لا يعدم زوجك وإن كانت كلمة المرشد لا مجال لها بعد الآن».
قالت زوجة الإمام: «يا سيدة سعدية هانم، اسمعي مشكورة وبلغي السيد الوزير أن حسن الهضيبي ما تولى قيادة الإخوان المسلمين إلا وهو يعلم أن سلفه العظيم حسن البنا قد اغتيل وأهدر دمه علنا في شارع رئيس بالعاصمة، وما رضي الهضيبي أن يكون خليفة إلا وهو ينتظر هذا المصير، وقد باع نفسه لله، وبعنا أنفسنا معه، فلن يرانا أحد إذا كان هذا قدر الله إلا نماذج سكينة واطمئنان سعداء بأن نحتسبه عند الله، وتكتمل سعادتنا بأن نلحق به شهداء.
ثم تلفتت زوجة الإمام إلى بناتها الثلاث وقالت لهن، هذا ما عندي، فماذا عندكن يا بنات؛ فتتبعت الصيحة من علية وخالدة وسعاد، ليس عندنا إلا ما عندك يا أماه»؟!
هذا وكانت قد أرسلت الزوجة الفاضلة إلى الملك سعود تشكر له عاطفته الكريمة بعد تخفيف الحكم عن زوجها بواسطة سفارته بمصر بتوقيع زوجة الهضيبي وبنائه الثلاث.. تقول بعض كلمات الخطاب: «يا جلالة الملك، إننا إذ تشكر كريم عاطفتكم نؤكد لك أننا على عهد الدعوة وميثاق الجهاد، سواء استشهد الهضيبي أو طالت حياته فلن تقف عجلة الصراع؛ لأنه ليس صراعًا بين الهضيبي وعبد الناصر، ولا بين الإخوان والثورة، ولكنه الصراع الأزلي الأبدي بين الحق والباطل، بين الهدى والضلالة بين جنود الله وحزب الشيطان، وسيظل لواء الدعوة مرفوعًا وعملها موصولاً ولو ذهب في سبيله آلاف الشهداء، من رجال ونساء حتى تعلو كلمة الله ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون»، وبعد فهذه محاضننا فأين محاضنکم یا سادة؟!
د. توفيق الواعي
المحاضن التربوية العظيمة صناعة إسلامية ربانية؛ لأن الإسلام يمثل طفرة روحية وحضارية وإنسانية عظيمة وصدق الله العظيم، ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام: 122) ولا فرق في ذلك بين النساء والرجال؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والمرأة الصالحة نفحة إيمانية لبيتها وأسرتها ومحيطها.
سئلت امرأة مسلمة، أي مواد التجميل تستعملين؟ قالت: أستخدم لشفتي الحق والصدق، ولصوتي القرآن والصلاة، ولعيني الرحمة والشفقة، وليدي الإحسان والصدقة، ولقوامي الاستقامة، ولقلبي الحب في الله، ولقد صدق الشاعر حيث قال:
ولو كان النساء كمن عرفنا
لفضلت النساء على الرجال
أما عن شجاعة النساء المؤمنات فسأضرب مثلاً بزوجة مثالية مؤمنة لرجل عظيم وقائد شجاع بطل في زمن الأقزام، وهو الإمام الهضيبي، يقول الأستاذ عبد الحكيم عابدين لمجلة الشهاب البيرونية عدد (15) عام 1974م، «بعد تولي الأستاذ المستشار حسن الهضيبي مسؤولية المرشد العام للأخوان المسلمين سارعت الأخوات إلى حرم المرشد الجديد يطلبن منها تقلد زمام قيادة الأخوات المسلمات لما كان معروفًا عنها من رجاحة عقل وسعة ثقافة وأصالة إيمان، واستجابت أم أسامة يمثل تواضع زوجها لحمل نصيبها من الجهاد. وكانت السيدة أم أسامة دعوة ناطقة بعملها وخلقها وإيمانها، كما كانت كذلك بأحاديثها وجولاتها وإرشاداتها متعاونة مع الأخوات الفضليات، فاطمة البدري، وسنية الوشاحي، وسنية عبد الواحد، وآمال العشماوي، وغيرهن كثير..
ولكن ماذا عن تورعها عن الاستفادة بمكانتها في الدعوة؟
يجيب الأستاذ عبد الحكيم عابدين - سكرتير الجماعة في ذلك الوقت - فيقول عندما سافر الأستاذ الهضيبي في صيف 1954م إلى السعودية وبعض بلاد الشام في مهمة دعوية، وجهت سائق سيارة الأستاذ المرشد بسيارته ليكون تحت تصرف السيدة أم أسامة حرم المرشد، ولكنها لم تقبل استقبال السيارة.
وهنا تكمل السيدة علية الهضيبي: إن أمي قالت للأستاذ عبد الحكيم إن هذه السيارة يستعملها الأستاذ حسن الهضيبي بوصفه مرشد الإخوان وليس شخص حسن الهضيبي، فهي للدعوة فقط... وحين تحدث إليها الأستاذ عبد الحكيم عابدين تليفونيًّا أن تقيل السيارة، فإن لم تقبلها بوصفها حرم المرشد فرجاء أن تقبلها بوصفها مسؤولة عن الأخوات، وتنتقل بين الشعب والبلاد لتفقد العمل النسائي في مصر، ولكن الداعية الحصيفة الواعية لم يستدرجها هذا المبرر الجديد لقبول السيارة كلية فقالت: «إنني أتفقد الشعب والأخوات وفقًا لجدول أضعه، وعلى سيادتكم أن تعتمده، وأن تحتفظ بالسيارة حتى إذا أرسلت لك جدول زياراتي واعتمدته، فأرسل لي السيارة في أوقات الجولات فقط حسب الجدول المعتمد»..
وماذا كان رد فعل الوالدة يوم أن حكم على والدك بالإعدام من محكمة الثورة؟
تحكي السيدة علية فتقول: إن أخي المستشار محمد المأمون اتصل بنا من غزة، حيث كان عمله هناك وكان مشفقًا على والده ومشفقا علينا فامسكت أمي بالتليفون، وسمعتها تقول له إيه يا مأمون عاوزني أقول لك «خير الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله».. بابا من حزب سيدنا حمزة، إحنا حننسى مبادئنا ولا إيه. وأيضا قول الرسول ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
وكانت هذه الكلمات بردًا وسلامًا على قلبه وقلوبنا، ثم جاء أهلنا وطلبوا من أمي أن يكتب أصغر أولاده - وهو أنا - التماسًا لتخفيف الحكم عن أبيها، وقالوا: «خلاص خلي علية، وهي حبيبة صغيرة هي التي تتقدم بالالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف الحكم عن حسن الهضيبي».. وهنا نهرتهم أمي قائلة: «يبقى عاوزين تعدموه مرتين مرة بيد عبد الناصر والمرة الثانية بايدينا إحنا، حسن الهضيبي هو الرجل الأول في الإخوان، وهو قدوتهم، ولو قدمنا التماسًا إلى عدوه وعدو الله يبقى إحنا بنقتله مرتين؛ مرة قتل معنوي، ومرة قتل جسدي»..
ويذكر الأستاذ عبد الحكيم عابدين في نفس المقال السابق موقف السيدة نعيمة (أم أسامة) تجاه هذا الحدث فيقول، ذهبت السيدة روحية زوجة أحد الإخوان لزيارة بيت الأستاذ المرشد في هذا التوقيت إبراء للذمة ورفعًا للملامة؛ إذ كانت شديدة التشيع لآل الإمام حسن البنا، وكانت لا تطيق أن ترى بيتا يخلف هذا البيت حتى ولو كان بيت حسن الهضيبي.. ولكنها فوجئت بامرأة حسن الهضيبي تملؤها البشاشة وحولها بنائها الثلاث (إذ كان الذكور في السجن) وعلى وجوههن الاطمئنان والسكينة، فنهضن جميعا يستقبلتها ويرحبن بها وشملتها زوجة المرشد الجديد بكل لطف وإيناس.
حتى إن السيدة روحية انقلبت مشاعرها وأفكارها رأسًا على عقب، وانطلقت تقول هكذا يجب أن يكون المرشد، وكذلك ينبغي أن تكون زوجته وبناته.
وتحكي السيدة روحية أنه أثناء وجودها مع أسرة الإمام حسن الهضيبي حضرت السيدة سعدية زوجة الوزير أحمد حسن لتواسي زوجة الإمام وبناته قائلة لأم أسامة: «هوني عليك، أحمد حسن بك بعثني لأطمئنك بأنه مستمر في أقسى الجهود حتى لا يعدم زوجك وإن كانت كلمة المرشد لا مجال لها بعد الآن».
قالت زوجة الإمام: «يا سيدة سعدية هانم، اسمعي مشكورة وبلغي السيد الوزير أن حسن الهضيبي ما تولى قيادة الإخوان المسلمين إلا وهو يعلم أن سلفه العظيم حسن البنا قد اغتيل وأهدر دمه علنا في شارع رئيس بالعاصمة، وما رضي الهضيبي أن يكون خليفة إلا وهو ينتظر هذا المصير، وقد باع نفسه لله، وبعنا أنفسنا معه، فلن يرانا أحد إذا كان هذا قدر الله إلا نماذج سكينة واطمئنان سعداء بأن نحتسبه عند الله، وتكتمل سعادتنا بأن نلحق به شهداء.
ثم تلفتت زوجة الإمام إلى بناتها الثلاث وقالت لهن، هذا ما عندي، فماذا عندكن يا بنات؛ فتتبعت الصيحة من علية وخالدة وسعاد، ليس عندنا إلا ما عندك يا أماه»؟!
هذا وكانت قد أرسلت الزوجة الفاضلة إلى الملك سعود تشكر له عاطفته الكريمة بعد تخفيف الحكم عن زوجها بواسطة سفارته بمصر بتوقيع زوجة الهضيبي وبنائه الثلاث.. تقول بعض كلمات الخطاب: «يا جلالة الملك، إننا إذ تشكر كريم عاطفتكم نؤكد لك أننا على عهد الدعوة وميثاق الجهاد، سواء استشهد الهضيبي أو طالت حياته فلن تقف عجلة الصراع؛ لأنه ليس صراعًا بين الهضيبي وعبد الناصر، ولا بين الإخوان والثورة، ولكنه الصراع الأزلي الأبدي بين الحق والباطل، بين الهدى والضلالة بين جنود الله وحزب الشيطان، وسيظل لواء الدعوة مرفوعًا وعملها موصولاً ولو ذهب في سبيله آلاف الشهداء، من رجال ونساء حتى تعلو كلمة الله ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون»، وبعد فهذه محاضننا فأين محاضنکم یا سادة؟!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل