; «حماس» تنتقم للمهندس في أكبر عمليتين استشهاديتين ضد «اسرائيل» | مجلة المجتمع

العنوان «حماس» تنتقم للمهندس في أكبر عمليتين استشهاديتين ضد «اسرائيل»

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-مارس-1996

مشاهدات 13

نشر في العدد 1190

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 05-مارس-1996

القدس المحتلة: خاص لـ المجتمع

في هجومين منفصلين هما الأعنف منذ توقيع إعلان المبادئ الإسرائيلية. الفلسطينية في العام ۱۹۹۳م، وفي توقيت لا يخلو من الدلالة والقصد، وهو الذكرى الثانية لمجزرة الحرم الإبراهيم في مدينة الخليل التي قتل فيها مستوطن يهودي «باروخ غولدشتاين»، ۲۹ مصليًّا وجرح ١٥٠ آخرين في ٢٥ فبراير «شباط»، ١٩٩٤م وأيضًا في ذكرى مرور ٥٠ يومًا على اغتيال مهندس التفجيرات في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» نفذ فلسطينيان هجومان استشهاديان منفصلان بالقنابل في مدينتي القدس وعسقلان، أسفرًا حسب المصادر الإسرائيلية عن مقتل 30 إسرائيليًّا بينهم عدد من العسكريين، وإصابة أكثر من ٨٧ آخرين بجروح مختلفة، وقالت مصادر الشرطة الإسرائيلية أن انفجارًا هائلًا وقع في السادسة و ٤٥ دقيقة من صباح الأحد ٢٥ فبراير «شباط» ١٩٩٦م في حافلة ركاب إسرائيلية تابعة لشركة «إيجد»، تعمل على خط رقم ۱۸ بين القطمون وكريات يوقيل بضواحي الشطر الغربي، وذلك أثناء توقف الحافلة في محطة لها في شارع يافا قرب محطة الباصات المركزية في القدس، وأسفر الانفجار عن مقتل ٢٣ إسرائيليًّا وجرح نحو ٥٢ آخرين أكثر من ١٥ منهم لازالت خطيرة جدًّا، وقال قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس الميجر جنرال اربيه عميت: إن الانفجار الشديد أدى إلى تمزيق الباص إلى جزءين وتحويله إلى كتلة من الحطام المتفحم، نتيجة الانفجار، وقد أسفر هذا الانفجار أيضًا على إلحاق أضرار شديدة بحافلة ركاب أخرى تحمل الرقم ٣٦ كانت تسير خلف الباص الأول وعدد كبير من السيارات الخصوصية الإسرائيلية، وقد بدت القدس بعد الانفجار مسرحًا لمعركة حقيقية في دائرة شعاعها مئة متر انتشرت فيها الجثث والأشلاء البشرية.  وفي هجوم آخر وقع بعد ٤٠ دقيقة من الانفجار الأول استهدف محطة سفر للجنود في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 7 جنود، وإصابة أكثر من ٣٥ جنديًّا، آخرين، وصفت جراح تسعة منهم بأنها خطيرة للغاية، حيث تم نقلهم بواسطة طائرات عمودية عسكرية من مستشفى برزيلاي في عسقلان إلى مستشفى تل هشومير في تل أبيب وسوروكا في بئر السبع.

 وذكرت مصادر الشرطة الإسرائيلية إلى أن الهجوم الأول الذي استهدف باص رقم ۱۸ نفذ بواسطة استشهادي يحمل عبوة ناسفة شديدة الانفجار يصل وزنها إلى ١٠ كيلو جرامات، حشيت بكرات معدنية ومسامير، وقد قام الاستشهادي بتفجير العبوة أثناء توقف الباص عند إشارة مرور في إحدى المفترقات في شارع يافا وسط الشطر الغربي من المدينة، وذلك في منتصف الباص المكون من مقطورتين، والذي كان يغص بالركاب، مما أدى إلى شطر الباص إلى نصفين احترق جزء منه كليًّا وتطايرت الأجزاء الباقية إلى مسافات بعيدة، ونتج عن الانفجار إصابة باص آخر يحمل رقم ٣٦ كان يقف وراءه ويغص بالركاب، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من ركاب الباص الثاني، حيث عثر بداخله على 3 جثث إسرائيلية، وفيما يتعلق بالهجوم الثاني في عسقلان، أفادت آخر الروايات الإسرائيلية أنه نفذ بواسطة استشهادي آخر يحمل حزام متفجرات على جسمه، وأن هذا الاستشهادي الذي يعتقد أنه خرج من قطاع غزة إلى إسرائيل كان يرتدي زي جنود إسرائيليين مما أتاح لهم التقدم والوصول إلى داخل محطة سفر الجنود في مفترق عسقلان التي كان يتواجد فيها وقت الانفجار ما لا يقل عن ٣٠ جنديًا ومجندة إسرائيليين،  وقالت مصادر في الهيئة الأمنية الإسرائيلية العليا أن تقديرات الهيئة تشير إلى ارتباط هذين الهجومين في القدس وعسقلان بالذكرى السنوية الثانية لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، والتي وقعت في ٢٥ فبراير «شباط» ١٩٩٤م، إضافة إلى مرور نحو شهرين على اغتيال المهندس يحيى عياش.  كما لم تستبعد هذه المصادر وقوف الجناحين العسكريين في حركة حماس والجهاد الإسلامي، وراء تنفيذ الهجومين، مشيرة إلى وجود تنسيق بين المجموعات المسلحة العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة لهذين الفصيلين اللذين تعهدا في وقت سابق بالانتقام لمقتل عدد من قادتهما على يد الاستخبارات الإسرائيلية.

إغلاق الضفة والقطاع ووقف المفاوضات مع السلطة:

 وعلى الفور وعقب وقوع الانفجارين سارعت السلطات الإسرائيلية إلى إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين وهو الإغلاق السادس عشر لمناطق الحكم الذاتي منذ تسلم السلطة الفلسطينية صلاحيات إدارة المناطق قبل نحو ١٥ شهرًا، بالإضافة إلى تعليق جميع المفاوضات والاتصالات مع السلطة الفلسطينية.

وكان آخر إغلاق للضفة والقطاع والذي استمر نحو أسبوعين بسبب ورود معلومات عن احتمال تنفيذ هجمات عسكرية قد رفع الجمعة الماضي أي قبل يومين من حدوث الانفجارين الأخيرين، وقالت مصادر فلسطينية إن الضفة والقطاع أغلقنا خلال الفترة المذكورة مدة ٢٥٧ يومًا منع خلالها ٥٥ ألف عامل فلسطيني لديهم تصاريح عمل من الوصول إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر، إضافة إلى ما بين ۲۰- ٣0 ألف عامل يعملون بدون تصاريح عمل وقدرت مصادر نقابية فلسطينية حجم الخسائر التي تلحق قطاع العمل الفلسطيني بسبب الإغلاق الإسرائيلي لمناطق الحكم الذاتي ما بين ٤,5 إلى ٦ ملايين دولار يوميًّا.

 وفي محاولة لإرضاء الجانب الإسرائيلي شنت قوات الأمن الفلسطينية حملة واسعة من الاعتقالات في صفوف حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في مناطق مختلفة في قطاع غزة، إثر الإعلان عن مسؤولية خلايا «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» عن عمليتي التفجير اللتين وقعتا في القدس وعسقلان. وذكرت مصادر فلسطينية أن من بين المعتقلين عدد من مطاردي كتائب «عز الدين القسام» السابقين، غير أنه لم يكشف النقاب عن أسماء المعتقلين أو عددهم، وهو أول رد فعل من قبل السلطات الفلسطينية تجاه منفذ العمليتين بعد أن تعرضت لضغوط من جانب إسرائيل لاتخاذ إجراء أمني بحق منظمات المعارضة.

«القسام» تتبنى الهجومين انتقامًا لمجزرة الحرم الإبراهيمي وعياش:

هذا .. وقد تبنت منظمة «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الهجومين الاستشهاديين اللذين وقعا في القدس وعسقلان، وقالت إنها تهديهما إلى زعيمهما العسكري الذي قتلته إسرائيل مطلع شهر يناير الماضي في غزة وهو المهندس يحيى عياش الذي كانت تتهمه تل أبيب بالوقوف وراء الهجمات الاستشهادية ضد الأهداف الإسرائيلية. وجاء في بيان وزع في القدس «تعلن خلايا المهندس يحيى عياش مسؤوليتها عن العمليتين التفجيريتين اللتين وقعتا صباح الخامس والعشرين من فبراير «شباط» ١٩٩٦م في قلب القدس المحتلة وعسقلان»، وأضاف البيان الذي حمل توقيع «التلاميذ الجدد للمهندس يحيى عياش»، أن تلك الهجمات وهي انتصار استخباري وعسكري لكتائب المهندس، ونعتبرها ضربة موجهة أساسًا للذين وقفوا وراء اتخاذ قرار تصفية المهندس».

وتعهد البيان «برد الصاع صاعين» للإسرائيليين، «وكل من تسول له نفسه المس بمجاهدينا»، وقال:« ليعلم قادة إسرائيل أننا نمتلك قاعدة صلبة وتركيبة قوية تمكننا من العمل وقتما نشاء، وفي أي مكان نريد».

وفي إشارة تعكس الرغبة في إنهاء العنف، قال البيان إنه في حال أوقفت إسرائيل «ممارسة الإرهاب وأطلقت سراح معتقلينا على الفور سيكون لنا موقف تاريخي»، مشيرًا لأن «حماس» ليست ضد السلام العادل والمشرف.

انعكاسات العمليتين على العلاقة بين السلطة وحماس:

أجمع المراقبون على أن الانفجارين الأخيرين اللذين وقعا في القدس وعسقلان مزقا الهدنة غير المعلنة بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والسلطة الفلسطينية منذ أغسطس «آب» الماضي، وهو تاريخ آخر عملية استهدفت حافلة إسرائيلية في القدس وتسببت في مقتل أربعة أشخاص وجرح ۸۹ آخرين. وأكد أحد زعماء «حماس» في قطاع غزة رفض الإفصاح عن اسمه أن حركته أحجمت عن شن هجمات على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر القليلة الماضية حتى لا يلقى عليها بالمسؤولية عن تقويض إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي، ومن المعروف أن إسرائيل استكملت في أواخر العام الماضي انسحابها من ست مدن بالضفة الغربية ومئات القرى الفلسطينية.  ومن جهة أخرى تتهم حركة حماس السلطة الفلسطينية بأنها قد أخفقت في حماية عناصرها من عمليات الاغتيال على أيدي المخابرات الإسرائيلية والتي كان آخرها اغتيال المهندس يحيى عياش قبل نحو شهرين، كما تتهم الحركة قوات الأمن الفلسطينية بأنها واصلت هي الأخرى حملاتها لضبط مؤيدي «حماس»، وأساءت معاملة عناصرها أثناء اعتقالهم واستجوابهم.

 وقال أحد زعماء «حماس»، إن إسرائيل لم تتوقف عن تعقب فارين من «حماس»، فيما يواصل عرفات اعتقال وإساءة معاملة كوادر الحركة وزعمائها . وكانت حركة «حماس»، التي تعارض اتفاق السلام الفلسطيني الإسرائيلي قد التزمت بهدنة غير رسمية منذ أغسطس «آب» الماضي، لكن استمرار إسرائيل في مطاردة واغتيال عناصرها، واستمرار السلطة في مطاردة واعتقال كوادرها قد أدى إلى تمزيق هذا الاتفاق. وفيما أدان ياسر عرفات الهجومين ووصفهما بأنهما ليستا عمليتين عسكريتين، بل عمليتين إرهابيتين، فقد أنحى مستشار رئيس السلطة الفلسطينية الدكتور أحمد الطيبي على إسرائيل باللائمة، محملًا إياها جزءًا من مسؤولية دائرة العنف التي عادت لتجتاح منطقة الشرق الأوسط وقال الطيبي: «إن سلوك إسرائيل ممثلًا في تكثيف حملات الاستيطان، وتنفيذ عمليات اغتيال لعدد من الرموز الفلسطينية، وتكرار إغلاق الأراضي المحتلة تسبب في خلق حالة من الغضب بين الفلسطينيين وتوليد رغبة بالانتقام».

دلائل التوقيت والانتخابات:

يحمل توقيت العمليتين دلائل خطيرة بالنسبة للجانب الإسرائيلي منها أن الطريقة والدقة اللتين استخدمتا في تنفيذ العمليتين الاستشهاديتين قد أكدنا أن عملية اغتيال المهندس لم تؤثر على كفاءة الحركة في إعداد وتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة أمنون شاحاك بقوله: «لا أستطيع تأكيد وجود تطور في العمليات المنفذة ضد الأهداف الإسرائيلية»، في حين قال وزير البيئة الإسرائيلي يوسي ساريد معقبًا على هاتين الحادثتين «لا شك أن هذا اليوم هو صعب للغاية على الإسرائيليين»، وأضاف «لقد خيل لنا أن مثل هذه الأعمال قد انتهت»، وأوضح ساريد أن السلطة الفلسطينية قامت بأعمال كثيرة لمنع وقوع أعمال إرهابية من قبل عناصر من حركتي «حماس»، و«الجهاد الإسلامي»، مشددًا على ضرورة تعميق التعاون بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في هذا الشأن. 

وفيما تشتبه إسرائيل بأن محمد ضيف قائد الجناح العسكري في حركة حماس هو الذي أعد للتفجيرين الأخيرين ،كشف مصدر وزاري في السلطة الفلسطينية لصحيفة «المجد» الأردنية الأسبوعية الصادرة في ٢٦ فبراير «شباط»، «أن جهاز الشاباك الإسرائيلي قد طلب من ثلاثة من أجهزة أمن فلسطينية هي الاستخبارات العسكرية، والمخابرات العامة، والأمن الوقائي تنسيق الجهود وتعزيز التعاون بهدف اصطياد المهندس محيي الدين الشريف المولود في بيت حنانيا قرب القدس والبالغ من العمر ٢٨ عامًا. والحاصل على بكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، والقائد الجديد لخلية التفخيخ التي تطلق على نفسها اسم «تلاميذ يحيى عياش».

أما على صعيد الانتخابات الإسرائيلية فقد اعتبرت العمليتان أنهما وجهتا ضربة شديدة لتوقيت الانتخابات وذهبتا بالأهداف التي أريد تحقيقها من وراء تقديم موعدها، فقد بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز يوم تنفيذ العمليتين قلقًا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأن العمليتين الاستشهاديتين اللتين نفذهما مقاومون فلسطينيون ضد هدفين إسرائيليين في القدس وعسقلان تزامننا مع استعدادات حزب العمل الإسرائيلي الذي يتزعمه بيريز لبدء حملته الدعائية. للانتخابات الرئاسية وانتخابات الكنيست القادمة المقرر لها أن تجرى في ٢٩ مايو «آيار» القادم.

وقال بيريز في مؤتمر صحفي عقده بعد ذلك محاولًا تخفيف حدة الصدمة التي اجتاحت صفوف الإسرائيليين جراء هذين الحادثين أن «هذه الساعات تعد صعبة على اليهود جميعًا»، وأضاف «أنني كلي آمل بأن نستطيع إنقاذ حياة الأشخاص الذين يعانون من جروح بالغة»، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخوض حربًا صعبة، وقال: «سنواصل طريقنا من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ولن نخضع لتهديدات حركتي «حماس»، و«الجهاد الإسلامي».

وقال محللون سياسيون إن الحادثين المذكورين قد يضعفان موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز في الانتخابات القادمة، وسيكون لهما تأثير كبير على الرأي العام الإسرائيلي، لاسيما أنها المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ عمليتي تفجير في أن معًا بهذا الشكل ويخلفان هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى، عدا أن الحادثين وقعا بعد أقل من ٤٨ ساعة على رفع الطوق الأمني الذي فرضته السلطات الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة منذ يوم ١٢ من شهر فبراير الماضي، تحسبًا لأعمال من هذا النوع.

ويشير الخبراء إلى أن تصريحات زعيم حزب الليكود اليميني المعارض في إسرائيل بنيامين نتنياهو التي دعا فيها إلى وحدة الصف بين الإسرائيليين، وتجنبه توجيه انتقادات للحكومة كما جرت العادة بعد كل حادثة من هذا القبيل، قد تعزز من موقفه في الانتخابات القادمة، خاصة بعد أن أثبت آخر استطلاع للرأي ازدیاد شعبيته على حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية تصريحات عن رئيس الدولة العبرية عيزرا وايزمن مفادها أن حادثي التفجير في القدس وعسقلان «يعدان الأخطر في تاريخ إسرائيل».

وفي محاولة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي للتخفيف من أثر الهجومين قال بيريز أنه أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وطلب منه اتخاذ إجراءات فورية حازمة ضد البنية العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما طلب عقد لقاء قريب بينهما. 

دلائل عملية القدس:

يحمل اختيار مدينة القدس لتكون مسرحًا لإحدى عمليتي التفجير الأخيرة دلائل معينة، فبينما يستعد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي للبدء في محادثات التسوية النهائية المقرر لها في شهر مايو «آيار» القادم، والتي ستتناول الوضع النهائي لمدينة القدس، شهد العامان الماضيان تصاعد الهجمات الاستشهادية ضد الأهداف الإسرائيلية في المدينة المقدسة وهي في غالبها ضد حافلات ركاب. وتعتقد مصادر فلسطينية أن تسابق المسؤولين الإسرائيليين في إطلاق التصريحات التي تؤكد بأن القدس ستبقى موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل، والاستمرار في عمليات الاستيطان المكثفة لتغيير طابع المدينة المقدسة، ربما كان السبب المباشر لاختيار القدس لتكون مسرحًا للهجوم الأخير الذي وقع في شارع حيفا في المدينة، وهو الهجوم الثالث الذي تشهده المدينة منذ التوقيع على اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمة التحرير وإسرائيل في سبتمبر «أيلول» ۱۹۹۳م، أما الهجومان الآخران فقد حدث الأول في ٢٥ ديسمبر «كانون أول» ١٩٩٤م، وذلك حين أقدم مواطن فلسطيني يدعى أسامة راضي، وهو عضو في مجموعات القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» على تفجير نفسه بحزام ناسف قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل وجرح ١٣ جنديا إسرائيليًّا.  وحدث الهجوم الثاني في ۲۱ أغسطس «آب» ١٩٩٥م حين نفذ مقاوم من حركة «حماس» هجومًا استشهاديًّا ضد حافلة ركاب إسرائيلية في مفترق رامات اشكول شمال مدينة القدس، أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين، وجرح ما لا يقل عن ۷۰ آخرين.

١٢ عملية استشهادية نفذت ضد أهداف

إسرائيلية منذ مذبحة الخليل عام ١٩٩٤م

يعتبر الهجومان الاستشهاديان اللذين استهدفا حافلتي ركاب إسرائيليتين في مدينتي القدس وعسقلان، الحادثين رقمي ۱۱، ۱۲ اللذين تنفذهما فصائل المقاومة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية منذ مذبحة المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في مثل هذا الوقت من شهر فبراير «شباط» ١٩٩٤م، والتي تقول السلطات الإسرائيلية أنها دفعت المقاومين الفلسطينيين إلى تعميم هجماتهم المسلحة لتشمل مدنيين إسرائيليين، وفيما يلي إحصائية أعدتها وكالة قدس برس بهذه الهجمات:

  • 6 إبريل «نيسان» ١٩٩٤م: أحد مقاتلي مجموعات «عز الدين القسام» هو رائد زكارنة يفجر سيارة مفخخة قرب حافلة ركاب إسرائيلية في مدينة العفولة، مما أدى إلى مقتل 8 إسرائيليين وجرح ما لا يقل عن ٣٠ آخرين، وقالت حركة «حماس»، إن الهجوم هو ردها الأول على مذبحة المصلين في الخليل.
  • ١٣ إبريل «نيسان» ١٩٩٤م: مقاوم آخر من حركة «حماس»، هو عمار عمارنة يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة إسرائيلية في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر، مما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين، وجرح العشرات.
  • ۱۹ أكتوبر «تشرين أول» ١٩٩٤م: صالح نزال وهو مقاتل في خلايا عز الدين القسام يفجر نفسه داخل حافلة ركاب إسرائيلية في شارع «ديزينغوف» في مدينة تل أبيب، مما أدى إلى مقتل ٢٢ إسرائيليًّا، وجرح ما لا يقل عن ٤٠ آخرين.
  • ۱۱ نوفمبر «تشرين ثان» ١٩٩٤م: مقاوم في مجموعات «القوى الإسلامية المجاهدة - قسم الجناح العسكري - لحركة الجهاد الإسلامي» يفجر نفسه أثناء قيادته دراجة هوائية قرب تجمع للضباط الإسرائيليين عند مفترق طرق مستوطنة نتساريم، مما أدى إلى مقتل 3 ضباط، وقالت حركة الجهاد إن الهجوم جاء ردًّا على اغتيال هاني عايد أحد قادتها في غزة.
  • ٢٥ ديسمبر «كانون أول»١٩٩٤م: أسامة راضي وهو شرطي فلسطيني، وعضو سري في مجموعات القسام يفجر نفسه قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو الإسرائيلي في القدس، ويجرح ١٣ جنديًّا على الأقل.
  • ٢٢ يناير «كانون ثان» ۱۹۹٥م: مقاتلان فلسطينيان من مجموعات «قسم» يفجران نفسيهما في محطة للجنود الإسرائيليين في منطقة «بيت ليد» قرب نتانيا، مما أدى إلى مقتل ۲۳ جنديًّا ، وجرح ٤٠ آخرين في هجوم وصف بأنه الأعنف من نوعه.
  • 9 إبريل «نيسان» 1995م: حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تنفذان هجومين استشهاديين ضد مستوطنين يهود في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 7 إسرائيليين، وقالت الحركتان إن الهجمات نفذت انتقامًا لتفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة، مما أدى إلى مقتل نحو خمسة فلسطينيين بينهم اثنين من كبار نشطاء مجموعات «عز الدين القسام».
  • ٢٥ يونيو «حزيران »١٩٩٥م: معاوية روكة وهو مقاتل استشهادي في مجموعات القسام يفجر نفسه مستخدمًا عربة حمار كان يقودها في قطاع غزة ضد دورية إسرائيلية، لم تسفر عن وقوع ضحايا.
  • ٢٤ يوليو «تموز» ١٩٩٥م: مقاتل استشهادي مجهول يعتقد أنه من مجموعات القسام التابعة لحركة «حماس» يفجر نفسه داخل حافلة ركاب إسرائيلية في «رمات غان» بالقرب من تل أبيب، مما أدى إلى مصرع ٦ إسرائيليين، وجرح ۳۳ آخرين. 
  • ۲1 أغسطس «آپ» ١٩٩٥م: مقاتل من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ينفذ هجومًا استشهاديًّا ضد حافلة ركاب إسرائيلية في مفترق رامات أشكول شمال مدينة القدس، أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين، وجرح ما لا يقل عن ٧٠ آخرين.
الرابط المختصر :